الصحة النفسية

هل نقص فيتامين د يسبب الصداع

هل نقص فيتامين د يسبب الصداع

 

فيتامين د

يُعاني حوالي ربع السكان من خطر الإصابة بنقص فيتامين د وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، ويرجع سبب ذلك أصلًا إلى وجود هذا الفيتامين في عددٍ محدود من الأطعمة، بما في ذلك الأطعمة المدعمة به كالحليب مثلًا، وفي الحقيقة يُعد فيتامين د من بين أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم بسبب الدور الذي يلعبه في عمليات امتصاص الجسم للكالسيوم المهم لصحة العظام كما هو معروف لدى الكثيرين، لكن وظائف هذا الفيتامين لا تتوقف عند هذه المسألة فقط، وإنما تتعداها لتشتمل على وظائف وأدوار أخرى تتعلق بتحسين صحة العضلات، والجهاز المناعي، وكثيرًا ما يعزوا الخبراء حدوث نقص فيتامين د إلى أسبابٍ عديدة تتعدى قلة تناول الأطعمة الغنية به أيضًا؛ فمثلًا يرى البعض أن نقص فيتامين د يُمكن أن ينجم عن قلة التعرض لأشعة الشمس وخاصة لدى الأشخاص الذين يقطنون في المناطق الحارة، والذين يتجنبون التعرض لحرارة الشمس، وغيرها الكثير من الأسباب والعوامل.

العلاقة بين فيتامين د والصداع

يمكن أن توجد علاقة بين فيتامين د والصداع، وقد أُجريت العديد من الدراسات بهذا الصدد، وفيما يأتي توضيح بعض هذه الدراسات:

  • الدراسة الأولى: أُجريت على ثمانية أشخاص يعانون من الصداع التوتري المُزمن، ولديهم نقص في مستويات فيتامين د، إذ يقل المستوى عن 10 نانوجرام/مل، وعندما تناولوا مكملات فيتامين د بجرعة 1000-1500 وحدة دولية، ومكملات الكالسيوم بجرعة 1000 ملغ، فإنّ الصداع تحسّن لديهم بعد أسابيع قليلة من العلاج، وهنا استنتج الخبراء من هذه الدراسة أن تخفيف الصداع الذي يعاني منه المشاركون يعزى لمكملات فيتامين د وليس لمكملات الكالسيوم، وذلك لأن مستويات الكالسيوم عادت لمستوياتها الطبيعية خلال أسبوع، وأنّ مستويات فيتامين د عادت لمستواها الطبيعي خلال 4-6 أسابيع، وهي الفترة التي احتاجها المريض ليشعر بأنّ صداعه تحسّن.
  • الدراسة الثانية: ركزت على أنّ الأشخاص الذين يقطنون في الأماكن القريبة من أقطاب الأرض، يعانون أكثر من الصداع، سواء الصداع النصفي، أو الصداع التوتري، وقد رُبط ذلك بقلة تعرّضهم لأشعة الشمس بسبب قلّتها في تلك المناطق، وذلك يُسبب انخفاضًا في مستوى فيتامين د في أجسامهم، الذي ينتج عنه ألم العظام وتورمها، مما قد يزيد من حساسية الجهاز العصبي، والتفسير الآخر أنّ فيتامين د يساعد في امتصاص المغنيسيوم، فعندما يُعاني الشخص من نقص فيتامين د فإنّ ذلك يحفّز نقص المغنيسيوم المُرتبط بالإصابة بالصداع التوتريّ.
  • الدراسة الثالثة: وفي هذه الدراسة أُجريت مقارنة بين 100 شخص بالغ يُعانون من الصداع التوتري المزمن، و100 شخص بالغ سليم لا يعاني من الصداع، فوجدت الدراسة أنّ أولئك المصابين بالصداع التوتري المزمن لديهم نقص في فيتامين د، ولديهم فرصة أكبر للإصابة بألم العضلات والعظام.

