إقتصاد إسلامي

ما هي الأسس التي يقوم عليها المنهج الإسلامي للتأمين؟

لقد تمّ تناول أنواع التأمين ودراستها وبيان الحكم الشرعي في كل منها من قِبل علماء الفقه الإسلامي، لمراعاة مصالح الأفراد وإعانتهم في حفظ أملاكهم، وتقليل الأضرار المادية الناشئة من المخاطر، التي قد يتعرّض لها الإنسان أو أمواله، كما تمّ الاعتماد على مجموعة من الأُسس التي تُراعي حفظ حياة الإنسان وعلاقته مع الله تعالى ومع المجتمع الذي يعيش فيه.

الأسس التي يقوم عليها المنهج الإسلامي للتأمين:

الأساس الإيماني لمنهج التأمين:

الاعتماد على الإيمان بالله تعالى والقدر خيره وشره لتحقيق اطمئنان الإنسان وعدم الخوف من المخاطر، فالإنسان يستزيد من تقوى الله تعالى ويُقوّي إيمانه؛ للوصول إلى سبيل النجاة والأمان من الخوف والنائبات، وقد أكّد الله سبحانه وتعالى على هذا الأمر في كتابه العزيز في قوله: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” سورة الرعد آية 28.

الأساس التكافلي التعاوني وِفقاً لمبدأ الأخوّة في منهج التأمين:

ويعتمد هذا الأساس على سلوك الفرد نفسه بناءً على الأخلاق والمبادئ الإسلامية، ويظهر هذا السلوك في التكاتف والتعاون والتآخي بين الأفراد والصبر على المصائب وعدم الخوف منها في الحياة الدنيا، فالأخوّة والتعاون من أساسيات الصبر والتخفيف من آثار مخاطر الحياة.

وكان مبدأ الأخوة من عوامل تحقيق الأمن والطمأنينة للأفراد في عصر صدر الإسلام، ومن أكبر الأمثلة عليها من الأحداث، المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكثير من المواقف التي أكدت على مبدأ التكافل الاجتماعي، مثل تطبيق نظام العاقلة، وهو تعاون المسلمين وتكافلهم لسداد الدّية، وهذ ما تمّ التأكيد عليه في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى” سورة المائدة آية 2.

أساس العمل الاجتماعي المؤسسي في منهج التأمين:

وهو العمل على قيام هيئات تنظيمية هدفها تعزيز مبدأ التعاون والتضامن الاجتماعي، وإغاثة من يقع في مصيبة، من خلال جمع أموال الزكاة والصدقات من القادرين على الدفع والميسورين، وتمّ تنفيذ هذه الخطوة بشكل فعلي وواقعي في المجتمعات الإسلامية، وأصبح لدينا الكثير من هذه المؤسسات المنظّمة.

ومن المؤسسات التي توجد في المجتمعات الإسلامية، وتقوم بأعمال التضامن الاجتماعي والإغاثة الإنسانية:

  • الجمعيات الخيرية الاجتماعية.
  • هيئات الإغاثة الإنسانية.
  • مؤسسات الوقف الإسلامي والزكاة.
  • مؤسسات كفالة الأيتام والمسنين.
  • هيئات حماية الأقليات المسلمة.
  • مؤسسات الضمان الاجتماعي.

أساس الادّخار والاستثمار لحوادث الدهر في منهج التأمين:

ويكون ذلك من خلال دعوة الإنسان المسلم إلى ترشيد الاستهلاك، والاقتصاد في الإنفاق، واستثمار ما يزيد عن حاجته، ليكون لديه القدرة على ادّخار المال للانتفاع به وقت الوقوع في المخاطر أو الأزمات، كما أكّد الإسلام على طلب الرزق والسعي وراء توفير ضروريات الحياة وأساسياتها؛ لتحقيق الاطمئنان لمواجهة نوائب الدهر ومخاطر الحياة.

وللتسهيل على الإنسان في توفير حاجياته، ومساعدته على الحصول على المال وادّخاره، شرع الإسلام العديد من الصيغ المشروعة للاستثمار، ومنها:

  • الاشتراك في المشروعات الاستثمارية التي تقل فيها احتمالية وقوع المخاطر.
  • تأجير العقارات المبنية المملوكة، فيستفيد الفرد منها المال في حياته وتنفع ورثته في المستقبل.
  • الانضمام إلى شركات المساهمة التي تعمل في أوجه استثمارية مشروعة.
  • الودائع في المصارف الإسلامية والتعامل بصكوك الاستثمار الإسلامية.
  • الاشتراك في صناديق الاستثمار في البنوك الإسلامية.

أساس تطبيق نُظم التأمين المعاصرة المشروعة في الإسلام:

العمل على تطبيق أي نظام تأمين لا يتعارض مع الضوابط والأحكام السلامية، ومعتمد على الأسس السابقة لتأمين الإنسان وأملاكه من المخاطر، وتعدّدت الوسائل المعاصرة لتحقيق خدمة التأمين للمسلم، ومنها:

  • نظام التأمين التعاوني الإسلامي.
  • نظام الاستثمار للتأمين.
  • صناديق التكافل الخاصة.
  • التأمينات الحكومية.
  • صناديق العلاج التكافلي.
السابق
معلومات عن مرض تليف الرئة
التالي
الحكم الفقهي لنظم التأمين على السيارات

اترك تعليقاً