الامارات

أسباب الشعور بالخوف

أسباب الشعور بالخوف

الخوف

يعرف الخوف بأنه رد فعل مفرط وغير عقلاني عند الشعور بالرعب من الأشياء أو المواقف التي لا تشكل خطرًا حقيقيًا يذكر ولكنها تثير القلق، وقد يشعر فيه المصاب بالرهبة أو الذعر عند مواجهة مصدر الخوف، إذ يمكن أن يكون الخوف من مكان أو موقف أو شيء معين، على عكس اضطرابات القلق العامة، وعادة ما يرتبط الرهاب بشيء معين، كما يمكن أن يتراوح تأثير الخوف من الإزعاج إلى الإعاقة الشديدة، وغالبًا ما يدرك الأشخاص المصابون بالرهاب الخوف غير العقلاني، لكن مع العجز عن فعل أي شيء حيال ذلك.

كما يمكن أن تدوم حالات الرهاب طويلًا وتتسبب في ردود فعل جسدية ونفسية شديدة، ويمكن أن تؤثر على القدرة على العمل الطبيعي في العمل أو في المدرسة أو في الأماكن الاجتماعية، وعلى الرغم من كون عدم الحاجة لعلاج الخوف في بعض الحالات، إلا أنه يوجد العديد من العلاجات المتاحة التي يمكن أن تساعد على التغلب على المخاوف دائمًا.

أسباب الشعور بالخوف

يتراوح أثر حالة الخوف النفسي من شعور مزعج لحالة عدم القدرة على الإنتاج، أو ممارسة أنشطة الحياة اليومية، ويعاني الكثير من الأشخاص من هذه الحالة النفسية السلبية، ولا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من حالات خوف نفسية، أو أنواع رُهاب معينة أن يدركوا بأن هذه المخاوف الزائدة عن الحدّ المسموح به غير منطقية في الوضع الطبيعي، وقد يرافق مشكلة الخوف النفسي حالة من الهلع، أو الذعر عند حدوث الموقف، أو وجود الأمور التي تسبب الخوف بالقرب من الشخص، وما يميز الخوف النفسي عن اضطرابات القلق هو ارتباطها بأسباب معينة، وعدم حدوثها في أي وقت عدا وجود مصدر الخوف الذي يتسبب بهذه الحالة، ومواجهة الشخص له، ومن الممكن أن يكون الخوف مُوجّه لموقف، أو مكان معين، أو أمر مادي.

وغالبًا ما تبدأ حالات الخوف النفسي في بداية الطفولة، أو خلال سنوات المراهقة، أو في بداية مرحلة البلوغ، ونادرًا ما تبدأ مثل هذه الحالة لدى الأشخاص بعد عمر الثلاثين، وقد تتسبّب العديد من الأسباب بهذه المشكلة، إذ قد يسهم وجود هذه المشكلة عند أحد الأبوين، أو كليهما، أو أحد أفراد العائلة بحدوثها عند الطفل، وتعلمه لها ممن حوله، أو قد تؤدي المواقف المُقلِقة، أو المواقف المُرعِبة بذلك، ومن حالات الخوف النفسي ما تكون معقدةً، ويعتقد العلماء بأن حالات الخوف النفسية تنتج نتيجة تفاعل أكثر من عامل مثل تجارب الحياة، والتركيبة الجينية، وكيمياء الدماغ، ولكن ما زال هذا المجال بحاجة لتأكيد أسباب تطور مثل هذه الحالات كاضطراب القلق الاجتماعي، أو الرهاب، وقد تحاكي هذه المخاوف عادات لدى الإنسان البدائي، إذ كانت مخاوفهم في ذلك الوقت تعاملهم مع أشخاص غرباء، ووجودهم في ساحات مكشوفة.