وينبغي العلم أنّ وجود رابط بين نقص فيتامين د والصّداع، لا يعني أنّ أحدهما يسبب الإصابة بالآخر، وتبقى الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الدراسات في هذا الخصوص.

أعراض نقص فيتامين د

تتضمّن أعراض نقص فيتامين د ما يأتي:

  • العدوى: يُعد فيتامين د من بين أهم الفيتامينات المهمة للحفاظ على صحة الجهاز المناعي وتعزيز قدرته فيما يتعلق بمواجهة الفيروسات والبكتيريا، وهذا يجعل الكثير من الخبراء يرون أن الإصابة بالبرد، أو الإنفلونزا، أو التهاب الرئة قد يُصاحبها قلة مستوى فيتامين د في الجسم أيضًا، ومن المعروف أن الإنفلونزا والكثير من أشكال العدوى يُصاحبها صداع أحيانًا.
  • التعب والإعياء: يشعر الشخص المُصاب بنقص فيتامين د بالتعب والإرهاق العام.
  • ألم العظام والظهر: يساعد فيتامين د في عملية امتصاص الكالسيوم، ويقي من هشاشة العظام وترققها، لذا فإنّ نقصه يُسبب آلام العظام خاصةً الظهر، وتصبح العظام أكثر عرضةً للكسور.
  • الاكتئاب: تنتشر نسب الاكتئاب الناجم عن نقص فيتامين د بين البالغين وكبار السن على وجه الخصوص وفقًا للعديد من الدراسات، لكن يجدر القول هنا بأن الكثير من الدراسات لم تصل إلى ما يؤكد هذه العلاقة أيضًا، بينما ومن جهة أخرى يرى خبراء آخرون عكس ذلك تمامًا، ويقولون بأن الاكتئاب هو أحد أبرز علامات نقص فيتامين د عند البالغين والأطفال على حدٍ سواء، كما يؤكدون دور نقص فيتامين د في نشوء الأمراض النفسية والعصبية، ويعللون ذلك بالقول إن الدماغ يحتوي على مستقبلات فيتامين د، وهذا يعني أن لهذا الفيتامين تأثيرًا محتملًا على البروتينات التي تلعب دورًا في تكوين المزاج، والذاكرة، والسلوكيات، والوظائف الإدراكية الأخرى.
  • صعوبة التئام الجروح: لفيتامين د دور هام في مكافحة الالتهابات، بالإضافة لدوره في تسريع التئام الجروح، لذا قد يشير بطء التئام الجروح بعد التعرّض لإصابة ما إلى نقص فيتامين د في الجسم.
  • تساقط الشعر: يُعزى تساقط الشعر في بعض الحالات إلى نقص الفيتامينات والمعادن، ويرتبط تساقط الشعر عند النّساء بنقص فيتامين د على الرغم من وجود القليل من الأبحاث حول هذا الموضوع حتى الآن.
  • ألم العضلات: توجد علاقة بين الآلام المزمنة التي تصيب العضلات، وبين نقص فيتامين د، وذلك بسبب الرابط الذي يجمع بين فيتامين د والخلايا العصبية الحسّاسة للألم.

أسباب نقص فيتامين د

قد يحدث نقص فيتامين د لعدّة أسباب، منها ما يأتي:

  • عدم الحصول على كمية كافية من فيتامين د من المصادر الغذائية: قد يكون ذلك بسبب اتباع حمية نباتية، وذلك لأنّ معظم مصادر فيتامين د حيوانية، مثل الأسماك، وزيت السمك، وصفار البيض، والحليب المُدعم، وكبد البقر.
  • قلة التعرّض لأشعة الشمس: يصنع الجسم فيتامين د عندما يتعرّض الجلد لأشعة الشمس، لذا فإنّ الأشخاص الذين يجلسون كثيرًا في البيت فإنّهم أكثر عرضةً للإصابة بنقص فيتامين د، وكذلك الأشخاص الذين يسكنون في مناطق لا تتعرّض لأشعة الشمس.
  • أصحاب البشرة الداكنة: تُقلّل صبغة الميلانين من قدرة البشرة على تصنيع فيتامين د، استجابةً للتعرّض لأشعة الشمس، وتشير الدراسات أنّ أكثر الفئات عرضةً لنقص فيتامين د هم كبار السنّ من ذوي البشرة الداكنة.
  • التقدم في السنّ: عندما يتقدم الشخص في العمر فإنّ قدرة الكلى على تحويل فيتامين د للحالة النّشطة تقل، وذلك يزيد فرصة الإصابة بنقص فيتامين د.
  • الإصابة ببعض الأمراض الهضمية: مثل داء كرون، والداء البطني، وهي أمراض تؤثر على قدرة الأمعاء على امتصاص فيتامين د من الطعام.

