الامارات

التخلص من الخجل واحمرار الوجه

التخلص من الخجل واحمرار الوجه

الخجل واحمرار الوجه

يندرج الخجل تحت لائحة الظواهر النفسية لا الأمراض العصبية، فالذي يعاني من هذه الظاهرة يبني بينه وبين من حوله حواجز من الخوف والرهبة غير المبررين، وعادةً ما ينشأ هذا الشعور لدى الشخص عند تواجده مع الأشخاص الغرباء عنه، وينجم عن شعور الخجل العديد من الأعراض الجسدية، مثل؛ اضطراب المعدة، أو خفقان القلب، أو احمرار الوجه، أو التعرق، وشعور الخجل بحدوده الطبيعية هو أمر معتاد قد يشعر به أيّ شخص من فترة لأخرى بمواقف عدة مختلفة في حياته، ولكن قد تتخطى الوضع الطبيعي لدى بعض الأشخاص مانعةً إياهم من تواصلهم الاجتماعي جيدًا مع من حولهم عندما يريدون ذلك، أو عند احتياجهم لذلك مُسبِّبة لمن يعاني من هذه الحالة مشاكل في محيط العمل أو في علاقاته الاجتماعية، وقد يرافق شعور الخجل مشاعر سلبية أخرى يشعر بها الشخص ويفكرّ بها حيال نفسه، وعادةً ما يؤثر الخجل سلبًا على انسحاب الشخص من تفاعلاته الاجتماعية وتشكيكه في نظرة الآخرين له.

ينتج احمرار الوجه عن توسع الأوعية الدموية داخله، وتدفق الدّم بصورة أكبر داخلها، وعادةً ما يظهر احمرار الوجه مُرافِقًا لمشكلة الخجل، أو الشعور بالقلق، أو الإحراج، ولكن قد توجد عدة عوامل أخرى تسبب مثل هذه الحالة لدى الشخص، منها؛ الإصابة بالحمّى، أو الأطعمة والمشروبات الساخنة، أو تناول الأطعمة الحارّة، أو شرب الكحول، أو من الممكن لممارسة التمارين الرياضية أن تتسب بذلك، وكذلك التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.

التخلص من الخجل واحمرار الوجه

توجد عدة استراتيجيات فعّالة ومختلفة في علم النفس قد تُساعد في التخلص من مشكلة الخجل وإعلاء ثقة الشخص بنفسه، ومنها ما يأتي:

