اسلاميات

فضل قيام الليل فى العشر الأواخر من رمضان

فضل قيام الليل فى العشر الأواخر من رمضان

إنّ فضل قيام الليل فى العشر الأواخر من رمضان هو فضل عظيم لا يعلم مقدار أجره وثوابه إلّا الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المقال وقفة مع فضل قيام الليل عمومًا وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص والحصر، وكذلك يضيء المقال على جوانب أخرى مهمة في العشر الأواخر.

قيام الليل في رمضان

إنّ من المعروف لكثير من المسلمين أنّ صلاة الليل في رمضان تسمى التراويح، فالتراويح هي نفسها صلاة قيام الليل التي يصليها المسلمون بعد صلاة العشاء مثنى مثنى، وهي من العبادات التي يحبها الله -تعالى- في هذا الشهر الكريم وفي كل شهر، وفي الحديث الشريف: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، ومن فضل الله على المسلمين أنّ صلاة القيام في رمضان يواظب عليها أكثر المسلمين، بل لها لذة لا تعادلها لذة أخرى، وهي -يعني صلاة القيام- سبب لمحبة الله -تعالى- لعبده المسلم، ففي حديث “ثلاثةٌ يحبُّهم اللهُ ويضحكُ إليهم ويستبشرُ بهم” يقول صلى الله عليه وسلم: “والذي له امرأةٌ حسنةٌ وفراشٌ لينٌ حسنٌ فيقومُ من الليلِ فيقولُ: يذرُ شهوتَه ويذكرُني ولو شاء رقد”.

ولعِظَم ثواب هذه الصلاة وأجرها فقد كان الصحابة والسلف يحرصون عليها أشدّ الحرص، ويتأكّد هذا الحرص في شهر رمضان المبارك، ولذلك فعندما وجد أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- المسلمين يصلون في المسجد كلّ منهم على حدة في التراويح فإنّه جمعهم على غمام واحد ليزداد أجر هذه الصلاة، بل وهذه الصلاة هي جهاد عند بعض علماء المسلمين، فيقول الإمام ابن رجب الحنبلي: “اعلم أنّ المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين، ووفّى بحقوقهما، وصبر عليهما، وُفِّيَ أجره بغير حساب”.

فضل قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

إنّ لقيام الليل في شهر رمضان نكهة فريدة تحفّها رحمات الإله الواحد، وللقيام في العشر الأواخر نكهة أخرى تفوق سابقتها وتربو عليها، وإنّ فضل قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان فضلٌ عظيم قد حثّ عليه الإسلام، وكان ديدن النبي -عليه الصلاة والسلام- وصحابته الكرام، ومن ذلك الفضل:

  • أنّه دأب الصالحين: لقوله صلى الله عليه وسلم: “عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ”.
  • أنّ قائم الليل يُكتب عند الله من الذاكرين: وذلك للحديث: “إذا أيقَظَ الرَّجلُ أهلَه مِنَ اللَّيلِ فصَلَّيَا أو صلَّى رَكعتينِ جميعًا، كُتِبَا في الذَّاكِرينَ والذَاكِراتِ”.
  • أنّ صلاة الليل هي أفضل الصلوات بعد الصلاة المفروضة: وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ”.

فضل العشر الأواخر من شهر رمضان

لليالي العشر الأواخر من رمضان مزايا وفضائل جعلتها خير الليالي في الدنيا، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين يجتهدون فيها ما لا يجتهدون في غيرها، وذلك لعدة أسباب، منها:

  • احتواء هذه الليالي على ليلة القدر.
  • نزول الملائكة فيها.
  • مضاعفة أجر الاعتكاف فيها على غيره من أيّام السنة.
  • مضاعفة أجر الأعمال الصالحة فيها عمومًا.

هدي النبي في العشر الأواخر من رمضان

إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- هو القدوة الحسنة الذي تقتفي الأمّة آثاره في حياته كلّها في الأقوال والأفعال، وكان -عليه الصلاة والسلام- له حال خاصة في العشر الأواخر من رمضان، ومن هديه -عليه الصلاة والسلام- في تلك الليالي:

  • كان يجتهد في العبادات ما لا يجتهد في غيرها.
  • كان يوقظ أهله للصلاة والدعاء والذكر.
  • كان يعتكف فيها في المسجد، وفي العام الذي قُبض فيه -عليه الصلاة والسلام- اعتكف العشرين الأخيرة من رمضان.
  • كان يتحرى فيها ليلة القدر ويحرص على أن يأخذ بحظه منها، وبيّن للأمّة علاماتها الدالة عليها.

هل قيام الليل في رمضان فقط

إنّ قيام الليل في رمضان هو من العبادات التي يواظب المسلمون عليها خلال شهر رمضان المبارك، فيعتقد كثير من المسلمين أنّه إذا انقضى شهر رمضان فإنّه ينتهي معه القيام كون فكرة القيام مرتبطة بصلاة التراويح، ولكن الحقيقة أنّ القيام في رمضان وغيره، وهي سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا صلى صلاة فإنّه يداوم عليها ولا يتركها.

أفكار لاستغلال العشر الأواخر من رمضان

إنّ العشر الأواخر من رمضان هي موسم الإسراع في الطاعات والمسارعة في الخيرات، وهو فرصة لمن قصّر في صيامه أن يجبر تقصيره في هذه الأيّام، ومن الأفكار الواردة لاستغلال هذه الأيام:

  • تفطير الصائمين.
  • الإنفاق على الفقراء والمحتاجين.
  • الاعتكاف في المسجد.
  • مساعدة المقصرين في الصلاة باصطحابهم إلى المسجد.
  • عقد حلقات تلاوة في البيت لقراءة القرآن.
  • قراءة القرآن بتدبّر.
  • الحرص على الصلاة في المسجد في كل الأوقات.

وهكذا يصل مقال فضل قيام الليل فى العشر الأواخر من رمضان إلى الختام بعد أن بيّن فضل القيام في العشر الأواخر وأضاء على جوانب عدّة تتعلّق بالعشر الأواخر، بالإضافة إلى بيان شيء من هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذه العشر، وأخيرًا ختم المقال بالحديث عن أفكار تساعد المسلم في أن يستغل هذه لأيام القليلة الباقية.

السابق
نبات الدخن
التالي
مسارات الطاقة الحيوية

اترك تعليقاً