الامارات

أثر التدخين على المجتمع

أثر التدخين على المجتمع

التدخين

يعدّ التدخين آفةً تصيب الفرد، ولا يستطيع التخلُّص منها إلا بصعوبةٍ بالغة، فالتدخين كارثةٌ مدمّرة للصحّة، لما تحتويه السّيجارة من تبغ، وأول أكسيد الكربون الذي له تأثير سام على الصحّة، والنّيكوتين، إلى جانب ما يقارب من 4000 مادّة كيميائيّة تعدّ السّبب الرّئيسي في الإصابة بأنواع مختلفة من السّرطانات، وخطر الإصابة بالموت المفاجئ نتيجة توقّف القلب، بالإضافة إلى التهاب الشعب الهوائية المزمن، والسّكتات الدماغيّة بسبب التأثير المدمّر المباشر للنّيكوتين على الدّماغ، دون نسيان تأثير التدخين الضّار على صحّة الفم والأسنان، والبشرة.

أثر التدخين على المجتمع

لا تقتصر مضار التّدخين على المدخّن وحده، بل تتعدّى لتشمل المجمتع بأكمله، وفيما يأتي أبرز مضار التدخين الاجتماعيّة:

  • التدخين السّلبي: وهو النّاتج عن استنشاق غير المدخّنين المتواجدين في محيط المدخّنين الملوث النّاتج عن السّجائر بما يحتويه من مواد ضارّة، لا سيما في الأماكن المغلقة كالمنزل، وتزيد مضار التدخين السّلبي في حال وجود حامل في المحيط وما يسبّبه من مضار على الأم والجنين، ومضاعفات أثناء الولادة، وكذلك وجود الأطفال في محيط المدخّن، وما يتسبّب لهم بأمراض تنفّسيّة من أبرزها الرّبو، والتهابات في الأذن، وخطر متلازمة موت الرضّع المفاجئ، فوجود المدخّن وسط مجموعة غير مدخّنة يعني أنّ المجموعة بأكملها تدخّن ومعرّضة للخطر، مما ينتج عنه إصابة بالأمراض المختلفة، إذ تشير التقديرات المنشورة بين عامي 2005 إلى 2019 أن التدخين السّلبي يسبب أكثر من 34000 حالة سنويًّا بين غير البالغين في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وأكثر من 7300 إصابة بسرطان الرّئة سنويًّا ضمن فئة غير البالغين.
  • أضرار التدخين البيئيّة: يُزرع التّبغ في الغابات المطيرة، مما يستلزم إزالتها لتوفير المساحات الواسعة لزراعة التّبغ، وكذلك قطع الأشجار لاستخدامها في تصنيع الورق المخصّص للسّجائر، واستنزاف الغابات بهذه الطّريقة المجحفة له تأثير ضار جدًا على التوازن البيئي، إذ يسبّب فقدان التنوّع البيولوجي، وانجراف التّربة، وارتفاع درجة حرارة الأرض ما يُعرف بظاهرة الاحتباس الحراري، وتقلّص الغطاء الأخطر الذي يعدّ رئة الكرة الأرضيّة لتوفير الأكسجين وتنقية الهواء من ثاني أكسيد الكربون.
  • أضرار التدخين الاقتصاديّة: إنّ الاموال التي تنفقها الدّولة على معالجة الحالات المرضيّة النّاتجة عن التدخين، تقلّل من إجمالي النّاتج المحلّي بنسبة تفوق 3% في أوروبا، وذلك حسب تقديرات منظّمة الصحّة العالميّة لعام 2012، ويشكّل هذا الأمر عبئًا لا تستطيع تحمّله الدّول النّامية من النّاحية الاقتصاديّة، ويمكن تلخيص العبء الاقتصادي للتدخين فيما يأتي:[٤]
    • نفقات الرّعاية الصحية المقدّمة لعلاج المدخّنين، والمدخّنين السلبيين.
    • التأثير على إنتاجيّة الموظّفين مما يؤثّر على انخفاض إنتاجيّة العمل، وتدنّي الأرباح.
    • خسارة أفراد منتجين في المجمتع بسبب الوفيات أو الأمراض التي تستلزم علاج لفترات طويلة في المستشفى مما يؤثّر على النّاتج المحلّي الإجمالي لاقتصاد الدّولة.
    • المصاريف التي تنفقها الدّولة على إخماد الحرائق النّاتجة عن السّجائر سواء في المنازل أو الغابات.

