التعليم

ماهي العوامل المؤثرة في الانضباط الذاتي

القيام بعمل بحث عن الانضباط الذاتي يُعد من أكثر الأشياء نفعًا؛ حيث يمكنك معرفة أهمية الانضباط الذاتي في حياة الفرد، وما يتعلق به من نتائج عظيمة من شأنها أن تكون دافعًا كبيرًا للالتزام بضبط الذات، فهي واحدة من أهم السمات التي يحب أن يسعى لاكتسابها كل فرد لديه هدف، ورؤية، وحلمًا يُريد الوصول إليه؛ ففي سيَّر الكثير من العظماء حول العالم دائمًا ما نجد ضبط النفس هي السمة الرئيسة التي تُسيطر على حياتهم؛ فهم لا يروا غير أهدافهم التي يسعون ورائها فقط؛ ولهذا نقوم في هذا المقال بعرض بحث عن تعريف الانضباط الذاتي وكيفية تنميته، تابعونا.

بحث عن الانضباط الذاتي

لا يمكن تحقيق أي نجاح شخصي، أو إنجاز، أو هدف دون تحقيق الانضباط الذاتي؛ فهي السمة الأكثر أهمية، والسمة المطلوبة لتحقيق أي نوع من أنواع التميز الشخصي، أو التفوق الرياضي، أو البراعة في الفنون، أو الأداء المتميز، وما إلى ذلك.

نبذة عن الانضباط النفسي

  • هو القدرة على التحكم في الدوافع، والعواطف، والرغبات، والسلوك، كما أنه أيضًا يتحكم في رفض أساليب التمتع الأخرى التي يُمكن أن تؤدي إلى أن يحيد الإنسان عن هدفه؛ وذلك لصالح الحصول على السعادة التي تحدث على المدى البعيد من خلال تحقيق أهداف أعلى، وأكثر أهمية.
  • امتلاك الانضباط الذاتي يُمثل القدرة على اتخاذ القرارات، واتخاذ الإجراءات، وتنفيذ خطة لتوزيع عملك، ومجهودك بغض النظر عن العقبات، أو الانزعاج، أو الصعوبات التي قد تعترض طريقك.
  • بالتأكيد لا يعني الانضباط النفسي عيش حياة مقيدة، ولا يعني أيضًا التخلي عن كل ما تستمتع به، أو التخلي عن المتعة والاسترخاء.
  • فهو يعني تعلم كيفية تركيز عقلك، وطاقاتك على أهدافك، والمثابرة حتى يتم إنجازها، كما يعني أيضًا تنمية عقلية التحكم التي يكون فيها اختياراتك المتعمدة بدلًا من مشاعرك أو عاداتك السيئة، أو التأثير على الآخرين.
  • يتيح لك الانضباط الذاتي الوصول إلى أهدافك في إطار زمني معقول، والعيش حياة أكثر تنظيمًا وإرضاءً.

كيف تنمي الانضباط الذاتي

  • مثلما يستغرق بناء العضلات بعض الوقت؛ فإن الأمر يتطلب بعض الوقت لتطوير الانضباط الذاتي.
  • كلما تدربت أصبحت أقوى، في التمرينات الرياضية إذا حاولت أن تفعل الكثير في وقت واحد؛ فيمكنك أن تجرح نفسك، وتعاني من نكسة؛ وبالمثل اتخذ خطوة واحدة كل فترة؛ لبناء الانضباط الذاتي؛ لذا ابدأ باتخاذ قرار المضي قدمًا، وتعلم ما يلزم للوصول إلى هدفك.
  • تعرف على ما يحفزك وما هي المشغلات السيئة.
  • يمكنك أن تبدأ بالتعلم عن نفسك؛ ففي بعض الأحيان يكون من الصعب للغاية مكافحة الدوافع، والرغبة الشديدة؛ لذلك تعرف على المناطق التي تكون فيها مقاومتك منخفضة، وكيفية تجنب تلك المواقف.
  • فعلى سبيل المثال: “اتباعك لحمية غذائية”، إذا كنت تعرف أنك لا تستطيع مقاومة الكعك، أو البطاطا المقلية، أو غيرها من الإغراءات؛ ابتعد عنها، ولا تضعهم أمامك لإغرائك في لحظات الضعف.
  • إذا كنت تعرف أيضًا أن ممارسة الضغط على نفسك لا يعمل من أجلك؛ فقم بتأسيس بيئة تشجع على بناء الانضباط الذاتي بدلاً من التخريب.
  • أزل الإغراءات وأحط نفسك بمواد مهدئة، ومشجعة، ومحفزة، مثل: تحفيز الشعارات، والصور لما تريد تحقيقه.
  •  يمكن لقوة إرادتك أن ترتفع، وتنخفض مع مستويات الطاقة لديك؛ لذا قم بقراءة القرآن، والتنقل، والضحك، والترفيه عن نفسك.
  • درب نفسك على التمتع بما تفعله؛ فهذا سيجعل من الأسهل تطبيق السلوكيات المرغوبة، والملائمة في روتينك، وهذا هو حقًا الانضباط الذاتي.
  • عليك أن تقرر ما هو مهم بالنسبة لك، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
  • قم بتكوين روتين يومي يساعدك في تحقيق هذه الأهداف، على سبيل المثال: إذا كنت ترغب في تناول الطعام بشكل صحي، أو فقدان الوزن؛ احرص على تناول حصص من الفواكه، والخضروات يوميًا، وقم بالتمرينات لمدة نصف ساعة على الأقل، واجعله جزءًا من روتينك اليومي؛ ليكون جزءًا من انضباطك الذاتي.

