من هو الامير النائم الوليد بن خالد بن طلال ؟ ولماذا أثارت قصته كل هذا التفاعل بين السعوديين؟ تعد قصة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال من أكثر القصص الإنسانية المؤثرة في المملكة العربية السعودية، وقصته هي السبب في إطلاق هذا اللقب عليه، حيث قضى في غيبوبة ما يقرب من نصف عمره، وبعد كل هذه السنوات الطويلة يبعث الله لعائلته رسالة تعيد إحياء الأمل في قلوبهم، وتذكرهم بأن الله قادر على كل شيء. فما هي هذه القصة المؤثرة؟ ومن هو الأمير النائم؟ نتعرف على الإجابات عبر المقال.
من هو الامير النائم الوليد بن خالد بن طلال
الامير النائم .. هو اللقب الذي تم إطلاقه على الأمير السعودي الوليد بن خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، وهو الابن الثالث للأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود الذي يعد أحد أعضاء البيعة التي تتم لاختيار الملك من بين المرشحين من أبناء العائلة المالكة في السعودية. تم إطلاق اسم الوليد على الأمير النائم حين ولادته على اسم عمه الوليد بن طلال رجل الأعمال الشهير. تزوج الأمير خالد من الأميرة الجازي بنت سعود، وأسفر زواجهما عن إنجاب عدد من الأبناء، ثالثهم الأمير الوليد. يبلغ الأمير النائم من العمر 31 عامًا قضى منها 15 عامًا في الغيبوبة. وقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية بتداول الأنباء المنشورة حول تحريكه ليده في استجابة وتفاعل لمن حوله، حيث كانت عمتّه الأميرة نورة بنت طلال تطلب منه تحريك يده إن كان يشعر بكلامها معه، وبالفعل استجاب لها، وقام بتحريك أصابعه عدة مرات عندما كانت تلقي عليه التحية. والجدير بالذكر أن هذه المرة لم تكُن الاستجابة الأولى للأمير النائم، حيث حرّك رأسه في العام الماضي، وهو ما يعطي أملًا كبيرًا لأسرته أن يرد الله عليه عافيته، فهو ملجأهم ومأواهم، بعد أن عجزت يد الأطباء عن إنقاذه.
حادث الوليد بن خالد بن طلال
كان الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال آل سعود يعيش في المملكة المتحدة من أجل الدراسة، حيث كان يدرس بالكلية العسكرية في العاصمة البريطانية، وفي عام 2005 وحيث كان يقود سيارته بسرعة زائدة عن الحد المسموح به، تعرّض لحادثٍ مروِّع، وهو الأمر الذي دخل على إثره المستشفى من أجل تلقي العلاج، ولكن عجزت يد الطب عن إنقاذ حالته، وأصيب بسكتة دماغية دخل على إثرها في غيبوبة أدت إلى الموت الدماغي، وتم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي من أجل استمرار عمل الرئتين، والقلب، ونصح الأطباء والده الأمير خالد بن طلال بفصل الأجهزة الطبية عنه لينتقل إلى رحمة الله تعالى، ولكن والده رفض هذا الأمر بشكل قاطع، وأصرّ على نقله إلى مدينة الرياض، ليظل في المستشفي أحد عشر عامًا حتى عام 2016، حيث قرّر أن يتم نقله إلى المنزل، مع توفير كافة الأجهزة والمعدات الطبية التي تبقيه على قيد الحياة، أملًا في أن ينعم الله تعالى عليه بنعمة استرداد الصحة والعافية. وقد أثار تمسُّك الوالد بحياة ولده على الرغم من النصائح الطبية بعدم وجود أمل في الشفاء واستقرار الحالة الصحية للمريض، التساؤل بين الكثير من الأشخاص في المملكة، وفي رده على أحد المتابعين له على موقع التغريدات العالمية تويتر أفصح الأب عن سبب تمسكِّه بحياة نجله حيث قال: “إذا كانت مشيئةُ الله أن يتوفَّاه في الحادث لكان ابني في قبره، لا يحتاج لمساعدتي الآن بشفائه أو ببقائه على حاله أو بوفاته، وأنا صابر وراض ومطمئن بما قدره الله ومتوكل عليه جلت قدرته، فمن حفظ روحه كل هذه السنوات قادر سبحانه أن يشفيه ويعافيه“.