  • الاندماج مع الأشخاص المحيطين به: يُوجد على هذا الكوكب سبعة مليار شخص يعيشون عليه، ولأن الحياة قصيرة، فلا يجب على الشخص أن يهتم لرفضه، أو عدم قبوله ممن حوله، حتى وإن لم يجد فرصة للتواصل مع بعض الأشخاص، وعادةً ما يوجد العديد من الأشخاص الذين يحيطون به، والذي من الممكن لهم مشاركته الأفكار نفسها وموافقته عليها، ويجب على الشخص أن يدفع بنفسه للمشاركة في النقاشات الصغيرة مع من يجلسون بجانبه أو مع الغرباء في الشارع، بالإضافة إلى اغتنام الفرص والتعرّف على أشخاص جدد.
  • التكلم والتحدث مع من حوله: على الشخص أن يجعل من أفكاره وأحاديثه مسموعة لدى الجميع كي يكتسب الثقة بنفسه، فعند تعبيره عن ذاته، وتحدثه المستمر مع من حوله في مواضيع مختلفة تخص الحياة، يُؤدي ذلك إلى ازدياد ثقته بنفسه، وعدم اهتمامه الزائد بمدى إعجاب الآخرين من حوله بأفكاره أو عدم تقبلها، ومن الممكن ممارسة ذلك بتقديم العديد من العروض الخاصة بالعمل، أو التدرب على الخطابة، والتحدث أمام جمهور كبير من الأشخاص.
  • التصرف بثقة: تعمل الثقة بالنفس اجتماعيًا بالآلية نفسها التي تعمل بها تعلم مهارة جديدة بالحياة، فعند بداية تعلم أيّ شخص لركوب الدراجة، لا بدّ من الجزم بأن الأمر كان مرعبًا للشخص، ولكن مع التعلم، والممارسة، والتصرف بثقة، والسعي لإتقان الأمور يزول الشعور بالخجل، ويتلاشى، وليست المشكلة بالشعور بالقلق أو الخجل، وإنّما نتيجة استبعاد الشخص لنفسه من التواصل الاجتماعي، وتفاعله مع من حوله تظهر المشكلة الأساسية التي يجب عليه حلها.
  • إدخال تجارب جديدة لحياة الشخص: قد تكون تجربة أشياء جديدة في الحياة أمرًا مثيرًا للقلق لمن يعاني من حالة الخجل غير الصحي، ولكن يجب على الشخص أن يُخرِج نفسه من دائرة الراحة التي يقف داخلها، ومن الممكن للشخص أن ينضم لنادٍ رياضي، أو نادٍ يخص هواية معينة، أو أن يتعلم مهارة جديدة، أو أن يمارس رياضات مختلفة لتحريك جسمه، أو أن يأخذ دورات بمراكز مختلفة، وجميع هذه الاقتراحات من شأنها تطوير ثقة الشخص بنفسه في مختلف مجالات الحياة دون الشعور بالقلق حيال إمكانية فشله، أو رفضه، أو مواجهة شعور الإهانة ممن حوله، إذ يستطيع الإنسان مواجهة خوفه من المجهول عند تجربته العديد من التجارب والأنشطة المختلفة في الحياة.
  • مواجهة التحديات الإجتماعية: إذ يُمكن للأشخاص الذين يشعرون بالخجل أمام الآخرين مواجهة مخاوفهم من خلال أن يكونوا هم أنفسهم دون تقمص أيّ دور آخر لإرضاء الآخرين.
  • الاعتراف بالخجل: فبحسب الباحثين فإنه من الأفضل الاعتراف بمشكلة الخجل وعدم الهروب منها، بل يجب أن يبدأ الشخص بمحاولة تحرير نفسه من خجله، والتخلص منه.
  • الترتيب المسبق والتخطيط: إذ إنه وبدلًا من تجنب المناسبات الاجتماعية يجب أن يرتب الأشخاص الخجولين مسبقًا لتلك المناسبات وجدولة الأنشطة التي يجب ممارستها فيها، والأحاديث التي ستطرح في هذا النوع من المناسبات، بالإضافة إلى ممارسة المهارات الاجتماعية المناسبة، كما يمكن للشخص الخجول قبل البدء بالحديث ترتيب النقاط التي سيتكلم بها، ومراقبة أطراف النقاش للحصول على أفكار جيدة ستساعده في ردة فعله، واستجابته في تلك النقاشات.
  • الإيجابية: فبدل من أن يرسم الشخص داخل عقله الباطن أن ردّة فعله ستكون سلبيّة في بعض المواقف، فإنَّ عليه أن يبرمج دماغه على أنّ الاستجابة لديه ستكون إيجابية.
  • الإقرار: وهي إقرار الشخص الخجول بأن التفاعل لم يكن إيجابيًا بل كان خارج السيطرة؛ وذلك لأن الخلل قد يكون بالشخص المقابل الذي ربما كان بحالة مزاجية سيئة أو أن الشخص المقابل لا تتوافق أفكاره معه.
  • معرفة نقاط القوة في الشخصية: ويمكن للشخص وضع قائمة بنقاطه الإيجابيّة والتي يمكنه التأثير من خلالها، وتذكير نفسه بها إذا شعر بعدم الأمان أو الارتياح.
  • اختيار الأشخاص المناسبين: إذ يميل معظم الأشخاص الخجولين إلى تكوين صداقات أقل ولكنها أعمق وأطول من غيرها على المدى البعيد، لذلك يجب الحذر عند اختيار الصديق، واختيار الصديق الداعم والمُشجع وليس الصديق المُحبط الذي سيزيد حالة الشخص سوءًا.
  • تجنّب الأشخاص السلبيين: يوجد العديد من الأشخاص اللذين لا يلقون بالًا لمشاعر الآخرين، وقد يجعلونهم موضع سخرية وانتقاد، لذلك فإنَّه يجب الحذر من هذه النوعية من الاشخاص، كما أنه من الأفضل الابتعاد عنهم وترك مسافة أمان بينك وبينهم.

