الصحة النفسية

مرض الصرع

مرض الصرع

مرض الصرع

يعرف مرض الصرع بأنّه من الأمراض المزمنة التي تؤثر على الدماغ، إذ يتمثل ذلك بحدوث نوبتَين أو أكثر من التشنّجات غير معروفة السبب، والذي يسبب حدوث اندفاع مباشر للكهرباء في الدماغ، وتعرف نوبات التشنجات بأنّها عبارة عن حدوث اضطرابات في الإشارات العصبية التي ترسل من أعصاب الدماغ، ويتسبّب بحدوث اضطراب أو خلل في جميع الوظائف التي تسيطر عليها المنطقة المتأثرة؛ مثل التصرفات واللغة والإحساس والحركة ووضعية الوقوف والوعي والإدراك وغير ذلك الكثير، وتجدر الإشارة إلى أنه يُقدّر عدد الأشخاص المصابين بمرض الصرع في كندا ما يُقارب 1%، ومن الجدير بالذكر أنه توجد أنواع مختلفة من التشنجات، ولكنّ تشترك هذه الأنواع في كونها قصيرة الأمد، إذ تستمر غالبًا من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، ومن ثم يعود الدماغ إلى وضعه الطبيعي ويؤدي وظائفه المعهودة بعد انتهاء النّوبة، وقد يُعاني بعض المصابين بمرض الصرع من بعض المشاكل مثل؛ الإعياء العام بعد انتهاء النوبة لفترة محدودة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض غالبًا ما تزول بعد فترة ليعود الجسم إلى وضعه الطبيعيّ.

أنواع مرض الصرع

يُصنف الأطباء والمختصون مرض الصرع إلى نوعين رئيسيين، هما:

  • النوبات البؤريّة أو الجزئيّة: يظهر هذا النوع من النوبات في جانب واحد فقط من الدماغ، إذ تشكّل ما نسبته 60% تقريبًا من نوبات الصرع، ويُصنّف الأطباء هذا النوع من النوبات إلى ثلاثة أنواع، وهي كما يلي:
    • الصرع الجزئي البسيط: يصيب الصرع الجزئي البسيط جزءًا صغيرًا من الدماغ، إذ لا ينتج عنه فقدان الوعي، ولكن قد يسبّب حدوث تغيّرات حسية أو عاطفية، ويمكن للشخص المصاب أن يشم أو يرى أو يتذوق أشياء غير موجودة.
    • الصرع الجزئي المعقد: يرافق هذا النوع حدوث تغيّرات في الوعي أو فقدانه، إذ يمكن أن يُعاني الشخص المصاب من الشعور بالدوار والارتباك وفقدان القدرة على الاستجابة للتوجيهات والأسئلة لفترة زمنية مؤقتة.
    • نوبات الصرع العامّة الثانويّة: تعرف هذه الحالة بأنها عبارة عن نوبات تبدأ من أحد جانبي الدماغ وتنتشر بعدها وتصل إلى الجزء الآخر؛ أي بمعنى أنّها بدأت بنوبة صرع جزئيّة، ثمّ تطوّرت لنوبة صرع عامة.
  • نوبات الصرع العامّة: يتعرض بعض الأشخاص للإصابة بنوبات الصرع العامّة والتي تحدث بسبب النشاط الدماغي غير الطبيعي، إذ يبدأ من كلا جانبي الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الصرع يصنف إلى عدّة أنواع، وفيما يلي بيان لبعض منها:
    • نوبات الصرع الغيابي: تعرف هذه الحالة بنوبات الصرع الصغير، إذ تُسبّب التحديق للحظات قليلة في الفضاء، أو الرَمش السريع للعينين.
    • النوبات التوتريّة: تسبب هذه النوبات في حدوث تيبّس في عضلات الجسم، وخاصة العضلات الموجودة في الساقين، والظهر، والذراعين.
    • النوبات الارتخائيّة: هذه النوبات بعكس النوبات التوترية، إذ تؤدي هذه النوبات إلى فقدان توتر العضلات الطبيعي، مما يؤدي إلى سقوط الشخص أرضًا، وأيضًا قد يسبب إصابة رأسه لاإراديًا.
    • النوبات الرمعية: تسبب هذه الحالة حدوث ارتعاشات مستمرة، إذ إنها تحدث في عضلات الجسم وعلى كلا الجانبين.
    • النوبات الرمعيّة العضليّة: تتمثل هذه الحالة في حدوث تشنجات، أو ارتعاشات في عضلات الجزء العلويّ من الجسم، أو الساقين، أو الذراعين.
    • النوبات التوتريّة الرمعيّة: تعرف هذه النوبات باسم النوبات الصرع الكبيرة، إذ إنها تُسبّب العديد من الأعراض؛ مثل فقدان الوعي، والصراخ، والسقوط على الأرض، والشعور بتصلّب الجسم، وحدوث تشنجات، وارتعاشات متكررة في الساقين والذراعين، إذ يشعر الشخص المُصاب غالبًا بالتعب والإرهاق بعد التعرض لهذا النوع من النوبات.

