حول العالم

ما هي عاصمة إيطاليا واهم المعلومات عنها

ما هي عاصمة إيطاليا واهم المعلومات عنها

ما هي عاصمة إيطاليا ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بدّ من تنويهٍ مقتضبٍ إلى بعض المعلومات المتعلّقة بإيطاليا نفسها، حيث تُعدُّ شبه الجزيرة الإيطاليّة بموقعها الجغرافيّ المتميّز وبإطلالتها على البحر الأبيض المتوسّط، من أهمّ جزر القارّة الأوروبيّة، وواحدة من أجمل بقاع الأرض على مستوى العالم، والتي تقدّر مساحتها بـ 301,340 كيلو متراً مربعاً، ويبلغ عدد سكّانها حوالي 62.2 مليون نسمة، كما تشترك في حدودها البريّة مع عدةّ دول كفرنسا والنمسا وسويسرا وسلوفينيا.

ما هي عاصمة إيطاليا

عاصمة إيطاليا مدينة روما، هي مدينةٌ ضاربة الجذور في عمق التاريخ، وتصنّف بأنّها من أقدم العواصم الأوربيّة، وكانت تعرف قديماً باسم المدينة الخالدة، ويعود تأسيسها بحسب المؤرّخين إلى عام 753 ما قبل الميلاد.

أصل تسمية روما

أحاطت بروما وبتسميتها أساطير كثيرة وروايات عديدة، حيث تقول إحداها أنّ سبب التسميّة يعود تخليداً لأمجاد (روما) وهي إحدى نساء طروادة، والقائدة التي غادرت مدينتها بعد أن سقطت بأيدي الأعداء، وسطّرت بطولات عظيمة حين نزلت على ضفاف نهر التيبر الشهير، وشكلّت هناك جيشاً عظيماً، وكانت تُغير على أساطيل وسفن طروادة. وفي روايةٍ أُخرى قيل أنّ التسمية تعود إلى الأخوين رومولوس وريموس وهما من أسّسا هذه المدينة في عام 753 قبل الميلاد في هضبة (بالاتين)، حيث تنازع الأخوان حول أحقيّة من منهما هو الأجدر بحكم المدينة، ليقوم رومولوس بإزاحة أخيه وقتله لينفرد هو بالحكم. كما أنّ هناك من يزعم بأنّ التسمية مشتقّة من الاسم القديم لنهر التيبر وهي (رومون) حيث أقيم مجمّع للقوافل التجاريّة على ضفّتيه يحمل ذات الاسم.

الموقع الجغرافي والمناخ في روما

تقع روما في وسط دولة إيطاليا، وتشغل مساحة تقدّر بـ 1،508 كم2 على ضفاف نهر التيبر وهو ثاني أطول أنهار الجزيرة الإيطاليّة بعد نهر (بو)، وتشرف على سبع تلال في منطقة لاتسيو وتسمّى هذه التلال: (أفينتن، كايليان، كابيتولين، إسكيلين، بالاتين، كيرينال، فيمينال.

مناخها هو المناخ السّائد في دول البحر المتوسّط؛ فشتاؤها بارد ورطب، تتساقط الثلوج في روما بشكل خفيف، إلّا أنّه من اللّافت أنّها تتساقط بغزارةٍ كلّ خمسة أعوام مرّة، بينما يعدّ صيفها جافاً ومعتدلاً نسبيّاً.

السكّان في روما

تعود غالبيّة أصول السّكان في روما إلى عدّة قوميّات أوربيّة، كالرومانيّة والأوكرانيّة والألبانيّة والبولنديّة، ومن المهاجرين من الفلبين والبيرو والصين وبنغلادش، وتنتشر في ضواحيها مخيّمات الغجر، ويبلغ عدد سكانها في إحصائيّة تعود لعام 2019 ميلادي 4.234.19 نسمة، يتكلّمون اللّغة اللاّتينيّة التي كانت حكراً عليهم، وفيما بعد أصبحت اللّغة الرسميّة في البلاد، وفي يومنا هذا يتكلّم سكّان روما اللّغة الإيطاليّة بالإضافة إلى اللّغات المحليّة كالرومانيّة(22)، ويعتنقون الديانة المسيحيّة، ولتواجد دولة الفاتيكان فيها؛ فبغالبيتهم يتبعون الطائفة الكاثوليكيّة.

