اسلاميات

نعمة العقل وكيف نحافظ عليها

ما أهمية نعمة العقل؟

أنعمَ الله عليكَ بالعقل وجعله سبب تكليفك بالعبادات، فبه تتميّز عن غيركَ من المخلوقات، وقد اختص الله الثّقلين من الإنس والجن به دون سائر المخلوقات، ومنحهم نعمة القرار والاختيار والعلم والإدراك، والتعليم والتعلم، والذوق والتذوق، وللعقل أهمية كبيرة نتناولها في السطور الآتية:

  •  يصل العقل بك إلى الهداية الحقيقية، إذ تتفكر فتعرف أنّ الله عز وجل هو خالق الأكوان، وهو الواحد الأحد الصمد، الذي يلم لد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فتستغني عمن سواه وتعز بالاقتراب منه، وولهذا السّبب ارتفع شأن الأنبياء والرسل الذين وصلوا لهذه المكانة.
  • يقودك العقل لحسن التصرف والتدبر، وتسليم أمرلا تعرفه إلى من يعرفه، فبعقلك ستدرك أنّكَ عندما تمرض فأنتَ بحاجة لزيارة الطبيب حتى تتحقق لكَ السلامة والشفاء في بدنك، وتسلم كل شيء إلى صانعه ومخترعه.
  • تتحقق لكَ السعادة عندما تُعمِلُ عقلك، فكما قال الشاعر: “ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم”، كنايةً عن أنّ العقل يمكّنكَ من التفكير برشد، ويجنبك الوقوع في الأخطاء والمخاطر، وبالمحصلة سيرتقي حالك، وتُحسن التخطيط لمستقبلك وحياتك بنجاح.
  • يتيح لكَ العقل تقبل التغيير ما دام لمصلحتك وصلاح حالك، فوحدهم الجاهلون من يرفضون التغيير عما تربّوا عليه وعهدوه، بينما يمكّنكَ عقلك من الانفتاح على العالم ومتغيّراته، وخبرات الآخرين وتقبلهم والعيش معهم بسلام.
  • يقودك العقل لفعل الخيرات واتباع الأوامر التي أمر الله بها، وبالتالي الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، والابتعاد عن النواهي والمعاصي التي قد تدخلك نار جهنم.
  • يحميكَ العقل من اتباع الضالين والمضلين الذين يتخذون البدع والخرافات قيم وعادات في حياتهم، كشق الثياب واللطم وغيرها، فعندما تستخدم عقلك ستعلم أنّ كل ذلك لا هدف له ولا فائدة تُرجى منه.

كيف تحافظ على نعمة العقل؟ إليك الإجابة

يعد الحفاظ على العقل مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية، وذلك لأنّه هبة من الله تعالى يجب صونها والحفاظ عليها، ومن أفضل الطرق لفعل ذلك ما يلي:

  • ابحث عن التحفيز الذهني من خلال القيام بالتّجارب والأنشطة التي تنشط عقلك، أو المسائل الرياضية والألغاز، إذ وجد العلماء أنّ القيام بذك يولّد المزيد من الخلايا، ويحمي عقلك مستقبلاً من فقدان الخلايا وتدهورها.
  • مارس الرياضة البدنية، لأنّ استخدام العضلات يساعد عقلك، إذ يزيد عدد الشّعيرات الدموية الدّقيقة التي تنقل الدم المحمل بالأكسجين والعناصر الغذائيّة لخلايا الدماغ، ما يزيد من كفاءة المنطقة المسؤولة عن التفكير والتركيز.
  • حسّن نمط حياتكَ الغذائي بأن تحرص على التغذية المتوازنة، وأكثر من تناول الأسماك، والخضراوات، والأصناف الغذائيّة غير المشبعة بالدهون، وتلك الغنيّة بالبروتينات النباتيّة.
  • حافظ على ضغط دمكَ ضمن معدّلاته الطّبيعيّة، من خلال اتّباع ما سبق من نصائح، أضف لها الابتعاد تمامًا عن المشروبات الكحوليّة، الأمر الذي يجنّبك مشاكل الشيخوخة كالنسيان والخرف.
  • قلّل نسبة السّكريّات في نمطكَ الغذائي، للوقاية من الإصابة بمرض السّكري، وإن كنتَ تعاني من مرض السّكري راقب مستوياته يوميًّا، وانتبه من ارتفاعه لفترات طويلة، بالإضافة إلى الابتعاد عن السّكريّات، اتّبع النّصائح السّابقة، وحافظ على وزنك بعيدًا عن السّمنة.
  • تجنّب الإكثار من تناول الأطعمة الدّسمة كثيرة الدّهون، التي ترفع مستويات كوليسترول البروتين الدّهني الضّار في الدّم، الذي يسبّب استمرار ارتفاعه إلى أمراض كثيرة تؤثّر على خلايا الدّماغ، وتزيد من فرص الإصابة بالخرف، والتّدهور المعرفي، وتستطيع ذلكَ بالإضافة لما سبق من خلال ممارسة التّمارين الرياضيّة، والابتعاد عن التّدخين، واتّباع ما سبق من نصائح في النّقاط السّابقة، أمّا إن كنتَ قد شّخصت حالتكَ بارتفاع الكوليسترول والدّهنيّات يجب أن تزور الطّبيب لتنناول الأدوية المناسبة لحالتكَ المرضيّة.
  • تناول جرعة أسبرين مخففة، فالدراسات تدلل على أثرها الإيجابي لسلامة العقل، لكن احرص على سؤال طبيبك عن ذلك.
  • تجنّب تناول التبغ والسجائر بكافة أشكاله، ومثلها المشروبات الكحوليّة.
  • احرص على المشاعر الإيجابيّة، وابتعد قدر الإمكان عن الانفعالات العصبيّة، والمشاعر السلبيّة، وكن وفيًّا لصحة جسدكَ برفدها قسط كافٍ من النّوم المريح الهادئ المتواصل.

