الصحة النفسية

نقص بلازما الدم

نقص بلازما الدم

نقص بلازما الدم

تتكون بلازما الدم من الماء بنسبة 90%، فضلًا عن احتوائها على بعض الأملاح، والإنزيمات، والأجسام المضادة، وبعض البروتينات؛ بروتين الألبيومين والفيبرينوجين، وفي المناسبة فإن البلازما تشكل حوالي 55% من الكتلة الكلية للدم وهي ذات لون أصفر باهت بالرغم من اللون الأحمر الظاهر على الدم، وبما أن الماء يكون أغلب كتلة البلازما، فإن نقص بلازما الدم يشير إلى دخول الجسم في حالة من نقص الماء أو الجفاف أو ما يُعرف علميًا بنقص حجم الدم Hypovolemia، الذي قد يحدث بسبب النزيف الشديد، أو قلة وجود الماء، أو نقص البلازما نفسها، ولقد عبر العلماء عن ثقتهم الكبيرة في وجود علاقة بين زيادة أو نقص حجم الدم من جهة وبين التغيرات الحاصلة فيما يُعرف علميًا باسم اسمولالية البلازما Plasma Osmolality من جهة أخرى، لكن على العموم فإن نقص حجم الدم يُمكن أن يؤدي إلى دخول المريض بنوع من الصدمة، التي تُعرف بين خبراء الصحة باسم “صدمة نقص حجم الدم”، والتي يعتمد علاجها على قيم متعلقة باسمولالية البلازما، وتجدر الإشارة في النهاية إلى أن البروتينات تشكل حوالي 7% من كتلة البلازما الكلية، مما يعني أن أسباب وعلاج نقص بلازما الدم يُمكن أن يرتبط بنسبة هذه البروتينات أيضًا، بجانب الماء والسوائل دون شك.

أسباب نقص بلازما الدم

يرتبط نقص بلازما الدم بالجفاف وقلة السوائل لإن البلازما تتكون بالأساس من الماء بنسبة كبيرة كما ورد مسبقًا، ويُمكن للإسهال الشديد والتقيؤ أن يكونا من بين أهم العوامل المؤدية إلى هذا الأمر، وهذا ينطبق كذلك على الحروق الشديدة والتعرق المفرط والنزيف أو حتى تناول بعض الأدوية كمدرات البول، وعلى العموم يُمكن ذكر الأسباب والعوامل الأخرى المرتبطة بنقص حجم الدم على النحو الآتي:

  • انخفاض قدرة الدم على التخثر.
  • الإصابة بالتعرق المفرط الذي يُمكن أن يكون ناجمًا عن التعرض للحرارة الشديدة.
  • وصول الإنسان لمراحل عمرية متقدمة أو في مرحلة الطفولة؛ فهذه الفئات العمرية يصعب عليها شرب السوائل بالصورة المطلوبة.
  • الإصابة بأحد أمراض الكلى التي تؤدي إلى كثرة التبول.
  • استخدام الأدوية المدرة للبول.
  • إصابة المرأة الحامل بما يُعرف بالحمل المنتبذ، الذي ينشأ عن حدوث الإخصاب خارج الرحم.
  • الإصابة بنزيف داخلي مصدره الجهاز الهضمي، كما يمكن أن ينشأ هذا الأمر في أي مكان آخر من الجسم.
  • الإصابة بما يُعرف بأم الدم الأبهرية أو تمزق الشريان الأبهر، الذي يؤدي بالطبع إلى نزيف شديد للغاية.
  • التعرض لإصابة مباشرة خطيرة أو جدية.
  • الإصابة بتسمم الدم أو إنتان الدم.

وعلى أية حال، فإن بلازما الدم لا تتكون من الماء فحسب، وإنما من البروتينات أيضًا، وفي حال حدث نقص في البروتينات الموجودة في بلازما الدم فإن ذلك يُمكن أن يكون مؤشرًا دالًا على ضعف امتصاص الجسم لبعض العناصر الغذائية، أو وجود مشاكل في الكلى أو الكبد، أو الإصابة بمشاكل في الأمعاء، أو ربما الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية أيضًا.

