أحكام شرعية

هل يجوز اخراج زكاة الفطر مالا

هل يجوز اخراج زكاة الفطر مالا

هل يجوز اخراج زكاة الفطر مالا هو سؤال شرعي فقهي من أهم الأسئلة التي من الواجب على المسلمين جميعًا أن يكونوا على علم بإجابته الشافية الوافية كما وردت عن أهل العلم، وذلك لأنَّ زكاة الفطر من العبادات المهمة التي ينبغي على كل مسلم أن يلتزم بها ويؤديها وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على زكاة الفطر ومشروعيتها وسوف نجيب عن سؤال هل يجوز اخراج زكاة الفطر مالا بالتفصيل.

زكاة الفطر ومشروعيتها

إنَّ الزكاة في اللغة هي الطهارة، وهي من النماء والزيادة والبركة، أمَّا في الاصطلاح فالزكاة هي صدقة مقدرة من مال المسلم يدفعها قبل عيد الفطر حصرًا، وتُعدُّ الزكاة ركنًا رئيسًا من أركان الإسلام الخمسة التي قام عليها هذا لادين الحنيف، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” وفيما يأتي سنتحدَّث عن مشروعية زكاة الفطر في الإسلام:

مشروعية زكاة الفطر

لقد اتفق علماء المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية ومشهور المالكية والشافعية والحنابلة وأجمع أهل العلم على أنَّ زكاة الفطر واجبة في الإسلام، وبهذا حكى مذهب الظاهرية أيضًا، وقد استدلَّ هؤلاء جميعًا بحديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الذي جاء فيه: “فَرَضَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، علَى كُلِّ عَبْدٍ، أَوْ حُرٍّ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ” والله تعالى أعلم.

هل يجوز اخراج زكاة الفطر مالا

لقد اختلف أهل العلم فيما يتعلَّق بإخراج زكاة الفطر من المال، فذهب الشافعية والمالكية والحنابلة إلى أنَّ زكاة الفطر تُخرج من طعام أهل البلد، أو من الشائع في طعام أهل البلد ول يجوز إخراجها من المال، بينما ذهب أبو حنيفة إلى أنَّه يجوز للمسلم أن يخرج قيمة ما يجب عليه من طعام أهل البلد مالًا في زكاة الفطر، ويرى أهل العلم أنَّه إذا كان المسلم سيخرج زكاة الفطر إلى أهل بلده لأنَّهم أحق بها، فعليه أن يخرجها من طعام أهل البلد، أمَّا إذا كان يرسل الزكاة إلى من هم في غير بلده، فليرسلها مالًا إلى أصحابها شريطة أن يوكل أصحابها بشراء الطعام بهذا المال، والله تعالى أعلم.

هل يجوز إخراج المال عن زكاة الفطر

ذهب أهل العلم إلى أنَّه لا يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر نقدًا، بل يجب عليه أن يخرج زكاة الفطر من طعام أهل البلد، وهذا ما فعله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا ما فعله الصحابة الكرام بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعليه أجمع جمهور أهل العلم، مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ الحنفية أباحوا إخراج قيمة الطعام من المال وقالوا إنه لا حرج على المسلمين في ذلك، والله تعالى أعلم.

مقدار زكاة الفطر

إنَّ الثابت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه يجب على المسلم أن يخرج زكاة الفطر صاعًا من التمر أو صاعًا من الشعير أو صاعًا من أقط أو صاعًا من زبيب، وقد أمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أصحابه أن يقوموا بتأدية زكاة الفطر قبل أن يخرجوا لصلاة عيد الفطر في اليوم الأول من شهر شوال؛ فعن أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن أقِطٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ” والصاع هو ما يعادل أربع حفنات باليدين الممتلئتين، أي ما يعادل قرابة ثلاثة كيلو غرامات، والله تعالى أعلم.

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على تعريف زكاة الفطر ومشروعيتها، وأجبنا عن سؤال هل يجوز اخراج زكاة الفطر مالا بالتفصيل وفق ما ورد عن المذاهب الإسلامية الفقهية الأربعة.

السابق
من هم الثلاثه من الصحابه الذين تشتاق اليهم الجنه
التالي
من هو الملقب بأسد الله الغالب

اترك تعليقاً