ما هي عاصمة موريتانيا إنّها المدينة التي تحوّلت في الخامس من شهر مارس/ آذار من عام 1958 من مدينة صغيرة مهملة في قلب الصحراء، وبعدد سكّان لا يتجاوز 300 نسمة، إلى عاصمة ومدينة كبيرة، حيث اشتقّ اسمها من الكلمة الأمازيغيّة والتي تعني (مكان الرياح).
ما هي عاصمة موريتانيا
عاصمة موريتانيا هي نواكشوط وهي أكبر المدن فيها، وأيضاً أكبر المدن الموجودة في الصحراء الكُبرى، وقد اختيرت هذه المدينة الساحليّة لتُصبح عاصمة دولة موريتانيا الجديدة، وأيضاً المركز الإداري والاقتصادي فيها، وتبلغ مساحتها حوالي 103599 متراً مربّعاً، وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 7 أمتار، وقد وجدت أوّل أثار سكن بشريّةٍ تعود إلى العصور الحجريّة، أيّ إلى الألفيّة الأولى قبل الميلاد، وأوّل التجمّعات السكنيّة تشكّلت فيها في قرية إميراغن التي كانت نواكشوط واحدة منها.
تضاريس مدينة نواكشوط
تقع مدينة نواكشوط في القسم الجنوبي الغربي من دولة موريتانيا، على الساحل الغربيّ للقارة الأفريقيّة، على ساحل المحيط الأطلسي، والذي يُعرف بأنّه شريط ساحلي فارغ، إلاَّ من الميناء، حيث تحصل فيه الفيضانات، وهو ساحل ضحل يصلح للصيد، وتكثر فيه الرمال المتحرّكة والشواطئ الرمليّة. وتُغطّي المدينة من الجهة الشرقيّة الكثبان الرمليّة، وأراضيها عبارة عن سبخةٍ شديدة الملوحة، وتفتقر للمياه الجوفيّة والعذبة ومصادرها، أمّا الجبال فإنّها بعيدة عنها، ومعظم الأحياء فيها تقع تحت مستوى سطح مياه المحيط الأطلسي.
مناخ مدينة نواكشوط
أنّ مناخ مدينة نواكشوط يتّصف بأّنه صحراويّ، حيث يتميّز بصيفٍ حارّ، أمّا الشتاء فدافئ، ودرجات الحرارة فيها مرتفعة جدّاً في أغلب أشهر السنّة، ولعلّ ذلك يعود بسبب موقعها في الصحراء الكُبرى، إلاَّ أنّ مناخها يُعتبر معتدلاً إذا ما قيست مع باقي المدن الموريتانيّة، وذلك لوقوعها على المحيط الأطلسي الذي يُلطّف من درجة حرارتها، حيث تصل متوسّط درجات الحرارة فيها إلى 32 درجة مئويّة، والهطولات المطريّة فيها تبلغ حوالي 159 ملليمتراً في السّنة، وأغلب أمطارها تهطل في شهر أب، وهو الموسم القصير والرطب في المدينة.
ديموغرافية مدينة نواكشوط
يقدّر عدد سكّان مدينة نواكشوط – وبحسب إحصائيّة تعود لعام 2019 م – حوالي 1.2 مليون نسمة، وبكثافةٍ سكّانية تبلغ حوالي 0.001 نسمة في الكيلو متر المربّع، أي ما نسبته 27 % من مجموع سكّان موريتانيا، وتُشير الإحصاءات الحديثة إلى أنّ عدد السكان يفوق 2 مليون نسمة، إلاَّ أنّ هناك صعوبة في تقدير تعداد السكّان فيها، وذلك بسبب الترحال الذي تعرّضت له المدينة، الذي تأثّر بسبب التصحّر والجفاف في المناطق المجاورة، حيث سكنها البدو بأعدادٍ كبيرة. يوجد في نواكشوط العديد من الأعراق، حيث نجد العرب وهم السكّان الأصليين، والبربر، وأيضاً من الأوروبيين المستوطنين، إضافة إلى فرنسيين وإسبان، وهم عمّال الشركات الأجنبيّة التي قَدِمَت واستثمرت في موريتانيا، وأيضاً من الصين وكوريا وماليزيا، كما هاجر إليها العديد من الأُسر العربيّة كاللّبنانيين والفلسطينيين والجزائريين والمصريين وغيرهم، والأفارقة الذين معظمهم من السنغال ومالي وغانا، نيجيريا، وغيرها.
اقتصاد مدينة نواكشوط
لم يكن في مدينة نواكشوط إلاَّ 30 مصنعاً، بين صغير الحجم والمتوسّط، وذلك في عام 2000 م. يوجد فيها اليوم العديد من الشركات الصناعيّة كالإسمنت، ومبيد الحشرات، والتطريز، والسجّاد، إضافة إلى شركات المُنتجات الغذائيّة، والمُنتجات الحرفيّة. وتصّدر مدينة نواكشوط – عبر مينائها – النحاس، ويوجد فيها شركات إداريّة، وأُخرى ماليّة.
