الامارات

أسباب الاختناق وضيق التنفس

أسباب الاختناق وضيق التنفس

ضيق التنفس

يعرَف ضيق التنفس أيضًا بعسر التنفس، وهو الشعور بصعوبة في التنفس وعدم القدرة على الحصول على ما يكفي من الهواء، وعادةً ما يوصف بضيق شديد في منطقة الصدر، والشعور بالاختناق والحاجة الشديدة إلى الهواء لتنفسه، وتقف العديد من الأسباب الطبية وراء هذه الحالة بما فيها معاناة الشخص من السمنة، أو التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة في المكان الذي يتواجد به الشخص، أو حتى التمارين الرياضية المجهدة جدًا التي أدت إلى ضيق التنفس، ومثل هذه الحالات هي حالات طبيعية محتَمل حدوثها، ولكن قد تنتج مشكلة ضيق التنفس عن حالة صحية أخطر من ذلك، ويوصَى في هذه الحالة بمراجعة الطبيب بالسرعة القصوى، وخاصةً عند حدوث ضيق التنفس بصورة مفاجئة وشديدة.

أسباب ضيق التنفس والاختناق

توجد العديد من الأسباب التي من الممكن أن تتسبب بمشكلة ضيق التنفس والشعور بالاختناق لدى أيّ شخص يعاني منها، ويعتمد العلاج الطبي لهذه الحالة على السبب الأساسي، ويمكن الوصول إلى السبب عن طريق تشخيص الأعراض الظاهرة على من يعاني من ضيق التنفس، وتوجد عدة أسباب مرضية تتسبب بحدوث مشكلة ضيق التنفس مثل؛ حالة الالتهابات الصدرية، والرشح أو البرد، أو إحدى العادات السلبية التي قد يمارسها الشخص كجزء من نمط حياته مثل مشكلة التدخين، ولكن قد يقف وراء هذه المشكلة أحيانًا حالات صحية أشدّ خطورة مما هي عليه من الرشح؛ مثل سرطان الرئة، ويوصَى عادةً باللجوء إلى الطبيب فيما يخص خطوة تشخيص المرض دون الاستعاضة عنها بتشخيص الشخص لنفسه وطلبه للعلاج وفقًا لذلك. ويمكن لأسباب ضيق التنفس أن تتضمّن أمورًا عديدة للغاية، منها ما يلي:

  • أسباب رئوية: يوجد العديد من الأسباب الرّئوية التي تؤدي إلى ضيق التّنفس وتجعل من زيارة المستشفى أمرًا ضروريًا أحيانًا لعلاج المشكلة، ومن بين هذه الأسباب ما يلي:
    • الربو: يشير الرّبو إلى التهاب وتضيق المجاري الهوائية، وقد يصاحب الربو أعراضًا أخرى، كالسّعال وتضيق الصدر.
    • التهاب الرئة: يؤدي التهاب الرّئة إلى تراكم السوائل في الرئة، وتتضمّن بعض الأعراض الأخرى لهذا المرض كلًا من السّعال، وألم الصدر، والتعرق، والحمى.
    • الداء الرئوي المسد المزمن: يشير هذا المرض إلى مجموعة من الأمراض التي تنجم عن ضعف الرّئة، ومن أبرز علاماته كل من السعال المزمن، والشعور بالضيق في الصدر، ونقصان مستوى الأكسجين في الدم.
    • الانصمام الرئوي: ينشأ هذا المرض عن انسداد شريان واحد أو أكثر من الشّرايين الخاصة بالرئة، وهو من بين الأمراض الخطيرة التي تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا، وقد يرافقه أعراض أخرى، مثل التورّم في الساق، وألم الصدر، والسّعال.
    • فرط ضغط الدم الرئوي: يشير هذا المرض إلى ارتفاع ضغط الدّم في الشرايين الخاصة بالرّئة، وهو من الأمراض التي قد تؤدي إلى حصول فشل في القلب، وقد يصاحبه أعراض أخرى، مثل ألم الصّدر والتّعب الشديد.
    • الخانوق: ينجم هذا المرض التنفسي عن الإصابة بعدوى فيروسية ويؤدي إلى الإصابة بسعال يشبه النباح.
    • التهاب لسان المزمار: يؤدي هذا المرض إلى تورّم أو انتفاخ الأنسجة التي تغطي القصبة الهوائية، وهو من الأمراض المهددة للحياة التي تلزم تدخلًا طبيًا عاجلًا، وقد يرافقه أعراض أخرى، مثل الحمى، وتحول لون الجلد إلى اللون الأزرق، وبحة في الصوت.
  • أسباب قلبية: يوجد العديد من المشاكل القلبية التي قد تؤدي إلى ضيق التنفس في حال أصبح القلب غير قادرٍ على ضخّ الدّم المشبع بالأكسجين إلى باقي أنحاء الجسم، ومن بين هذه الأسباب كل مما يلي:
    • مرض الشريان التاجي: تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى تضيق الشرايين التي تغذي القلب، وتعدّ آلام الذّبحة الصدرية أكثر الأعراض شيوعًا عند الإصابة بهذا المرض.
    • الداء القلبي الخلقي: يعرف هذا المرض أيضًا بالتّشوهات القلبية الخلقية، وهو كما يظهر من اسمه يشير إلى حدوث مشاكل خلقية تتعلق ببنية ووظيفة القلب.
    • عدم انتظام ضربات القلب: يؤدي حصول عدم انتظام ضربات القلب إلى مرور نبضات القلب بفترات تصبح عندها سريعة وفترات أخرى تصبح عندها بطيئة، وغالبًا ما يحدث ذلك عند الأفراد الذين يعانون من مشاكل بالقلب.
    • فشل القلب الاحتقاني: يحدث هذا المرض عند ضعف عضلة القلب وعجزها عن ضخّ ما يكفي من الدّم إلى سائر أنحاء الجسم، وهذا قد يؤدي إلى حدوث ضيق في التّنفس، كما يمكن لمشاكل أخرى بالقلب، مثل النوبة القلبية ومشاكل الصّمامات القلبية أن تؤدي إلى حدوث ضيق في التنفس أيضًا.
  • أسباب بيئية: تشتمل أهمّ الأسباب البيئة المؤدية إلى حصول نوبات من ضيق التنفس على التالي:
    • الحساسية من الأتربة، أو الطين، أو التلوث الهوائي.
    • انسداد المسالك الهوائية بسبب انسداد الأنف أو بسبب وجود البلغم.
    • انخفاض مستوي الأكسجين بسبب الصعود إلى المرتفعات أو القمم العالية.
    • التعرض للتوتر أو القلق.
  • أسباب أخرى: تتضمّن قائمة الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث ضيق في النفس كلًا من الإصابة بفتق الحجاب الحاجز، والتّسمم بأول أكسيد الكربون، وانخفاض ضغط الدّم، ومرض السل، ومرض الساركويد، والخسارة المفاجئة للدم، وتكسر أضلاع القفص الصدري، والسمنة، والاختناق و فقر الدم ووجود ندب في الرئتين والتهاب الأنسجة المحيطة بالقلب.

أعراض الاختناق وضيق التنفس

من الممكن أن تتراوح مشكلة الاختناق وضيق التنفس ما بين مشكلة خفيفة الشدة إلى مزمنة، وعادةً ما تبدأ أعراض حالة ضيق التنفس الخفيفة خلال بضع دقائق إلى ساعات مع مصاحبتها لأعراض أخرى مثل؛ ظهور الطفح الجلدي، والمرور بحالة من الحمى والسعال، كما وتؤثر حالات الاختناق الشديدة على أنشطة الحياة اليومية مثل عدم القدرة على التنقل أو المشي من غرفة إلى أخرى أو الوقوف من وضعية الجلوس التي كان عليها الشخص، وقد يشعر الشخص بضيق في منطقة الصدر، أو حتى الحاجة للهواء من أجل التنفس، وعدم القدرة على التنفس بكفاءة، وقد تحفزّ وضعية الاستلقاء على الظهر حالات ضيق التنفس وتزيد العَرَض سوءًا،ويتوجب في هذه الحالة تلقي العناية الطبية الفوريةوقد يرافق ضيق التنفس ظهور عدة أعراض أخرى لدى المصاب، تتضمن ما يأتي:

  • صفير الصدر.
  • التنفس السريع والضحل.
  • خفقان القلب.
  • حدوث الاختناق أو الشعور به.

