الامارات

ماهي اعراض وسواس الموت

ماهي اعراض وسواس الموت

وسواس الموت

يُعدّ الخوف من الموت جزءًا من المكوّن الوجودي للبشر كافة بمُختلف أطيافهم وخلفياتهم المجتمعية؛ فالموت هو النهاية الحتمية التي ليس بالمقدور مقاومتها أو تغييرها، وكثيرًا ما يسود الخلط بين الخوف من الموت وبين الخوف من عملية أو طريقة الموت، لكنّ الأمرين في النهاية مرتبطان ببعضهما ومن الصعب أحيانًا التفرقة بينهما، ويرى الباحثون أنّ إصابة الفرد بوسواس أو رهاب الموت الشديد تتوقف على عوامل عديدة، منها: درجة التدين، والجنس، والحالة النفسية، والعمر[١]، كما يرون أنّ مشكلة الخوف الشديد من الموت تنتشر كثيرًا عند الأفراد الذين يفتقدون بعض الأمور على الصعيد الشخصي؛ كالثقة العالية بالنفس، أو الوازع الديني، أو الصحة الجيدة، كما تسود مشكلة الخوف من الموت عند الأفراد الذين هم بحاجة أكثر لحنان العائلة والأصدقاء، ومما لا شك فيه أنّ الشعور بالقلق أو الاكتئاب له أثرٌ كبير أيضًا على تطور المعاناة من الخوف من الموت، وكثيرًا ما تظهر هذه المشكلة عند الأفراد الذين شخّصوا بالإصابة بمرض السرطان.

أعراض وسواس الموت

لا يُصنّف الأطباء وسواس الموت كمرض منفصل بحد ذاته، وإنّما كنوعٍ خاص من أنواع الرهاب أو الخوف المرضي، ولقد اتفقت المرجعيات العلمية على إلحاق مشكلات الرهاب باضطرابات القلق النفسية، وهذا جعل الخبراء يتفقون على اعتبار وسواس الموت رهابًا في حال ظهرت أعراضه في كل مرة يفكر بها الفرد بالموت، أو عند استمرار معاناة الفرد منه لأكثر من 6 أشهر، أو في حال انعكست أعراضه سلبًا على الحياة اليومية للفرد، وعادةً ما تشتمل أعراضه على ما يلي[٣]:

  • التعرض لنوبات من الهلع التي يُصاحبها دوار، واحمرار للوجه، وتعرق، وتسارع أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • تجنب الفرد للمواقف أو المناسبات التي تذكره بالموت أو تدفعه إلى التفكير فيه.
  • الخوف أو القلق المفاجئ عند التفكير بالموت أو بطريقة الموت.
  • الشعور بالمرض أو الإعياء عند التفكير بالموت.
  • الشعور العام بالاكتئاب والقلق.

ويشير خبراء آخرون إلى معاناة الأفراد المصابين بوسواس الموت أحيانًا من الحساسية اتجاه درجة الحرارة الباردة أو الساخنة، كما أنّ البعض منهم قد يمرّ بفتراتٍ من التقلبات العاطفية التي تجعلهم يتجنبون الأصدقاء والعائلة لفترة زمنية طويلة نسبيًّا، وهذا قد يُصاحبه شعورٌ بالغضب، أو الحزن، أو الذنب.

الفرق بين وسواس الموت ورهاب الميت

يخلط كثيرون بين أعراض رهاب أو وسواس الموت وبين أعراض رهاب الميت، وفي الحقيقة فإنّ رهاب الميت يشير بالتحديد إلى الخوف الشديد وغير المنطقي عند رؤية أي شيء ميت، بما في ذلك جثث البشر، أو الحيوانات، أو أي من الأجزاء المتبقية من الميت أو المرتبطة ذهنيًّا بالموت، مثل: الأكفان، أو التوابيت، أو المقابر، أو الجنائز، أو شواهد القبور، بينما يشير رهاب أو وسواس الموت إلى الخوف الشديد من الموت نفسه.

علاج وسواس الموت

تهدف علاجات وسواس الموت إلى تقليل حدة القلق والخوف الذي يشعر به المصاب عبر اتّباع أساليب متنوعة، منها:

  • العلاج بالكلام: يتيح هذا العلاج للمريض فرصة مشاركة أفكاره مع مختصّي العلاجات النفسية من أجل الوصول إلى طرق مناسبة للتأقلم مع هذه الأفكار.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا العلاج إلى تغيير نمط تفكير المريض وجعل التفكير بالموت أمرًا طبيعيًّا أو أكثر سهولةً.
  • الأدوية: يصف الطبيب الأدوية لتقليل الشعور بالقلق والهلع المصاحبين لوسواس الموت، ولا تُعدّ الأدوية حلًّا بعيد المدى وإنّما حلًّا قصير المدى.

وفي النهاية يجب التنبيه إلى شيوع ارتباط الخوف من الموت بنوعية المعتقدات الدينية التي يؤمن بها الأفراد؛ فالبعض يظنون أنّهم يعلمون ما ينتظرهم بعد الموت، لكن قد تساورهم أحيانًا شكوكٌ حول احتمالية أن يكونوا على خطأ فيما ظنوا به من قبل، خاصةً في حال كانوا يؤمنون أصلًا بأنّ الطريق للخلاص والجنة هو صعبٌ للغاية، أو أنّ أقل خطيئة ستلقي بهم إلى جحيم أبدي، وهذا يعني أنّه في حال كان رهاب أو وسواس الموات ناجمًا عن المعتقدات الدينية فإنّ العلاجات النفسية لن تكون فعالةً بقدر الاستشارات الدينية التي يُمكن للفرد تصديقها في حال كانت صادرةً عن مرجعية دينية يعتقد هو أنّها صحيحة.

السابق
ماهو علاج الحالة النفسية
التالي
أسباب الشعور بالخوف

اترك تعليقاً