طُرق أخرى لتنمية الانضباط الذاتي

  • تخلص من بعض عاداتك السيئة التي يمكن أن تضع عقلك في إطار سلبي، وتعيق انضباطك الذاتي.
  • درب نفسك على القيام بما تراه صواب، حتى وإن كنت لا ترغب في القيام بذلك، فعلى سبيل المثال: قم بالحد من مشاهدة التلفزيون، قاوم الرغبة في الصراخ على شخص أغضبك، توقف وفكر قبل أن تتصرف، فكر في العواقب عندما تمارس ضبط النفس؛ فهذا يساعدك على تطوير عادة إبقاء أهدافك تحت السيطرة.
  • عليك الانخراط في الرياضة أو الأنشطة؛ فالرياضة هي وسيلة ممتازة لتعزيز الانضباط الذاتي، فالرياضة تقوم بتدريبك على تحديد الأهداف، وتركيز طاقاتك العقلية، وأن تقوم بممارسة التمرينات الرياضية، وأن تصبح لائقًا بدنيًا، كما تُنمي التوافق مع الآخرين.
  • توفر المشاركة في الرياضة موقفًا تتعلم فيه العمل بجد والسعي لبذل قصارى جهدك، وهذا بدوره يعلمك أن تدمج نفس عمليات التفكير، والتخصصات في حياتك اليومية.
  • يمكن أن يكون تعلم العزف على آلة موسيقية طريقة رائعة أخرى لممارسة الانضباط الذاتي، من خلال ما تكون عليه أثناء التعلم من التركيز، التكرار.
  • تحقيق الانضباط الذاتي في أي مجال من مجالات حياتك يعيد برمجة عقلك لاختيار ما هو صحيح، وليس ما هو سهل.
  • احصل على الإلهام من أحبابك؛ فعلى سبيل المثال: لقد أكد مايكل جوردان دائمًا أن عظمته كلاعب كرة سلة جاء من رغبته في العمل بجد في مهنته، كما فعلت موهبته، كانت رغبته من خلال الانضباط والتركيز هي التي جعلته واحداً من أفضل لاعبي كرة السلة على الإطلاق.
  • قم بتصور المكافآت؛ فلا يوجد شيء أكثر إرضاءً من تحقيق أهدافك، ومارس الأسلوب الذي يحققه المتفوقون، وكبار الرياضيين.
  • اظهر نفسك في المستقبل، وتصور النتيجة المرجوة، واشعر بمدى مكافأتها والفوائد التي لا تحصى التي ستستمتع بها.
  • ذكّر نفسك دائمًا بما يلزم للوصول إلى هدفك.

العوامل المؤثرة في الانضباط الذاتي

هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في الانضباط الذاتي لكل فرد وهي:

الأسرة

  • تُعد هي العامل الأول المؤثر في الانضباط الذاتي للفرد، ففيها تتضح سمات الشخص الفكرية والشخصية، وذلك لأنها البيئة التي تشهد نمو شخصية الفرد وتطورها من الناحية العاطفية والنفسية والاجتماعية.
  • وفيها ينمي الفرد ذكاءه ويتعلم طريقة تعامله مع ذاته ومع الآخرين، كما أن الوسائل التي تستخدمها الأسرة في تنشئة أبنائها تؤثر فيهم وفي تفكيرهم.
  • ومن خلالها يدركون الفرق بين الصواب والخطأ، والسلوكيات الفردية والاجتماعية التي يجب التمسك بها أو تركها، وهو بالتالي يؤثر في انضباط الفرد ذاتيًا.

