منوعات

مفهوم الفكر التربوي

مفهوم الفكر التربوي

 مفهوم الفكر التربوي الإسلامي:

يعرف بأنه نتاج تربوي معرفي وآلياته للعقلية المسلمة من مفكرين وعلماء وتربويين، والمتصل بصورة مستقلة أو غير مستقلة بميادين الدين والكون والحياة والإنسان، وذلك في ضوء المنهجية الإسلامية.

 مصادر الفكر التربوي:

• المصادر الأولية :

أ – القرآن الكريم :

القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله بواسطة الوحي جبريل الأمين منجماً ، المحفوظ  بين دفتي المصحف ، المبدوء بالفاتحة والمنتهي بسورة الناس .

جاء كمصدر أول رسالةً، للعالمين وأساساً للعلوم ،فيه يجد الناس  حاجتهم على السواء قال تعالى :{ ما فرطنا في الكتاب من شئ }

ب- السنة النبوية :

        ثاني مصدر من مصادر الفكر التربوي وهي السنة النبوية وفي اللغة تعنى الطريق لقوله تعالى ( لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتي لو دخلتموه  ) أي طريقهم وفي اصطلاح الأصوليين وهي ما أثرعن النبي من قولٍ أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية .

      وهي وحي من الله كلف النبي بتبليغها والعمل وفق هديها ، قال تعالى:  { وما ينطــــق عـــــن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى }  وهي المجال التطبيقي ، وصورة الالتزام الحقيق بدين الله عز وجل ، حيث أمره ربه فقال تعالى : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما  بلغت رسالته } ثم زكاه فقال تعالى: { وإنك لعلى خلق عظيم }    

ج- الإجماع:

نوع من أنواع الإجتهاد، لأن الإجتهاد إما فردي وهو القياس وإما جماعي وهو الإجماع , ومعناه في اللغة : الاتفاق والعزم والتصميم على الأمر وانعقاد النية على فعله

د- العقل:

بالعقل يميز الإنسان بين الخير والشر، وبين الخطإ والصواب، ثم يختار منهما ما شاء، وبعد ذلك يجزى على اختياراته كلها، فيستحق بعدئذ على الحسن منها الثواب، وعلى القبيح منها العقاب، إذا فقد الإنسان عقله سقط عنه التكليف، والتحق بغمار البهائم .

المصادر الثانوية:

أ – التراث الإسلامي :

يمثل كل ما وصل من الماضي وشكل جزءاً من الحضارة السائدة في حينه ، فهو موروث وفي نفس الوقت يعطى على العديد من الأصعدة ، و التراث يأخذ معنى الثروة التي انتقلت إلينا من أسلافنا في كافة المجالات، سواء كانت مادية أو معنوية ، زمانية أو مكانيه 

        ويوجد التراث الإسلامي في مستويين على النحو التالي :

1-المستوى المادي : تراث مكتوب مكانه المكتبات والمخازن ، وهو إما مطبوع ، أو أنه مخطوط فهو تراث مادي له وجود على مستوى أولى مستوى الأشياء المحسوسة .     

2- المستوى المعنوي : وهو عبارة عن مخزون نفسي ، وهو قيمه في الوجدان ، يمكن أن يؤثر ويبعث على السلوك  وفي كلا المستويين التراث ليس كياناً منفصلاً عن الأمة بل هو سلوك معاش في حياة الناس .

خصائص الفكر التربوي:

1- الشمول :ليشمل جميع جوانب الإنسان ، سواء على صعيده الشخصى أم على صعيد علاقته بالإنسان وتفاعله معه أو ما يتعلق بالقوي الخارجية ؛ وذلك في كل لحظة من لحظات حياته وفي كل أحواله ليلا أو نهارا ضمن فلسفة الحياة الشاملة لبعدي الدنيا والآخرة عبر منهاج رباني فريد ، ووفقا لأهداف إنسانيه في تدرج عجيب ومع شمولية التقويم لكافة خطواته المادية والمعنويه ، وذلك يتمشى مع الطبيعه الكليه للأنسان وهذه الشمولية في الفكر التربوي مستمدة من شمولية هذا الدين .

