الامارات

أسباب القلق المفاجئ

أسباب القلق المفاجئ

القلق

تُعرّف الجمعية الأمريكية لعلم النفس القلقَ بأنه حالة نفسية تتسم بمشاعر التوتر والأفكار المضطربة المترافقة مع بعض الأعراض الجسدية كارتفاع ضغط الدم، وعمومًا ثمة فرق رئيسي بين مشاعر القلق الطبيعية وبين اضطراباته الضارة بصحة الجسم، فعندما يواجه الشخص تهديدًا معينًا، فإن مشاعر القلق تكون حينها أمرًا ضروريًا للنجاة، فعلى سبيل المثال كان اقترابُ الحيوانات المفترسة من الإنسان في العصور القديمة مسببًا لبعض الأعراض في جسم الشخص، مثل؛ تسارع دقات القلب والتعرق المفرط وغيرها، ويعزى هذا الأمر إلى إفراز الجسم للأدرينالين الذي يحفز بدوره هذه الأعراض التي تدعى جميعًا باستجابة الهرب أو المواجهة، أما اضطرابات القلق المرضية، فتحدث عندما لا تتناسب شدة مشاعر القلق أو مدتها عند الشخص مع السبب المحفّز لظهورها، فيعاني حينئذ من أعراض جسدية مثل؛ ارتفاع ضغط الدم والغثيان، وعمومًا تقول الجمعية الأمريكية لعلم النفس إنّ الشخص المصاب باضطراب القلق يعاني من أفكار متطفلة ومخاوف متكررة، مما يؤثر على حياته اليومية بأوجهها المختلفة.

أنواع القلق

تتضمن الأعراض الشائعة للقلق عند الإنسان كلًّا مما يلي:

  • اضطراب القلق العام: يوصف هذا الاضطراب بأنه القلق المفرط والمستمر حول أشياء كثيرة في الحياة، فقد تنصبُّ مشاعر القلق على العائلة أو الأصدقاء أو الصحة أو العمل أو المال، وعمومًا تُشخص الإصابة بهذا الاضطراب إذا كانت أعراض القلق غير قابلة للسيطرة وموجودة في معظم الأيام على مدار ستة أشهر.
  • الرّهاب الاجتماعي: يعرف الرّهاب الاجتماعي بخشية الشخص من آراء الآخرين بحقه وتقييمهم له، فيصاب بخشية دائمة من القيام بأمور قد تعرضه إلى مواقف مُذلِّة أو مهينة في الأماكن العامة، مثل؛ تناول الطعام في الأماكن العامة أو التحدث على الملأ أو استخدام الحمامات العامّة وغيرها، مما يدفعه إلى تجنب تلك المواقف دائمًا، وهذا الأمر بدوره يقوده إلى العزلة الشديدة، ويدفعه إلى تجنب لقاء الأفراد وممارسة الأنشطة التي كان يستمتع بها.
  • الرّهاب المحدد: يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من خوف وقلق دائمين وغير منطقيين من أمر معين أو شيء ما، فقد يخشى من الحيوانات أو الأماكن أو الناّس، وتكون مشاعر الخوف والقلق في حالات كهذه شديدة جدًا، بحيث يعاني الشخص جرّاءها من أعراض جسدية، وقد تتأثر حياته اليومية بشدة نظرًا لشعوره الدائم بضرورة تجنب الأمر المسبب للخوف والقلق لديه.
  • اضطرابات الهلع: تعرف نوبات الهلع بأنها أقل شيوعًا من الأنواع السابقة، ولا تشخص الإصابة بها إلّا إذا عانى الشخص من أربع نوباتِ هلعٍ بالحد الأدنى شهريًا على مدار مدةٍ زمنية طويلة، ولا ترتبط نوبات الهلع في معظم الأحيان بموقف معين، وإنّما تحدث تلقائيًا وعفويًا.

أسباب القلق المفاجئ

ترجع الإصابة بالقلق المفاجئ عند الإنسان إمّا إلى اضطراب نفسي أو مرض جسدي أو نتيجة تأثيرات الأدوية، وعمومًا تشمل الأسباب الشائعة للقلق عند الإنسان كلًّا من الأمور التالية:

  • اضطرابات الهلع عند الإنسان، إذ تسبب هذه الاضطرابات مجموعة من الأعراض التي تتضمن كلًّا من؛ القلق، وخفقان القلب، والدوخة، وضيق التنفس، وهذه الأعراض كلها ومن ضمنها القلق تصيب الشخص نتيجة مجموعة أخرى من الأمور مثل؛ استهلاك القهوة، وتناول أدوية الأمفيتامينات، وفرط نشاط الغدة الدرقية، واضطراب دقات القلب وتدلي الصمام التّاجي.
  • اضطرابات القلق العام.
  • اضطرابات الرهاب.
  • اضطرابات التوتر.

