الامارات

متلازمة الكوخ ما هي وما أعراضها

متلازمة الكوخ ما هي وما أعراضها

متلازمة الكوخ

ذاع صيت متلازمة أو حمى الكوخ أو المقصورة Cabin fever بين الناس منذ أكثر من 100 عام تقريبًا، وقد كانت وصفًا للدلالة على الشعور بالانزعاج والضيق لدى الأفراد الذين يعيشون بعيدًا عن المدينة أو الحضارة أو الذين اختاروا العيش داخل أكواخ أو كبينات صغيرة أثناء الشتاء، ومواسم سقوط الثلج دون الالتقاء بالآخرين، وقد تظهر هذه المتلازمة أيضًا عند سكان الأرياف الذين يعيشون لأشهر طويلة دون هواتف أو بريد، أو أيٍّ من الوسائل الرقمية للتواصل الاجتماعي.

إنّ متلازمة أو حمى الكوخ ليست تشخيصًا رسميًا، ولم ترد أصلًا في الدليل التشخيصي والإحصائي المعتمد للاضطرابات النفسية الصادر عن الرابطة الأمريكية للطب النفسي، لكنّ الكثير من خبراء النفس يُشيرون إلى كونها أمرًا حقيقًيًا وليس خيالًا، ولقد كثر الكلام عنها أثناء فترة الانعزال والتباعد الاجتماعي التي رافقت انتشار فيروس كورونا، ممّا دفع بالكثيرين إلى مناقشتها موضوعيًا وتحري المزيد عنها، فإن كنت قلقًا بشأن احتمال إصابتكَ بهذه المتلازمة، أو أحد من أهلكَ، إليكَ أهم الأعراض التي قد تُرافقكَ، وطرق يُمكنكَ باتباعها التغلب على هذه الأعراض، والتخلص المتلازمة..

أعراض متلازمة الكوخ

يشعر المصابون بمتلازمة الكوخ بالملل نتيجة لبقائهم في البيت لفترة طويلة، لكنّ الأمر لا يتوقف عند ذلك فحسب، إنّما يتعداه ليتضمن أعراضًا أخرى مرتبطة بالوحدة والانعزال عن الناس؛ كالشعور بحدة الطباع، وانخفاض الدافعية، وفقدان الأمل، ومشكلات التركيز، والتعب، وفقدان الثقة بالناس، وفقدان الصبر، وربما الشعور بالاكتئاب والحزن ومشكلات النوم أيضًا.

إنّ طبيعة أعراض هذا النوع من المتلازمات يعتمد على شخصيتكَ، وطبيعة مزاجك الأصلية، كما أن البعض قد ينجحون في استثمار هذه المشاعر وتحويلها إلى أشياء إيجابية، بينما يقع البعض الآخر في دوامة من المشكلات الصعبة بسببها، قد تؤدي إلى أعراض وآثار سيئة جدًا لديهم، مثل:

  • عدم تحمل الروتين اليومي أو الأسبوعي.
  • صعوبة أو كثرة النوم.
  • صعوبة التركيز.
  • تغير في طريقة أو عادات النظافة الشخصية.
  • تغير في أنماط الأكل.
  • الإفراط في الممارسات الخاطئة.

كيف تتغلب على أعراض متلازمة الكوخ؟

تزداد صعوبة الأعراض والمشكلات النفسية الناجمة عن متلازمة الكوخ أحيانًا إلى درجة يُصبح من الضروري حينها البحث عن أخصائي نفسي للتعامل معها، بينما في حال كانت الأعراض بسيطة أو خفيفة لديكَ، فإن بوسعكَ اتباع بعض الأمور البسيطة للتغلب على هذه المشكلة، مثل.