تشخيص حالة الأمير النائم
بعد حادث السير الذي تعرّض له الامير النائم الوليد بن خالد بن طلال والذي كان حادثًا صعبًا، دخل على إثره في غيبوبة مستمرة حتى الآن، قام الأطباء بتشخيص حالته المرضية، وتبيّن أنه قد أصيب بضرر دائم في الدماغ يُعرف باسم “الموت الدماغي” وهو ناتج عن السكتة الدماغية التي أصيب بها، وهو عبارة عن غيبوبة تتسبب في عدم قدرة المصاب على التنفس بشكل طبيعي، وبالتالي يلجأ الأطباء إلى وضع المريض على أجهزة التنفس الصناعي التي تعمل على توصيل الأكسجين إلى الرئتين، ويرى الطب أن حالة الموت الدماغي لا شفاء منها حيث تفقد الدماغ قدرتها على العمل، من خلال عدم قدرة العين على الاستجابة للضوء، وتفقد حدقة العين قدرتها على التحرك، بالإضافة إلى عدم القدرة على التنفس، ولا يظهر أي نشاط من الأنشطة الدماغية على المريض. وتمر حالة موت الدماغ بمراحل ثلاثة قبل أن يفقد المريض حياته تمامًا، وهي:
- المرحلة الأولى موت المخ، حيث تتلف قشرة الدماغ المسئولة عن الوظائف العليا في المريض، ولكن تظل العمليات الحيوية مستمرة كالتنفس والقلب.
- المرحلة الثانية، هي مرحلة موت جذع الدماغ، وهي المرحلة التي تتلف فيها الأجزاء المسئولة عن المراكز العصبية في الدماغ التي تعمل على تنظيم ضربات القلب، وعملية التنفس.
- المرحلة الأخيرة، مرحلة موت الدماغ، وفي هذه المرحلة يتوقف النشاط الكهربي للدماغ نهائيًا، وهو الأمر الذي يؤدي إلى وفاة المريض.
وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال
قضى الأمير الوليد بن خالد بن طلال “الأمير النائم” في الغيبوبة خمسة عشر عامًا اهتم به والده خلالها الاهتمام الأمثل، ووفّر له كل الأطباء والمعدات الطبية التي تعينه على البقاء على قيد الحياة، وخلال هذه المدة الطويلة تنتشر الشائعات حول وفاته، لتخرج عائلته وهي تشعر بالألم الشديد لتنفي هذه الشائعات وتطلب من المتابعين، ومحبي العائلة أن يتضرّعوا إلى الله تعالى بالدعاء كي يبقيه على قيد الحياة، ويرد إليه عافيته إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا شك أن انتشار هذه الشائعات تجعل عائلة الأمير النائم في حالة نفسية سيئة، فهم يتمسّكون بالأمل الدائم والثقة في الله عز وجل أن يعيد إلى ابنهم عافيته وأن يرونه سليمًا معافى، بدلًا من رؤيته نائمًا على فراشه لعقود، ينمو جسده، ولا يستجيب عقله، ولذلك فإن من الواجب على من ينشر هذه الشائعات أن يتقي الله تعالى، ويبتعد عن الكذب فكل كلمة سيُحاسب المرء عليها يوم القيامة.
وإلى هنا، نكون قد وصلنا إلى ختام المقال ، وقد تعرفنا من خلاله على إجابة سؤال من هو الامير النائم الوليد بن خالد بن طلال ؟ وما هي قصة مرضه، وما هو التشخيص الطبي للمرض الذي يعاني منه، كما تعرفنا على الحادث الذي تسبّب له في مرضه، كما تبينّا الحقيقة حول وفاة الأمير النائم.