اللوز الحلو
يتمتّع اللوز الحلو بمكانة مهمة بين الأطعمة المُختلفة منذ أقدم العصور، نظرًا لما يحتويه اللوز من عناصر غذائية جعلته مفيدًا للعناية بصحة الجسم والبشرة،وتُعدّ كاليفورنيا المسؤولة عن إنتاج 80% من اللوز في العالم، إذ إنّها تزرع أكثر من 25 صنفًا منه، وعدا عن نوع اللوز الحلو المعروف بين الناس والمُستخدم في وصفات الطعام، فهناك اللوز المُر، الذي يُستخلص منه الزيت لصناعة المُنكّهات، ويتشابه اللوز المُرّ مع اللوز الحلو في العديد من المُركّبات الكيميائيّة التي يتكوّنان منها، كما أنّ كليهما يحتوي على نسبة تتراوح بين 35% و55% من الزيوت الثابتة غير العطريّة،أمّا عن استخداماته الطبيّة فهو يُستعمل في بعض الأحيان في الوصفات الجلديّة الموضعيّة لعلاج التشقّقات الناجمة عن تمدّد الجلد Stretch Marks، وعلاج الحكّة وبعض التشنّجات العضليّة، لكن نظرًا لحاجته للمزيد من الدراسات للبحث في أمان استعماله وآلية عمله بالضبط، بالإضافة إلى جُرعاته وتراكيزه المسموحة، فيُفضّل تجنّب استخدامه بأيّ طريقة كانت تجنبًا لأي آثار جانبية على الجسم، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن فوائد اللوز الحلو للبشرة والجسم، بالإضافة إلى أهم العناصر الغذائية الموجودة فيه، وسنتطرق للحديث عن اللوز المر واستخداماته.
فوائد اللوز الحلو للبشرة
ينطوي استخدام اللوز الحلو على فوائد عديدة تحافظ على صحة البشرة وسلامتها، ويُذكر منها الآتي:
- تتميز المواد المستخلصة من اللوز المنقوع بأنها تكون أشبه بمرطب طبيعي لأصحاب البشرة الجافة، فاستخدامها كفيل بمنحهم بشرة ناعمة ونضرة، وذلك بخلط القليل من منقوع اللوز المهروس مع كريما الخفق ووضعها على البشرة كقناع ترطيب يوميّ.
- يُفيد استعمال اللوز الحلو في استعادة رونق البشرة وتوهجها ولونها الطبيعي، فهو يتميز بخصائص يمكنها المساهمة في إصلاح خلايا البشرة التالفة وتجديدها، وبذلك يغدو ملمسها أكثر نعومة.
- يحتوي اللوز على فيتامين هـ وغيره من مُضادات الأكسدة القوية الفعّالة في القضاء على مشكلة الجذور الحرة والأضرار الناجمة عنها، وهذا يؤخّر من ظهور أعراض الشيخوخة مثل؛ الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
- يمتلك اللوز خصائص مُطهرة، لذا يمكن استخدامه بعد نقعه مع الحليب أو الليمون أو العسل؛ لتنظيف البشرة وتقشير خلاياها الميتة التي تتراكم على طبقتها الخارجية.
- يُستخدم منقوع اللوز الحلو في التخفيف من مشكلة الطفح الجلدي أو التهاب البشرة، إذ يكون مُفيدًا في تخفيف أعراض الحكة والالتهاب المُصاحبة للطفح.
- يستخدم اللوز الحلو في الحالات التي تكون عُرضة للإصابة بالأكزيما والصدفية نتيجة احتكاك البشرة مع العوامل الخارجية، إذ قد يُخلّف هذا الأمر ظهور بقع جافّة ومُثيرة للحكة، وقد تغدو الأعراض أكثر سوءًا نتيجة الخدش المستمر للمناطق المصابة، ولذلك يُنصح باستخدام زيت اللوز الحلو نظرًا لخصائصه المُضادة للحساسية، فهو يرطّب البشرة دون أن يتسبب في تهيجها، ويمكن استعمال زيت اللوز الحلو وحده، أو مزجه مع أحد الزيوت الأساسية الأخرى، لا سيّما زيت الجوجوبا الذي يُحافظ على رطوبة البشرة، ويقيها من مُسبّبات الحساسية والميكروبات.