أعراض نقص بلازما الدم

تتشابه أعراض نقص حجم أو بلازما الدم مع أعراض الإصابة بالصدمة، وعادةً ما يحاول الجسم البشري تقليص حجم الأوعية الدموية من أجل تعويض النقص الحاصل في حجم الدم؛ وذلك من أجل حصر المساحة المتوفرة داخل الأوعية الدموية للاستفادة أكثر من الدم المتوفر وتمكينه من خلق ضغط مناسب للدم بما يخدم مصلحة الأنسجة والأعضاء في الجسم، وستكون تبعات ذلك هي حصر الدم من الذهاب لأعضاء الجسم البعيدة كالجلد مثلًا مما يؤدي إلى خفض الحرارة وشحوب لون الجسم، ومن المتوقع أن تزداد دقات القلب لدفع الدم المتوفر إلى السريان بسرعة في أنحاء الجسم، كما من المتوقع أن يزداد ضغط الدم أيضًا لتعويض نقص الدم، وفي حال لم يُسارع المصاب إلى تلقي الرعاية الصحة المطلوبة لإيقاف هذه العمليات أو لعلاج سبب نقص حجم الدم، فإنه قد يبدأ بالتبليغ عن كل من الأعراض التالية:

  • التعرق المفرط الذي ينشأ بسبب قلة التروية الدموية.
  • الشعور بالدوخة أو الدوار نتيجة لقلة التروية الواصلة للدماغ.
  • الشعور بالارتباك.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الإغماء أو فقدان الوعي في حال استمرت الحالة على ما هي عليه دون علاج.
  • الشعور بالعطش وجفاف الأغشية المخاطية في الجسم.
  • انخفاض كمية البول.

وبما أن بلازما الدم تحتوي على البروتينات أيضًا، فإن من المتوقع أن يؤدي نقص البلازما إلى ظهور أعراضٍ متعلقة بنقص البروتينات مثل؛ الإجهاد، وتساقط الشعر، وهشاشة الأظافر، وصعوبة تخثر الدم بعض التعرض للإصابات المباشرة وسهولة التورم الخارجي على الجسم، وانتشار الطفح الجلدي، والشعور بالصداع، والغثيان، لكن يجدر التذكير هنا بأن أعراض نقص بروتينات البلازما تتباين كثيرًا وفقًا لنوع الحالة المرضية التي أدت أصلًا إلى حدوث هذا النقص، وهنالك بالطبع أمراض كثيرة تؤدي إلى اختلالاتٍ في مستويات البروتينات الموجودة في بلازما الدم، ولكل من هذه الأمراض أعراض خاصة بها دون شك.

تشخيص نقص بلازما الدم

لا يوجد هنالك اختبار معياري واحد لتشخيص نقص حجم الدم، مما يعني أن الفحص السريري أو البدني سيكون له الأولوية لتشخيص هذه المشكلة، وهذا يتضمن بالطبع جمع معلوماتٍ حول العلامات الحيوية الأساسية للجسم؛ كمعدل دقات القلب، وضغط الدم، ومعدل التنفس، فضلًا عن اختبار زمن إعادة امتلاء الشعيرات الدموية الذي يشير ببساطة إلى الفترة الزمنية التي يحتاجها لون الأظافر حتى يرجع إلى درجته الاعتيادية بعد الضغط عليها؛ فمن المعروف أنه كلما رجع اللون بسرعة كلما دل ذلك على أن الدم بحالة جيدة، وبالإضافة إلى كل هذه المعلومات والفحوصات، فإن الطبيب قد يحاول جمع مزيدٍ من المعلومات من المريض حول كمية السوائل التي كان يأخذها، وما إذا كان يُعاني أصلًا من الاسهال والتقيؤ، فضلًا عن كمية البول التي ينتجها جسمه،[٦] وتجدر الإشارة هنا إلى وجود الكثير من اختبارات الدم التي تقيس أنواع محددة من البروتينات، وسكر الدم، والكوليسترول، وانزيمات الكبد، والخلايا المختصة في الدم، والأملاح (الكهارل)، وغيرها من الأمور، لكن لا يوجد اختبارات شائعة لقياس الماء أو البلازما في الدم،[٧] وإنما يوجد اختبارات متخصصة تحديدًا لقياس البروتينات في بلازما الدم، بالذات لبروتيني الألبومين والغلوبولين، اللذان يُساعدان الطبيب على تشخيص بعض المشاكل البدنية التي من بينها مشاكل نخاع العظم، والتهابات الكبد، وسرطان الدم، وسوء التغذية.