ولا بد من معرفة عدة أمور مهمة لتساعدكَ على التخلص من الخجل، وهي:

  • لستَ وحدك خجول: فيجب مراقبة الآخرين بعناية عند حديثهم، فقد تجد أنك لستَ وحدكَ من يعاني من الخجل، بل هناك العديد من الأشخاص حولك ممن يعانون منه أيضًا.
  • لا تُفسد يومك: فالشعور بالخجل لبضع ثوانٍ لا يجب أن يكون وسيلة لإفساد يومك ومخططاتك، بل يمكنك إكمال يومك بكل ثقة وأمان.
  • توقف عن نقد نفسك: فغالبًا نحن أشد أعداء لأنفسنا، لذلك يجب أن لا نسمح للنقد الداخلي بتشويش أفكارنا وأهدافنا، بل يجب أن ننزع فتيل هذا الصوت من داخلنا حتى نتخلّص منه نهائيًا.
  • لا تصف نفسك بالخجل: لأن ذلك سيزيد من الأمر سوءًا، بل انظر لنفسك بأنك شخص عادي وتعاني فقط من حالة فريدة ويمكن التخلص منها مع الوقت وبعض الجهد.

أهم أعراض الخجل

توجد العديد من الأعراض التي تظهر على الشخص الخجول، ومن أهمها ما يأتي:

  • الشعور بالقلق والتوتر خلال المواجهات الاجتماعيّة.
  • احمرار الوجه.
  • التعرّق الشديد.
  • زيادة في معدل ضربات القلب.
  • اضطرابات في المعدة.
  • مخاوف شديدة بشأن كيفية رؤية الآخرين ونظرتهم له.
  • الميل للانسحاب من التفاعلات الاجتماعيّة ومحاولة تجنبها قدر الإمكان، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل في العمل ومع الأشخاص المحيطين.

أسباب الخجل عند الرجال

يُعد الخجل من الصفات الشخصيّة التي ستؤدي إلى العديد من المشاكل للرجل الذي يعاني منه إذا لم يُعالج من خلال معرفة أسبابه أولاً، ومن ثم تعزيز ثقته بنفسه، ومن أهم أسباب الخجل انعدام ثقة الرجل بنفسه، الأمر الذي سيؤدي إلى التقليل من احترامه لذاته، بالإضافة إلى الشعور بالدونيّة، والتي تُعد من أهم الأسباب المؤدية للخجل، فعند الشعور بالدونيّة، فإن الشخص سيشعر بأنه بلا قيمة، وبالتالي سيقل تفاعله وتواصله مع الآخرين مما يعزز من الخجل بداخله، كما أنَّ عقدة المثالية التي يعاني منها بعض الأشخاص قد تكون السبب وراء شعوره بالخجل، فإذا أراد الشخص أن يكون كل شيء حوله مثالي ويسير على أكمل وجه سيؤدي ذلك إلى قلّة اختلاطه بالآخرين وبالتالي التقليل من الحديث معهم، مما سيؤدي به إلى العزلة والخجل.

