الامارات

أشياء لا تعرفها عن مرض جنون الارتياب

أشياء لا تعرفها عن مرض جنون الارتياب

مرض جنون الارتياب

يشير مفهوم جنون الارتياب – أو البارانويا Paranoia – إلى شعورك بالارتياب والتهديد من الناس حولك على الرغم من عدم وجود دليل على أن ذلك صحيحًا على أرض الواقع، ويُمكن لجنون الارتياب أن يُصبح مرضًا نفسيًا يجعلك تسيء الظن بالناس وتعتقد بأنهم بأن يكذبون ويحاولون أن يؤذوك، وقد تحاول إقناع نفسك بأنك غير مصاب بهذا المرض لاعتقادك أن هنالك فعلًا تهديدًا ونوايا سيئة لدى الناس اتجاهك، ولقد وصف الخبراء الشعور بالارتياب بأنه نوع من الشعور بالقلق، كما يُمكن للقلق أن يؤدي إلى جعلك تشعر بالارتياب أحيانًا، ومن الطبيعي كذلك أن تشعر بالارتياب عند تعرضك لموقف صعب؛ كخسارة عملك أو كانفصالك عن شريك حياتك، وقد تظهر علامات الارتياب عليك أثناء وجودك بين مجموعة من الناس وعند تفكيرك بأنهم سوف يحكمون عليك بناء على طريقة اختيارك لملابسك أو كلامك أو تصرفاتك، أو أنهم يتكلمون عنك من وراء ظهرك، لكن بالطبع هذا لا يعني أنك مصاب بجنون الارتياب المرضي إلا في حال كنت مقتنعًا 100% بأنهم فعلًا يفعلون هذه الأمور أو بعد بقائك على هذه القناعات حتى بعد ظهور الحقائق المخالفة لذلك.

علامات مرض جنون الارتياب

تتباين علامات أو أعراض الإصابة بجنون الارتياب وفقًا للسبب، وقد تكون أعراضًا خفيفة لدى البعض، بينما قد تكون أعراضًا سيئة وشديدة عند البعض الآخر، وتتضمن بعض أهم هذه الأعراض:

  • شعورك بالإهانة أو الإساءة بسهولة.
  • صعوبة الثقة في الآخرين.
  • عدم تقبلك لأي نوع من أنواع النقد.
  • تحميل ملاحظات الآخرين معانٍ مؤذية.
  • اتخاذك لوضعية دفاعية دائمًا.
  • التحلي بالعدائية والعدوانية والجدلية.
  • فقدانك القدرة على التفاوض والتنازل.
  • صعوبة تناسي أو مسامحة أخطاء الآخرين.
  • الاعتقاد بأن الآخرين يتحدثون بالسوء وراء ظهرك.
  • شعورك بالشكوك المبالغة بها حول كون الآخرين يكذبون أو يحاولون خيانتك.
  • صعوبة انخراطك بالعلاقات السوية مع الآخرين.
  • النظر إلى العالم بصفته مكانًا مليئًا بالتهديد.
  • شعورك بأن العالم يضطهدك.
  • تصديقك لنظريات المؤامرة غير المثبتة.

قد تساورك كذلك أفكار أخرى في حال كنت مصابًا بجنون الارتياب؛ كالاعتقاد –مثلًا- بأن الآخرين يسعون إلى جعلك تبدو سيئًا أو إلى طردك، أو أنهم يسعون إلى إيذائك بدنيًا أو حتى قتلك، وقد يتبادر إلى ذهنك بأن الآخرين يستخدمون تلميحات مبطنة تهدف إلى تهديدك أو جعلك تشعر بالسوء، كما قد تعتقد بأن الآخرين يسعون جاهدين إلى أخذ مالك وممتلكاتك أو أن هنالك من يحاول السيطرة عليك.

أسباب مرض جنون الارتياب

تزداد فرص الإصابة بالارتياب عند الكبار بالسن نتيجة للتغيرات التي تطرأ على قدراتهم السمعية والبصرية، لكن سبب الإصابة بالارتياب عند الأفراد العاديين يبقى مجهولًا بنظر الباحثين، ولقد حاولت بعض الدراسات الكشف عن الأمور المحفزة التي تجعل البعض عرضة أكثر للوقوع في شباك الارتياب، ومن بين هذه المحفزات:

  • الإصابة بأحد الأمراض الدماغية أو العصبية؛ كأورام الدماغ، والصرع، ومرض باركنسون، والجلطة الدماغية.
  • التعرض لأنواع محددة من السموم أو المواد الكيميائية الضارة؛ كالمبيدات الحشرية، والغازولين، ومواد الدهان أو الطلاء.
  • وجود جنون الارتياب أصلًا بين أفراد العائلة من قبل، أو التعرض لتجارب اعتداء مؤلمة في الطفولة أو في المراحل المبكرة من العمر.
  • التوقف أو بدء استهلاك أنواع جديدة من الأدوية.
  • التعرض لمواقف حياتية مثيرة للتوتر؛ كخسارة العمل، أو موت أحد الأحباب فجأة، أو الوقوع ضحية في أحد الجرائم، أو التعرض لصدمة صحية شديدة.
  • استعمال أو التوقف عن استعمال أحد العقاقير المخدرة.
  • المعاناة من الأرق أو قلة النوم.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • الانعزال الاجتماعي.
  • الإصابة بالذُهان.

أنواع جنون الارتياب

ينفي الخبراء كون الارتياب تشخيصًا سريريًا بحد ذاته، وإنما هو علامة دالة على الإصابة بمشاكل نفسية وبدنية كثيرة؛ كاضطراب ثنائي القطب، والخرف، والجلطة الدماغية، والاضطراب الوهامي، والفصام أو الشيزوفرينيا، وغيرها من المشاكل، لكن على أية حال، توجد ثلاثة أمراض أو مشاكل نفسية رئيسية مرتبطة مباشرة بالارتياب، هي:

  • اضطراب الشخصية الارتيابية أو البارانوية: يتمكن معظم المصابين بهذا الاضطراب من التعايش مع العالم على الرغم من عدم ثقتهم به، ويعرف هذا الاضطراب أيضًا باسم اضطراب الشخصية الزوراني.
  • الاضطراب الوهامي أو البارانوي: يُعاني المصاب بهذا الاضطراب من التمسك بمعتقد خاطئ أو واهم دون ظهور بوادر او أعراض المرض النفسي عليه، ومن بين الأمثلة على ذلك اعتقاد المصاب-مثلًا- بأنه على علاقة بأحد نجوم الأفلام على الرغم من عدم لقائه به من قبل أو اعتقاده بأنه مصاب بأحد الأمراض على الرغم من نفي الأطباء هذا له.
  • الشيزوفرينيا البارانوية: يُوصف هذا النوع بأنه الأكثر شدة وخطورة؛ بسبب طبيعة الأفكار الجنونية التي يتمتع بها المصاب بالمرض؛ فقد يعتقد –مثلًا- أن أفكاره تُذاع على الراديو وعلى مسمع الناس دائمًا.

علاج مرض جنون الارتياب

يتوقف علاج جنون الارتياب على مستوى خطورة الارتياب أو شدته وماهية الأسباب التي أدت إليه، لكن عادةً تتضمن خطوات العلاج:

  • الأدوية: قد يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية النفسية المضادة للذهان، خاصة في حال كنت تُعاني من أمراض نفسية أخرى؛ كالشيزوفرينيا مثلًا، كما قد يحاول الطبيب وصف مضادات للاكتئاب أو للقلق في حال كنت تُعاني من الاكتئاب والقلق.
  • العلاج النفسي: يُساهم العلاج النفسي في إكسابك القدرة على التأقلم مع الأفكار الارتيابية وتعلم أساليب جديدة للثقة بالناس وزيادة ثقة بنفسك.

مَعْلومَة

يرجع أصل كلمة بارانويا إلى كلمة إغريقية تعني التشويش أو الخروج عن المعتاد، ولقد كان الإغريق يستخدمون هذه الكلمة على نحوٍ فضفاض أو بصورة مشابهة لدينا لاستخدام كلمة “جنون” أو “حماقة”، وقد ظهرت هذه الكلمة أيضًا في الكثير من مسرحيات الإغريق الشهيرة التي كتبها إسخيلوس وأريستوفان، كما استخدمها الكثير من الفلاسفة الإغريق؛ كأفلاطون وأرسطو والطبيب الشهير أبقراط قبل الميلاد بنحو ثلاثمئة سنة، لكن وفي بدايات القرن التاسع عشر، دخلت كلمة البارانويا ضمن الكتابات والأبحاث المنشورة على يد بعض المهتمين بعلم النفس والمشاكل النفسية في فرنسا وألمانيا.

السابق
الوحدة المزمنة وأخطارها على صحتك
التالي
اضطراب ما بعد الصدمة وأعراضه

اترك تعليقاً