الصحة النفسية

نقص المادة البيضاء في الدماغ

نقص المادة البيضاء في الدماغ

ما هي المادة البيضاء؟ وما أعراض نقصها في الدماغ؟

تُعرف المادة البيضاء في الدماغ White Matter in Brain بأنّها نسيج من الألياف العصبية، ويُطلق عليها المحاور العصبية، إذ تُغطى تلك المحاور بمادة الميالين Myelin وهي التي تُكسبها اللون الأبيض، والميالين هو مادة مكونة من الدهون تغلف المحاور العصبية، وتعزلها وتُسرع تناقل الإشارات بين الخلايا، وتزيد من استجابة الخلايا الدماغية لإرسال الرسائل واستقبالها، وتمثل المادة البيضاء ما يقارب نصف مساحة الدماغ، وبذكر المادة البيضاء لا بدّ من ذكر المادة الرمادية التي تمثل النصف الآخر المتبقي من الدماغ وهي خلايا عصبية تتشعب وتربط بينها المادة البيضاء، وللتوضيح فإن الدماغ يُشبّه بكمبيوتر متكامل إذ تتمثل المادة الرمادية Gray matter بالخلايا العصبية التي تشكل نظام الكمبيوتر، بينما تُشكل المادة البيضاء الكوابل التي تربط وتصل الخلايا العصبية معًا في النظام كاملًا وفقًا للنظام الصحي الذي وُصف في جامعة كالفورنيا للتدريس والأبحاث UC Davis.

ويُصاب البعض بنقص المادة البيضاء بالدماغ، إذ تبدأ مادة الميالين بالانهيار مع التقدم في السن والدخول في مرحلة الشيخوخة، ويتوقف الجسم والدماغ عن أداء وظائفهم على أكمل وجه، وقد يصاحب مرض المادة البيضاء بعض الأعراض والتي سنُبيّنها لك فيما يلي:

  • مواجهة صعوبة في القدرات العقلية كالتعلم أو تذكر أمر جديد.
  • مواجهة صعوبة في التعامل مع المشكلات وحلها.
  • السلس البولي.
  • بطء التفكير.
  • تأثيرات على المزاجية والإصابة بالكآبة.
  • خلل في المشي.
  • ظهور مشاكل في التوازن.

ومن الجدير بالذكر أنّ مرض المادة البيضاء يختلف عن مرض الزهايمر إذ يؤثر الزهايمر على المادة الرمادية في الدماغ، ويحتاج من يعاني من مشاكل في الذاكرة إجراء التشخيص الطبي والفحوصات اللازمة لتحديد نوع المرض الذي يعاني منه.

ما أسباب نقص المادة البيضاء في الدماغ؟

تؤدي الإصابة بالعديد من الأمراض إلى إحداث تغييراتٍ في المادة البيضاء في الدماغ، وكذلك تؤدي بعض السموم لإحداث تغييرات عليها أو نقصانها، وتشمل الأمراض مجموعة من الأسباب المؤدية للمشاكل القلبية والسكتات الدماغية نبينها لك فيما يلي:

  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن .
  • التعرض لالتهاب مستمر وطويل الأمد في الأوعية الدموية.
  • شرب السجائر والإدمان على التدخين.
  • الإصابة بارتفاع سكر الدم .
  • ارتفاع نسبة الدهون بالجسم.
  • الإصابة بمرض الشلل الرعاشي.
  • الإصابة بسكتة دماغية مسبقة.

وتُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض نقص المادة البيضاء إذا ما كنّ يعانين من ارتفاع سكر الدم، والشلل الرعاشي، والتاريخ المسبق للإصابة بسكتة دماغية.

هل يمكن علاج نقص المادة البيضاء في الدماغ؟

لا يوجد علاج محدد لنقص المادة البيضاء بالدماغ، إلا أنّه يمكن التخفيف من الأعراض المصاحبة لنقصانها، ويعد أهمها العلاج الطبيعي، إذ من الممكن أن يساعد في تخفيف صعوبات فقدان التوازن ومشاكل المشي، وبالتالي تتحسن تلقائيًا الصحة الجسدية والعقلية للجسم، كما يؤدي الاهتمام بصحة الأوعية الدموية إلى التخفيف من الأعراض المصاحبة لمرض نقص المادة البيضاء وفقًا لما بينته الأبحاث الحديثة كالمحافظة على ضغط الدم الطبيعي، وتناول أدوية الضغط وفقًا للجرعة المقررة التي يصفها ويحددها الطبيب المختص، إضافةً إلى تجنّب تدخين السجائر، وجميعها أمور تقيك من التعرض المبكر لنقص المادة البيضاء بالدماغ وتخفف من أعراضه ويعتمد العلاج الأساسي على علاح مسبب الضرر لمنع تفاقم المرض وازدياده كما بينا لك كأخذ أدوية خفض الكوليسترول الضار أو غيرها من الأدوية وفقًا لما يقرره الطبيب.