أثر التدخين على الصحّة

لا تقتصر مضار التدخين على التسبّب بالسّرطانات، وأمراض الجهاز التنفّسي، وأمراض القلب فقط، بل يتعدّى ضرره ليصل للجهاز الدّوري، والجهاز التناسلي، والجلد والعينين، وفيما يأتي شرح مفصّل لهذه المضار:

  • تلف الرّئتين: لا تحتوي السّجائر فقط على النّيكوتين، بل تتكوّن من الكثير من المواد الضّارة ذات التأثير السّام على أنسجة الرّئتين، مما يسبّب انتفاخهما، والتهاب الشّعب الهوائيّة، أو حتى انسدادها بالكامل، مما ينتج عنه نوبة ربو شديدة.
  • انسداد الأوعية الدمويّة: يسبب القطران الموجود في السّجائر تراكم البلاك على الجدران الداخليّة للأوعية الدمويّة، وهذا التّراكم سواء كان كلّيًّا أو جزئيًّا يؤثّر على تدفّق الدّم داخل الشّرايين والأوردة، مما يؤدّي للإصابة بتصلّب الشّرايين، خاصّةً في الشّرايين المغذّية للأطراف، بالإضافة إلى الجلطات الدمويّة، والذبحات الصدريّة، والنوبات القلبيّة، والسّكتات الدماغيّة، التي تنتج جميعها من انسداد الشّرايين وتضيّقها وضعف تدفّق الدّم الضّروري لتغذية أعضاء الجسم الحيويّة.
  • ضعف الخصوبة: تؤثّر السّجائر سلبيًّا على الصحّة الإنجابيّة لكل من النّساء والرّجال المدخّنين، بسبب احتواء السّجائر على مواد كيميائيّة عالية السميّة، تؤثّر على جودة الحيوانات المنويّة، وعلى التّوازن الهرموني في الجسم، ومن المعروف أنّ عمليّة الإنجاب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالهرمونات، ويسبب اختلالها مشكلات وصعوبات في حدوث الحمل.
  • ازدياد مخاطر مضاعفات الحمل: ومن أبرز هذه المخاطر ما يأتي:
    • احتماليّة الإصابة بالبطانة المهاجرة التي ينتج عنها حمل خارج الرّحم.
    • احتماليّة نقص وزن الأجنّة عن المعدّل الطّبيعي للمواليد.
    • احتماليّة الولادة المبكّرة.
    • احتماليّة تضرّر رئتي الجنين، أو جهازه العصبي المركزي، أو دماغه، بسبب تدخين الأم، أو أن تكون في محيط مدخنين.
    • احتماليّة حدوث تشوّهات خُلقيّة للجنين تتمثّل بالشّفة الأرنبيّة.
  • “‘ضعف الجهاز المناعي: لما تحتويه السّجائر من مواد كيميائيّة لها تأثير سلبي على الجهاز المناعي، مما يجعل المدخّن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات من غير المدخّن.
  • اضطرابات في الرؤية: ويمكن إيجاز هذه الاضطرابات والمشكلات بما يأتي:
    • جفاف العين.
    • إعتام عدسة العين.
    • الجلوكوما أو المياه الزّرقاء.
    • اعتلال شبكيّة العين السكّري.
  • أمراض الفم واللّثة: فالتدخين يترك أنفاس المدخّن كريهة ومنفّرة، ولا يقتصر تأثيره على هذه النّاحية فقط، بل يتعدّاها إلى المشكلات الآتية:
    • التهابات اللّثة وترقّق أنسجتها مما يسبّب نزفها عند تنظيف الأسنان بالفرشاة.
    • انحسار اللّثة أو تراجعها مما يسبّب تخلخل الأسنان وضعف ثباتها.
    • انكشاف جذور الأسنان مما يسبّب زيادة حساسيّتها لدرجات الحرارة المتباينة، كالأطعمة والمشروبات الحارّة والباردة، وحتى الحلويّات.
    • تبقّع الأسنان ببقع صفراء أو بنيّة تؤثّر على المظهر الشّخصي.
    • التأثير على حاسّة التذوّق.
  • ضعف الشّعر وحدوث مشكلات الجلد: إذ يزيد التدخين من احتماليّة ظهور التّجاعيد في فترة مبكّرة، خاصّةً حول الفم، وتوجد احتماليّة الإصابة بسرطان الشّفاه، كما يُضعف التدخين بصيلات الشّعر مما يسبّب زيادة وتيرة تساقطه وبهتانه وفقدانه لمعته الحيويّة.