علاج نقص بلازما الدم

يهدف علاج نقص بلازما أو حجم الدم إلى تعويض السوائل التي خسرها الجسم لرفع مستوى حجم الدم مرة أخرى ودعم الدورة الدموية الاعتيادية، وفي حال كان سبب المشكلة راجعًا إلى الإصابة أصلًا بضربة مباشرة، فإن الطبيب سيسارع لا محالة إلى إيقاف الضرر والنزيف الناجم عن هذه الضربة عبر اتباع الخيار الأنسب؛ كتثبيت العمود الفقري، أو رفع قدم المريض، أو اجراء الجراحة، وهذا كله يتوقف على طبيعة الضربة المباشرة التي تلقاها المريض، وبالغالب ما يسعى الطبيب إلى تزويد جسم المريض بالسوائل والأملاح لعلاج نقص حجم الدم الناجم عن الإسهال أو التقيؤ الشديد، وهذا الأمر بالطبع يعني إعطاء المريض سوائل وريدية والسماح له بشرب السوائل عبر الفم أيضًا، وتتضمن العلاجات الأخرى المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة ما يلي:

  • إخضاع المريض لعملية نقل بلازما الدم، أو الصفائح الدموية، أو خلايا الدم الحمراء أيضًا.
  • إخضاع المريض لعملية نقل ما يُعرف ب”الرسابة البردية”، التي هي أصلًا أحد أنواع بلازما الدم التي تحتوي على بروتينات الفيبرينوجين الضرورية للتخثر.
  • إعطاء المريض غرويات أو سوائل وريدية تحتوي على سكريات معقدة التركيب، وبروتينات، ونشا أيضًا.
  • تزويد المريض بالأدوية الرافعة للضغط؛ كالدوبامين والأدرينالين.

التبرع لعلاج نقص بلازما الدم

لا شك أن التبرع ببلازما الدم هو أمرٌ مهم للغاية وذو أبعاد إنسانية عميقة، لكن بلازما الدم لا تستخدم لنفس الأغراض العلاجية كما هو حال التبرع العام بالدم، وإنما تُستخدم لأغراضٍ علاجية خاصة ومحدودة؛ كعلاج الأفراد الذين تعرضوا لإصابة مباشرة خطيرة، أو الذين تعرضوا للحروق الشديدة، أو للبالغين والأطفال المصابون بالسرطان، أو للمصابين بمشاكل الكبد أو مشاكل تخثر الدم، وكذلك الأمر مع الذين خسروا قدرًا كبيرًا من الأملاح والسوائل من أجسامهم، وغالبًا فإن كميات بلازما الدم المتبرع بها تبقى صالحة للاستخدام لمدة سنة واحدة تحت التجميد.

وقد اتفق الباحثون على أن أفضل فصائل الدم التي تصلح للتبرع ببلازما الدم هي فصيلة AB+ وفصيلة AB-، وتشتهر فصيلة AB تحديدًا بأنها الفصيلة المناسبة لإعطاء البلازما لجميع فصائل الدم الأخرى، وهذا يجعلها مفيدة كثيرًا لإنقاذ حياة الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث السيارات ومن الصعب التعرف على نوعية دمائهم سريعًا، وللأسف فإن 4% فقط من السكان يملكون فصيلة الدم AB، مما يعني أن هنالك انحصارًا في مخزون العالم من بلازما الدم، كما وتختلف طريقة الحصول على البلازما عن طريقة الحصول على الدم العادي من المتبرعين، وعلى العموم؛ يجب على المتبرع أن يكون أكبر من 18 سنة ويزن أكثر من 50 كيلو غرام، كما يجب أن يخضع لفحوصات التهابات الكبد الوبائي والإيدز قبل أن يخضع لعملية التبرع بالبلازما، وتشتمل بعض الفوائد العلاجية الأخرى المرتبطة بالتبرع ببلازما الدم على الآتي:

  • تطوير العلاجات الجديدة: يتحدث الخبراء عن احتواء بلازما الدم على انزيمات وبروتينات مفيدة لتطوير علاجات جديدة لأمراضٍ نادرة، خاصة تلك التي تصيب الجهاز المناعي في الجسم.
  • مد العون لمرضى السرطان: يحتاج الكثير من الأطفال والبالغين المصابين بالسرطان إلى الخضوع لعملية نقل الدم، خاصة أولئك المصابين بسرطان الدم أو اللوكيميا.
  • تسهيل عمليات نقل أو زراعة الأعضاء: يضطر الأطباء إلى إعطاء بلازما الدم للأفراد الذين يخضعون لعمليات زراعة الكبد أو نخاع العظم.
  • مد يد العون للمصابين بمرض الهيموفيليا أو الناعور: يُصبح التبرع ببلازما الدم أمرًا مفيدًا كثيرًا أحيانًا لعلاج المصابين بمرض الهيموفيليا، الذي ينتمي إلى فئة الأمراض النادرة المؤثرة على طريقة تخثر الدم.

