الامارات

أضرار الغضب على الجسم

أضرار الغضب على الجسم

الغضب

قد تشعر بمشاعر الغضب خلال العديد من الأوقات في حياتك، وقد تعدّ حالات الغضب التي لا يمكنك التحكم بها من العوامل السلبية المُتسبِّبة بالضرر لصحة جسدك، وبالرغم من ذلك فإن مشاعر الغضب هي مشاعر طبيعية الحدوث وصحية في الوضع الطبيعي لها، وقد تكون هذه المشاعر نتاجًا لتجارب معينة أدت لتكوّنها داخلك، أو بسبب وجود حالة صحية تؤثر على الجانب العاطفي لديك، وقد تظهر كعرض جانبي لوجودها الأمر الذي يتطلب العلاج الطبي المناسب للحالات الطبية هذه من أجل التخلص من الشعور بالغضب، وقد يؤدي تناولك لبعض الأدوية الطبية من مجموعة البينزوديازبينات التي تُستخدَم لعلاج العديد من الحالات الطبية مثل اضطرابات الهلع، وحالات القلق، واضطرابات الوسواس القهري، بالإضافة إلى استخدامها في علاج حالات الأرق لتشكّل مشاعر الغضب في حالات نادرة منها، والتي تزداد احتمالية حدوثها لدى من يعاني بالأصل من شخصية عدوانية.

أضرار الغضب على الجسم

تتغير العديد من المؤشرات الحيوية داخل الجسم أثناء مرورك بحالة من الغضب، إذ تؤثر هذه المشاعر بصورة مختلفة عليها، ومن هذه التغيرات التي يمكن حدوثها؛ زيادة التوتر الشرياني، وازدياد معدل ضربات القلب، إضافةً إلى زيادة إنتاج الجسم لهرمون التستوستيرون، كما يمكن أن يقل مستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن القلق، وتنتج كذلك تغيرات عدّة في الجهاز العصبي الودّي الذي يتحكّم باستجابة الجهاز القلبي الوعائي لأي تحديثات، بالإضافة إلى تنظيمه لعمل نظام الغدد الصماء، وقد تحدث العديد من التغيرات في النشاط العقلي لدماغك، وخاصةً في كل من منطقتي الفص الصدغي والجبهي من الدماغ، وقد أجرى العلماء والباحثون دراسة علمية بما يخص موضوع الغضب وتأثيره على الجسم تضمنت ثلاثين رجلًا، وقد أظهرت هذه الدراسة نتائج بتأثر الحالة المزاجية وميولها للسلبية، مع زيادة في معدل نبض القلب، ومستوى التستوستيرون، وانخفاض الكورتيزول كذلك.

ويتسبب الشعور بالغضب بالعديد من الأضرار الجسدية الأخرى التي يمرّ بها الجسم أثناء الإحساس بهذه المشاعر، ومن هذه الأضرار ما يلي:

  • إضعاف جهاز المناعة: فقد تزداد احتمالية إصابتك بالأمراض وسوء حالتك الصحية عندما تأخذ مشاعر الغضب جزءًا أساسيًا من نمط حياتك، إذ إن مشاعر الغضب المتكررة تضعف عمل جهاز المناعة داخل الجسم، والذي يعدّ المسؤول عن حماية الجسم من الإصابة بالأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى إصابتك بالأمراض بنسبة أعلى مما عليه سابقًا، وذلك تبعًا لدراسة علمية أُجريَت في جامعة هارفرد، ونتج عنها ظهور انخفاض واضح في الأجسام المضادة للغلوبيولين المناعي أ، وهي الأجسام المسؤولة عن تشكيل خط دفاع لحماية الجسم من الإصابة بالعدوى.
  • ارتباط الغضب بحدوث الاكتئاب: يمكن أن يمر الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بمشاعر خفية من الغضب في دواخلهم دونما اتخاذ أي إجراء يدل على وجودها مثل إظهارها أو التحدث عنها، إذ إنه يوجد رابط ما بين شعور الغضب ومشكلة الاكتئاب وخاصةً لدى الرجال، ويُوصَى هؤلاء الأشخاص بإبقاء أنفسهم مشغولين والتوقف عن التفكير بأي مشاعر سلبية أو ناجمة عن غضب بداخلهم.
  • زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية: يرتفع خطر الإصابة بسكتة دماغية لما نسبته ثلاثة أضعاف أكثر من الوضع الطبيعي عند اختبارك لمشاعر الغضب باستمرار، وذلك إما عن طريق تشكل تخثر في الدم داخل الدماغ أو نزيف خلال مدة ساعتين من نوبة الغضب والعصبية، وزيادة خطر تمزق الأوعية الدموية المتمددة لدى بعض الأشخاص بنسبة ست مرات بعد حالة الغضب مما هي عليه لدى أي شخص آخر، ويشار إلى وجود طرق للتحكم بشعور الغضب عن طريق معرفة المُحفِّز الرئيسيي له، وإيجاد طريقة لمعرفة كيفية تغيير الشخص لردة فعله العشوائية الغاضبة.
  • زيادة مشكلة القلق سوءًا: يتصل كل من الغضب والقلق ببعضهما؛ إذ إن الغضب من شأنه زيادة حدة الأعراض الناجمة عن اضطراب القلق العام، والذي يتمثل بشعور بالقلق غير مُتحكَّم به وزائد عن الحد الطبيعي الذي يتعارض مع الحياة اليومية التي يمارسها الشخص.
  • الإصابة بمشاكل القلب: يؤثر الغضب سلبًا على صحة القلب، كما تزداد فرص الإصابة بالنوبة القلبية بمقدار الضعف تقريبًا خلال الساعتين اللتين تليان نوبة الغضب، وللأسف فإن كبت الغضب يؤدي أيضًا إلى مشاكل القلب وفقًا للباحثين.
  • تضرر الرئة: قد لا يكون الفرد الغاضب مدخنًا في الأصل، لكن مستوى الغضب والعدائية التي يشعر بها ستؤثر سلبًا على صحة الرئتين لديه بالتأكيد، وقد حاول علماء من جامعة هارفارد فحص صحة الرئة عند الأفراد الذين يمرون بنوبات من الغضب والعدائية، وكانت النتيجة هي الكشف عن وجود انخفاض كبير في قدرات الرئتين لدى هؤلاء الرجال، وهذا بالطبع يجعلهم عرضة أكثر للإصابة بالمشاكل التنفسية.
  • قِصر العمر: يتحدث الكثير من الباحثين عن وجود علاقة بين الشعور بالسعادة وبين العيش لفترات طويلة، وعلى العكس من ذلك فإن الشعور بالغضب والتوتر يُمكن أن يؤدي إلى قِصر العمر، ويُمكن إثبات هذا الأمر عبر الرجوع إلى إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة ميشيغان على فترة امتدت ل 17 سنة، وقد توصلت الدراسة إلى أن كبت الغضب قد ساهم فعلًا في قِصر عمر الأزواج، بعكس الأزواج الذين كانوا يعبرون عن غضبهم.

