الصحة النفسية

غدة بارثولين

غدة بارثولين

أين تقع غدة بارثولين؟

تُعرف غدة بارثولين أو الغدة الدهليزية الكبرى بأنها أحد الأعضاء التابعة للجهاز التناسلي الأنثوي، ويعود الفضل في اكتشافها لأول مرة في عام 1677 على يد عالم التشريح الدنماركي كاسبر بارثولين سيكوندس، وقد أصبح معروفًا بعد ذلك أن وظيفة هذه الغدة تكمن في إفراز مادة مخاطية تعمل على تزليق أو ترطيب كل من المهبل والفرج، وفي الحقيقة فإن هناك زوجين من الغدد البارثولينية يقعان في دهليز الفرج على جانبي الفتحة الخارجية للمهبل، ويناظران في موقعهما الغدد البصلية الإحليلية (غدد كوبر) الموجودة لدى الذكور، لكن تتميز هاتان الغدتان بشكلهما البيضاوي وطولهما الذي يصل إلى 0.5 سنتيمتر، وهنالك قناة تصريف يبلغ طولها 2 سنتمتر ومهمتها هي ربط هاتين الغدتين بالفتحة المهبلية من الخلف، أما بالنسبة لتكون أو نشاة هاتان الغدتان، فإنهما يتكونان لدى الأجنة من الجيب البولي التناسلي الذي يتطور ليُصبح الجزء السفلي من المهبل، وعلى العموم فإن غالبية غدة بارثولين تتكون من عُنيبات مُخاطية مبطنة بظهارة عمودية بسيطة، ويتم تزويد هذه الغدة بحاجاتها من المواد الغذائية عن طريق الشريان الفرجي الخارجي، وتصب الإفرازات اللمفاوية لكلتا الغدتين في الغدد الليمفاوية السطحية الإربية والحوضية.

ما وظيفة غدة بارثولين؟

تتمثل الوظيفة الأساسية لزوجيّ غدة بارثولين في ترطيب المنطقة التناسلية الأنثوية بين الفرج والمهبل أثناء الانخراط بالنشاط الجنسي، كما تعمل على إفراز مادة مُخاطية شفافة وسميكة وذات درجة حموضة قاعدية لغرض تسهيل الإيلاج، وعادةً ما تنتقل هذه المادة من غدة بارثولين إلى المهبل عبر قنوات خاصة تُعرف باسم قنوات بارثولين، لكن قد تتعرض غدة بارثولين وقناتها إلى بعض الأمراض التي تؤثر على أدائها لوظيفتها، ومنها انسداد قناة بارثولين وتجمع الإفرازات المُخاطية فيها وهو ما يُعرف بكيس غدة أو قناة بارثولين، كما يمكن أن تُصاب الغدة أو القناة البارثولينية بعدوى معينة وتُعرف هذه الحالة المرضية بخراج غدة بارثولين، وتتفاوت العلاجات المناسبة للتعامل مع الحالات المرضية التي تُصيب الغدة البارثولينية وقناتها، ويمكن أن يُشفى بعضها دون علاج، بينما قد تحتاج حالات أُخرى إلى تدخل طبي.

ما الاضطرابات التي قد تصيب غدة بارثولين؟

يمكن أن تتعرض الغدة البارثولينية وقنواتها إلى بعض الاضطرابات التي تؤثر على وظيفتها، وفيما يلي نوضح لك أبرز هذه الاضطرابات وأسباب حدوثها وطرق تشخيصها.

