الامارات

التخلص من الوسواس نهائيًا

التخلص من الوسواس نهائيًا

الوسواس القهري

الوسواس القهري هو حالة يصاب بها الشخص بسيطرة بعض الأفكار عليه واقتحام حياته بطريقة لا يستطيع التخلص منها، وتصبح من قناعاته الخاصة التي يتشكل منها الوعي والشعور وتحدث بسببها التصرفات وردات الفعل، ويُعاني المصابون به إما من أفكار ورغبات وسواسية أو من سلوكيات قهرية، وقد يُعاني البعض من الأمرين معًا، كما أن هذا الوسواس يصاحبه التوتر والقلق الشديد عند عدم التصرف وفق هذه الأفكار، ويصيب صاحبه الفزع والخوف من النتائج المحتملة، ولا يعلم مقدمو الرعاية الصحية السبب الدقيق وراء الإصابة بهذا المرض، ولكن يعتقد بأنّ بعض العوامل قد تلعب دورًا؛ مثل التعرض لإصابة في الرأس وآداء مناطق معينة من الدماغ لوظائف غير طبيعية، ويُعتقد أيضًا أن الجينات تلعب دورًا قويًا في هذا المرض في حال وُجدت حالات مشابهة في تاريخ العائلة؛ إضافةً إلى التعرض للإيذاء الجسدي أو الجنسي اللذين يزيدان من خطر الإصابة بالوسواس القهري، ويكون باستطاعة الآباء والأمهات والمعلمين في الكثير من الأحيان التعرف على أعراض الوسواس القهري عند الأطفال، ويُشخص معظم المصابين في سن 19 أو 20 سنة، ولكن البعض منهم لا تظهر عليهم الأعراض حتى سن 30، وللأسف ينفي الخبراء وجود علاج نهائي للشفاء من الوسواس القهري، لكن العلاجات المتوفرة حاليًا تبقى قادرة إلى حدّ كبير على تخفيف الأعراض والمشاكل المرتبطة بالمرض عند أغلب الحالات.

التخلص من الوسواس نهائيًا

توجد العديد من أنواع الوساوس التي ترتبط بالمواقف والقناعات؛ كوسواس الباب غير المغلق، ونقض الوضوء، والصلاة التي يشوبها النقص، والنظافة المبالغ بها، والترتيب الوسواسي للمنزل أو المكتب أو غيره، ويحتاج من يصاب بالوسواس القهري إلى العلاج الذاتي لنفسه للتخلص من هذه الأفكار، ويكون ذلك العلاج نفسيًا عن طريق تغيير القناعات والتخلص من الأوهام والمخاوف الخارجة عن المنطق، ويمكن التخلص من الوسواس ذاتيًا عن طريق ما يأتي:

  • عدم السماح للأفكار بالسيطرة على الرجل: إذ ينبغي على الرجل أن يتحكم بنفسه وأن تكون قراراته ملكه وحده وألا تتسع دائرة التفكير الخاصة به لتصل إلى الأوهام التي لا نهاية لها ولا صحة لما تخبره به، فكلّ الأفكار التي تتسلط على الإنسان هو نفسه قادر على ردّها، فينبغي على الرجل الثقة بنفسه وعدم ترك مجال للأفكار بالإلحاح عليه.
  • عدم لوم الذات: كثيرًا ما تدفع الأفكار الوسواسية الشخص إلى الشعور بالذنب أو الخوف، فيصيبه القلق ويلوم نفسه ويؤنبها، وهذا الأمر لا ينبغي أن يؤثر سلبًا على المريض؛ إذ إن الإنسان بطبيعته يمتلك بعض السيطرة على بعض الأشياء التي تحدث له؛ كالأفكار المجنونة أو المزعجة، حتى الأشخاص الذين لا يعانون من الوسواس القهري.
  • القرب من الواقع والإدراك: يجب التفريق بين الوهم الذي يسبب الوسواس واليقين الذي يضعك في دائرة الحقيقة، فالأفكار الوسواسية غالبًا ما تكون غير صحيحة، فلا يُكترث لها حتى تحدث بصورة ملموسة، ويجب إعادة الأشياء إلى طبيعتها، وعدم الإكتراث للتفكير في تبعات الأمور ونتائجها غير الواقعية.
  • عدم التركيز في الوساوس: وهنا يجب على الرجل أن يكون عقلانيًا وأن يضع الأفكار الوسواسية في خانة ضيقة في حياته، وأن يردد بصوت مسموع أن هذه الفكرة وسواسية وغير صحيحة لتجنب الوقوع بها وتكرارها، وهنا يجب أن يكون قويًا داخليًا وقادرًا على مواجهة نفسه ويضع حدًّا لكل ما يتوارد لديه من وساوس.
  • تقبُّل الحال ومحاولة التغيير باتخاذ داعمين: لا بأس إن اعترف المريض أمام نفسك بأنه يمرّ في حالة من الوسواس والهوس عند التعامل مع مواقف معينة، فالتقبُّل هو أول مراحل العلاج الصحيح، وهنا يجب التعرُّف على الوسواس وعلاجه ومعرفة أسبابه، والوعي بما هو عليه ليكون قادرًا على مواجهة نفسه، وأن يضع حدًا لهذه الأفكار، ويمكن أيضًا عن طريق الحصول على الدعم، إذ قد تتفاقم حالة الوسواس القهري عند الشعور بالعجز والوحدة، لذلك من المهم اتِّخاذ داعمين، فكلما كان المرءُ متصلًا بأشخاص داعمين كلما كان أقل عُرضة للخطر، حتى أنّ التحدث إلى شخص متفهم حول المخاوف قد تجعلها تبدو أقل تهديدًا.
  • مراجعة الطبيب المختص: ينبغي ألا يقف المريض مكتوف الأيدي أمام نفسه ولا يتخذ من علاجه الذاتي لنفسه سببًا لعدم مراجعة الطبيب المختص بعلاج الوسواس؛ إذ توجد بعض الأدوية التي تثبط التفكير السلبي، فضلًا عن جلسات العلاج النفسي التي تساعد كثيرًا في ذلك،ومن المُمكن أن يتّبع الأطبّاء عدّة طرق علاجيّة، منها:
    • العلاج النفسي: يلجأ الأطباء النفسيين إلى توظيف أساليب العلاج السلوكي المعرفي في علاج حالات الوسواس القهري، وقد يحاول الطبيب في البداية تفصيل المشاكل الوسواسية والقهرية إلى أجزاء يسهل التعامل مع كلّ واحدة منها على حدة، مثل: الأفكار، والمشاعر البدنية، والسلوكيات، ثم يأتي بعد ذلك دور تحفيز المريض على مواجهة مخاوفه وتأهيله لمواجهة الأفكار الوسواسية دون موازاتها بسلوكيات قهرية، وهذا الأمر قد يبدو صعبًا ومثيرًا للقلق في البداية، لكن نسب القلق والخوف تبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع مرور الوقت، وعلى أيّة حال قد يلزم توفير 10 ساعات من جلسات العلاج النفسي، بالإضافة إلى تمارين أخرى منزلية لعلاج الحالات الخفيفة من الوسواس القهري، ويعد العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأكثر فعالية لاضطراب الوسواس القهري، وينطوي على عنصرين:
      • علاج التعرض والوقاية من الاستجابة: وهو العلاج الذي يتطلب التعرض المتكرر لمصدر الهوس.
      • العلاج المعرفي: وهو علاج يركّز على الأفكار الكارثية والإحساس المبالغ فيه بالمسؤولية، إذ إن جزءًا كبيرًا من العلاج المعرفي للوسواس القهري هو تعليم المصاب الطرق تاصحية وتافعالة للاستجابة للأفكار الهوسية دون اللجوء إلى السلوك القهري.
    • العلاج الأسري: قد يُسبّب الوسواس القهري مشاكل في الحياة الأسرية والتكيف الاجتماعي، لذا فإن العلاج الأسري يمكن أن يساعد في تعزيز فهم الاضطراب وتقليل الخلافات العائلية، كما يمكن أن يحفز أفراد الأسرة ويعلمهم كيفية مساعدة المصابين من المعارف بالوسواس القهري.
    • العلاج الجماعي: وذلك من خلال التفاعل مع من يعاني من الوسواس القهري، إذ يوفر العلاج الجماعي الدعم والتشجيع ويقلل من مشاعر العزلة.
    • العلاج الدوائي: يبدأ الأطباء النفسيين بوصف الأدوية في حال كانت حالة الوسواس القهري شديدة جدًا، أو في حال لم يُجدِ العلاج النفسي نفعًا، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى وصف فئة من الأدوية تُدعى بمثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية التي تزيد مستوى مادة السيروتونين في الدماغ، لكن الكثيرون يحتاجون إلى مرور 12 أسبوعًا حتى يبدؤوا بملاحظة تحسن ملحوظ على حالتهم بعد تناولهم لهذه الأدوية، لذا ليس من الغريب أن يحتاج البعض إلى مرور سنة كاملة أو أكثر حتى تختفي أعراض الوسواس القهري لديهم، لكن يبقى لهذه الأدوية أعراضًا جانبية كثيرة لا بد من ذكرها، مثل: الشعور بالتهيج والقلق، والإسهال أو الإمساك، ومشاكل النوم، والصداع، وانخفاض الشهوة الجنسية، بالإضافة إلى زيادة حدة الأفكار السوداوية والانتحارية، لكن غالبًا ما تتحسن هذه الأعراض لاحقاً بعد تعَود الجسم عليها.
  • مكافأة النفس: يمكن للكثير من الناس اتِّباع العديد من الاستراتيجيات التي من شأنها تغيير عاداته، إذ يتّفق العديد على أنّ الاستراتيجية الأفضل هي الاستراتيجية الأكثر متعة، ويقصد بذلك تقديم المكافآت للنفس بعد التمكن من اجتياز هدف معيّن وضعه الشخص في ذهنه مُسبقًا؛ فعندما يكافئ الشخص نفسه على أمر ما فإنه بلا شك سوف يشعر بالحيوية والرضا، مما يعزز من قيادته الذاتية والتي بدورها تساعد في الحفاظ على العادات الصحية، وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تلقّوا العلاج على شكل هدية مفاجئة أو مشاهدة فيديو مضحك، اكتسبوا مزيدًا من القدررة على ضبط النفس.