- يُمكن استخدام زيت اللوز الحلو لإزالة الهالات السوداء تحت العين، وذلك بوضع كمية من الزيت تحت العينين قبل النوم، إذ يُمكن مُلاحظة الفرق بعد أسبوعين من بدء العلاج.
- علاج مشاكل البشرة الدهنية والتخلص من مظهر الوجه اللامع الناتج عن زيادة إنتاج الزيوت.
- الحماية من أشعة الشمس، حيث يحمي زيت اللوز وفقًا لدراسة موثقة من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، ومن هنا فإنه يسهم أيضًا في تقليل مشاكل البشرة التي تترافق مع التعرض المفرط لأشعة الشمس، ولكن بالرغم من هذا فإنه لا يجب التخلي عن استخدام واقي الشمس عند الخروج تحت أشعة الشمس المباشرة.
- التخلص من تشقق الشفاه، حيث يعد زيت اللوز الحلو من الوسائل الفعالة في التخلص من تشقق الشفاه وترطيبها بفعالية، وذلك لأنه غني بالفيتامينات ويملك خصائص مرطبة تجعله مثاليًا للاستخدام كمرهم طبيعي للشفاه مما يعطيها النعومة والملمس الناعم.
طريقة استعمال اللوز للبشرة
يمكنك اتباع الوصفات التالية لاستخدام اللوز للبشرة:
- قناع اللوز مع الزبادي لتنظيف البشرة والتخلص من ظهور حب الشباب، وذلك بنقع اللوز طوال الليل وطحنه ومزجه مع الزبادي.
- قناع اللوز مع الحليب وحبوب الشوفان لعلاج مشكلة البشرة الجافة وزيادة ترطيبها، بنقع اللوز طوال الليل وطحنه، ثم إضافة الحليب والشوفان وتغطية الوجه بالمزيج.
- قناع اللوز مع عصير الليمون لتوحيد لون البشرة وتفتيحه والتخلص من تراكم الخلايا الميتة المسببة للالتهابات الجلدية، وذلك بطحن اللوز وإضافة عصير الليمون.
- قناع اللوز مع زيت الزيتون والزبادي لتغذية البشرة وتجديد الخلايا ومنع ظهور التجاعيد، وذلك بمزج مطحون اللوز مع زيت الزيتون الغني بفيتامين هـ والزبادي وتغطية البشرة به
فوائد اللوز الحلو للجسم
لا تقتصر فوائد اللوز الحلو على البشرة فقط، فهو يتمتع بخصائص مفيدة في بعض الحالات المرضية، وتتضمن أهم فوائد اللوز ما يلي:
- تعزيز امتصاص العناصر الغذائية: إذ إنّ احتواء اللوز الحلو على كميّة مُناسبة من الدهون تُمكّنه من تزويد الجسم بالدهن اللازم لامتصاص الفيتامينات الذائبة فيه؛ مثل؛ فيتامين أ، وفيتامين د، كما يظهر دور اللوز الحلو في صحّة الجهاز الهضميّ بقدرته على الحد من تراكم الأحماض والحفاظ على توازن درجة الحموضة في الجسم، فهذا الأمر يعد عاملًا أساسيًا في الوقاية من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، كما يحتوي اللوز كذلك على عناصر غذائية مُهمّة في تنظيم وظيفة الإنزيمات الهاضمة المسؤولة عن التخليق الحيوي للكوليسترول وإنتاج حمض المادة الصفراوية.
- مكافحة السرطان: وذلك لاحتواء اللوز على مادة غاما توكوفيرول؛ وهي من أشكال فيتامين هـ المعروف بأنه أحد أبرز مُضادات الأكسدة التي تُقلّل من ضرر الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي المُرتبط بالإصابة بأمراض السرطان، ومن هذا المُنطلق فإنّ تناول اللوز الحلو مُرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأنواع مُعيّنة من السرطانات، ولاسيّما سرطان القولون، والبروستات، وسرطان الثدي.
