تقرير عن الحق في الحياة سيتمّ طرحه فيما سيأتي من المقال، وذلك كون الحقّ في الحياة من المبادئ الأساسيّة والأخلاقيّة، والتي تستند على الجوهر المكنون في الحياة الدّنيا، وهذا الجوهر يقتضي الحقّ في العيش، فلا يُقتلَ المرء ولا يُجهض الطفل ولا يقتل ذاته منتحرًا ونحو ذلك من الأمور التي تسلب الحياة، وسيناقش المقال في التقرير معن الحق في الحياة والقضايا المتعلّقة به، كما سيطرح وجهة نظر الشريعة الإسلاميّة في حقّ الحياة.
معنى الحق في الحياة
البداية قبل ذكر تقرير عن الحق في الحياة يجب توضيح معنى هذا الحق، فالحق في الحياة هو ما يستحقّه كلّ امرئٍ في هذه الحياة الدّنيا، وهو احترامٌ وتقديرٌ للرّوح والجسد بما أكرم الخالق به خلقه، قال الله تعالى في القرآن الكريم: “{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}”، وقد حرّمت حقوق الإنسان الدوليّة كما حرّم الله سبحانه على النّاس قتل أنفسهم، أو قتلهم لغيرهم، فلكلّ فردٍ من أفراد المجتمع حقّ الحياة بما يتمثّل بالحريّة والأمن والسلام، ولا يجوز لأحدٍ أن يمنع عن غيره تلك الحقوق
تقرير عن الحق في الحياة
يرتكز ما يتناوله عنوان المقال: تقرير عن الحق في الحياة، على الخوض في الحديث عن القضايا المتعلّقة بسلب هذه الحياة، كقضايا الإعدام والحروب والقتل الرحيم وما يكون من الإجهاض، بالإضافة إلى قضايا القتل المبرر والرعاية الصحيّة وغيرها، فقد مرّت رحلة الإنسان التاريخيّة بعدم قبول مفهوم الحقّ في الحياة لكلّ إنسان، ومارسته في عديد العصور التاريخيّة القديمة والحديثة كامتياز لأصحاب السلطة، ومع التقدّم الزمنيّ استمرّ مفهوم الحقّ في الحياة بالتطوّر شيئًا فشيئًا، حتّى ظهرت في النهاية العديد من العهود والمواثيق التي تحترم حياة الإنسان، كالوثيقة العظمى والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفيما يأتي تقرير عن الحق في الحياة في بعض أهمّ القضايا السّاخنة:
- قضايا الإجهاض: حيث يرغب الكثيرون في محاربة مظاهر الإجهاض والتخفيف والحدّ منها، وقد شاركت العديد من الطوائف في حملاتٍ توعويّةٍ ضدّ الإجهاض، ويرى المناهضون أنّ حتّى الجنين في بطن أمّه لديه الحقّ في عيش حياته كإنسانٍ كريم.
- الأخلاق: حيث يرى علماء الفلسفة النفعيّة أنّ الحقّ في الحياة لا يقتصر على الرّوح البشريّة فقط، وإنّما يتعدّاها إلى الأرواح غير البشريّة كالحيوانات، بالإضافة إلى عدم قتل الرّوح البشريّة لمجرّد أنّها لم تخلق كاملة.
- الإعدام والقتل القانونيّ: حيث يجد بعض المعارضين لتطبيق عقوبات الإعدام والقتل القانونيّ أنّ ذلك يعدّ انتهاكًا لحق الإنسان في الحياة، كما تجد المنظمات الدوليّة أنّ حقّ المرء في الحياة غير قابل للمساومة، وقد يتمّ تحديد حالات خاصّة وصارمة من أجل تنفيذ هذه العقوبات.
- القتل الرحيم: أو ما يعرف بالانتحار، وهو ما يكون عن قرارٍ شخصيٍّ من الفرد، يدعوه البعض بالحق في الاختيار، ويجده البعض أمرًا غير قانونيٍّ بالمرّة، ويجب الحدّ منه.
حق الحياة في الإسلام
إنّ الخوض في كتابة تقرير عن الحق في الحياة يدفع إلى ذكر هذا الحق في الإسلام، فقد أوَلَت الشريعة الإسلاميّة حقّ الإنسان في الحياة اهتمامًا بالغًا، فهو يعدّ من الحقوق المقدّسة التي لا يجوز انتهاكها، قال تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}، كما أكّد الخالق سبحانه على قتل الأطفال خشية الفقر في قوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}،وقد جعل الله في شريعة الإسلام القتل من كبائر الذنوب والخطايا، ووعد فاعليه بنار جهنّم خالدين فيها، وإنّ هول قتل المرء إن كا مؤمنًا عند الله أعظم من زوال الدّنيا، وهو ما جاء في الصّحيح من الحديث، عن البراء بن عازب أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لَزوالُ الدُّنيا أَهْوَنُ على اللَّهِ مِن قتلِ مؤمنٍ بغيرِ حقٍّ”،وقتل الذميّ تستوجب النّار والإبعاد عن الجنّة، وكذلك الأمر لقاتل نفسه.
الحق في التعليم والتعلم
بعد سرد تقرير عن الحق في الحياة كان لا بدّ من الخوض في الحديث عن إحدى أهمّ حقوق الإنسان، ألا وهو حقّ التعليم والتعلّم، حيث يعدّ الحقّ في التعلّم حقٌّ أساسيٌّ من حقوق كلّ فردٍ في المجتمع، فهو كفيلٌ للسموّ بالتنمية البشريّة، ونشر بذور السّلام بين جنبات العالم المتخبّط دومًا، فتؤخذ منه القوّة، ويتميّز كونه حقٌّ شاملٌ لكافّة طبقات المجتمعات على اختلاف أجناسها وأشكالها وألوانها وأديانها، كما لا يميّز هذا الحقّ بين الغنيّ والفقير، فيتمّ توفيره بالمجّان.
الحق في المساواة وعدم التمييز
إنّ الحقّ في المساواة وعدم التمييز يعدّ من المبادئ الأساسيّة التي ترتكز عليها سيادة القانون، حيثّ أنّه أمام القانون لا يجب التفريق بين جميع النّاس على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأديانهم، ولا يجب التفريق بين جميع المؤسسات والشركات العامّة منها والخاصّة، وحتّى أنّ الدّول ذاتها بحكمها وعظمتها لا يجب التفريق بينها أمام أسس سيادة القانون، فالقانون فوق كلّ شيء، ولهم الحقّ في التمتّع بموجب حماية القانون أو أخذ نصيبهم من عدالته دونما تمييز.
تقرير عن الحق في الحياة مقالٌ تمّت فيه مناقشة المفهوم والمعنى السامي لحقّ المرء في الحياة، وثمّ ذكر تقرير عن الحق في الحياة ومناقشة ما يتعلّق به من القضايا، كما تمّ ذكر نظرة الإسلام لهذا الحقّ، وخاض في الحديث عن بعض حقوق الإنسان الأخرى كحق التعليم والتعلم والحق في المساواة وعدم التمييز