  • كيس بارثولين: يُعرف كيس بارثولين بأنه حالة مرضية ناتجة عن انسداد القناة البارثولينية التي تنقل إفرازات هذه الغدة إلى المهبل، مما ينتج عنها ارتداد وتراجع هذه الإفرازات وتكوّن انتفاخ أو كيس في هذه الغدة، وغالبًا ما تتكون هذه الأكياس دون أعراض أو آلام مزمنة ما لم تكن كبيرة الحجم وملتهبة، كما أنها تبقى مجرد أكياس أو أورام حميدة وليست سرطانية، ولتشخيص هذه الحالة يحاول الطبيب غالبًا فحص منطقة الحوض، وأخذ عينة من الإفرازات والخراج لتحليلها مخبريًا وتحديد ما إذا كانت مُصابةً بعدوى ما، وفي حالات أخرى يتم أخذ خزعة أي عينة من نسيج الكيس للتأكد من سلامة الأنسجة من خطر الإصابة بسرطان الفرج.
  • خراج بارثولين: يتكون خراج بارثولين نتيجةً لإصابة الأكياس المتشكلة في هذه الغدة بعدوى بكتيرية مثل الإشريكية القولونية، أو الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان، ويمكن أن تتعافى المصابات منه تمامًا إلا أنه من المحتمل تكرار الإصابة به مرة أخرى، ويرافق خراج بارثولين ألم شديد كما أنه يتكوّن عادةً على جانب واحد من المهبل، ولتشخيص الإصابة به يقوم الطبيب عادةً بإجراء فحص جسدي للمريضة للتأكد من عدم وجود أي كتل داخل المهبل يمكن أن تشير إلى وجود خراج، كما يمكن أخذ عينة من المنطقة للتحقق من وجود أي أمراض منقولة جنسيًا بحاجة إلى العلاج.
  • أورام غدة بارثولين: يمكن أن تُصاب غدة بارثولين بأنواع مختلفة من الأورام السرطانية، منها سرطان الخلايا الحرشفية الذي يُعد من أكثر أنواع السرطانات التي تُصيب الغدة البارثولينية شيوعًا، فضلًا عن السرطان الغدي والسرطانة الغدية الكيسية.
  • التهاب بارثولين: يُعرف التهاب بارثولين بأنه التهاب يُصيب إحدى غدتي بارثولين أو كليهما، ويحدث نتيجةً للجراثيم التي يمكن التعرض لها أثناء ممارسة الجنس، لكن التهاب البارثولين لا يتنقل عن طريق الاتصال الجنسي، ومن أعراض الإصابة به وجود تورم بالقرب من فتحة المهبل أو الشعور بعدم الراحة أو الألم في منطقة الفخذ.

علاج كيس بارثولين

لا يحتاج كيس بارثولين في كثيرٍ من الأحيان إلى أي علاج طبي، خاصةً إذا لم يرافقه ظهور أي علامات أو أعراض، كما أن علاجه يتوقف أصلًا على حجم الكيس، ومقدار الألم والشعور بعدم الراحة الذي يُسببه، وما إذا كان الكيس مُصابًا بعدوى ما، أو أدى إلى تكوّن الخراج، ومن العلاجات التي يوصي بها الأطباء ما يلي:

  • الجلوس في حوض مليء بالماء الدافئ عدة مرات يوميًا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام؛ إذ يمكن أن يؤدي هذا العلاج إلى تمزق الكيس في حال كان حجمه صغير والتخلص منه بكل سهولة.
  • يمكن أن تكون الجراحة لاستئصال الكيس مفيدة أكثر في حال كان الكيس ملتهبًا أو كبير جدًا، وعادةً فإن الطبيب يُحدث شق صغير في الكيس ويُدخل أنبوب صغير عبره إلى الداخل، مما يسمح للإفرازات المتراكمة داخله للخروج من الكيس، وغالبًا ما يبقى الأنبوب داخل الشق لما يُقرب من ستة أسابيع ليتم التأكد من خروج كامل الإفرازات.
  • إذا كان الكيس مُلتهبًا أو ناتجًا عن الإصابة بعدوى بكتيرية منقولة جنسيًا فقد يصف الطبيب مضادًا حيويًا لعلاج هذا الأمر.
  • في بعض الحالات التي تتكرر فيها الإصابة بكيس بارثولين ولم تنجح أي من طرق العلاج السابقة في علاجها، قد يضطر الطبيب إلى استئصال غدة بارثولين بالكامل، لكن ذلك يحمل معه الكثير من المضاعفات الخطيرة.

قد يُهِمَُكَ: أعراض انسداد غدة بارثولين

غالبًا ما تُصاب المرأة بانسداد غدة أو قناة بارثولين عند تشكل أكياس فيها لكن ليس من الضروري ظهور أي علامات أو أعراض عليها، بينما في بعض الأحيان قد تظهر بعض أعراض الإصابة خاصةً إذا كان حجم الكيس كبيرًا أو مُصابًا بعدوى ما، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

  • ألم شديد في موقع الكيس يُسبب صعوبة في المشي والجلوس.
  • تدلي إحدى الشفرتين الموجودتين على الجزء الخارجي من المهبل للأسفل، بحيث تكون أحدهما أسفل الأخرى وذلك يحدث في حال كان حجم الكيس كبيرًا.
  • ارتفاع في درجة الحرارة يرافقها القشعريرة.
  • تورم واحمرار على جانبي المهبل.
  • خروج بعض الإفرازات من الكيس.
السابق
التشريح العضلي لجسم الإنسانالتشريح العضلي لجسم الإنسان
التالي
أعراض التهاب الزائدة الدودية

اترك تعليقاً