الصحة النفسية

علاج ضعف الاعصاب الطرفية

 

ضعف الأعصاب الطرفية

يُشير مفهوم ضعف الأعصاب الطرفية أو اعتلال الاعصاب الطرفية (Peripheral Neuropathy) إلى مجموعة من المشكلات والحالات المرضية التي تُؤدي إلى تضرر الأعصاب الواصلة بين الدماغ، والحبل الشوكي، وباقي أنحاء الجسم، بما في ذلك؛ العضلات، والجلد، والأعضاء الداخلية، وعادةً ما يُؤدي هذا الضرر إلى تدهور التواصل الحاصل بين الدماغ وبين هذه الأجزاء من الجسم، ممّا يُؤثر على حركة العضلات، ويمنع وصول الإشارات العصبية الطبيعية من أطراف الجسم، وقد يشعر المصاب بالألم بسبب ذلك أيضًا.

وهنالك بالطبع أنواع كثيرة من اعتلال الأعصاب الطرفية، منها ما يُعرف بمتلازمة النفق الرسغي، التي تُصيب اليدين نتيجة لكثرة استخدامها أثناء استعمال الحاسوب مثلًا، كما تلتحق مشكلات الأعصاب الناجمة عن مرض السكري بفئة اعتلال الأعصاب الطرفية أيضًا، لكن يبقى هنالك طرق كثيرة لعلاج ضعف الأعصاب الطرفية، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.

العلاجات الطبية لضعف الأعصاب الطرفية

قد يكون بوسع الأطباء علاج بعض حالات ضعف الأعصاب الطرفية، لكن حالات أخرى قد يستحيل علاجها تمامًا، وقد ينحصر العلاج فقط في التحكم أو تقليل شدة الأعراض الناجمة عن ضعف الأعصاب، ومنع تدهور الحالة المرضية إلى مضاعفات أكثر سوءًا، وعمومًا تتضمن أبرز الطرق الطبية، لعلاج ضعف الأعصاب الطرفية على الآتي:

  • الأدوية: يلجأ الأطباء إلى صرف الأدوية لمرضى ضعف الأعصاب الطرفية من أجل تخفيف حدة الآلام التي يشعرون بها، وهنالك بالطبع أنواع كثيرة من الأدوية القادرة على الوصول إلى هذا الغرض، منها:
    • مضادات الاكتئاب؛ كالدولوكسيتين (Duloxetine)، والنورتريبتيلين (Nortripyline).
    • مضادات الصرع؛ كالغابابنتين (Gabapentin)، والبريجابالين (Pregabalin).
    • كريمات الليدوكائين (Lidocaine)، والكابسيسين (Capsaicin) الموضعية.
  • العلاج الطّبيعي: يوظف العلاج الطبيعي مجموعة من التمارين، وأساليب المساج، والتدليك، وغيرها من الطرق العلاجية القادرة على تمكين استعادة الاتزان، والقوة العضلية، ونطاق الحركة لدى المريض.
  • العلاج الوظيفي: يُقدم العلاج الوظيفي مجموعة من الإرشادات التي بوسعها مساعدة المصاب على التأقلم مع الآلام، والمشكلات الوظيفية الناجمة عن ضعف الأعصاب الطرفية، فضلًا عن تعليمه مهارات جديدة لتعويض خسارته لوظائف جسده السابقة.
  • الجراحة: تتوفر الخيارات الجراحية للمرضى الذين يُعانون من اعتلال الأعصاب، نتيجة لتعرض الأعصاب للضغوطات الغضروفية أو العظمية، كما هو حاصل في حالات الديسك، أو متلازمة النفق الرسغي، أو حتى الأورام والالتهابات.
  • المعدات الطبية الميكانيكية المساعدة: يجد بعض المرضى بعض الراحة عند استخدامهم للأحذية الرياضية، أو العكازات، أو الجبائر الطبية، القادرة على دعم الجسم وإبقاء الأعصاب المصابة في نسقٍ متوازي أو مثالي قدر الإمكان.
  • التغذية والأنماط الحياتية المناسبة: يُصبح من الضروري تزويد مرضى ضعف الأعصاب الطرفية بالأطعمة الصحية والمتوازنة من أجل إمداد أجسامهم بالفيتامينات والعناصر الغذائية المفيدة لهم، وقد يكون من الأنسب لهم كذلك اتباع أنماط حياتية صحية؛ كترك التدخين، وممارسة الأنشطة الرياضية الهادفة إلى تقوية العضلات، والوصول إلى أوزان صحية، ونبذ تعاطي الكحوليات أيضًا.
  • علاجات أخرى: يتحدث البعض عن إمكانية استخدام أنواع وأساليب أخرى من العلاج للتغلب على الآلام والمشكلات الناجمة عن اعتلال الأعصاب الطرفية، منها؛ أسلوب يُدعى بالتحيز الكهربي للأعصاب عبر الجلد (Transcutaneous electrical nerve Stimulation)، الذي يهدف إلى زرع أقطاب كهربية فوق الجلد أو بالقرب من الأعصاب المتضررة من أجل عرقة وصول إشارات الألم إلى الدماغ.