تشخيص الاختناق وضيق التنفس

يرافق ظهور ضيق النّفس ما يعرف بنقص التأكسد في الدم، أي انخفاض مستويات الأكسجين في الدّم، وهذا قد يؤدي إلى فقدان الوعي وغيرها من الأعراض، كما أنّ الحالات الخطيرة والمستمرة من ضيق التّنفس يمكنها أن تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة باعتلالات إدراكية مؤقتة أو دائمة، ويؤكّد الخبراء على أنّ شفاء ضيق التنفس يعتمد على السبب؛ ففي حال علاج السبب بصورة ناجعة كما هو الحال عند الإصابة بحالة خفيفة من الرّبو أو التهاب الرئة، فإنّ المشاكل التّنفسية ستختفي بصورة تلقائية، لكن في حال كان سبب ضيق التّنفس هو مشاكل تنفسية مزمنة، مثل الداء الرئوي المسد المزمن، فإنّ التّحسن سيكون محدودًا نوعًا ما، وتعد الإصابة بضيق التنفس من أهم الأسباب التي تستدعي مراجعة الطبيب لتشخيصها ومعالجتها، ففي البداية يوجّه الطبيب عدة أسئلة للمصاب، كحدوث ضيق التنفس عند الراحة أو عند أداء نشاط بدني، كذلك حدوثه فجأةً أو تدريجيًا، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار وجود عوامل الخطر، كالتدخين. وتوجد عدة فحوصات يمكن اللجوء إليها لمعرفة سبب حدوث ضيق التنفس، من أهمّها ما يأتي:

  • فحص الدم: وذلك لتحديد إذا ما كان ضيق التنفس ناجمًا عن الإصابة بمرض التهابي أو عدوى.
  • قياس التنفس: لقياس كمية الأكسجين المستنشَقَة ودخولها إلى الرئتين.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: إذ تستخدم للكشف عن الإصابة بأمراض الرئتين.
  • تخْطِيط كهربائية القلب: وذلك للتأكد إن كان ضيق التنفس ناجمًا عن الإصابة بأحد أمراض القلب.
  • قياس غازات الدم الشرياني: الذي يقيس كمية الأكسجين في الدم، والتي تدل على الإصابة بضيق التنفس في حال انخفاضها.
  • اختبار وظائف الرئة: إذ يساهم في قياس كمية الأكسجين المستنشَقة ثم خروجها ومدى سرعتها؛ بهدف تقييم قدرات التنفس لدى المصاب.
  • اختبار تمارين القلب: لتقييم وظائف القلب والرئتين بالتفصيل.
  • اختبار إجهاد القلب: لتقييم تنفس المصاب عند زيادة الحاجة إلى الأكسجين.
  • تخطيط صدى القلب: الذي يستخدم في حال كان تخطيط كهربائية القلب يشير إلى الإصابة بأحد أمراض القلب.

علاج الاختناق وضيق التنفس

تتعدد الخيارات العلاجية المتاحة التي يمكن استخدامها في علاج ضيق التنفس، ويجري اختيار المناسب منها بناءً على المسبب الأساسي للحالة، وفي ما يأتي توضيح لذلك:

  • إعادة تأهيل القلب: تعد أمراض القلب من الأسباب المؤية إلى حدوث ضيق في التنفس، كالفشل القلبي الذي يتضمن عجز القلب عن ضخ كمية كافية من الدم المؤكسد في الجسم، مما يستلزم إعادة تأهيل القلب، ويمكن ذلك في الحالات الشديدة من خلال استخدام مضخة صناعية تحل محل القلب الضعيف وتساعد على ضخ الدم بصورة طبيعيّة.
  • إعادة التأهيل الرئوي: التي تتضمن ممارسة تمارين التنفس وتعلم التقنيات الخاصة به، وتقوية العضلات؛ وذلك بهدف التخلص من أمراض الرئتين والتقليل من الأعراض المصاحبة له أثناء الحركة.
  • العلاج بالأكسجين: قد يترتب على الإصابة بضيق التنفس انخفاض في مستوى الأكسجين في الدم، مما يستلزم تقديم العلاج بالأكسجين لتسهيل التنفس لدى المصاب.
  • العلاج الدوائي: ذلك لمعالجة الأمراض المسببة لضيق التنفس؛ لدورها في التقليل من السوائل المتراكمة على القلب والرئتين، أو التغلب على تورم المجاري التنفسية، بالإضافة إلى فعالية بعض الأدوية في زيادة الشعور بالاسترخاء والتخفيف من القلق والتوتر.