بالإضافة إلى ما سبق، يعود القلق في بعض الحالات إلى مجموعة من العوامل الخارجية مثل:

  • المعاناة من التوتر في العمل أو الدراسة.
  • التعرض إلى ضغوط ماليّة.
  • حالات التوتر في العلاقات الشخصية، مثل العلاقة الزوجية.
  • حالة الإجهاد الناجمة عن التعرض لصدمة عاطفية، مثل؛ وفاة أحد أفراد الأسرة.
  • التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية.
  • تعاطي المخدرات مثل؛ الكوكايين.

وفي بعض الأحيان، يكون القلق من الأعراض المصاحبة لمجموعة من الأمراض المختلفة، مثل؛ النوبة القلبية، وانخفاض سكر الدم، السكتة الدماغية، ويحتمل أن يحدث كذلك بفعل الظروف التي يعاني فيها الشخص من نقص الأكسجين، مثل؛ داء المرتفعات، أو انتفاخ الرئة أو الانسداد الرئوي.

أعراض القلق

تختلف أعراض القلق تبعًا للشخص المصاب بها؛ فقد يصاب أحدهم بتسارع دقات القلب في حين يصاب آخر باضطرابات المعدة، وقد يشعر بعض الناس كذلك بفقدان السيطرة، ولا تقتصر أوجه القلق عند الإنسان على ما سبق، فقد تتجلى أحيانًا بالكوابيس أو نوبات الهلع أو الذكريات المؤلمة التي لا يسيطر عليها الشخص ولا يقدر على دفعها، وقد يداهمُ الإنسانَ شعورٌ عامٌ بالخوف والقلق، أو ربما يخشى من مكان أو حديث معين، وعمومًا تتضمن الأعراض الشائعة للقلق العام عند الإنسان ما يلي: [٤]

  • تسارع دقات القلب.
  • التنفس السريع.
  • الإصابة بالأرق.
  • صعوبة كبيرة في التركيز.
  • صعوبة بالغة في النوم.

علاج القلق

يعتمد علاج القلق عند الإنسان على أمرين رئيسين هما؛ العلاج الدوائي والعلاج النفسي، أحدهما أو كلاهما. [٥]

  • العلاج النفسي: يعرف العلاج النفسي بالاستشارة النفسية أو العلاج بالكلام، ويهدف أساسًا إلى تقليل أعراض القلق عند المريض، لذلك يكون علاجًا فعالًا لهذا الاضطراب، ويأتي العلاج السلوكي المعرفي في مقدمة أنواع العلاج النفسي الفعّالة في علاج اضطرابات القلق، ويركز هذا العلاج في المقام الأول على تعليم الشخص مهارات معينة لتخفيف شدة الأعراض لديه، ومساعدته في العودة مجددًا إلى الأنشطة التي كان يتجنبها سابقًا بداعي القلق، ويتضمن العلاجُ السلوكي المعرفي العلاجَ بالتّعرض، حين يحضُّ الطبيبُ مريضَه على مواجهة الأمور أو المواقف المسببة للقلق تدريجيًا، بحيث يكتسب ثقة كبيرة في قدرته على التعامل مع تلك المواقف وأعراض القلق المترافقة معها.
  • العلاج الدوائي: ثمة أنواع عديدة من الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض القلق عند الإنسان، ويعتمد اختيار الدواء المناسب على نوع اضطراب القلق عند الشخص وشدته وأعراضه، ومدى إصابة المريض بمشكلات نفسية أو جسدية أخرى؛ فعلى سبيل المثال تستخدم بعض مضادات الاكتئاب لعلاج اضطرابات القلق، وقد يوصي الطبيب كذلك بدواء بوسبيرون المضاد للقلق، وفي بعض الحالات المعيّنة يوصي الطبيب بأنواع أخرى من الأدوية، مثل؛ حاصرات بيتا والأدوية المهدئة (البنزوديازيبينات)، إذ إنّها مخصصة لتخفيف أعراض القلق على المدى القصير، ولا ينصح باستخدامها على المدى الطويل.

قد يُهِمُّكَ

تتسم نوبة القلق عند الإنسان بالشعور بالخوف الشديد أو القلق أو الضيق، ويتدرج حدوث نوبة القلق عند الكثير من الناس، فتبلغ ذروتها وتتفاقم أعراضها عند اقتراب الحدث المسبب لها، وعمومًا تختلف نوبات القلق بين الأفراد، فليس ضروريًا أن يعاني الشخص من أعراضها كلها التي تتضمن:

  • المعاناة من الدوار أو الإغماء.
  • المعاناة من ضيق التنفس.
  • جفاف الفم..
  • التعرق الشديد.
  • المعاناة من القشعريرة.
  • الإصابة بالأرق.
  • الشعور بالوخز أو الخدر في أطراف الجسم.
السابق
أسباب مرض التوحد وعلاجه
التالي
التهاب الجلد الدهني – Seborrheic dermatitis

اترك تعليقاً