الامارات

أنواع مرض السكري

أنواع مرض السكري

مرض السكري

يُعرف مرض السكري بكونه مرضًا مزمنًا، وهو يرتبط بالمستويات المفرطة للسكر في الدم، وغالبًا ما ينجم عن نقص أو انعدام إفراز هرمون الإنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس، وقد عُرف مرض السكري كمرض مرتبط بالبول السكري وفقدان القدرة العضلية خلال العصور القديمة، وهذا يُعزى إلى حقيقة كون ارتفاع سكر الدم يؤدي إلى طرح الغلوكوز في البول وجعله سكريًا، وفي الحقيقة، فإن لمرض السكري عدة أنواع تصيب الأفراد بمختلف الأعمار، ويشير البعض إلى إصابة ما يقرب من 30.3 مليون فرد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بمرض السكري، أي 9.4% من مجموع السكان، بينما يُقدر آخرون أن 84.1 مليون فرد لديه نوع من السكري يُدعى بما قبل السكري دون علمهم بذلك، وتضع الوفيات الناجمة عن مرض السكري هذا المرض في المرتبة السابعة كأكبر مسبب للوفيات في الولايات المتحدة، وربما في العالم، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2030.

أنواع مرض السكري

تختلف أنواع مرض السكري من ناحية الطبيعة وطرق العلاج وتتضمن أبرز هذه الأنواع كلًا مما يلي:

  • سكري النوع الأول: دأب العلماء على إطلاق أسماء أخرى لهذا النوع، منها السكري المعتمد على الإنسولين وسكري اليافعين، ويُعد هذا النوع ذا علاقة بالمناعة الذاتية للجسم؛ إذ يهاجم عنده الجسمُ البنكرياس باستعمال الأجسام المضادة التي من المفروض أن تهاجم الأجسام الغريبة، مما يؤدي إلى ضرر في خلايا بيتا في البنكرياس المنتجة للإنسولين، ويرى الخبراء أن هذا النوع قد ينجم عن أسباب وراثية أو عن عيب بخلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الإنسولين في الأوضاع الطبيعية، وغالبًا ما يشتمل علاج هذا النوع من السكري على إعطاء الإنسولين للمصاب عبر حقنه بالأنسجة الدهنية من الجسم باستخدام الإبر الطبية أو مضخات الإنسولين، كما سيكون من الواجب على مريض سكري النوع الثاني أن يتبع تغيرات صحية تمس نمط الحياة، مثل الخضوع إلى فحص دوري لمستويات السكر في الدم، والالتزام بخطة غذائية مناسبة للجسم، وممارسة التمارين الرياضية اليومية، أما في حال إهمال علاج هذا النوع، فإن هنالك العديد من الأخطار الطبية المحتمل ظهورها، أغلبها ناشئ من الضرر الذي يسببه ارتفاع مستوى السكر على الأوعية الدموية المغذية للعينين، والكليتين، والأعصاب، كما تزيد كذلك خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • سكري النوع الثاني: يُعد هذا النوع أكثر أنواع السكري انتشارًا؛ فهو مسؤول عن إصابة 95% من البالغين، ويشير الخبراء إلى أن 26 مليون فرد مشخصين به في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ولقد سُمي هذا النوع بأسماء أخرى أيضًا، مثل السكري غير المعتمد على الإنسولين أو السكري البادئ للبالغين، لكن المرض أصبح منتشرًا أيضًا بين المراهقين واليافعين أيضًا مع انتشار السمنة وزيادة الوزن بينهم حاليًا، وغالبًا ما يُوصف سكري النوع الثاني بكونه أقل حدة من سكري النوع الأول، لكنه يبقى سببًا لظهور مضاعفات تمس الأوعية الدموية الصغيرة المغذية للكليتين، والأعصاب، والعينين، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وينجم المرض غالبًا عن قلة إنتاج البنكرياس لهرمون الإنسولين وكفايته لحاجات الجسم، أو عن كون خلايا الجسم أصبحت مقاومة لهرمون الإنسولين وفقدانها للحساسية تجاه مفعوله، خاصة الخلايا الدهنية والعضلية، أما بالنسبة إلى علاج هذا النوع، فإن العلاج النهائي له غير متوفر إلى الآن، لكن بإمكان المرضى السيطرة على أعراضه عبر التحكم بالوزن، واتباع العادات الغذائية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية، وقد يلزم أحيانًا تناولهم لأدوية خاصة بمرض السكري للمساعدة على إيقاف مضاعفات المرض لديهم.
  • سكري الحمل: يبدأ سكري الحمل عادة ما بين الأسبوع 24 والأسبوع 28 من الحمل، ويرى الخبراء أنه يُصيب ما بين 2-10% من الحوامل في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من أن السبب الحقيقي وراء ظهوره يبقى غير معروف على وجه الدقة، إلا أن العلماء يرون أن الهرمونات تلعب دورًا أساسيًا بذلك، خاصة الهرمون المسمى بمحفز الإلبان المشيمي، وغيرها من الهرمونات التي تزيد من مقاومة الجسم للإنسولين، أما بالنسبة لعلاج هذا النوع، فإن الطبيب غالبًا ما يلجأ إلى نصح الحامل بضرورة مراقبة مستوى السكري في الدم قبل الوجبات الغذائية وبعدها، واتباع العادات الغذائية المناسبة، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، وقد يلجأ بعض الأطباء لوصف حقن الإنسولين في حال كان ذلك ضروريًا، لكن من الضروري توعية الحامل بأن لسكري الحمل مضاعفات محتملة على صحتها وعلى صحة الجنين؛ فمن المعروف أن سكري الحمل يزيد من خطر ولادة طفل بوزن أكبر من الطبيعي، كما قد يؤدي إلى إصابة الطفل بمشاكل تنفسية.[٤]
  • ما قبل السكري: يحدث ما قبل السكري، المعروف أيضًا بمقدمات السكري، عند زيادة مستوى السكر في الدم فوق الطبيعي، لكن ليس إلى درجة تشخيص الحالة بمرض السكري، لكن يبقى خطر إصابة الفرد بمرض السكري قائمًا؛ إذ يرى الخبراء أن ما بين 1-3 أفراد من كل 4 أفراد مصابين بهذا النوع سوف يُصابون بالسكري خلال 10 سنوات، كما يُصبح الفرد عرضة أكثر للإصابة بأمراض أخرى، بما فيها أمراض القلب، ومشاكل الشرايين الطرفية، والسكتة الدماغية، وعادة ما يُعد اتباع العادات الحياتية المناسبة المتضمنة لأنماط غذائية مناسبة، وفقدان الوزن، وبذل مجهود بدني مناسب، أمورًا مناسبة لعلاج ما قبل السكري.
  • السكري الثانوي: يُشكل السكري الثانوي ما نسبته 1-2% من حالات السكري، وهو يحدث لأسباب عديدة، منها حصول مشاكل بالبنكرياس، مثل التهاب البنكرياس أو سرطان البنكرياس، وأخذ أدوية معينة، مثل الأدوية الخاصة بعلاج فيروس الإيدز والكورتيكوستيرويدات؛ والإصابة بما يُعرف بالحثل الشحمي الخلقي، والإصابة بما يُعرف بالشواك الأسود، بالإضافة إلى أسباب جينية أخرى، مثل ما يُعرف بداء ترسب الأصبغة الدموية والضمور العضلي.
  • السكري الناجم عن اختلال الهرمونات: ينشأ مرض السكري أحيانًا عن الإصابة ببعض الاختلالات الهرمونية؛ كزيادة إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو الذي يؤدي إلى الإصابة بما يُعرف بضخامة الأطراف، كما يُمكن للسكري أن يحدث نتيجة للإصابة بمتلازمة كوشينغ التي تحدث بسبب إفراز الغدة الكظرية لكميات كبيرة من هرمون الكورتيزول.

مضاعفات مرض السكري

كلّما تقدّمت الفترة الزّمنيّة المصاب بها الشّخص بالسكّري، إلى جانب عدم القدرة على السّيطرة على مستويات السكّر في الدّم على الرّغم من تناول العلاج، كلما ازدادت احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة لديه تتمثّل بكل مما يأتي:

  • الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، مثل السكتات الدّماغيّة، والذّبحات الصدريّة، ومرض الشّريان التّاجي.
  • الإصابة بالاعتلال العصبي النّاتج عن ضرر يلحق بالأوعية الدمويّة الدّقيقة التي تغذّي الساقين، وهو السّبب وراء الشّعور بوخز أو حرقان فيهما، مع زيادة احتماليّة الإصابة بالقدم السكريّة، وفيها تتلف الأوعية الدمويّة المغذّية لأصابع القدمين تلفًا تامًا، مما يؤدّي إلى اللّجوء إلى عملية البتر.
  • الإصابة بالفشل الكلوي بسبب إصابة الأوعية الدمويّة المغذّية للكلى بالتّلف الشّديد، مما يعني حرمان الكلى من الطّاقة والأكسجين والعناصر الغذائيّة الضّروريّة في بقائها على قيد الحياة، وتمكّنها من أداء وظيفتها الحيويّة وهي تنقية الدم من السّموم.
  • الإصابة باعتلال الشّبكيّة نتيجة تلف الأوعية الدمويّة المغذّية للشبكيّة، واحتماليّة تطوّر الحالة إلى الإصابة بفقدان البصر والعمى.
  • تراجع قوّة السّمع وإصابته بالضّعف بسبب تلف الأوعية الدمويّة التي تغذّي خلايا الأذنين.
  • زيادة خطر الإصابة بالتهابات اللثة التي تؤدي بدورها إلى زيادة فرص المعاناة من تساقط الأسنان.
  • زيادة احتماليّة الإصابة بمرض الزهايمر بسبب تضرّر الأعصاب المغذّية لمراكز الذّاكرة في الدّماغ، ولكن هذه الجزئيّة ما زالت قيد الدّراسة لمعرفة العلاقة المباشرة إن وجدت.

علاج مرض السكري

توجد الكثير من الخيارات العلاجية التي يُمكن الاستعانة بها لعلاج حالات الإصابة بسكري النمط الأول والنمط الثاني، منها ما يأتي:

  • تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة: يُحاول الأطباء دائمًا التأكيد على ضرورة الالتزام بالعادات الغذائية الصحية وممارسة الأنشطة البدنية بهدف علاج الأفراد المصابين بمرض السكري النمط الثاني على وجه التحديد، وتتضمن بعض العادات الغذائية المناسبة لتخفيف وطأة مرض السكري النمط الثاني ما يأتي:
    • تناول الأطعمة الطازجة والصحية، والخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، ومنتجات الحليب واللحوم قليلة الدهون.
    • تجنب الأطعمة السكرية أو التي تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية، بما في ذلك الأطعمة الدهنية والمقلية، والحلويات، والمشروبات الغازية.
    • التوقف عن شرب المشروبات الكحولية أو التخفيف منها قدر الإمكان.
    • ممارسة الأنشطة البدنية مدة 30 دقيقة يوميًا خلال خمسة أيام من كل أسبوع.
  • حقن الأنسولين: توصف حقن الإنسولين للأفراد الذين يُعانون من سكري النمط الأول وبعض الأفراد الذين يُعانون من سكري النمط الثاني أحيانًا، وتوجد بالطبع أنواع كثيرة من حقن الإنسولين التي تتفاوت من ناحية مدة بقاء مفعولها لدى الشخص، لكن يجب تعليم المريض كيفية استخدام هذه الحقن والالتزام بمواعيد أخذ هذه الحقن وفقًا لما يحدده الطبيب.
  • الأدوية: بوسع الطبيب وصف أنواعٍ كثيرة من الأدوية التي بوسعها السيطرة على مستويات السكر في الدم، ومن بين أشهر أنواع هذه الأدوية دواء الميتفورمين الذي يُساهم في خفض مستوى السكر في الدم وتحسين فاعلية الإنسولين، وعلى أي حال، نجح العلماء في إنتاج أنواع أخرى من أدوية السكري التي يُمكن إعطاؤها للأفراد الذين يُعانون من أمراض القلب والشرايين وأمراض الكلى.

مَعْلومَة

السكري الكاذب: يُعرف السكري الكاذب بكونه مشكلة تمس اتزان السوائل في الجسم وليس سكر الدم، وهو ناجم عن مشكلة في الكليتين وليس البنكرياس، لكنه قد يؤدي إلى حصول أعراض شبيهة بالسكري، مثل التبول المتكرر، والعطش الشديد، والشعور بالضعف، ويُعد انتشار السكري الكاذب نادرًا جدًا مقارنةً بمرض السكري، كما أن علاجه يختلف كليًا عن علاج السكري ولا يتضمن أي استعمال للإنسولين.

السابق
أجزاء العين
التالي
حل لالم الضرس

اترك تعليقاً