مرض نقص المادة البيضاء لدى الأطفال

تظهر بعض أمراض نقص المادة البيضاء لدى الأطفال في حالاتٍ معينة نتيجة الإصابة بأمراض خلل التنسّج dysmyelinating diseases خلال مراحل الطفولة، والتي يعود سببها لخلل في الإنزيمات الوراثية بشكل يُعيق تكون مادة الميالين كما ينبغي، نوضحها فيما يلي:

  • حثل المادة البيضاء متبدل اللون “Metachromatic leukodystrophy”: يبدأ ظهور هذه الحالة بعمر ما بين ال12 و18 شهر، وتؤدي إلى تراجع المهارات النمائية والإدراكية لدى الطفل، وتؤثر على نطق الكلام، وقد تتطور الحالة خلال العامين الأولين للطفل فتؤثر على توازن الطفل ومشيه، وقد تؤدي للإصابة بالعمى أو الشلل، وقد يتفاقم المرض سوءًا بالسنوات المقبلة من حياة الطفل، وقد يسبب الوفاة بفترة تقدر من 6 أشهر إلى 4 سنوات ابتداءً من ظهور الأعراض الأولية، ومن المؤسف أنّه لا يمكن علاج أو إيقاف تطور هذه الحالة المرضية للأطفال في ذلك العمر، بينما بعض الأطفال الذين تظهر عليهم الأعراض ما بين سن أربع سنوات ومرحلة المراهقة يعيشون لسنوات بعد تشخيص المرض لديهم.
  • داء كرابي “Krabbe disease”: وهو أحد الاضطرابات التي تصيب الوظائف الحيوية للجسم، ويسمى حثل المادة البيضاء للخلايا الكروية globoid cell leukodystrophy، ومن الممكن أن يُصاب به الأطفال في أي مرحلة من عمرهم، إلا أنّ النوع الأكثر شيوعًا يُصاب به الأطفال قبل وصولهم لعامهم الأول، ويُسبب عند الأطفال الرضع بعض الأعراض كالإصابة بالحمى، والتهيج الجديد، وزيادة قوة البنية العضلية، ومن الممكن أن يتفاقم المرض ويصبح مميتًا في السنة الثانية من عمر الطفل.
  • متلازمة زيلويغر “Zellweger syndrome”: تؤدي إلى وفاة الطفل في عمر مبكر، وتشمل أعراضها انخفاض في الكتلة العضلية للجسم، والإصابة باليرقان، وخلل في الوظائف الحيوية في الكبد، والمعاناة من صعوبات في القدرات العقلية والذهنية، وقد تختلف في شدتها من طفلٍ مصاب لآخر.
  • متلازمة لي “Leigh syndrome”: يُصاب بها الأطفال والرُّضع، وتشمل مجموعة من الأعراض مثل لين وضعف العضلات، وتأخر وبطء في الكلام، وبطء في الاستجابة الجسدية للردود، وبطء في الاستجابة العاطفية، كما تؤثر هذه المتلازمة على مشاكل في البلع، وتؤدي لخلل في تناسق عضلات الجسم والترنح في المشي.

مَعْلومَة: هل يمكنك حماية نفسك من نقص المادة البيضاء؟

مرض نقص المادة البيضاء هو مرض مرتبط بالتقدم بالعمر، فإنّ لم تتبع إجراءً وقائيًا مسبقًا قبل ظهور أعراضه بشكل واضح فإن الأمر قد يزداد سوءًا مع تقدمك في العمر إلا أنّه يمكنك أنّ تُخفف من أعراضه، وتقي نفسك من المزيد من الأضرار التي قد تكون خطرة نوعًا ما، وذلك عن طريق المحافظة على ضغط الدم ونسبةالسكر بالمستويين الطبيعين بالجسم، والاهتمام بالصحة القلبية، واعتماد نظام غذائي صحي معتدل بالسعرات الحرارية، والابتعاد عن الأطعمة المملحة والدّسمة والمرتفعة بالسعرات الحرارية، والمحافظة على الكوليسترول بوضعه الطبيعي، والابتعاد عن التدخين، وأن تلتزم بأي عادات صحيّة أخرى لها أن تقيك من مرض نقص المادة البيضاء.

السابق
أبرز المعلومات عن القلب البشري
التالي
علاج تضيق الشرايين

اترك تعليقاً