العلاجات التكميلية لضعف الأعصاب الطرفية

يؤيد بعض الخبراء استعمال علاجاتٍ تكميلية أو طبيعية لغرض التعامل مع حالات ضعف الأعصاب الطرفية، ومن بين هذه العلاجات ما يهدف إلى علاج التوتر أصلًا؛ كالتأمل، والتدليك، والإبر الصينية، كما يسعى آخرون إلى نصح المرضى باتباع بعض الارشادات البسيطة؛ مثل:

  • ارتداء الملابس المصنوعة من الأقمشة غير المسببة للتهيجات؛ كالقطن مثلًا.
  • تغطية المناطق المصابة أو الحساسة بضمادات جروح بلاستيكية.
  • استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة في حال كان ذلك ممكنًا دون التسبب في حدوث مشكلات إضافية.

أمّا بالنسبة إلى موضوع استخدام الأعشاب والمكملات الغذائية لغرض التعامل مع حالات ضعف الأعصاب الطرفية، فإنّ الخبراء قد تحدثوا عن إمكانية أن تكون بعض الأعشاب (كزيت زهرة الربيع المسائية) مفيدة للتعامل مع الآلام الناجمة عن اعتلال الاعصاب الطرفية لدى مرضى السكري، لكن الحذر ضروري عند أخذ الأعشاب بسبب إمكانية تعارض هذه الأعشاب مع الأدوية التي يأخذها مرضى السكري.

أمّا فيما يخص المكملات الغذائية، فإن الأحماض الأمينية قد تكون مفيدة لبعض الناس، لكن يجب عدم التغاضي عن الأعراض الجانبية التي تحملها هذه المكملات، ومن الجدير بالذكر أن حمض حمض ألفا- ليبويك (Alpha-Lipoic Acid) قد وصف لعلاج اعتلال الأعصاب الطرفية في أوروبا لسنوات طويلة، لكن يبقى لهذا الحمض تأثيرٌ على مستويات السكر في الدم أيضًا.

نصائح للتعايش مع ضعف الأعصاب الطرفية

تزداد فرص التعرض للحوادث المؤسفة نتيجة لضعف الأعصاب الطرفية لدى بعض المرضى حتى داخل منازلهم، لذا قد يكون من الأنسب طرح بعض النصائح لزيادة الشعور بالأمان والتعايش مع هذه المشكلة، مثل:

  • ارتداء الأحذية دائما لحماية القدمين.
  • تنظيف أرضية المنزل وعدم ترك أي شيء يُمكن التعثر به أثناء المشي.
  • تحسس درجة حرارة مياه الاستحمام باستخدام المرفقين، وليس اليدين أو القدمين عند الرغبة بالاستحمام.
  • وضع درابزين أو مقابض حديدية في الحمامات وأمكنة الاستحمام.
  • وضع قطع من السجاد في الحمامات لمنع الانزلاقات.
  • تغيير وضعية الجلوس والتعود على الحركة بين الفنية والأخرى.

قد يُهِمُّكَ

ما زالت الأبحاث العلمية الهادفة لإيجاد حلول وعلاجات جديدة لضعف الأعصاب الطرفية، قيد التطوير والتنظيم حاليًا، خاصة تلك التي يقوم بها المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تمكنت بعض هذه الأبحاث من الكشف عن وجود علاقة بين الإصابة بضعف الأعصاب الوراثي وبين حصول الطفرات الوراثية، وبات هنالك تساؤلات حول إمكانية استخدام هندسة الأنسجة الحية من أجل تعديل مكونات الأعصاب للوصول إلى علاجات جديدة، لضعف الأعصاب الطرفية.

السابق
علامات سكرات الموت للمريض
التالي
ماهي اعراض جرثومة المعده النفسيه

اترك تعليقاً