لمحة تاريخية عن روما

شهدت روما عبر تاريخها نشوء العديد من الحضارات، إذ أصبحت محطّ جذب فكريّ وتجاريّ وسياسيّ وثقافيّ، وفي خضمّ المتغيّرات السياسيّة والمرحليّة التي عصفت بالمنطقة حينها، سرعان ما أصبحت أهمّ عواصم العالم كونها باتت العاصمة الرسميّة للإمبراطوريّة الرومانيّة، وتميّزت بنظام الصرف الصحيّ المتعدّد، وقنوات جرّ المياه، وتخطيط الأحياء، وبناء المعابد، والمسارح، وطرق النقل والمواصلات، كما شهدت نموّاً سكّانيّاً وعمرانيّاً وزراعيّاً لافتاً، ناهيك عن الانتصارات العسكريّة وعائدات الضرائب التي كانت تجنيها، الأمر الذي جعل أرضها مسرحاً للصراعات المتعاقبة على السلطة، حتّى قيام ما يُعرف بالدولة البابويّة عام 1861 ميلادي، إلى بقائها عاصمة المملكة الإيطاليّة، حتّى تأسيس الدولة الإيطاليّة الجديدة، ويذكر أنّه من أهمّ الأسباب التي مكّنت موسوليني من السيطرة عليها هو اعترافه بقيام دولة مستقلة ذات سيادة ضمن روما وهي دولة الفاتيكان، وكان ذلك في عام 1921 ميلادي.

القطاعان الزراعي والصناعي في روما

بالرغم من المشكلات الكبيرة التي تُعاني منها مدينة روما، كارتفاع نسب البطالة فيها والعجز الحكوميّ والتضخّم الاقتصاديّ… إلّا أنّ متوسّط الدخل للفرد فيها مازال مرتفعاً، كما هو الحال في كلّ من بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول المتقدّمة. كان اعتماد المدينة الأوّل يقوم على القطاع الزراعيّ؛ فتحوّلت إلى القطاع الإداريّ والخدميّ والصناعيّ، وباتت تستضيف على أرضها مقرّات للعديد من الشركات العالميّة الرائدة، كشركة تيليكوم إيطاليا، وشركة إنيل، ولهيئات دبلوماسيّة ودوليّة تتبع للأمم المتّحدة، ومنظمّات كُبرى، نذكر منها مثلاً منظمة (الفاو) للغذاء العالميّ، وأيضاً الصندوق الدوليّ للتنمية الزراعيّة. هذا وتشتهر روما بصناعات عديدة كصناعة الألبسة، وصناعة السينما، والمؤسّسات الإعلاميّة، بالإضافة للصناعات الكيميائيّة والإلكترونيّة والهندسيّة، وحتّى في مجال الأبحاث الفضائيّة.

القطاع السياحي في روما وأهميته

تعتمد العاصمة الإيطاليّة روما في اقتصادها اعتماداً كبيراً على القطاع السياحيّ؛ فالسياحة فيها تُساهم في رفد المنظومة الاقتصاديّة الإيطاليّة، وتعدّ ثالث أكبر العواصم السياحيّة في دول الاتّحاد الأوروبيّ بعد باريس ولندن، وذلك بسبب عدّة عوامل منها:

  • الشهرة التاريخيّة وآثارها، وموقعها الجغرافيّ المميّز والمتوسّط في قلب شبه الجزيرة الإيطاليّة، حيث يقصدها سنويّاً حوالي 10 ملايين من السيّاح من مختلف دول العالم وحتّى سكان باقي المناطق الإيطاليّة.
  • فيها العديد من الملاعب الرياضيّة كملعب الأولمبيكو لكرة القدم وملعب البالالوتوماتيكا لكرة السلة، وملاعب التنس والغولف. وميادين الفروسيّة وسباق السيّارات وصالات الرياضات المائيّة.
  • فيها العديد من المتاحف والمقرّات الحكوميّة ومراكز التسوّق المتنوّعة، كما تنظّم فيها عروض الأزياء لأشهر المصمّمين.
  • تنشط فيها السياحة الدينيّة كونها مقر الكرسيّ الرسوليّ، وتضمّ العديد من الكنائس التي تعدّ تحفة فنيّة وعمرانيّة وهندسيّة ككنيسة لويجي دي فرانثيس التي تحتوي على أعمال فنيّة للرّسام كارافاجيو رائد الفن الباروكي.

أهمّ المعالم السياحيّة في روما

يوجد في روما العديد من المواقع السياحيّة، التي يقصدها السّواح من مختلف بقاع العالم، وأشهرها:

  • الكولسيوم: وهو المدرّج والمسرح الرومانيّ الذي شهد العديد من الأحداث التاريخيّة والفنيّة والاستعراضيّة والتمثيليّة والعديد من الرياضات والمباريات كالمصارعة الرومانيّة ومصارعة الحيوانات الضارية ويتسع للآلاف، وقد بني عام 80 ميلادي.
  • نافورة تريفي: وهي نافورة اكتسبت شهرتها من تقليد درج اتّباعه فيها على إثر أسطورة تقول بأنّ الزائر في مدينة روما لو رمى قطعة نقديّة معدنيّة بطريقةٍ معيّنة، سيتمكّن من العودة لزيارتها من جديد.
  • ساحة نافونا: الشهيرة بمطاعمها ومقاهيها، وتعتبر من أشهر الأماكن الشعبيّة في روما، وتتميّز بتصاميم نوافيرها المنحوتة من قِبَل أمهر الفنّانين.
  • البانثيون: وهو أحد المعابد الوثنيّة الرومانيّة القديمة، والذي مازال قائماً بحالة ممتازة رغم قدمه، إذ يعود بناؤه لأكثر من ألفَي عام.
  • الفاتيكان: وهي دولة تقع وسط روما، ويعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام مضت، وتُعتبر أكبر المعالم الدينيّة في العالم، وتضمّ ضريح القدّيس بطرس الرسول الذي أُقيمت فوقه كاتدرائيّة تحمل اسم القدّيس بطرس، وفيها أوّل مكتبة عامّة في أوربا، إذ تحتوي على مخطوطات نفيسة وكتب ومطبوعات ورسومات وأيقونات ونقوش فريدة، ويعود تأسيس هذه المكتبة الضخمة إلى عام 1475 ميلادي. ولا ننسى قصر الفاتيكان الذي أشرف على بنائه وترميمه الباباوات الذين تعاقبوا على سدّة الكرسيّ الرسوليّ في أزمنة مختلفة. كما يُحيط بها أسوار خارجيّة، وهي عبارة عن مجموعة مداخل تُسمّى بأعمدة بيرنيني نسبة إلى الفنان الشهير جان لورنزو برنيني الذي نحتها.
  • تضم المدينة العديد من المعالم الهامّة كمنزل الشاعر الرومنسيّ كيتس شيلي الذي جرى تحويله إلى متحف، وهو مزيّن بنصوص منقوشة على الجدران وألواح الخشب والزجاج، ومنزل الرسام جوته، ومقهى أنتيكو غريكو وهو ملتقى الأدباء والفانين.

تناولنا في هذا المقال إيجابة ما هي عاصمة إيطاليا ، تأثّرت روما بالطّابع الرومانيّ في مختلف الميادين ونافست أثينا، فكانت مدينة الحضارة والعلم والشّعر والفلسفة والكوميديا والتراجيديا وفنّ الرسم والنحت بلا منازع، فلا عجب أن لُقّبت بالمدينة الخالدة.

السابق
8 حقائق مدهشة للسيدة التي تنوي العمل من المنزل
التالي
دلالة ألوان العلم الإماراتي

اترك تعليقاً