معالم السياحية في نواكشوط
يوجد في مدينة نواكشوط العديد من المعالم السياحيّة، أهمّها:
- تمتلك مدينة نواكشوط شاطئاً، يُعدّ الأجمل في إطلالته بين البلاد المُطلّة على المحيط الأطلسي، والذي يكون مقصداً سياحيّاً خاصّة في فصل الصيف، حيث درجات الحرارة المرتفعة، إضافة إلى كورنيش نواكشوط، ومنتجع سياحي على الشاطئ، وميناء الصيد التقليديّ، وميناء الصداقة.
- يوجد في نواكشوط أسواق عديدة، وأشهرها سوق الفضّة، وسوق الصناعات التقليديّة.
- تنطلق من مدينة نواكشوط رحلات الخبراء والسيّاح الاستكشافيّة، وذلك لأنّها المكان الرئيسي الذي تتوزّع فيها النيازك في كلّ من إفريقيا والصحراء، ولذلك تنطلق منها الرحلات الخاصّة بعلم الفلك.
- تحتوي مدينة نواكشوط على عددٍ من المساجد المهمّة والضخمة، منها (مسجد المملكة العربيّة السعوديّة) وقد سُميّ باسم المملكة لكونها مَن تبرّعت ببنائه، وأيضاً يوجد (مسجد المغاربة) الشهير في المنطقة الجنوبيّة من المدينة، و(مسجد الجامع القديم).
- كما نجد في نواكشوط كاتدرائيّة كاثوليكيّة تأسّست فيها منذ عام 1965 م، وهي (كاتدرائيّة القدّيسة يوسف).
- وفيها أيضاً قصر المؤتمرات، وفنادق كبيرة كفندق (نوفوتيل)، والملعب الأولمبي، والمكتبة الوطنيّة، وأيضاً الأرشيف الوطني، والمتحف الوطني، ودار الثقافة.
معلومات عن مدينة نواكشوط
لا بدّ من ذكر بعض المعلومات الهامّة عن مدينة نواكشوط، وهي:
- في عام 1958 تمّ وضع حجر الأساس لمدينة نواكشوط، لتُصبح عاصمة موريتانيا، من قِبَل أوّل رئيس للبلاد وهو المختار ولد داداه والرئيس الفرنسي شارل ديغول.
- تحوّلت مدينة نواكشوط من قرية صغيرة واقعة وسط صحراء فقيرة وموحشة، وتفتقد للمياه الجوفيّة الصّالحة للشرب، وتُعاني من قلّة الأمطار، إلى أهمّ مدينة في موريتانيا.
- إنّ التقسيمات الإداريّة في مدينة نواكشوط جاءت بعدّة أحياء، وأشهرها حي عرفات، وهو ذو الكثافة السكانيّة الأكبر، وتيارت، السبخة، الميناء، الرياض، توجنين، دار النعيم، لكصر، وهو أقدم الأحياء فيها، تفرغ زينة، وهو الأفضل من الناحيّة العمرانيّة لكونه الأحدث.
- تُعاني مدينة نواكشوط من وجود الأحياء العشوائيّة، والتي تسبّب مشاكل في المدينة.
- تُعاني المدينة من مشكلة زحف مياه المحيط الأطلسي نحو الأحياء الساحليّة، والتي تهدّدها بالغرق، حيث تتعاون الحكومة مع منظّمات دوليّة لتثبيت رمال المحيط، ومحاولة منعها من زحف المياه.
- يوجد في المدينة (جامعة نواكشوط)، والتي تأسّست عام 1981 م، وهي كانت الوحيدة الموجودة في الدولة لفترة طويلة، وتضمّ 4 كليّات، وقد بُنيت جامعة جديدة في ضاحية نواكشوط، إضافة إلى عددٍ من المدارس الابتدائيّة والثانويّة، وأشهرها (المدرسة الأمريكيّة الدوليّة)، و(ثانويّة تيودور مونو الفرنسيّة الأولى).
- يُقام في نواكشوط العديد من المعارض التشكيليّة، ومعارض الفنون الجميلة، إضافة إلى العروض المسرحيّة، والتصوير، والنحت، والحفلات الموسيقيّة، والمهرجانات الشعريّة بالفصحى، وأشهرها (مهرجان موريتانيا الشعريّ)، وأيضاً مهرجانات شعريّة باللّهجة المحكيّة، ومعظمها تُقام في الهواء الطلق – كالملاعب – نظراً لافتقار المدينة للبنى التحتيّة، مهرجانات سينمائيّة وأشهرها (مهرجان نواكشوط السينمائي).
- يوجد فيها شبكة مواصلات داخليّة طولها 250 كيلو متر، و 50 كيلو متراً منها طُرق سريعة.
إنّ ما قدّمته عن مدينة نواكشوط في مقالي هذا، هو كلّ ما يهمّ السّائل ما هي عاصمة موريتانيا ، هذه المدينة التي بالرّغم من كلّ الصعوبات التي تتعرّض لها، أكان من زحف الرمال إلى الأبنية، أو شحّ المياه الجوفيّة، أو حتّى أمواج المحيط الأطلسي الغدّارة، فهي مدينة جميلة، تسعى للحياة بظروفٍ قاسية، لأنّها تستحقّ الحياة.