2- التكامل : ومعناه أن يتناول الإنسان أن كلاً لا يقبل التجزئة ومن جميع جوانبه في صورة متكاملة مع المجتمع الذى يعيش فيه ؛ و للتكامل عدة أنماط فقد يكون تكاملاً بين الوسائل والأهداف أو تكاملاً بين النظرية والتطبيق أو بين العلم والعمل أو بين مؤسسات التربية النظامية وغير النظامية  

3- التوازن : يتعامل الفكر التربوى مع الواقع فهو وليد الحركة و لا ينطلق من التصورات العقلية المجردة ولا المثاليات متجاهلاً واقعه من جميع جوانبه وذلك في إطار من الوسطية والتوازن

 4- الوظيفية : لم يكن الفكر التربوي ولا التربية في عمومهما منعزلين عن الحياة الاجتماعية بل كان يلبيان حاجات المجتمع ويسيران مع تطوره ونموه فالمتعلمون هم صناع المجتمع وبناته حضارياً و من هنا ألحت حاجة المجتمع علي تربية أبنائه للمستقبل ويقول في ذلك الإمام علي رضي الله عنه (لاتقصروا أولادكم علي آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم

أهمية الفكر التربوي:

1.الأزمة التربويّة المعاصرة:

ناتجة عن قلة الفعاليّات الفكرية المحركة لها، ونتج ذلك عن تناقض الأفكار، واتسامها بأنها (أفكار سطحيّة) في كثير من المواقع، والتي لا يرى لها أبعاداً تقوم بتجسيدها في الواقع الحي المعاش، لهذا وجب إيجاد جهود فكريّة تربويّة لمواجهة وتحدي هذه الأزمات، وإن وجدت فإن الكثير منها بحاجة إلى التقويم والمراجعة وإعادة صياغتها، ووضع الضوابط اللازمة لتفعيلها، وتحديد مختلف الأدوار لتنفيذها على أرض الواقع بشكلٍ يخدم الفكر التربوي.

2.الإنتاج التربوي:

تظهر الدراسات قلة فعالية الإنتاج الفكري في المجال التربوي، بسبب عدم تعرّض هذا الفكر لعمليّات حقيقيّة وصادقة في النقد والتحليل، لمعرفة نسبة إسهامه في رقي الواقع التعليمي ومواكبته للفكر التربوي عبر نطاق العالم، حيث تعدّ عمليات النقد وإعادة الصياغة لهذا النتاج ضرورياً لنموه وتحديد وتقويم مساراته، ليصل لمرحلة التأثير في المسار الفكري عبر العالم.

3.التجديد التربوي:

دراسة حركة الفكر التربوي تساعد في رصد تطوراته في الرؤيّة المتبصِّرة والواقعيّة لعمليّات التحديث، حيث تعتبر عمليّات التحديث التربويّة محاولة لـ (عنصرة النظام التربوي)، وذلك عن طريق إدخال تقنيّات ووسائل تربويّة حديثة، لتطبيق فكر تربوي سليم، ويتم هذا الأمر بالسعي للوصول لغاياتٍ بعيدة، لمجاراة روح العصر في ضوءٍ من الواقع الإجتماعي، والإمكانيّات البشريّة والماديّة والفنيّة السائدة في المجتمع (القيم الأخلاقيّة).

4.تقويم وتعديل الفلسفات التربويّة:

تطور الفكر التربوي يعطي صورة تقريبيّة عن النظريّات التي تحكم وتسيطر على المجتعات الإنسانيّة، حيث أن رصد حركة وفلسفة بناء الإنسان الذاتيّة وطرق تفاعله مع محيطه من مجتمع وطبيعة، أمر في غاية الأهميّة للوصول وتحقيق المرجو من هذه الدراسة، واستخلاص النتائج الأدق فيها.

5.بناء حضارة الأمة:

دراسة تطور الفكر التربوي في غاية الأهميّة للبناء الحضاري للأمة والمجتمع، فالإصلاح الفكري وتصويب مسارات المعرفة وضبطها بأسس، من شأنها تحقيق الأهداف المرجوة، وهذا الأمر يتطلّب رؤية متوازنة ومتكاملة وشاملة للمحيط.

6.الإسهام في معرفة التراث التربوي:

تسهم دراسة الفكر التربوي في معرفة ما يحويه هذا التراث من مخلّفات الإنسان وموروثاته الفكريّة، ونشاطاته المتوارثة أو المكتسبة يتوارثها الأفراد، بشكل يساعد في استلهام واكتساب خبرات يتم بها مواجهة مشاكل المجتمع في أي وقت.

مستويات البحث فى الفكر التربوى:

1- مستوى مجرد من الواقع التربوى: ويكون البحث فيه معبراً عن مجموع المفاهيم والأسس النظرية والمعانى المجردة من هذا الواقع التربوى.
2- مستوى يعبر عن تصورات المشتغلين بأمور التربية والتعليم الخاصة بما ينبغى أن تكون عليه عملية التربية.

السابق
Hello world!
التالي
ضغط الدم الانقباضي

اترك تعليقاً