  • غادر منزلكَ لبعض الوقت: حاول مغادرة المنزل في حال كان ذلك متاحًا، ولو لفترة قصيرة؛ لأنّ ذلك سيمكنك من استقبال أشعة الشمس التي بمقدورها إعادة الاتزان إلى ساعتك الداخلية، وقد يكون من الأنسب لكَ ممارسة الأنشطة البدنية في الخارج أيضًا، أمّا في حال كنت مجبرًا على البقاء في المنزل، فلا مفر حينئذ من المكوث بالقرب من النافذة والتحرك حولها.
  • حافظ على أنماط غذائية طبيعية: قد تعتقد بأن المكوث في المنزل يعني أن جميع أصناف الطعام أصبحت بمتناول يدك الآن، لكن الحقيقة هي أنّ حفاظك على أنماط غذائية أثناء وجودكَ في المنزل، أكثر أهمية من ذي قبل؛ لأن الطعام الصحي يُسهم في الحفاظ على مستوى جيد من الطاقة والدافعية، وعليه فإنّه من الأفضل لكَ أن تبتعد عن تناول الأطعمة السكرية والدهنية.
  • وضع أهداف مفيدة لكَ: بوسعك الاستفادة من الوقت الذي ستقضيه في المكوث في منزلك عبر وضع أهداف أو مشاريع لإنجازها يوميًا أو أسبوعيًا ومراقبة تقدمكَ نحو إتمام هذه المشاريع، لكن بالطبع، حاول أن تجعل أهدافك أو مشاريعك قابلة للتطبيق، وابحث عن طرق لمكافئة نفسكَ عند إتمام الأهداف التي تطمح إليها.
  • فعِل قدرات دماغكَ: يلجأ البعض إلى قضاء الوقت في مشاهدة التلفاز أثناء مكوثهم في منازلهم، لكن التلفاز في النهاية يبقى غير مفيدٍ للعقل والقدرات الذهنية، وعليه فإنّه من الأفضل لكَ أن تبحث عن طريقة أخرى لإشغال نفسكَ وتنشيط عقلك؛ كقراءة الكتب أو ممارسة ألعاب الذكاء مثلًا.
  • مارس الأنشطة الرياضية: يرفض خبراء اللياقة البدنية اتخاذ المكوث في المنزل كذريعة أو حجة لعدم ممارسة الأنشطة البدنية؛ وذلك بسبب إمكانية ممارسة أنواع كثيرة من الأنشطة البدنية داخل المنزل لغرض حرق السعرات الحرارية، وهنالك الكثير من مقاطع الفيديو والأنشطة الرياضية المتوفرة على الإنترنت التي يُمكنكَ اللجوء إليها لهذا الغرض.

متى يجب عليك زيارة طبيبك؟

يصف الخبراء متلازمة الكوخ بأنّها مشاعر عابرة لا تلبث حتى تختفي مع مرور الأيام، كما يُمكنكَ أن تقضي عليها بسهولة بالقيام بأمور بسيطة جدًا؛ كالحديث مع صديقك مثلًا، لكن أحيانًا يُمكن للمشاعر السلبية أن تنمو أكثر وتفشل جميع محاولاتكَ في التأقلم معها، كما قد تزداد حدة هذه المشاعر عند فرض أوامر المكوث في المنزل من جهات يصعب مفاوضتها أو عصيان أمرها بسهولة؛ كالحكومات المحلية أو قوى الطبيعة، كما هو حاصل –مثلًا- أثناء قدوم الأعاصير الثلجية.

وهذه الأمور في مجملها تزيد أكثر من مستوى الخوف والقلق الموجود في قلوب الناس، وعندها قد تضطر إلى البحث عن العلاجات النفسية التي يقدمها الأخصائيون أو الأطباء، وقد تزداد المشكلة أكثر في حال كان من الصعب أصلًا زيارة الطبيب أو الوصول إليه بسبب طبيعية الظروف، لكن قد يبقى بإمكانكَ التواصل مع الأطباء عبر الإنترنت أثناء هذه الظروف الصعبة.

مَعْلُومَة

أدى وباء الكورونا عام 2020 إلى وقوع ما يقرب من نصف سكان الأرض تحت شكل من أشكال الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، وهذا بالطبع أدى إلى انتشار الحديث عن متلازمة الكوخ، وتسليط الضوء أكثر على الأشخاص الذين ينخرطون في المهن أو الأنشطة الأخرى التي تتضمن أصلًا تباعدًا أو عزلة اجتماعية لا مفر منها، وكان من بين هؤلاء الأشخاص؛ رواد الفضاء الذين يقضي بعضهم ثلث حياته بعيدًا ليس عن أهله فحسب، إنما بعيدًا عن كل أشكال الحياة المعروفة أيضًا.

وهذا الأمر بالطبع دفع الكثيرين منهم إلى تعلم أساليب وطرق كثيرة للتأقلم مع العزلة، لكي يشعروا كأنهم موجودون بين أحبائهم بالرغم من أنهم في الفضاء البعيد؛ كممارسة الألعاب مع الأصدقاء، والتواصل مع الناس باستخدام برامج محادثة الفيديو، وممارسة الرياضة لساعتين كل يوم داخل المقطورة الفضائية.

السابق
كيف تحافظ على ايجابيتك في الأوضاع الصعبة
التالي
قواعد مهمة لمحاربة الاكتئاب

اترك تعليقاً