اسلاميات

علامات قرب استجابة الدعاء في المنام

مفهوم الدعاء

يعرّف الدعاء في معاجم اللغة العربية بأنه مصدر مشتق من الفعل الثلاثي دعا أي طلب ونادى، ويعرف الدعاء اصطلاحًا بأنه لبُّ العبادة في الشريعة الاسلامية وتقوم على سؤال العبد لربه؛ لطلب الخير منه ودرء الشّر على وجه الابتهال، والدعاء ثلاثة أنواع، فإمّا أن يكون بذكر أسماء الله الحسنى والثّناء عليه وتوحيده، أو بذكره حمدًا وتسبيحًا وتهليلًا وتكبيرًا، أو بذكر صفاته؛ فهو يسمع أصوات الدعاة ويرى حركاتهم ولا تخفى عليه أعمالهم، والدعاء في القرآن الكريم هو الطلب والسؤال من الله سبحانه وتعالى، كما في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، وهو النداء، كما في قوله تعالى: (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ)، وهو توحيد الله والثناء عليه وتمجيده، كما في قوله تعالى: (قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ)، وهو رفعة القدر، كما في قوله تعالى: (لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِى ٱلآخِرَة).

علامات قرب استجابة الدعاء في المنام

أجمعَ المفسرون بما فيهم الشّيخ محمد بن سيرين رحمه الله على مجموعة من العلامة الدالة على قرب الفرج، ويمكن إجمال هذه العلامات في ما يأتي:

  • الدّعاء في المنام، فمن يرى نفسه وهو يدعو إلى الله تبارك وتعالى في منامه، فتفسير رؤياه أن الله سيستجيب دعاءه في الواقع.
  • نزول المطر من السّماء، وكلّما كان المطرُ غزيرًا كانت الرؤيا توحي بالخير والبركة والرزق، وتجدرُ الإشارة إلى اجتماع العلامة السابقة وهي الدّعاء مع نزول المطر تُعدُّ علامةً محمودةً جدًا في المنام، بأن الله تعالى استجاب لدعاء وسوف يتحقق.
  • رؤية بيت الله الحرام، أي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، ورؤية الصدقة، وليلة القدر، والقيام بالعبادات تقربًا إلى الله في المنام، فهي تعد من أهم علامات استجابة الدعاء، وتُرسَل للعبد المسلم في المنام لتدل على الرزق والخير الذي سيحصل عليه في الفترة القادمة.
  • أداء صلاة قيام الليل، بأن يجعل الله تعالى عباده يقومون ليلًا من أجل الدعاء لله حتى يستجيب لهم، وهذه تعد من أفضل الرؤيا المؤكدة في استجابة الدعاء.
  • ليلة القدر في شهر رمضان المبارك.
  • استجابة الدّعاء في المنام تدل على استجابته في الواقع، أو أن يرى العبد المسلم نفسه في المنام يدعو الله.

أسباب استجابة الدعاء

على المسلم أن يأخذَ بالأسباب التي تجعل من دعائه مستجابًا عند الله، وقد حدثنا الله جلَّ وعلا في كتابه الكريم عن مسببات الإجابة، وأجراها على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فروى لنا مئات الأحاديث، ويمكن إجمال الأسباب فيما يأتي:

  • توخي أوقات الإستجابة كيوم عرفة، فقد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ)، بالإضافة إلى شهر رمضان، وساعة في يوم الجمعة قد اختلف العلماء في تحديدها على وجه الدقة، وفي هذا المقام رأيت اثنين، فمنهم من قال أنَّ ساعةَ الاستجابة في يوم الجمعة تبدأ مع جلوس الخطيب على المنبر إلى إقامة الصّلاة، وقيل إنّها تصادف ما بين العصر وغروب شمس اليوم، وتوجدُ أوقات أخرى للإجابة منها ما بين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، والثلث الأخير من الليل، وأدبار الصّلوات الخمس المفروضة فقد روى الترمذي في سننه بسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: (جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ).
  • استقبال القبلة كما في الصّلاة.
  • رفع اليدين في الدعاء.
  • خفض الصوت، فعن عائشة قالت: (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِه).
  • تكرار النداء ثلاثًا في المرة الواحدة، مع الإلحاح المستمر وعدم اليأس.
  • تجنب ارتكاب الذّنوب والمعاصي ما أمكن، والمبادرة على التوبة والاستغفار عند الوقوع في أي منها.
  • الدعاء بالخير وعدم الاعتداء، فالله لا يستجيب دعاءً بإثم أو قطيعة رحم.
  • اليقين بإجابة الدّعاء، فالدعاء يتطلب قلبًا واثقًا بالله، عالمًا أنّه يطلبُ من رب الأرباب وملك الملوك ومالك كل شيء، فقد روي عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: (ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي).
  • الالتجاء إلى الله في وقت الرّخاء، فمن عرفَ الله في الرّخاء؛ عرفه الله في الشدة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قَال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن سرَّه أن يَستَجيبَ اللهُ له عند الشَّدائدِ والكُربِ فليُكثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ)
  • الحرص على الكسب الحلال وعدم أكل مال الحرام، وإذا فعل فعليه أن يرد المظالم إلى أهلها، ثم يعلن توبته إلى الله.
  • بدء الدعاء بذكر الله وحمده والثّناء عليه، والصّلاة على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
  • الإكثار من ذكر الله، قال تعالى:(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
  • التّوسل إلى الله بأعمال صالحة كان قد أداها العبد ابتغاءَ وجه الله ورضوانه، ومثال ذلك قصة الثلاث في الغار الذي أغلق عليهم بصخرة، فدعا كل واحد منهم بعمل صالح فانفرجت الصخرة شيئًا فشيئًا إلى أن زالت نهائيًا.
  • الدّعاء بالمأثور وما ورد عن الأنبياء والمرسلين، ومثال ذلك دعوة نبي الله يونس في بطن الحوت، إذ قال: (لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
  • طلب الدّعاء من أهل التّقوى والصّلاح من المسلمين، ويدعو للمظلومين وللمستضعفين من المسلمين.
  • الدّعاء في ظهر الغيب للآخرين، فكلُّ دعاء يدعوه المرء لغيره، يُستجاب له بمثله، ولكن يجب أن يبدأ الدعاء بنفسه ثم الدعاء للآخرين.

شروط استجابة الدعاء

توجد عدة شروط لاستجابة الدعاء، ومنها ما يأتي:

  • دعاء الله وحده لا شريك له بإخلاص وصدق، لأن الدعاء يعد عبادة.
  • ألا يدعو المرء بقطيعة رحم أو بإثم، وألا يستعجل باستجابة الدعاء؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما الاسْتِعْجَالُ؟ قالَ: يقولُ: قدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذلكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ)[
  • أن يدعو بقلب حاضر، لديه يقين بالإجابة، ويحسن ظنه بالله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ، واعلَموا أنَّ اللَّهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ) رواه الترمذي.
  • بدء الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختمه أيضًا بذلك.
  • ألّا يشتمل الدعاء على شيء من التوسّلات البدعية الشركيّة، كالدعاء بالموت.
السابق
أسباب ظهور مسمار اللحم
التالي
علاج ارتفاع الهيموجلوبين في الدم

اترك تعليقاً