كيفية صلاة الرغائب في شهر رجب، هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عليها، فقد يتساءل المسلمون في بداية شهر رجب عن هذه الصلاة والتي تُسمى صلاة الرغائب، يتساءلون عن حكمها، عن كيفيتها، وعن جواز صلاتها، وما الوقت التي تُصلّى فيه، وهذا ما سنجيب عليه في مقالنا، وسنعرف متى بدأ المسلمون يقومون بهذه الصلاة.
شهر رجب
قبل أن نتعرّف كيفية صلاة الرغائب في شهر رجب، سنعرف بعض المعلومات عن شهر رجب، وهو أحد الأشهر الذي فضلّها الله تعالى عن غيرها، وسُميت بالأشهر الحُرم، وقد جاء ذكر ذلك في الآية الكريمة في سورة التوبة: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ”، ولكنّ الآية الكريمة لم تحدد أسماء الأشهر الحُرم بالتحديد، ليأتي حديث رسول الله عليه الصلاة والسّلام في حجة الوداع ليحدد الأشهر الحرم وذلك في قول رسول الله: “إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”، ليكون شهر رجب من هذه الأشهر الحُرم.
كيفية صلاة الرغائب في شهر رجب
في الحديث عن كيفية صلاة الرغائب في شهر رجب فهي اثنتا عشرة ركعة في ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب، وموعدها بين صلاتي المغرب والعشاء، ويكون قبلها يوم صيام وهو يوم الخميس الذي يكون أول خميس في رجب كذلك، وأول ما كانت هذه الصلاة في بيت المقدس بعد عام ثمانين وأربعمئة هجريّة، ولم يُنقل أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد صلّاها ولا أحد من أصحابه ولا حتّى أحد من الأئمة.
صفة صلاة الرغائب
أداء صلاة الرغائب ليست سنّةً محمودة حيث أنّه لم يُنقل عن رسول الله عليه الصلاة والسّلام أنّه صلّاها ولا حتّى أحد من صحابته، ولا أحدٌ من الأئمة، ولا القرون المفضلة، وذلك وحده يكفي أن يثبت أنّها بدعة مذمومة، وقد حذّر العلماء منها وقالوا أنّها بدعة وضلالة، وقد قال النووي رحمه الله فيها: “الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب, وهي ثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب, وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب , وإحياء علوم الدين , ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك, وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابًا نفيسًا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله”، والله تعالى أعلم.
وهكذا نكون قد عرفنا كيفية أداء صلاة الرغائب، وتعرفنا ما هي الأشهر الحرم التي جاء ذكرها في القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة الشريفة، وأخيرًا عرفنا حكم أداء صلاةِ الرغائب وصفتها.