المدرسة

  • لا يقل دور المدرسة أهمية عن دور الأسرة في إكساب الأفراد الانضباط الذاتي، فهي البيئة التي يتم فيها احتواء النشء وإدراك وتلبية حاجاتهم سواء على المستوى العقلي أو العاطفي أو النفسي.
  • حيث تُعد المدرسة وسيلة هامة لتوسيع دائرة معارف الطفل، فبدلًا من أن تكون مقتصرة على الأسرة والأقارب فقط، امتدت لتشمل الزملاء والمدرسين والإداريين.
  • كما تلعب المدرسة دور هام في تعزيز المعتقدات التي تكونت لدى الطفل من خلال أسرته أو تغيير السلوكيات الخاطئة التي تعلمها الفرد منها.
  • فضلًا عن أن الأنشطة المُمارسة في المدرسة خاضعة لقوانين تجعل الطفل يتمرس على التعامل مع تلك القوانين على مستويات أعلى.

الأصدقاء

  • في الكثير من الأحيان يزيد تأثير الأصدقاء على تكوين الانضباط الذاتي عن تأثير الأسرة والمدرسة.
  • فهناك عوامل مشتركة بين الأصدقاء مثل السن والبيئة الاجتماعية والمشكلات التي يواجهونها و رغبتهم في الاستقلال.
  • تلك العوامل تؤثر وبشدة في نفس الفرد وتُعد من أهم مصادر السلوك المكتسب لديه والمعتقدات والاتجاهات والمعايير التي يؤمن بها، فتوثر في سلوكه سواء بالإيجاب أو السلب.

الدين

  • وهو من أهم وسائل الضبط الذاتي وأقوى العوامل المؤثرة على سلوك الفرد، فالالتزام بتعاليم الدين يؤثر بشكل إيجابي على انضباط الفرد ذاتيًا.
  • فعندما يداوم الفرد على عبادة كالصلاة بما تتطلبه من الوضوء والالتزام بموعد والاصطفاف في صفوف والالتزام باتباع الإمام، فسوف يؤثر ذلك فيه وبشدة ويعلمه كيف ينضبط في سلوكياته وتعاملاته وعلاقاته بالآخرين.

مبادئ الانضباط الذاتي

يقول الكاتب بريان تريسي في كتابه (معجزة الانضباط الذاتي) أن الانضباط الذاتي يتطلب 9 عادات يجب الالتزام بها وهي:

التفكير بشكل واضح

من خلال الاسترخاء كل يوم في مكان بعيدًا عن الضوضاء لمدة 30 دقيقة، وكتابة المشكلة على ورقة والبحث في جميع جوانبها ومحاولة الوصول لحلول لها.

عادة وضع الأهداف

  • فيجب على كل فرد أن يحدد ما هي الأهداف التي يسعى لتحقيقها في حياته.
  • وحتى يصبح وضع الأهداف عادة يجب كتابة تلك الأهداف بشكل إيجابي ومراجعتها كل يوم ونسخها يوميًا بما لا يقل عن 5 مرات، والتفكير في طرق تحقيق تلك الأهداف.

استغلال الوقت

فمن وسائل تحقيق الانضباط الذاتي استغلال أكبر قدر من الوقت في التخطيط للمهام المُقرر إنجازها والالتزام بالأولوية في ترتيب تلك المهام، فالنجاح في استغلال الوقت بشكل فعال من أهم العوامل المؤثرة بشكل إيجابي على بقية الأعمال.

الشجاعة

واكتساب الشجاعة لا يأتي سوى بقتل المخاوف الداخلية، وهذا لن يحدث إلا عندما يواجه الإنسان ما يخاف، فعندما يفعل الإنسان الأشياء التي يخاف منها سيختفي الخوف من داخله.

التخطيط لصحة جيدة

يجب على الإنسان أن يخطط لأن يعيش بصحة جيدة حتى يبلغ 1000 عام، وحتى يحقق ذلك يجب أن يتجنب فعل كل عادة غير صحية يمكن أن تتسبب في مرضه، وأن يلتزم بالعادات التي تحافظ على قوة صحته.

توفير المال

من مفاتيح الانضباط الذاتي التخلص من الديون والاستقلال ماديًا وزيادة المكسب عن المُنفق، بالإضافة إلى ادخار 10% من المكسب ثم زيادة تلك النسبة كل عام.

العمل بجدية

الاجتهاد في العمل يُجلب الحظ السعيد، لذلك يجب أن يحرص الفرد على أن يكتسب في مجال عمله سُمعة بأنه شخص جادًا في عمله.