العلاج النفسي والتّغلب على الوسواس القهري

يُقدَّم العلاج النفسي للمصابين بالوسواس القهري من قبل الباحثين ومقدمي الرعاية الصحية للحدّ من شدة أعراض هذا المرض النفسي؛ فالعلاج النفسي للوسواس القهري يهتم بالتغييرات في السلوك والأفكار والتي تُسمى الإدراك، فمن المعلوم أنّ العلاج السلوكي أفضل من العلاجات الدوائية لدى البالغين والأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري، ولكن عند الضرورة يجمع مقدمو الرعاية الصحية بين العلاج السلوكي للوسواس القهري والأدوية من أجل الحصول على أفضل نتيجة.

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن التغلب على مشكلة الوسواس القهري بحسب ما أشار علماء النفس، ويبدأ ذلك بالتكيف مع حقائق المرض ومنها:

  • الشعور المستمر بالشك والقلق والشعور بالذنب والتقصير من السمات الرئيسة لتشخيص المرض.
  • يمكن للمصاب السيطرة على سلوكياته المتعلقة بالمرض، إلا أنه يصعب السيطرة على الأفكار.
  • لا يقتصر علاج الوسواس القهري على استخدام الأدوية العلاجية فقط، إذ يعد العلاج السلوكي أكثر فعالية للسيطرة على دوافع المرض.
  • بالرغم من حاجة المصاب إلى الدعم المعنوي وتلقي النصائح من الآخرين، إلا أن التغلب على الوسواس القهري يعتمد على المصاب فقط، خاصةً ما يسببه البعض من إزعاج ومضايقة للمصاب وتذكيره بسلبيات المرض.
  • التغلب على الوسواس القهري لا يحدث في وقت قصير، لذا لا يجب التركيز على طول المدة فقط.
  • من ضمن الاحتمالات المرافقة للمرض إمكانية عودة هواجس الوسواس خلال فترة العلاج.
  • دفع الأفكار المرافقة للوسواس يزيد من سيطرتها، لذا يجب تعلم كيفية التعامل معها دون تجنبها.
  • لا توجد طريقة علاجية واحدة لجميع المصابين بالوسواس القهري، لذا لا يجب أخذ النصائح من مرضى آخرين وتطبيقها.

