الصحة النفسية

كل ما تريد معرفته عن مرض الإيدز

كل ما تريد معرفته عن مرض الإيدز

 

الإيدز

يعد مرض السّيدا أو الإيدز من الأمراض الفيروسيّة المعدية الناتجة عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وفي حال دخول هذا الفيروس للجسم يهاجم الجهاز المناعي كاملًا مما يجعل الجسم ضعيفًا وعرضةً لاعتداءات مسبّبات الأمراض الفيروسيّة والبكتيريّة والفطريّة، وبالتالي يبقى الجسم دون دفاعات ويبقى عرضةً للإصابة بالكثير من الأمراض مثل الالتهاب الرئوي، ومرض السل، والقلاع الفموي؛ وهو العدوى الفطرية في الفم أو الحلق، وفيروس الهربس، والتهاب السحايا الفطري الذي يصيب المخ، وداء المقوسات، وأمراض السرطان والأورام اللمفاوية، ودون العلاج يتحول فيروس نقص المناعة البشري عادة إلى مرض الإيدز في حوالي 10 سنوات، ويبدأ الفيروس بتدمير الخلايا التائيّة المناعيّة CD4 في الجسم ببطء وعندما ينخفض عدد خلايا CD4 ليصبح أقل من 200، ينتقل المريض إلى مرحلة الإصابة بالإيدز، وبعد تشخيصه يبلغ العمر المتوقع للمريض 3 سنوات تقريبًا إذا لم يعالج، ولا يعود قصر العمر إلى الإصابة بالمرض بحد ذاته وإنما بسبب الأمراض والمضاعفات التي تنشأ عن ضعف جهاز المناعة الطبيعي في الجسم.

أعراض مرض الإيدز

تختلف الأعراض المصاحبة للإيدز بالاعتماد على مرحلة العدوى، وتشمل ما يأتي:

  • مرحلة العدوى الأوليّة: وتعرف باسم مرحلة العدوى الحادّة لفيروس الإيدز، وتبدأ الأعراض بالظّهور بعد دخول الفيروس إلى الجسم بشهر أو شهرين، وتكون أعراضه شبيهة لأعراض الإنفلونزا بما في ذلك الصداع والحمّى والآلام في جميع مفاصل وعضلات الجسم، والتهاب الحلق، وظهور التقرّحات الفمويّة المؤلمة، بالإضافة إلى تضخّم الغدد اللّيمفاويّة في الرّقبة، ونتيجة لتشابه الأعراض مع الإنفلونزا ونزلات البرد لا يؤخذ العلاج الصّحيح في وقت مبكّر، مما يعطي الفيروس فرصة للتّكاثر في مجرى الدّم والانتقال من مرحلة العدوى الأوليّة إلى المرحلة التّالية.
  • مرحلة العدوى الكامنة السريرية: في بعض الحالات تستمر العقد اللّيمفاويّة بالتضخّم مع عدم وجود أعراض بعينها، وتستمر هذه المرحلة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل عام حوالي 10 سنوات في حال عدم تلقي العلاج المضاد للفيروسات، لكن في بعض الأحيان حتى مع هذا العلاج، تستمر لعقود، كما أن بعض الناس يصابون بأعراض أكثر شدة في وقت أقرب بكثير.
  • مرحلة ظهور الأعراض: مع تكاثر فيروس الإيدز في الجسم، واستمراره في مهاجمة وتدمير خلايا المناعة، تبدأ الأعراض الآتية بالظّهور؛ مثل الحمّى، والوهن والإرهاق العام في الجسم مع الإسهال، وفقدان الوزن، والإصابة بالحزام النّاري والعدوى القلاعيّة، وتورّم الغدد اللّيمفاويّة.
  • مرحلة الإصابة بالإيدز: نتيجة لتطوّر فيروس نقص المناعة البشري وعدم معالجته في بداياته يتحوّل الشّخص إلى مصاب بمرض الإيدز، وفي هذه المرحلة يصل تلف الخلايا المناعيّة إلى أعلى مستوياته، وتبدأ الاعراض الشديدة بالظهور مثل التعّرق الغزير أثناء النّوم، وتكرار الإصابة بالحمّى، والإسهال المزمن، وفقدان الوزن، وظهور بقع بيضاء دائمة على اللّسان، أو تقرحات غير عاديّة في الفم واللّسان، بالإضافة لظهور بثور أو طفح جلدي.

طرق انتقال فيروس الإيدز

لا ينتقل فيروس الإيدز عبر الهواء أو الماء، ممّا يعني أن المصافحةَ أو العناقَ أو التّقبيلَ لا تؤدي أبدًا إلى انتقال الفيروس، وعلى العموم، ينتقل الفيروس من الشّخص المصاب إلى الشّخص السليم عبر إحدى الطرق التالية:

  • ممارسة الجماع مع شخص مصاب دون استخدام وسائل حماية.
  • نقل الدّم من شخص مصاب إلى شخص سليم.
  • استخدام أدوات شخصيّة ملوثة بدم المصاب، مثل أداة الحلاقة أو الإبرة.