أسباب الغضب وأعراضه

قد ينتج شعور الغضب داخل الجسم نتيجة عدة أسباب ومؤثرات تؤدي لتشكل هذه المشاعر، وتعدّ تجربة الغضب لدى كل شخص مختلفة عن ما هي عليه لدى الآخرين، إذ إنه من الممكن أن تُحفِّز مواقف وأفعال معينة شعور الغضب عند شخص دون تأثيرها على شخص آخر أو تفاعله بسلبية معها، ومن المواقف التي من المُحتَمل أن تؤدي إلى تكوّن مشاعر الغضب داخل الإنسان هي التقليل من احترامه، أو تعرّض الشخص للخداع، أو تعرّضه للهجوم أو الاعتداء، أو المرور بشعور من الإحباط أو العجز، بالإضافة إلى احتمالية تأثير معاملة الشخص بصورة غير عادلة على مشاعره مؤدية إلى شعوره بالغضب.

كما تلعب مشاعر الغضب دورًا مهمًا عند شعور الشخص بالحزن على فقدانه لفرد من أفراد العائلة، أو أعز أصدقائه، أو وفاة شخص عزيز عليه، وتوجد ظروف أخرى قد تحفز مشاعر مختلفة داخل الشخص مؤدية بشكل ما إلى شعوره بالغضب، ومن هذه المواقف ما يلي:

  • مشاكل شخصية تدفع الشخص للتفكير كثيرًا والقلق حيال سير الأمور في حياته.
  • مشاكل يمر بها الشخص من قبل الأشخاص ممن حوله، مثل العمال أو الأصدقاء أو الشركاء أو أفراد العائلة وغيرهم.
  • ذكريات لأحداث مؤلمة أو غاضبة مرّ بها الشخص سابقًا.
  • أحداث حياتية مثيرة للإحباط مثل أن يعلق الشخص في زحمة المرور، أو تُلغى رحلة طيران له.
  • ظروف بيئية مثل درجات حرارة غير مناسبة.
  • ألم جسدي أو نفسي.
  • شعور الشخص بالإهانة نتيجة الشتم، أو النقد، أو الرفض.
  • الإحساس بعدم قدرة الشخص على الوصول إلى أهدافه.

وتوجد العديد من الأعراض التي يؤثر بها شعور الغضب على الجسم مثل؛ تشنج العضلات، وضعف في الساقين، والشعور بالدوخة أو الدوار، كما يزداد معدل التعرق في الجسم، ويشعر الشخص بالحر، إضافةً إلى زيادة معدل نبضات القلب، والشعور بضيق الصدر، كما يسهل غضب الشخص وخروجه من حالة الهدوء النفسي، مع شعوره بالحزن أو الاكتئاب، والشعور بالذنب.

التعامل مع الغضب

يوصي الباحثون بضرورة التعامل بحكمة مع الغضب وتجنب تجاهله أو كبته؛ وذلك لأن الغضب يزود الفرد بالكثير من المعلومات المتعلقة باحتياجاته وما يريد فعله وما لايريد فعله، كما تساهم حالات السيطرة على الغضب في معرفة ما هي الخطوة الواجب فعلها للتخلص من مسبباته، ويُمكن التعامل مع الغضب عبر اتباع بعض الأمور البسيطة، مثل:

  • تهدئة النفس وعدم إظهار ردة فعل سريعة للغضب؛ سواء بالكلمات أو بالأفعال الدالة على الغضب.
  • تحديد سبب الغضب الحقيقي؛ فالكثيرون يغضبون لأسباب دفينة وليس لأسباب ظاهرة.
  • الاستعانة بأساليب تخفيف التوتر واستشارة الأصدقاء أو المعالجين النفسيين عند الضرورة.
السابق
حالات شفيت من السرطان بعد انتشاره
التالي
ما أسباب فقدان الشهية

اترك تعليقاً