المغنيسيوم
يُعدّ المغنيسيوم رابع أكثر المعادن وفرةً في جسم الإنسان، ويُخزن في المقام الأول داخل العظام، كما يُعدّ معدن المغنيسيوم مهمًّا لوظائف الجسم؛ إذ يحافظ على بقاء ضغط الدم طبيعيًّا، ويحافظ على قوة وسلامة العظام وعلى انتظام ضربات القلب، ويُعدّ عنصرًا ضروريًّا جدًّا في عملية إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم، كما أنه مسؤول عن انبساط العضلات، وضبط مستويات الكوليسترول في الدم، وإنتاج البروتين، ونقل الإشارات العصبية وتوصيل هذه الإشارات إلى العضلات، وأظهرت الدراسات أنّ توليف الحمض النووي يتباطأ بسبب نقص المغنيسيوم إذ إنّ المغنيسيوم يُنظّم آلافًا من التفاعلات الكيميائية الحيوية داخل الجسم والتي تحدث باستمرار، لذلك إنّ الحفاظ على مستويات المغنيسيوم الكافية أمرٌ ضروريٌّ لصحة الجسم.
أضرار نقص المغنيسيوم
توجد الكثير من الأضرار الناتجة عن نقص المغنيسيوم في الجسم إذ قد يسبب نقص المغنيسيوم الحاد كل من السكتة القلبية، وتوقف التنفس وحتى الموت، كما توجد العديد من العلامات والأضرار الأخرى التي قد يسببها نقص المغنيسيوم ، ومن هذه العلامات والأضرار:
- تشنجات العضلات والمغص: تُعدّ التشنجات العضلية علامةً على نقص المغنيسيوم في الجسم وفي حالات النقص الشديد قد تؤدي إلى نوبات من التشنج، ويعتقد العلماء أنّ هذه الاعراض ناتجة عن تدفق كمية أكبر من الكالسيوم إلى الخلايا العصبية والتي تبطئ أعصاب العضلات، ويمكن لمكملات المغنيسيوم الغذائية أن تخفف من تشنج العضلات والتقلصات للأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم، لكنّ الدراسات أثبتت أنّ المكملات ليست علاجًا فعالًا لتشنج العضلات عند كبار السن، كما ويمكن أن يحدث تشنج العضلات لأسباب أخرى فيكون تشنج العضلات اللاإردي بسبب الإجهاد وكثرة تناول الكافيين.
- الاضطرابات العقلية: تُعدّ الاضطرابات النفسية نتيجةً محتملةً لنقص المغنيسيوم وتشمل هذه الاضطرابات اللامبالاة وعدم وجود العاطفة، وقد تصل في حالات النقص الشديد إلى الهذيان والغيبوبة، وربطت الدراسات نقص المغنيسيوم، بزيادة خطر الاكتئاب كما ويعزز نقص المغنيسيوم القلق بصورة عامة، وإنّ نقص المغنيسيوم يسبّب اختلالًا في الأعصاب ويعزز المشكلات النفسية.
- هشاشة العظام: يؤدي نقص المغنيسيوم إلى ترقق العظام وضعفها مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور، كما أنّ خطر الإصابة بهشاشة العظام يرتبط بعوامل اخرى كالشيخوخة وعدم ممارسة الرياضة ونقص في فيتامين د و ك، وأكدت الدراسات التي أجريت على الفئران أنّ النظام الغذائي الخالي من المغنيسيوم قلّل من كتلة العظام.
- التعب وضعف العضلات: إنّ الإرهاق يُعدّ عرضًا آخر من أعراض نقص المغنيسيوم، والشعور بالتعب شيء اعتيادي من وقت إلى آخر، لكنّ التعب الشديد المتكرر علامة على وجود مشكلة صحية، وبما أنّ الإرهاق عرض غير محدد فلا يمكن تحديد سببه إلا إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى كضعف العضلات، أو ما يسمى بالوهن العضلي ويعتقد العلماء أنّ سبب الوهن العضلي يعود إلى فقدان البوتاسيوم في خلايا العضلات وهذه الحالة مرتبطة بنقص المغنيسيوم.
- ارتفاع ضغط الدم: أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أنّ نقص المغنيسيوم يعزّز ارتفاع ضغط الدم وهو عامل قوي لأمراض القلب، أما الدراسات التي أجريت على ملاحظة النظام الغذائي لمجموعة من الأشخاص أشارت إلى أنّ انخفاض المغنيسيوم، قد يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم كما وأنّه قد تبين أنّ مكملات المغنيسيوم خفّضت من ضغط الدم عند البالغين الذين يعانون من ارتفاعه.
- عدم انتظام ضربات القلب: يُعدّ عدم انتظام ضربات القلب من أخطر الأعراض لنقص المغنيسيوم ومن الأعراض الأخرى المصاحبة لعدم انتظام ضربات القلب: ضيق التنفس، وألم في الصدر، وحدوث الإغماء، وفي الحالات الشديدة يعتقد العلماء أنّ هذا عائد لعدم انتظام مستويات البوتاسيوم داخل وخارج خلايا عضلة القلب وهذه الحالة مرتبطة بنقص المغنيسيوم، وقد تقلل مكملات المغنيسيوم من الأعراض لدى بعض المرضى الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب.
أسباب نقص المغنيسيوم
يُعدّ السبب الرئيس لانخفاض المغنيسيوم في الجسم هو انخفاض امتصاصه في الأمعاء أو زيادة إخراج المغنيسيوم في البول ، وإن انخفاض مستويات المغنيسيوم غير شائع لدى الأشخاص الأصحاء إذ تتحكم الكليتان بمستوياته، لكن الانخفاض المستمر في كمية المغنيسيوم الغذائية والفقدان المفرط أو وجود حالات مزمنة أخرى تؤدي إلى نقص المغنيسيوم في الدم ومن أهم العوامل والأمراض التي تؤدي إلى نقص المغنيسيوم ما يلي:
- أمراض الجهاز الهضمي:تؤثر أمراض الجهاز الهضمي كالإسهال المزمن ومرض كرون سلبًا على امتصاص المغنيسيوم مما يؤدي إلى زيادة فقدان المغنيسيوم.
- مرض السكري النوع الثاني: إذ إنّ ارتفاع الجلوكوز في الدم يزيد من إدرار البول الذي يسبب فقدان المغنيسيوم.
- إدمان الكحول: شرب الكحول يؤدي إلى عدد من المشكلات المسببة لنقص المغنيسيوم؛ كالقيء، وضعف عمل الكلى، والتهاب البنكرياس وجميع هذه الحالات أسباب لنقص المغنيسيوم في الدم.
- التقدم في العمر: تقلّ قابلية الأمعاء لامتصاص المغنيسيوم مع التقدم في العمر، كما وتزيد نسب المغنيسيوم التي تخرج مع البول، ويميل كبار السن إلى تناول كميات أقل من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم.
- استخدام مدرات البول: في بعض الأحيان يؤدي استعمال أدوية إدرار البول إلى فقدان المعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم.