علاجات منزلية للاختناق وضيق التنفس

لا تعد مشكلة ضيق التنفس حالة طبية طارئة في حال معرفة الشخص لسبب حدوثها، وتوجد العديد من الحلول والطرق المنزلية التي من الممكن للشخص تجربتها من أجل التخلص من هذه المشكلة، ومن هذه الحلول نذكر ما يلي:

  • التنفس بصرّ الشفاه: وهي من تمارين التنفس التي يمكن من خلالها تخفيف مشكلة ضيق التنفس والشعور بالاختناق عن طريق صرّ الشفاه لبعضها البعض، ويساعد هذا التمرين في حلّ المشكلة عن طريق تقليل عدم القدرة على التنفس من خلال تقليل سرعة تنفس الشخص، وعادةً ما تكون هذه التمارين مفيدة في حال التخلص من مشكلة ضيق التنفس الناجمة عن الشعور بالقلق أو التوتر.
  • استخدام مروحة هوائية: قد يقل شعور ضيق التنفس والاختناق في حال استخدام مروحة هوائية وتقريبها من منطقة الأنف والوجه؛ لما للهواء المتحرِّك من دور في إعطاء مجال أكبر لسهولة التنفس، وهي من الطرق الفعّالة من أجل تقليل مشاكل التنفس، وذلك عن طريق استخدام المراوح التي من الممكن استخدامها يدويًا.
  • شرب القهوة السوداء: يقلل الكافيين الموجود داخل القهوة من تعب العضلات الموجودة داخل المجاري التنفسي، ويفيد شرب القهوة السوداء في تقليل أعراض ضيق التنفس في هذه الحالة، إذ إن له مفعولًا إيجابيًا رغم بساطته في تحسين المجاري التنفسية لدى مرضى الربو، ويعد شرب القهوة في هذه الحالة من الخيارات البسيطة للتخفيف من حدة المشكلة، ولكن يجب الحذر من عدم الإكثار من شرب القهوة تجنبًا لتأثيرها الضار على ارتفاع معدل ضربات القلب، مع ضرورة مراقبة كمية الكافيين المستهلَكة يوميًا في حال استخدام هذه الطريقة من أجل مشكلة الاختناق.
  • ممارسة الرياضة والنظام الغذائي: لأن السمنة من أسباب حدوث ضيق التنفس فإن ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي من شأنه أن يساهم في تقليل الوزن، بالتالي التغلب على مشكلة ضيق التنفس.

قد يُهِمُّكَ

يجب الأخذ بعين الاعتبار في حال كنت تعاني من ضيق بالنفس مايلي:

  • إن كان ضيق التنفس ناجمًا عن الإصابة بأمراض القلب أو أمراض الرئة ينبغي الالتزام بالعلاج الخاص به وعدم إهماله.
  • ضرورة التوقف عن التدخين؛ لاعتباره المحفز للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، لذلك يساعد التوقف عن التدخين على إبطاء تفاقم المرض ومنع حدوث العديد من المضاعفات.
  • تجنب التعرض لمحفزات التحسس ومسبباته، كالغبار، والملوثات، والأبخرة الكيميائية، والتدخين السلبي.
  • التأكد من صلاحية الأجهزة المستخدمة عند الإصابة بضيق التنفس وإمكانية عملها بطريقة صحيحة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ وذلك لمساهمتها في الحفاظ على لياقة الجسم وزيادة قدرته على التحمل، بالإضافة إلى فعاليتها في إنقاص الوزن إذا كان المصاب يعاني من السمنة، بالتالي التقليل من الإصابة بضيق التنفس.
  • الحذر عند السفر إلى المناطق المرتفعة.
  • ممارسة النشاطات اليومية ضمن مستوى الحرارة الطبيعي؛ إذ يؤدي الارتفاع الشديد في درجات الحرارة أو انخفاضها الشديد بالإضافة إلى الرطوبة إلى تفاقم أمراض الرئة المزمنة.
السابق
تأثير الرطوبة على صحة الإنسان
التالي
ما هي أسباب السعال

اترك تعليقاً