يُمكن أن يكون الافتقار لمهارات التواصل الإجتماعي من أهم أسباب الخجل أيضًا، فقد لا يتواصل الشخص جيدًا لأنه يفتقر لطريقة يتواصل بها مع الآخرين، أو لأنه لا يعرف كيف أو من أين سيبدأ الحديث معهم، مما يُثبّط من عزيمته ويحدو به إلى الابتعاد عن الاختلاط بالآخرين، وبالتالي الشعور بالخجل، بالإضافة إلى مواجهة الشخص لمشاكل تقلل من ثقته بنفسه، إذ إنَّ معظم الأشخاص الذين يشعرون بالخجل هم غالبًا يملكون صورة سلبيّة عن أنفسهم، مما يؤدي إلى تثبيط الذات وبالتالي الشعور بالخجل، وقد يكون لماضي الشخص الأثر الكبير في التسبب بخجله، فقد يكون الشخص الخجول قد عانى من مشاكل أسرية وهو صغير، أو قد تكون لديه خوف داخلي بسبب موقف معيّن تعرّض له وبقى عالقًا في دماغه، كلّ ذلك سيؤدي به إلى الخجل.

وبالرغم من الكثير من السلبيات المتعلقة بمشكلة الخجل، إلا أن للخجل بعض الإيجابيات، فالخجل يجعل الأشخاص يميلون للتواضع، وهو من الأمور الجذابة والتي تجعل من الإنسان شخصًا محبوبًا، كما أنَّ الخجل يجعل الشخص يفكّر جيدًا قبل أن يتصرّف أي تصرّف وبالتالي سيخطط جيدًا قبل اتخاذ أي قرار من قراراته المصيريّة، بالإضافة إلى أنَّ الشخص الخجول هو من الأشخاص الودودين والمحبوبين من قِبل الآخرين، ويمكن للخجول أن يؤثر إيجابيًا على من هم حول؛ بسبب طبيعته الهادئة ومظهره الخارجي المريح، كما أنَّ الشخص الخجول من الأشخاص الجيدين في مجال الخدمات الإنسانيّة؛ لأنه عادةً ما يتعاطف مع من هم حوله، وعادةً ما يكون أهلاً للثقة من غيره، كما يمكنه أن يكون قائدًا جيدًا، وعادةً ما يكون لديه صداقات أعمق من غيره من الأشخاص.

الفرق بين الخجل واضطراب القلق الاجتماعي

قد يرى العديد من الأشخاص بأن حالتي الخجل والقلق الاجتماعي متماثلتان، إلا أنه لا يقتصر شعور الأشخاص المصابين باضطراب القلق الاجتماعي على الشعور بالقلق قبل إلقاء خطاب فحسب، وإنما قد ينتابهم هذا الشعور حيال الخطاب قبل عدة أسابيع، وربما قد تصل الحالة لأشهر قبل قدوم موعد تقديم هذا الخطاب، ويُعد ما نسبته 75% من الأشخاص مصابين بهذا الاضطراب دون حصولهم على التشخيص اللازم لعلاج هذه المشكلة، وأحد أهم الأسباب في عدم تلقيهم العلاج هو عدم إدراكهم بمرورهم بمثل هذه المشكلة النفسية، ولا تُمثّل حالة الخجل ما يُمثله اضطراب القلق الاجتماعي، وإنما يمكن حلّ القلق الاجتماعي بالعلاج السّلوكي للشخص، وفي طبيعة الحال قد تبدأ الأعراض لكليهما منذ الصغر، ولكن يحتاج اضطراب القلق الاجتماعي للتشخيص، وتلقي العلاج المناسب حتى لا تتضاعف المشكلة، فقد يمرّ الشخص خلاله بحالة من الارتجاف، وتعرّق زائد، وتسارع في دقات القلب، بالإضافة إلى الشعور بالضيق أثناء التنفس، وما يميز كل من حالتي الخجل، واضطراب القلق الاجتماعي هو درجة تفادي الشخص الذي يعاني من أي من هاتين المشكلتين لما حوله، ولمن حوله، بالإضافة لشدة الشعور بالخوف، وضعف أداء الشخص في حياته الناجم عن أي منهما.

السابق
التهاب الجلد الدهني – Seborrheic dermatitis
التالي
كيف تتخلص من الأرق

اترك تعليقاً