- الحفاظ على صحة الأسنان والعظام: فنظرًا لأن اللوز مصدر مهم لعدد كبير من المعادن المختلفة، فإن تناوله مفيد في الحفاظ على صحة الأسنان والعظام في الجسم، فهو يتمتع بالقدرة على وقاية الإنسان من تسوس الأسنان والتجاويف، بالإضافة إلى دوره في خفض احتماليّة الإصابة بكسور العظام؛ لاحتوائه على نسب جيّدة من الفسفور والمغنيسيوم.
- المحافظة على صحّة الدماغ: إذ إنّ احتوائه على مادتيّ الكارنتين L-Carnitine وفيتامين ب2 تُبرز دوره في الحفاظ على الخلايا العصبيّة والقدرات العقليّة، كما أنّه يُقلّل من احتماليّة الإصابة باضطرابات الوظائف العقليّة المُرتبطة بالتقدّم في السن؛ كالخرَف، والزهايمر، ولذلك يُنصح بتناول اللوز الحلو لعدّة مرّات في الأسبوع لمن تقدّم بهم العُمر.
ومن الجدير بالذكر أنّ اللوز الحلو على الرغم من فوائده الجمّة، إلا أنّ له بعض المحاذير وقت تناوله، فمثلًا لا يُنصح بالإكثار من تناوله لمرضى السكّري، إذ إنّه يُقلّل من نسبة السكّر في الدم، ما قد يتعارض مع الأدوية التي يستخدمها مُصابو السكّري، مُسببًا هبوطًا حادًّا في نسبة السكر، كما قد يكون تناوله الروتينيّ أو بكميات كبيرة متعارضًا مع إجراء أيّ عمل جراحيّ، ويُفضّل التوقّف عن تناوله قبل أسبوعين من الخضوع للعمليات الجراحيّة.
أبرز العناصر الغذائية في اللوز الحلو
يحتوي اللوز الحلو على العديد من العناصر الغذائية، وفيما يأتي أبرز العناصر الغذائية الموجودة في 28 غرامًا من اللوز الحلو:
| المادة | الكمية |
|---|---|
| السعرات الحراريّة | 161 |
| الكربوهيدرات | 6.1 غرام |
| البروتين | 5.9 غرام |
| ألياف غذائيّة | 3.4 غرام |
| فيتامين هـ | 7.3 ملليغرام، وهي 37% من الاحتياج اليوميّ. |
| المنغنيز | 0.6 ملليغرام، وهي 32% من الاحتياج اليوميّ. |
| المغنيسيوم | 57 ملليغرام، وهي 19% من الاحتياج اليوميّ. |
| فيتامين ب2 | 0.3 ملليغرام، وهي 17% من الاحتياج اليوميّ. |
| الفسفور | 136 ملليغرام، وهي 14% من الاحتياج اليوميّ. |
| النحاس | 0.3 ملليغرام، وهي 14% من الاحتياج اليوميّ. |
| الكالسيوم | 73.9 ملليغرام، وهي 7% من الاحتياج اليوميّ. |
مَعْلومَة
بالإضافة إلى استخدامات زيت اللوز لأغراض العناية بالبشرة، إلا أنه يمكن إضافته إلى النظام الغذائي أيضًا للحصول على فوائده العديدة للجسم، ومن المهم التأكد من استخدام زيت اللوز غير المكرر لأغراض الطهي، لأن زيت اللوز المكرر يمكن أن يتسبب بإطلاق بعض الغازات السامة عند تعرضه للحرارة العالية بالإضافة إلى تدمير العناصر الغذائية فيه، ويمكن استخدام زيت اللوز غير المكرر في النظام الغذائي كما يلي:
- دمج زيت اللوز مع خل التفاح واستخدامه كإضافة إلى أطباق السلطة.
- استخدام القليل من زيت اللوز على المعكرونة للحصول على الدهون الصحية.
- إضافة الزيت إلى أطباق أخرى للحصول على نكهة المكسرات اللذيذة.
ويجب التحذير من أن استخدام زيت اللوز المكرر في الطهي والذي يحتوي على كميات كبيرة من أحماض أوميغا 6 الدهنية يمكن أن يتسبب بتصلب الشرايين والسكري، لذا يُحذر من استخدامه لهذه الغايات ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل ذلك؛ إذ نشرت بعض الأبحاث إمكانية استخدامه في بعض الحالات المرضية بجرعات محددة.