الإقلاع عن التدخين

تعدّ مادّة النّيكوتين السّبب المباشر وراء الإدمان على التدخين، فهو إدمان مشابه لإدمان المخدّرات، ولكن الإقلاع عنه أكثر سهولة بالطبع، وفيما يأتي بعض الوسائل والنّصائح للمساعدة على الإقلاع عن التدخين:

  • إدراك الآثار الانسحابيّة للنّيكوتين: إن معرفة الآثار الانسحابيّة لمادّة النّيكوتين من الجسم، ضروريّة، ليعي المدخّن أنّ ما يحدث معه طبيعي، وغالبًا تبدأ أعراض الانسحاب في أول 72 ساعة من ترك التدخين، ثمّ تخف حدّتها، وتختفي تمامًا في غضون مدّة تتراوح ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر، وفيما يأتي أهم هذه الأعراض:
    • الصّداع الشّديد.
    • الهيجان والتوتّر، وزيادة حدّة الانفعالات العصبية على أتفه الأسباب.
    • الجوع الشّديد والرّغبة الدّائمة في تناول الطّعام، وهو السّبب وراء اكتساب الوزن عند الإقلاع عن التدخين.
    • التّشتّت وصعوبة التّركيز.
  • الاستعانة بالوسائل البديلة عن النّيكوتين: مثل لصقات النّيكوتين، أو علكة النّيكوتين، أو بخّاخات استنشاق النّيكوتين عبر الأنف، وتوجد بعض أنواع الأدوية التي يمكن أن تساعد في التقليل من حدّة الأعراض الانسحابيّة للنيكوتين من الجسم، مثل بعض الأدوية المضادّة للاكتئاب، التي يجب أن تؤخذ تحت إشراف طبّي فقط.
  • إعلام المقربين: على من يرغب في الإقلاع عن التدخين إخبار العائلة والأصدقاء المقرّبين بهذا الأمر، لرفد المدخّن بالدّعم المعنوي والنّفسي اللّازمين.
  • تجنّب كل ما يثير الرّغبة بالتدخين: فالتدخين إدمان نفسي أكثر منه إدمان جسدي، فعندما يخلو المدخّن بنفسه يبدأ بلا وعي بالتفكير في حاجته الشّديدة للسّجائر، أو عندما ينتهي من تناول الطّعام، أو يرتشف القهوة، أو حين يمر بمواقف عصيبة وموتّرة للأعصاب، فكلّها عوامل تجعل المدخّن يشعر برغبة ملّحة بالتدخين، وفيما يأتي بعض النّصائح بهذا الخصوص:
    • يُنصح بسرعة الخروج في نزهة عند الانتهاء من تناول وجبة الطّعام، إذا كان المدخّن معتادًا على التدخين المباشر بعدها.
    • يُنصح بسلك طرق جديدة إذا كان المدخّن معتادًا على التدخين أثناء القيادة، لشغل نفسه بالقيادة والانتباه للطّرق الجديدة بدلًا من التدخين.
    • يُنصح بتناول القهوة الصباحيّة في العمل، إذا كان المدخّن معتادًا على التدخين أثناء شرب القهوة، فأغلب أماكن العمل يمنع فيها التدخين.
    • يُنصح بالانشغال بالرّياضة أو الأعمال التطوعيّة، أو النّشاطات المختلفة مع الأصدقاء، خاصّةً إن كانت الخلوة بالنّفس هي ما يثيرها للتدخين.
  • الإصرار وعدم اليأس: كل المدخّنين يمرّون بمرحلة انتكاسة والعودة من جديد للتدخين، وهي ليست نهاية العالم، وكذلك ليست بفشل، فهي من الأمور الطّبيعيّة التي تحدث لكل المدخّنين، وهنا يُنصح بعدم اليأس والإصرار على البدء من جديد حتى تؤتي العزيمة والإصرار ثمارها.
  • استبدال السّيجارة بما يماثلها: فإدمان التدخين مرتبط بمسك السّيجارة ووضعها بين الشّفتين، إذ يبقى العقل يتوق لمثل هذا الشّعور، ويمكن استبدال السّيجارة ببدائل صحيّة، مثل تناول الجزر ووضعه بطريقة مشابهة لتدخين السّيجارة، أو تناول الخضراوات النيّئة، أو الحلوى التي تكون على هيئة أصباع أو عيدان.
  • تحديد مدّة للإقلاع عن التدخين: يُوضع تاريخ محدّد للانتهاء من إدمان التدخين على التقويم السّنوي، مع وضع علامة على كل يوم بيومه، فهذا يجعل المدخّن يعي إنجازه وتتقلّص المدّة بالوصول لهدفه.
  • مكافأة النّفس: يُنصح المدخّن بعد فترة من الإقلاع عن التدخين، مكافأة نفسه باحتفال صغير مع الأهل والأصدقاء لتعزيز هذا الإنجاز.
  • الاهتمام بالصحّة: وذلك من خلال تناول الطّعام الصحّي المتوازن، وممارسة التمارين الرياضيّة، والتأمّل، واليوغا.
السابق
سن البلوغ عند الذكور
التالي
ظهور خطوط على الأظافر

اترك تعليقاً