قد يُهِمَُكَ: الوقاية من نقص بلازما الدم

بما أن الماء هو المكون الرئيسي في بلازما الدم وأن نقص السوائل والنزيف هي العوامل الرئيسية المؤدية إلى حدوث نقص بلازما أو حجم الدم، فإن من غير المفاجئ أن تكون خطوات الوقاية من نقص بلازما الدم مرتبطة كثيرًا بمنع حدوث الجفاف والنزيف أصلًا، وبوسعك التعرف على طرق الوقاية من هذه المشاكل على النحو الآتي:

  • شرب الكثير من السوائل: لا بد من شرب الكثير من السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالسوائل كالفواكه والخضراوات من أجل منع حصول الجفاف والحفاظ على مستويات السوائل ضمن نطاقها الطبيعي في الدم.
  • علاج الإسهال والتقيؤ: ورد مسبقًا أن الإسهال والتقيؤ هي أحد العوامل المحتملة وراء نقص حجم الدم، وفي حال أصيب أحد الأطفال مثلًا بالتقيؤ والاسهال الشديدين، فإن التصرف الحكيم في هذه الحالة هو إعطائه الكثير من الماء والمحاليل الفموية المفيدة القادرة على إيقاف الجفاف قبل أن تتفاقم الحالة.
  • شرب الماء في الأجواء الحارة والباردة جدًا: ليس من الغريب أن ينصح الخبراء بشرب الكثير من السوائل أثناء مجيء موجات الحر الشديدة من أجل تعويض النقص الحاصل في مستوى السوائل نتيجة للتعرق الكثير، لكن قد يتفاجأ البعض عند سماعهم لنصيحة شرب الماء أثناء الأجواء الباردة، والحقيقة هي أنه بالفعل يجب شرب الماء في الأجواء الباردة وليس الحارة فقط؛ لأن الأجواء الباردة تجعل الهواء جافًا، خاصة في المرتفعات العالية، وهذا يؤدي إلى زوال كميات من الماء من الجسم.
  • شرب الماء بعد الرياضة: ينصح بعض الخبراء بشرب الكثير من الماء قبل ممارسة الأنشطة الرياضية المجهدة بيوم كامل؛ وذلك بالطبع للتأكيد على أهمية شرب الماء لتعويض السوائل التي يخسرها الجسم نتيجة للأنشطة البدنية المجهدة، وبوسع الرياضيين التيقن من حاجة أجسامهم للماء والسائل عبر مراقبة لون البول لديهم؛ فمن المعروف أن لون البول الصافي هو إشارة على أن الجسم لا يفتقر إلى السوائل كثيرًا.
  • شرب الماء أثناء فترات المرض: يحدث الجفاف لدى الكثير من الكبار بالسن نتيجة لإصابتهم أصلًا ببعض الأمراض؛ كالتهاب الشعب التنفسية، والانفلونزا، والتهابات المثانة، وهذا يشير بوضوح إلى ضرورة شرب الماء أثناء الإصابة بأمراض كهذه الأمراض وغيرها.
  • وقاية نفسك من حوادث النزيف: هنالك الكثير من النصائح التي بوسعك اتباعها لوقاية نفسك من شر التعرض لحوادث النزيف وخسارة الدم، منها:
    • استخدام فرشاة أسنان ناعمة والحرص على تنظيف أسنانك بهدوء وروية دون إحداث ضرر أو نزيف في الأسنان.
    • امتنع عن تمخيط أنفك بقوة كبيرة أو إدخال إصبعك عميقًا داخل أنفك بحجة تنظيفه.
    • استخدم ماكينة الحلاقة بدلًا عن الشفرة الحادة في حال كنت ترغب بحلاقة شعر ذقنك بنفسك.
    • تجنب المشي حافي القدمين، والتزم بارتداء الحذاء المناسب لك.
    • احرص على تجنب إلحاق الأذى بنفسك من خلال الاصطدام بالأشياء أو السقوط.
    • توخى الحذر والحيطة أثناء استخدامك للأدوات الحادة؛ كالسكاكين والمقصات.
  • لا تحاول إجهاد نفسك كثيرًا أثناء محاولتك إخراج البراز، وحاول استخدام المطريات أو الملينات المعوية في حال كان ذلك ضروريًا بعد استشارة الطبيب.
  • تجنب قدر الإمكان استخدام الحقن الشرجية أو التحاميل.
  • تحدث مع الأطباء أو خبراء الصحة عن التمارين الرياضية الأنسب لحالتك المرضية.
  • في حال أصبت بالنزيف، فإن عليك وضع بعض الضغط فوق مكان النزيف ل5 دقائق.
السابق
كيفية كتابة فهرس
التالي
التخلص من الغازات والامساك

اترك تعليقاً