علاج نقص فيتامين د

يلجأ الأطباء إلى نصح المصابين بنقص فيتامين د بأخذ المزيد من هذا الفيتامين سواء عبر تناول الأطعمة الغنية به أو عبر أخذ مكملات فيتامين د المتوفرة في الصيدليات، لكن المشكلة تبقى في أن الخبراء والباحثين لم يتفقوا بعد على كمية فيتامين د الواجب أخذها للحفاظ على صحة الإنسان، لكن المتفق عليه أن هذه الكمية تختلف باختلاف عمر الفرد وحالته الصحية، وعمومًا يرى معظم الخبراء أن وصول تركيز هذا الفيتامين في الدم إلى أقل من 20 نانوغرام هو مؤشرٌ كافٍ للدلالة على حاجة الجسم إلى المزيد من هذا الفيتامين، وعليه فإن معهد الطب الأمريكي قد أوصى بوجوب إعطاء 600 وحدة دولية من فيتامين د للبالغين إلى حد سن 70 سنة، أما الأفراد فوق عمر 70 سنة فإن من الأفضل إعطاؤهم 800 وحدة دولية من هذا الفيتامين، وفي الحقيقة فإن الأطباء عمومًا يلجؤون إلى إعطاء 4000 وحدة دولية من هذا الفيتامين لعلاج المصابين بنقص فيتامين د.

أهمية فيتامين د

يتميز فيتامين د بأهميته لصحة الجسم، إذ يساعد في أداء العديد من الوظائف، فيما يأتي ذكرها:

  • الحفاظ على قوة العظام: يسبب نقص فيتامين د هشاشة العظام، والإصابة بمرض الكساح عند الأطفال، ولين العظام عند البالغين؛ إذ يساهم فيتامين د في امتصاص الكالسيوم والفوسفور المهمين لبناء العظام.
  • زيادة امتصاص الكالسيوم: يساعد فيتامين د في امتصاص الكالسيوم من الغذاء المُتناول، ويساعد الكالسيوم وفيتامين د سويةً في الحفاظ على صحة العظام وقوتها، والوقاية من هشاشة العظام وترققها.
  • تعزيز وظائف الغدد جارات الدرقية: تتمثل وظيفة الغدد جارات الدرقية في موازنة الكالسيوم في الدم، عبر التواصل مع الكلى والقناة الهضمية والهيكل العظميّ، فعندما توجد كمية كافية من الكالسيوم في الغذاء وكمية كافية من فيتامين د يبدأ امتصاص الكالسيوم واستخدامه في الجسم، أمّا إذا كان الغذاء فقيرًا بالكالسيوم، وكميات فيتامين د قليلة، فإنّ غدد جارات الدرقية ستسحب الكالسيوم من الهيكل العظمي، بهدف المحافظة على مستويات طبيعية من الكالسيوم في الدم.
  • الوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض: مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو الأمراض المناعية، أو خطر السقوط عند كبار السنّ، أو الإصابة ببعض أنواع السرطانات؛ مثل سرطان القولون، وسرطان الثدي، أو داء التصلّب اللويحي المتعدّد.
السابق
كم عدد كلمات القرآن الكريم؟
التالي
أعراض ضمور المخ عند الأطفال

اترك تعليقاً