كيفية مساعدة المصاب بالوسواس القهري

يمكن أن يكون لطريقة التعامل مع المصابين بالوسواس القهري وأعراضها تأثيرًا كبيرًا على التوقعات والتعافي، إذ يمكن للتعليقات السلبية أو الانتقادات أن تجعل الوسواس القهري أسوأ، في حين أن البيئة الهادئة الداعمة يمكن أن تساعد في تحسين نتائج العلاج، لذا ينصح باتباع الاستراتيجيات الآتية:

  • تجنب الانتقادات الشخصية، إذ إن سلوكيات الوسواس القهري هي أعراض وليست عيوبًا في الشخصية.
  • عدم تأنيب الشخص المصاب بالوسواس القهري أو إخباره بالتوقف عن آداء الطقوس، إذ لا يمكنهم ذلك، وقد يزيد الضغط للتوقف من سوء السلوكيات.
  • التعامل مع المصاب بلطف وصبر قدر الإمكان، ومدح أيّ محاولة ناجحة لمقاومة الوسواس القهري، وتركيز الانتباه على العناصر الإيجابية في حياة الشخص.
  • الحفاظ على تواصل إيجابي وواضح مع المصابين بالوسواس القهري.
  • البحث عن الفكاهة، إذ يمكن للضحك مع المصاب على الجانب المضحك وسخافة بعض أعراض الوسواس القهري أن تساعد في انفصاله عن هذا الاضطراب.

أعراض الوسواس القهري

يمكن أن يظهر اضطراب الوسواس القهري في مرحلة الطفولة أو الشباب، إلا أنه يمكن للأعراض أن تتغير مع الوقت، وغالبًا ما تزداد حدة الوسواس مع استمراره لوقتٍ طويلٍ. وتتجلى خطورة الوسواس القهري في قدرة هذا المرض في التأثير سلبًا على مناحي الحياة والأنشطة اليومية المتعلقة بالعمل، والمدرسة، والعلاقات الاجتماعية، ومن الأمثلة على الأفكار الوسواسية التفكير بأن أحد أعضاء العائلة سيصاب بمكروه في حال لم يلبس ملابسه بنفس الطريقة كلّ يوم في الصباح الباكر، بينما تتجسد السلوكيات القهرية مثلًا في غسل اليدين 7 مرات متتالية بسبب الاعتقاد بوجود الأوساخ على اليدين بعد لمس شيء ما[٢]، ويشمل الوسواس القهري عادةً كلّ من الوساوس والأفعال القهرية، لكن من الممكن أيضًا ظهور أعراض الهوس فقط أو أعراض الأفعال القهرية فقط، وقد يدرك المصاب أو لا يدرك أن الهواجس والأفعال مفرطة أو غير معقولة، ولكنها تستغرق وقتًا كبيرًا وتؤثر على الروتين اليومي وآداء العمل الاجتماعي، وتتكرر هواجس الوسواس القهري والأفكار المستمرة وغير المرغوب بها والتي تسبب الضيق أو القلق، وقد يحاول المصاب تجاهلها والتخلّص منها عن طريق سلوك قهري أو طقوس معينة، إذ تتداخل هذه الهواجس عادةً عندما يحاول المصاب التفكير بأشياء أخرى أو تنفيذها، وغالبًا ما تحتوي الهواجس على موضوعات، مثل:

  • الشّعور بالخوف من التلوث أو القاذورات.
  • الحاجة إلى أشياء منظمة ومتناظرة.
  • الأفكار العدوانية أو المروعة حول إيذاء النفس أو الآخرين.
  • الأفكار غير المرغوب فيها، بما في ذلك العدوان، أو الموضوعات الجنسية أو الدينية.
  • القلق والتوتر والارتباك.
  • الخوف من الأحداث المستقبلية.
  • الانفعالات العصبية.
  • استمرار القيام بسلوك واحد دون توقف.
  • التركيز على الوصول لبعض الخصائص مثل الدقة التامة، والترتيب، والنظافة، والكمال.

ومن الأمثلة على علامات الهوس وأعراضها ما يلي:

  • الخوف من التعرض للتلوث عن طريق لمس الأشياء التي لمسها الآخرون.
  • الشكوك بعدم إغلاق الباب أو الموقد.
  • توتر شديد عندما لا تكون الأشياء منظمة أو تواجه طريقة معينة.
  • تخيلات لإيذاء النفس أو أيّ شخص آخر غير مرغوب فيها وتسبب شعورًا غير مريح.
  • أفكار حول الصراخ بالشتائم أو التصرف بطريقة غير لائقة وغير مرغوب بها وتسبب الشعور بالإحراج.
  • تجنب المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى هواجس؛ مثل المصافحة.
  • الضيق حول تخيلات جنسية غير سارة تتكرر في العقل.