ومن حالات الخوف النفسي ما تكون محددةً، وتحدث في عمر مبكّر، وعادةً ما تنتج عن تعرّض الشخص لوجود مثل هذا النوع من الخوف لدى أحد أفراد العائلة، وغالبًا ما تحدث بين عمر الرابعة، والثامنة، فعلى سبيل المثال؛ غالبًا ما ينجم عن حالة معاناة الأم من رهاب العناكب وجود مثل هذا النوع من الخوف النفسي لدى الطفل أيضًا، وقد ينجم أيضًا عن تعرّض الطفل لحالة صدمة مبكّرة، فمثلًا؛ يتسبب مرور الطفل بتجربة نفسية سيئة في حالة احتجز في مكان مغلق بتشكّل رهاب من الأماكن المُغلَقة لديه مع مرور الوقت.

ويعود السبب لحدوث مشاكل الخوف النفسي لطريقة عمل الدماغ أثناء المرور بهذه الحالة النفسية، إذ تعمل مناطق معينة في الدماغ على تسجيل، واسترجاع المواقف المرعبة التي يمر بها الإنسان في فترة ما من حياته، واسترجاع الدماغ لتلك الذكريات، والمشاعر المُقلِقة عند المرور بمواقف مشابهة لها فيما بعد، وقد وجد الباحثون أن مشكلة الخوف النفسي مرتبطة بمنطقة ما في الدماغ تقع خلف الغدة النخامية، إذ تحفز إنتاج هرمونات القلق كثيرًا عند المرور بمثل هذه المواقف المقلقة، والموترة للشخص باستمرار، ولأكثر من مرة في حياته.

أنواع الخوف

تصنف الجمعية الأمريكية للطب النفسي الخوف إلى ثلاثة أنواع مختلفة، ومنها:

  • الرهاب الاجتماعي: الذي ينطوي على الخوف من المواقف الاجتماعية، مثل: الخوف الشديد والمتغلغل من المواقف الاجتماعية، ففي بعض الحالات قد يركز هذا الخوف على نوع معين من المواقف الاجتماعية مثل الحديث مع الآخرين، وفي حالات أخرى قد يخشى الناس من أداء أي مهمة أمام الآخرين خوفًا من التعرض للإحراج علنًا بطريقة ما.
  • الخوف من الأماكن المغلقة: وينطوي على الخوف من أن يعلق الشخص بمكان أو موقف لا يمكن الخروج منه، ونتيجة لذلك قد يبدأ الشخص المصاب بالرهاب في تجنب مثل هذه الحالات، كما يمكن أن يصبح هذا الخوف متغلغلًا وشديدًا لدرجة أن الفرد يخشى مغادرة منزله.
  • الرهاب المحدد: الذي ينطوي على الخوف من كائن معين، مثل: الثعابين أو الفراشات والعث، إذ يندرج مثل هذا الخوف عادةً في واحدة من أربع فئات مختلفة، وهي الظرفية، والحيوانات، والطبية، أو البيئية، وتشمل بعض الأمثلة الشائعة على الأشياء المسببة للخوف؛ العناكب، والكلاب، والإبر، والكوارث الطبيعية، والارتفاعات، والطيران.

ومن الأمثلة الأخرى على الأنواع الرئيسية الأربعة من الرهاب ما يأتي:

  • البيئة الطبيعية: الخوف من البرق، أو الماء، أو العواصف، أو الأعاصير، أو الانهيارات الطينية.
  • الحيوان: الخوف من الثعابين، أو القوارض، أو القطط، أو الطيور.
  • الطبية: الخوف من رؤية الدم أو زيارة الطبيب.
  • الحالة: الخوف من الجسور، أو مغادرة المنزل، أو القيادة.

أعراض الشعور بالخوف

تعد نوبة الهلع من أكثر أعراض الخوف شيوعًا وتعطيلًا، وتشمل أعراض نوبة الهلع ما يأتي:[١]

  • سرعة وخفقان دقات القلب.
  • ضيق في التنفس.
  • السرعة في الكلام أو عدم القدرة على الكلام.
  • جفاف الفم.
  • اضطراب المعدة.
  • الغثيان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتجاف أو رعشة.
  • ألم أو ضيق في الصدر.
  • الإحساس بالاختناق.
  • الدوخة أو الدوار.
  • التعرق الشديد.
  • الشعور بالتعب والضعف الشديد.