تشخيص مرض الإيدز

يمكن تشخيص الإصابة بنقص المناعة البشرية أو الإيدز من خلال عدة اختبارات وإجراءات تشمل ما يأتي:

  • اختبارات الدم واللعاب والبول التي يمكن أن تكشف تكون نوع من البروتين يظهر كاستجابة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وبالرغم من دقة هذا الاختبار إلا أنه قد لا يستطيع الكشف عن الإصابات المبكرة، ويمكن استخدام اختبار المستضدات لفيروس نقص المناعة الذي يستطيع الكشف عن الفيروس في مراحل مبكرة.
  • استعمال جهاز الكشف البيتي الذي يمكن أن يعطي نتيجة أولية من خلال استخدام عينة من الدم أو اللعاب، وعند ظهور نتيجة إيجابية فإنه يجب مناقشة خيارات العلاج مع الطبيب المختص، أما في حال ظهور النتيجة السلبية فإنه يجب إعادة إجراء الاختبار بعد عدة أشهر للتأكد من النتائج.
  • اختبار الحمض النووي الريبي RNA؛ وهو الفحص الذي يبحث عن الفيروس نفسه ويمكنه تشخيص الفيروس بعد حوالي 10 أيام من التعرض له، وعادةً لا يكون هذا الاختبار هو الفحص الأول إلا في حال وجود أعراض شبيهة بالإنفلونزا بالتزامن مع ارتفاع خطر الإصابة بالإضافة إلى أنه مكلف.
  • إجراءات الكشف عن مرحلة الإصابة من خلال عدة فحوصات يمكن من خلالها تحديد مرحلة المرض وأفضل طرق العلاج، بما في ذلك:
    • اختبار عدد خلايا CD4″ T”: وهي خلايا الدم البيضاء المستهدفة من قبل فيروس نقص المناعة، ويمكن معرفة مرحلة المرض من خلال معرفة أعدادها، ففي حال نقصان عددها عن 200 يُشخص المريض بأنه في مرحلة الإصابة بالإيدز.
    • اختبار الحمل الفيروسي: وهو اختبار يقيس مقدار الفيروس في الدم والذي يؤدي ارتفاع نسبته إلى ازدياد الأمر سوءًا.
    • اختبار مقاومة الأدوية: تقاوم بعض سلالات فيروس نقص المناعة البشرية الأدوية لذا لا بد من إجراء هذا الاختبار للتمكن من تحديد العلاج المناسب للمريض بعد معرفة المقاومة التي يشكلها.
  • اختبارات المضاعفات: من المهم معرفة المضاعفات الناتجة عن الإصابة بفيروس نقص المناعة بما في ذلك مرض السل، والتهاب الكبد الوبائي، وداء المقوسات، والأمراض الأخرى المنقولة جنسيًا، وتلف الكبد أو الكلى، والتهاب المسالك البولية.

علاج مرض الإيدز

بعد تشخيص وجود الإصابة، يجب المباشرة بالعلاج فورًا للسّيطرة على الفيروس، والحيلولة دون تضاعف أعداده وتدميره الجهاز المناعي، ويعتمدُ العلاج على استخدام مضادات فيروسية تمنع تضاعف الفيروس ومهاجمته لكريات الدّم البيضاء في الجسم، وعلى المريض أن يأخذَ أكثر من مضاد فيروسي واحد يوميًا، وينبغي له أن لا يتوقّف عن تناول الدّواء دون استشارة الطّبيب حتى لو لاحظ تحسّن الأعراض أو اختفائها، ومرد ذلك إلى بقاء الفيروس بأعداد قليلة في الدم، مما يعني أنّه قد يعاود النّشاط عند توقف الدواء، وبطبيعة الحال، ربما تؤدي الأدوية إلى بعض التأثيرات الجانبية متفاوتة الشدة مثل الصداع والدوار والغثيان، وفي الحالات الحادة يمكن أن تسبّب الأدوية تضخمًا في الفم أو قد تلحق أضرارًا بالكبد أو الكلى، لذلك يجب أن يبقى الشّخص تحت إشراف الطّبيب خلال فترة العلاج، ويمكن الوقاية من الإصابة بالإيدز عبر اتباع خطوات بسيطة، مثل تجنب ممارسة الجماع مع الغرباء، وعدم استخدام أغراض الآخرين الشخصية، وإجراء فحص فوري إذا شكّ الشخص بإصابته وإجراء فحص ضروري قبل نقل الدم من شخص لآخر.

السابق
نزول الضغط المفاجئ
التالي
آثار البنج بعد العملية

اترك تعليقاً