ويمكن وضع قواعد أو استراتيجيات تساعد في التحكم بالقلق عند وجود أفكار هوسية، إذ تكون هذه الأفعال مفرطة، وغالبًا لا ترتبط بالمشكلة المراد حلّها كما هو الحال مع الهواجس، وعادةً ما تتمحور الأفعال القهرية حول مواضيع متعددة، مثل:

  • الغسيل والتنظيف.
  • التدقيق.
  • العدّ.
  • الترتيب.
  • اتباع روتين صارم.
  • المطالبة بالتطمينات.

ومن الأمثلة على العلامات والأعراض القهرية ما يأتي:

  • غسل اليدين حتى تصبح البشرة مسلوخة الجلد.
  • تكرار التأكد من قفل الأبواب.
  • فحص الموقد مرارًا وتكرارًا للتأكد من إيقاف تشغيله.
  • العدّ في أنماط معينة.
  • تكرار الصلاة أو الكلمة أو العبارة.
  • ترتيب المشتريات المعلبة بنفس الطريقة والاتجاه.

أسباب الإصابة بالوسواس القهري

يجهل الخبراء والباحثون الأسباب الحقيقة الواقعة وراء الإصابة بالوسواس القهري، لكن الكثير منهم يلمّحون إلى وجود علاقة بين الإصابة بالوسواس القهري وحدوث تغيرات في التركيب الكيميائي الطبيعي أو وظائف الدماغ، كما أن علماء آخرين باتوا يرون علاقة بين الإصابة بهذا المرض وبين الإصابة بالعدوى، وقد يكون للمكونات الجينية أو الوراثية دورٌ في نشوء المرض لدى البعض أيضًا، وعلى العموم تبقى هنالك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري، منها:

  • الانتماء إلى عائلة قد أصيب أحد أفرادها بمرض الوسواس القهري من قبل.
  • التعرض لمواقف الحياة المثيرة للتوتر أو المثيرة للصدمة.
  • الإصابة بمشاكل نفسية أخرى؛ كاضطرابات القلق، والاكتئاب، وتعاطي العقاقير.
  • التعرض للإيذاء الجسدي أو الجنسي في مرحلة الطفولة أو غيرها من الأحداث المؤلمة.

تأثير الآباء المصابين بالوسواس على الأبناء

من الشائع أن تتأثر الحياة الأسرية كاملة بالوسواس القهري، إذ إنّه يؤثر على كلّ فرد في الأسرة سواء أكان أحد الوالدين أو الشقيق أو الشقيقة وليس فقط المريض نفسه، فهو يؤثر في العديد من جوانب الحياة اليومية، ويصيب اضطراب الوسواس القهري حوالي 2٪ من إجمالي السكان البالغين والأطفال، مما يجعله أحد الأمراض العقلية الأكثر شيوعًا، ويعد الأمر أكثر صعوبة في حال كان أحد الوالدين مصابًا بالوسواس القهري، وأوضحت الدراسات بأن الأطفال الذين يعاني أحد الوالديهم من الإصابة بالوسواس القهري هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب الاجتماعي أو العاطفي أو السلوكي، ولكن هذه الدراسة لا تنطبق على الجميع، ففي بعض الحالات يحاول الأطفال استيعاب الحالة وبث الطمأنينة في نفس المصاب في محاولة منه لإظهار الدعم غير مدركين أن الطمأنينة تزيد من سوء الحالة، وقد يزيد الأبناء من الحالة عن طريق القول أو الفعل أو العديد من الأمور، فيشعرون بالذنب للتسبب بالوسواس القهري لوالديهم، وكون الوالد مصابًا بالوسواس القهري يسبب ذلك الشعور بالقلق على مستقبل الطفل، فيبدأ الأب بمقارنة نفسه بالآباء الآخرين، وفي حالة الخوف الدائم على سلامة الطفل والقلق الدائم من إحضار الطفل الجراثيم إلى المنزل، بالإضافة إلى الشعور بأنه لا يستحق أن يكون والدًا على الإطلاق، ومن المؤكد أنّ هذه الأفكار قد تكون مرهقة للغاية وتؤثر على العلاقة بين الأب وطفله.

السابق
أسباب قلة الكلام
التالي
أسباب تفشي ظاهرة التوتر العصبي

اترك تعليقاً