مكانة العقل في القرآن والسنة

من فضل الله على عباده أن منحهم العقل، فلولاه لما عرف الإنسان دين الإسلام والنبوّة، ولا فرّق بين الخير والشر، والمعروف والمنكر، والحق والباطل، وفي السطور التالية ستتعرّف على مكانة العقل في القرآن والسنة:

  • اعتبر الإسلام أنّ العقل نوع من التكريم للإنسان وذلك يتضح في قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}.
  • مدح الله أصحاب العقول الزكية التّامة الذين يدركون الحقائق على تجلّياتها، وليسوا كالصم البكم الذين لا يعقلون، كما في قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}.
  • اتبع الناس الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أرجح الناس عقلًا، إذ لم يسجد قبل نزول الوحي عليه صلّى الله عليه وسلّم لصنم قط.
  • جعل الله محل العقل القلب بشكل صريح في قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، وكذلك جاء في السنة إذ ورد في الصحيح أن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ألا وإن في الجسد مُضغة، إذا صلَحتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدتْ فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب].

قد يُهِمُّكَ: حقائق مذهلة عن عقلك

أنتَ تحمل الدماغ فوق رأسك، وهو جزء هام من أجزاء جسمك وتركيبته، وعلى الرغم من ذلك فقد تجهل الكثير من المعلومات المذهلة التي سنخبرك إياها عن عقلك فيما يلي:

  • يزن دماغكَ حوالي ثلاث أرطال عندما تصل لمرحلة البلوغ.
  • يتكوّن دماغكَ من حوالي 75% من الماء، وهذا يؤكّد أهميّة تناولكَ الماء باستمرار لتجنّب الجفاف، إذ يسبّب هذا الأخير ولو بكميّات قليلة تأثيرًا سلبيًا على خلايا الدّماغ، ونشاطه.
  • ينمو دماغكَ بسرعة تصل لثلاثة أضعاف حجمه في السّنة الأولى من حياتكَ، ويستمر بالنّمو بعدها بوتيرة حتّى تبلغ سن الثّامنة عشرة.
  • تشعر بالصّداع عندما يحدث تفاعل كيميائي في خلايا الدّماغ مع كل من عضلات وأعصاب رقبتكَ، ورأسكَ.
  • يحتوي دماغكَ على أكثر من مئة مليار خليّة عصبيّة.
  • يستخدم دماغكَ أكثر من 10% من طاقة خلاياه أثناء نومكَ، وهذا يثبت استمراريّة عمل الدّماغ حتّى أثناء النّوم، وبأنّه لا يتوقّف عن العمل في أي لحظة من لحظات حياتكَ.
  • يحتاج دماغكَ لتناول الدّهون الجيّدة التي ترفع من مستويات الكوليسترول المفيد في الدّم، وهو ما يعتمد على فئتكَ العمريّة، وعوامل صحيّة أخرى.
  • تصل سرعة نقل المعلومات بين الخلايا العصبيّة لما يقارب 250 ميل/ السّاعة، وهي سرعة مهولة تمكّنكَ من التّفكير، والاستجابة بوقت قصير.
  • دماغكَ لا يشعر بالألم، ولكنّه يفسّر الإشارات التي تصل إليه من أعضاء جسدكَ عند الإصابات، بإفراز هرمون الشّعور بالألم، ولكنّه هو بذاته لا يشعر بالألم.
  • ما تشعر به عند تناول المجمّدات والآيس كريم من آلام في الرّأس، ناتج عن ما يعرف بألم العقدة الوتديّة العصبيّة، التي تحدث بفعل انقباض الأوعية الدمويّة في مؤخّرة الحلق المسؤولة عن نقل الدّم إلى الدّماغ.
  • تبدأ مهارتكَ المعرفيّة بالتّناقص التّدريجي ببلوغكَ أواخر العشرينيّات من عمركَ، وكلّما تقدّمت بالسّن أكثر يصغر حجم دماغكَ.
  • تساعد ألعاب الفيديو على تحسين قدراتكَ المعرفيّة، شريطة أن تسيطر عليها، لا أن تدعها هي من يسيطر عليكَ لتتحوّل بعدها إلى إدمان ضار بكَ، كذلكَ يجب أن تدرس أي الألعاب التي تحفّز قدراتكَ المعرفيّة.
  • يستهلك دماغكَ حوالي 20% من كميّة الأكسجين التي تدخل لجسمكَ.
السابق
تعامل النبي مع الاطفال
التالي
كيفية البدء في مهنة التدريس

اترك تعليقاً