أعراض مرض الصرع

تُعد النوبات الصرعية أو التشنجات بمثابة الأعراض الرئيسية للصرع، وتختلف الأعراض الأخرى من شخص إلى آخر، كما تختلف باختلاف نوع الصرع كما يلي:

  • الإصابة بالتشنجات دون حدوث ارتفاع درجات الحرارة الجسم.
  • المعاناة من نوبات قصيرة من تشويش الذاكرة، أو فقدان الوعي.
  • تعرض الشخص للإصابة بالتصلّب فجأةً دون مبرر.
  • التعرض لسقوط مفاجئ للمصاب دون مبرر.
  • التعرض لنوبات من الوميض دون وجود محفز.
  • التعرض لنوبات من المضغ.
  • تعرض الشخص للإصابة بذهول، وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين لفترة زمنية قصيرة.
  • آداء حركات متكررة وغير متناسقة.
  • المعاناة من الشعور بالخوف دون وجود سبب، أو الإصابة بالعصبية والهلع.
  • ملاحظة حدوث تغيرات في الحواس؛ مثل حاسة السمع، والشم.
  • المعاناة من رجفان الرجلين واليدين، إذ يظهر ذلك عند الأطفال كمجموعة من الارتعاشات المتسارعة.

أسباب الإصابة بمرض الصرع

في الحقيقة لا يوجد سبب محدد للإصابة بالصرع، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ طبيعة العلامات والأعراض التي تظهر على الأشخاص المصابين خلال نوبة التشنج تعتمد على الجزء المتأثر في الدماغ، وأيضًا مدى وسرعة انتقال التشنجات في الدماغ، ويمكن أن تكون العوامل الوراثية من العوامل التي تؤدي إلى ظهور المرض لديهم، ولعل من أبرز العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالصرع ما يلي:

  • التعرّض لضربة مباشرة على الرأس.
  • التعرض للإصابة ببعض المشاكل الصحية التي يمكن أن تصيب الدماغ؛ مثل السكتة الدماغية، وأورام الدماغ؛ إذ تعد السكتة الدماغية السبب الرئيسي للإصابة بمرض الصرع للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا.
  • الإصابة بمرض الزهايمر، أو الخرف
  • التعرض لحدوث نقص في تغذية الدماغ بالأكسجين.
  • التعرض للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة والمعدية؛ مثل التهاب الدماغ الفيروسي، ومرض الإيدز، والتهاب السحايا.
  • الإصابة بتلف أو جرح في الدماغ قبل الولادة.
  • التعرض للإصابة بمرض شديد أو حمّى شديدة.
  • العمر؛ إذ تزداد احتمالية الإصابة بمرض الصرع عند الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن عامين، وأيضًا الأشخاص الذين تزداد أعمارهم عن 65 عامًا.