التعلم المستمر

يجب أن يحرص الفرد دائمًا على أن يتعلم المزيد، ولذلك يجب أن يخصص كل يوم من 30 إلى 600 دقيقة للقراءة في مجاله، فذلك يزيد من خبرته في مجال عمله وبالتالي يزيد راتبه.

الإصرار على النجاح

من يُصر على مواجهة جميع العقبات هو الأقدر على الانضباط ذاتيًا.

أهمية الانضباط الذاتي

هناك العديد من الفوائد التي تعود على الفرد عندما يحقق الانضباط الذاتي مثل:

  • ينجح الفرد في استخدام عقله في الوصول إلى آراء صائبة وحلول صحيحة للمشكلات التي يواجهها، وبالتالي يستطيع كبت رغباته السلبية والسيطرة على انفعالاته.
  • يساعد تحقيق الانضباط الذاتي على التفكير بشكل منطقي دائمًا وفي مختلف المواقف.
  • يساهم الانضباط الذاتي في تحقيق الاتزان النفسي الذي يساعد بدوره على استغلال الوقت على النحو الأمثل وفيما ينفع.
  • من يستطيع أن ينضبط ذاتيًا ويحقق اتزان نفسي يصبح قادرًا على تحديد الأهداف التي يسعى لتحقيقها ووضع الخطط لتنفيذ تلك الأهداف.
  • تحقيق الانضباط الذاتي يلعب دورًا هامًا في قدرة الإنسان على التحكم في مشاعره وشهواته خاصة تلك التي تجلب له الضرر.
  • يصبح الإنسان أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، فالانضباط الذاتي يُعطي للإنسان قوة في مواجهة الصدمات التي يتعرض لها في حياته، وبالتالي تقل فرص إصابته بالاكتئاب والأمراض النفسية الناجمة عن الضعف في مواجهة تلك الصدمات.
  • إذا استطاع الإنسان أن يضبط ذاته فسيتمكن من التخلص من العشوائية في أسلوب حياته، وبالتالي سيساعده ذلك على الوصول إلى الأهداف المرجوة وتحقيق النجاح.
  • الانضباط النفسي يجعل الإنسان شجاعًا وجرئيًا وأكثر ثقة في نفسه عندما يتعرض إلى أي موقف في حياته.
  • عندما يصبح الإنسان منضبطًا ذاتيًا سيكون أكثر قدرة على التخلص من الصفات التي تعيقه عن تحقيق النجاح مثل الكسل وإهدار الوقت.

الانضباط الذاتي في الإسلام

  • يُعد الدين الإسلامي وتعاليمه التي تحث على الالتزام والتخلص من الفوضى من أهم عوامل تحقيق الانضباط الذاتي، فهناك العديد من الآيات القرآنية التي وصفت الانضباط الذي تسير به حركة الكون.
  • ويظهر ذلك في مدى الانضباط الذي يظهر في حركة الكون من شروق الشمس وغروبها وحركة الكواكب والأفلاك بانتظام وفي مسارات ومواعيد معينة.
  • فضلًا عن العبادات التي تؤدى وفقًا لمواقيت معينة لا تخرج عنها، مثل الصلاة وفروضها الخمس ومواقيتها التي لا يجوز الخروج عنها والانتظام في صفوف صلاة الجماعة الذي يجب الالتزام به، والصيام المرتبط بحركة الكون المنتظمة من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، والحج الذي تؤدى جميع أركانه بنظام لا مثيل له وفقًا لأوقات مُحددة.
  • كما أن هذا الانضباط يظهر جليًا في مهام الملائكة، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة ووكل لكل منهما مهام يلتزم بها ولا يخرج عنها أو يخالفها.
  • وحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الانضباط، وظهر ذلك في الغزوات التي كان يقودها، فقد كان يرص المجاهدين للقتال مثل البنيان المرصوص، كما كان يحدد لكل فئة راية لتحقيق المزيد من الانضباط في ساحات الجهاد.
  • ومن تعاليم الدين الإسلامي الالتزام بالكلمة التي تخرج من اللسان والوفاء بالوعود التي يقطعها الإنسان على نفسه.
  • كما حث الإسلام على التزام الفرد بتحقيق العدل في تعاملاته سواء بين أولاده أو بين زوجاته، فلا يجوز أن يجور على أحد منهما.
  • فقد أمرنا الدين الإسلامي بالانتظام في كل ما نقوم به في حياتنا، وبالتالي عندما يلتزم الإنسان بتلك التعاليم سيحقق الانضباط الذاتي الذي يعود عليه بالنفع في جميع أموره.
السابق
العوامل المناخية المؤثرة على الصخور
التالي
اليك دليل قائمة افضل معهد انجليزي بجدة

اترك تعليقاً