علاج الشعور بالخوف

يمكن علاج الشعور الخوف وقد يساعد إدراك المصاب للمشكلة على التشخيص كثيرًا، والتحدث إلى طبيب نفسي خطوة أولى مفيدة في علاج الخوف الذي شُخص بالفعل، إذ وجد بعض الأشخاص أن تجنب مصدر الخوف ببساطة يساعد على البقاء تحت السيطرة ما لم يتسبب في حدوث مشاكل خطيرة، وفي حال عدم التمكن من تجنب محفزات الخوف، يمكن أن يكون التحدث إلى أخصائي الصحة النفسية الخطوة الأولى للشفاء، إذ لا يوجد علاج واحد يصلح لكل شخص مصاب بالرهاب أو الخوف، لذا يجب أن يكون العلاج مخصصًا للفرد، وقد يوصي الطبيب النفسي بالعلاج السلوكي أو الأدوية أو مزيج من الاثنين، إذ يهدف العلاج إلى الحد من أعراض الخوف والقلق ومساعدة الناس على السيطرة على ردود الأفعال تجاه الخوف، ومن العلاجات المتاحة نذكر الآتي:

العلاج بالأدوية

من الأدوية الفعالة لعلاج الخوف ما يأتي:

  • حاصرات بيتا: يمكن أن تساعد في تقليل العلامات الجسدية للقلق التي يمكن أن يصاحب الخوف، وقد يسبب مجموعة من الآثار الجانبية، مثل: اضطراب في المعدة، والتعب، والأرق، وبرودة الأصابع.
  • مضادات الاكتئاب: توصف عادةً مثبطات امتصاص السيروتونين للأشخاص الذين يعانون من الرهاب، وهي تؤثر على مستويات السيروتونين في الدماغ، مما يمكن أن يؤدي إلى تحسين المزاج، لكنها قد تسبب في البداية الغثيان، ومشاكل النوم، والصداع، وفي حال عدم فعاليتها، فقد يصف الطبيب مثبط أوكسيديز أحادي الأمين لمرض الرهاب الاجتماعي، وقد يسبب آثارًا جانبية في البداية، مثل: الدوخة، واضطراب في المعدة، وعدم الراحة، والصداع، والأرق، كما يمكن أن يساعد تناول مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل: كلوميبرامين، أو الأنافرانيل، على تخفيف أعراض الخوف، ويمكن أن يسبب الآثار الجانبية الأولية التالية: النعاس، وعدم وضوح الرؤية، والإمساك، وصعوبات التبول، وعدم انتظام ضربات القلب، وجفاف الفم، والارتجاف.
  • المهدئات: البنزوديازيبينات مثال على المهدئ الذي يمكن وصفه لمرض الخوف، وقد تساعد في تقليل أعراض القلق، إذ لا ينبغي أن تعطى للأشخاص الذين لديهم تاريخ من إدمان الكحول.

العلاج السلوكي

يوجد عدد من الخيارات العلاجية لعلاج الخوف:

  • علاج الحساسية أو علاج التعرض: يمكن أن يساعد هذا الأشخاص الذين يعانون من الرهاب على تغيير الاستجابة لمصدر الخوف، وذلك بالتعرض التدريجي لسبب الرهاب.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يساعد الطبيب أو المعالج أو المستشار الشخص المصاب برهاب في تعلم طرق مختلفة لفهم رد الفعل ومصدره، مما يمكن أن يجعل التعامل أسهل، والأهم من ذلك، يمكن تعليم الشخص الذي يعاني من الرهاب في التحكم في المشاعر والأفكار.
السابق
ماهي اعراض وسواس الموت
التالي
التخلص من الوسواس القهري الجنسي

اترك تعليقاً