مقومات التخطيط الإعلامي:
لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ التخطيط الإعلامي يعتمد بشكل كبير على مقومات أساسية ورئيسية في التخطيط للعمليات الإعلامية وتحديد الأنشطة الصحفية المتنوعة، ومن هذه المقومات:
البحوث:
حيث تعتبر البحوث الإعلامية من أهم مقومات التخطيط الإعلامي، حيث تسعى البحوث الإعلامية إلى تعريف الجمهور الإعلامي المستهدف بكافة الخطوات الإعلامية؛ وذلك من أجل الوقوف على تحديد الأهداف الإعلامية والتي تتمثل في التعرف على الحاجات والإمكانيات، بالإضافة إلى التغذية
الراجعة والتي تتمثل في الرد على المحتويات التي تشتمل عليها البحوث الإعلامية.
وبالتالي فلقد سعت الاتجاهات الإعلامية الحديثة إلى ضرورة دمج الظروف الاجتماعية ضمن الحدود البحثية في المجالات الإعلامية المختلفة، كما تعتبر
البحوث الإعلامية بمثابة ركيزة ضرورية تستند عليها المؤسسات أو الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها سواء كانت مرئية أو سمعية أو مقروءة، حيث تزيد
درجة الاعتماد على المؤسسات الصحفية بشكل كبير من غيرها.
أما فيما بعد فلقد لجأت المؤسسات الإعلامية العربية إلى الاعتماد على البحوث الإعلامية الوصفية، والتي بدورها تصف المشاكل أو القضايا الإعلامية الحاصلة في الوطن العربي، وذلك بعد أحداث الربيع العربي، كما سعت إلى دمج البحوث الإعلامية بالأبحاث والدراسات التاريخية، الأدبية
بالإضافة إلى الأبحاث اللغوية.
التدريب:
يعتبر التدريب الإعلامي أيضاً من أفضل وأهم المقومات التخطيطية والتي تعتمد عليها الوسائل الإعلامية، حيث يعتبر التدريب الإعلامي شرط أساسي
في أغلب المؤسسات الإعلامية الكبيرة والعريقة، كما تسعى هذا البرامج التدريبية إلى تدريب الجمهور العامل في المؤسسة الإعلامية.
كما تساهم في تحديد الفرص التي يتم من خلالها تطوير البرامج الإعلامية المعدة وتطوير الجمهور المستهدف، حيث أصبحت فيما بعد تساهم في توفير الفرص التي يتم من خلالها تنمية كافة الموارد البشرية والمعنوية وتحديد المراحل الأولية التي تؤثر بشكل كبير على جمهور المؤسسة الإعلامية الداخلي.
لذا يعتبر مقوم التدريب فعّال وخاصة فيما يتعلق بزيادة فعالية الخدمات التي تقدمها الوسائل الإعلامية المتنوعة، حيث يكون ذلك من خلال استخدام
الإمكانيات الإعلامية بشكل مناسب، على أن تتوفر في هذه الإمكانيات القدرة التي تساهم في تحسين الوظائف وزيادة نسبة البيع بالنسبة
للمؤسسات الصحفية.
وعليه فلقد ساهمت الوسائل الإعلامية في انتقاء البرامج التدريبية المعنية في الإعلام، والتي بدورها تسعى إلى تبادل الخبرات ما بين العاملين فيها، ومن ثمَّ العمل على وضع مناهج بحثية مرتبطة بالتدريب الإعلامي، كما لا بُدَّ من التركيز على ضرورة أن لا يتم عزل أو فصل البرامج التدريبية
الإعلامية عن الأعمال الصحفية التنفيذية، مع أهمية التركيز على اختيار المخططين الإعلاميين المتميزين والذين يساهمون في اختيار الموضوعات التي
يجب التدريب عليها بعناية وحذر.
هيئة تخطيط مركزية:
حيث يقصد بها المقوم التخطيطي الذي يركز على الجوانب الإعدادية الإعلامية، والتي تتناسب مع العناصر البشرية المعنية بالطاقم الإعلامي بكافة
أقسامها، كما تعتمد هيئة التخطيط المركزية على ضرورة توافر وامتلاك الطاقم الإعلامي الخبرة، والتي تمكنهم من التفاعل مع المحتويات والقضايا
الإعلامية على المستوى الوطني والعالمي.
الاعتبارات الواجب اتباعها في تشكيل هيئة التخطيط الإعلامي:
- لا بُدَّ من أن تقوم الهيئة بتمثيل كافة الاختصاصات والخبرات العلمية والفنية، وخاصة فيما يتعلق بالمجالات الإعلامية المتعددة، بالإضافة إلى ربطها
بالأنشطة الفكرية والاجتماعية.
- لا بُدّ من أن يتم إعطاؤها السلطة الكاملة؛ وذلك من أجل وضع الخطط الإعلامية بشكل مفصل، بالإضافة إلى إعطائها الحرية في اختيار القرارات
- التنفيذية فيما يخص السياسات العامة المتعلقة بالدولة أو السياسات الإعلامية.
- لا بُدَّ من توفير كافة السبل التي يتم من خلالها الحصول على المعلومات وجمعها، ومن ثمَّ وضعها تصميم معين متناسق مع الأحداث أو القضايا الإعلامية المعاصرة.
- يكون من الضروري إعطاء هيئة التخطيط الإعلامي وتخويلها في اختيار الأساليب والوسائل التي تحتاجها الخطط الإعلامية المتنوعة، بالإضافة إلى
تخويلها بأحقية اختيار الكوادر البشرية المناسبة.
- يكون من الضروري أن يعتمد الإعلاميين على مبدأ تأصيل الذات والاعتماد عليها؛ وذلك من أجل تنمية عمليات التواصل مع الجمهور المستهدف.
- تسعى هيئة التخطيط الإعلامي إلى تنمية الكوادر البشرية نفسياً والعمل على استقرارها، وذلك من خلال الاعتماد على الاستراتيجية الإعلامية.
- لا بُدَّ من أن تقوم هيئة التخطيط الإعلامي على تحديد المنجزات الأكثر تأثير على الجمهور المحدد، بالإضافة إلى العمل على توسيع مدركات وآفاق الجمهور؛ بحيث يكون ذلك من أجل إدخالهم ودمجهم في التطورات التكنولوجيا في الساحة الإعلامية.