مُحفّزات نوبات الصرع

توجد مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى التحفيز من ظهور نوبات الصرع، والتي نذكر منها ما يأتي:

  • عدم الحصول على وقت كافٍ من النوم.
  • التعرّض للإصابة بمرض أو التعرض لارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • التعرّض للأضواء الساطعة أو للتوتر.
  • اللجوء إلى تناول بعض أنواع من الأدوية أو شرب الكحول والكافيين.
  • تناول كميات كبيرة من بعض أنواع من الأطعمة، أو تجاوز تناول بعض الوجبات.

علاج مرض الصرع

في الحقيقة لا يوجد علاج نهائي لمرض الصرع، إلا أنه تتوفر بعض العلاجات التي تفيد في التخفيف من الأعراض، وأيضًا تقلل من عدد النوبات أو توقفها تمامًا، إذ يعتمد ذلك على حالة المصاب؛ ولعل من أبرز العلاجات المتبعة لمرض الصرع ما يلي:

  • الأدوية: تعرف الأدوية التي تصرف لعلاج مرض الصرع بالأدوية المضادة للصرع، إذ تستعمل كعلاج أساسي للمرض، وتساعد هذه الأدوية في تغيير مستوى المواد الكيميائية في الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أن نوع الدواء الذي يستعمل يعتمد على عمر الشخص المصاب ونوع النوبات التي يتعرض لها، وأيضًا إذا كانت توجد رغبة بالإنجاب من عدمها، إذ يصف الطبيب الدواء بجرعات بسيطة، ومن ثم يبدأ تدريجيًا بزيادتها لتتوقف النوبات عن الحدوث، ويتوجب على المصاب الالتزام باتّباع التعليمات بدقة، وعدم إيقاف الدواء دون الحصول على استشارة الطبيب، ولعل من أشهر هذه الأدوية نذكر ما يلي:
    • فالبروات الصوديوم.
    • الكاربامازيبين.
    • الإيثوسكسيميد.
    • التوبيراميت.
    • اللاموتريجين.
    • الليفيتيرأسيتام.
    • الأوكسكاربازيبين.
  • التدخل الجراحي: يُلجأ إلى التدخل الجراحي لإزالة الجزء المسؤول عن النوبات في الدماغ، إذ يوضع جهاز كهربائي ذو حجم صغير على جسم الشخص المصاب للتحكم بالنوبات.
  • الحرص على اتّباع نظام غذائي صحي خاص بالأشخاص المصابين بمرض الصرع، إذ يفيد ذلك في التخفيف من النوبات.

الوقاية من الإصابة بالصرع

توجد العديد من النصائح والإرشادات تفيد في التقليل من خطر الإصابة بمرض الصرع والوقاية منه، ولعل من أبرز هذه النصائح نذكر ما يلي:

  • الحماية من الإصابات الدماغية: يعد التعرض لإصابات الدماغ من أبرز الأسباب الشائعة للإصابة بمرض الصرع، إذ يمكن الوقاية منها من خلال اتباع إرشادات السلامة، وارتداء الخوذة الواقية، ووضع حزام الأمان، وغيرها من الإرشادات تحديدًا عند القيادة.
  • الوقاية من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وأمراض القلب: تتوافر بعض الوسائل التي تفيد في التقليل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي وسليم، والإقلاع عن التدخين.
  • الالتزام بأخذ المطاعيم: يمكن أن بعض أنواع من العدوى في زيادة خطر الإصابة بمرض الصرع.
  • المحافظة على الصحة خلال فترة الحمل: توجد العديد من المشاكل الصحية التي تحدث خلال فترة الحمل والولادة، والتي يمكن أن تؤدي إلى احتمالية الإصابة بمرض الصرع.
السابق
علاج زيادة الهيموجلوبين في الدم
التالي
كيف تتخلص من عرق الإبط

اترك تعليقاً