الامارات

أسباب تفشي ظاهرة التوتر العصبي

أسباب تفشي ظاهرة التوتر العصبي

التوتر العصبي

التوتر العصبي أو ما يُعرف بتوتر الأعصاب، هو حالة يتعرّض لها الجسم عند حدوث موقف أو سبب معيّن يُحفّز التوتر داخل الجسم، فمثلًا إذا علقت في أزمة سير خانقة أو تأخرت عن موعد اجتماع مهم، ففي هذه الحالة فإن الدماغ يُرسل الأوامر بإفراز هرمونات التوتر في الجسم، وهذه الهرمونات هي التي تُحفز استجابة الكر والفر في الجسم، التي ينتج عنها تسارع في ضربات القلب وجاهزية العضلات لأي رد فعل وزيادة في سرعة التنفس، فيصبح الجسم في مثل هذه الحالات مُستعدًا للاستجابة والرد بسرعة في الحالات الطارئة، لذلك فإن التوتر ليس كله سلبيًا فهو من حاجات الجسم للتعامل مع الظروف، لكن إذا استمر الجسم بالاستجابة للتوتر والضغط النفسي بإفراط فإن هذا ما يُعرّض صحة الجسم للخطر، لذلك ينبغي أن يكون التوتر مؤقتًا بالحالة الطارئة التي تعرّض لها الجسم، وعند انتهائها لأن الجسم يجب أن يعود لطبيعته فتسترخي العضلات وتعود سرعة التنفس وضربات القلب إلى معدلاتها الطبيعية.

أسباب تفشي ظاهرة التوتر العصبي

ذكرنا في تعريف التوتر العصبي أن التوتر ليس دائمًا سلبيًا، وكذلك أسباب التوتر العصبي، إذ يمكن للإنسان أن يمر بحالة من التوتر العصبي بفعل أحداث إيجابية مثل الزواج، أو الحصول على عمل جديد، أو أي مرحلة أو تغيير جديد في حياته، ويسمى هذا النوع من التوتر بالتوتر الإيجابي، أما إذا تكرر التوتر باستمرار وبصورة مفرطة، فيعد حينها توترًا سلبيًا، والتوتر أيضًا قد يكون حادًا وقد يكون مزمنًا، وتتمثل أسبابه فيما يلي:

  • أسباب التوتر الحاد: تتنشط استجابة التوتر بالجسم في حالات التوتر الحاد، فيُفرز هرمونات التوتر، وبعد زوال هذه المؤثرات يرجع الجسم إلى الوضع الطبيعي وتسترخي العضلات، ومن أهم أسباب التوتر الحاد ما يلي:
    • حدوث نزاع أو صراع مُفاجئ، أو مشّادة كلامية مع شخص غريب.
    • التعرض لخطر مُعين والتخلص منه بصعوبة.
    • التعرض للسقوط أو لأي أذى.
    • التعرض لعملية أو أي إجراء طبي.
  • أسباب التوتر المزمن: إذا تكرر تعرّض الجسم للتوتر الحاد، فإن ذلك سيؤدي إلى استمرار شعوره بالتوتر لفترات أطول، فتنشط استجابة التوتر في الجسم، وينتج عنه إفراز هرمونات التوتر لفترات متكررة وطويلة، فيحدث ما يُسمى بالتوتر المزمن، ومن أهم أسباب التوتر المزمن ما يلي:
    • الإصابة بالأمراض المزمنة، ووجوب التكيّف والتعايش معها.
    • التعرض للضغوط في بيئة العمل أو في الجامعة أو المدرسة.
    • التعرض للازدحام المروري يوميًا.
    • وجود مشاكل ونزاعات في العلاقات الاجتماعية.
    • حدوث مشاكل مالية.
    • الاهتمام بشخص مُصاب بأمراض مزمنة.
    • صعوبة الموازنة بين العمل والراحة.

أعراض وعلامات الإصابة بالتوتر العصبي

توجد عدة أعراض وعلامات تشير إلى الإصابة بالتوتر العصبي، من أهمّها ما يلي:

  • حبس النفس دائمًا ودون وعي.
  • التدخين يوميًّا وباستمرار.
  • فقدان الرغبة بكل شيء.
  • انقباضات قلبية.
  • آلام في الرأس.
  • زيادة إفرازات العرق.
  • ضعف الشهية لتناول الطعام.
  • الصداع المستمر.
  • اضطرابات المعدة والهضم.

نصائح لتخفيف التوتر

من الضروري محاولة التحكم بالتوتر خاصةً أن وتيرة وتحديات الحياة العصرية تتطلب الكثير من الهدوء والصبر، لذلك ينبغي علينا محاولة تخفيف التوتر، فيما يلي شرح لكيفية التعامل مع التوتر وتخفيفة:

  • في البداية يُنصح بمحاولة مراقبة الإجهاد، وذلك بتحديد محفزاته وأسبابه، اسأل نفسك مثلًا ما الذي يُشعرك بالغضب أو التوتر أو الانزعاج أو القلق؟ هل عانيت من الصداع أو شكوت من اضطراب في المعدة دون وجود سبب طبي؟، إذ إنَّ من أكثر المصادر الشائعة للتوتر ضغوط العمل، والمشاكل المالية، والمشاكل الاجتماعية، ويمكن للصعوبات والمتطلبات والتحديات اليومية كالانتظار في طابور طويل أو التأخر عن العمل أن تساهم أيضًا في زيادة التوتر، حتى الأحداث التي تُعد إيجابية في حياتنا مثل الزواج أو الحصول على عمل جديد أو شراء منزل يمكن أن تسبب التوتر أيضًا، لذلك فإن أي تغيير جديد في حياتنا يمكن أن يُسبب لنا التوتر.
  • بعد تحديد مسببات ومحفزات التوتر علينا التفكير في الاستراتيجيات المناسبة للتعامل معها؛ كتحديد ما يمكننا التحكم به، فمثلًا إذا كان التوتر يسبب لنا الأرق في الليل، يمكن أن يكون الحل سهلًا؛ مثل النوم في غرفة هادئة مظلمة بعد إزالة الأجهزة الإلكترونية من الغرفة كالهاتف أو التلفاز أو الحاسوب، لإفساح المجال لعقلنا أن يهدأ قبل النوم، أما إذا كانت مُحفّزات التوتر مرتبطة بضغط متطلبات العمل أو مرض أحد أفراد الأسرة، فيمكن في هذه الحالة محاولة تغيير ردة الفعل فقط.
  • من الممكن الاستعانة بالآخرين للمساعدة في إيجاد حلّ كطلب الدعم والمساعدة من الأصدقاء أو العائلة سواء أكنا بحاجة لشخص يُجيد الاستماع إلينا أو يُساعدنا في رعاية الأطفال.
  • من الممكن أيضًا عمل بعض الممارسات التي تخفف التوتر مثل التنفس العميق أو التأمل، أو اليوغا، أو الخروج بجولة إلى الطبيعة، وتخصيص وقت خاص للاسترخاء كأخذ حمام دافئ، ممارسة الرياضة المفضلة، أو الاستماع للقرآن أو لموسيقى هادئة، أو مشاهدة البرامج المفضلة، أو أي عمل يساعد على الاسترخاء.
  • المحافظة على نمط حياة صحي يساعد في السيطرة على التوتر، لذلك علينا أن نتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، وأن نمارس التمارين الرياضية يوميًا وبانتظام، وضرورة أخذ قسط كافٍ من النوم، ومحاولة تقليل الأوقات التي نقضيها أمام شاشات التلفاز والهاتف والحاسوب وغيرها، وتخصيص المزيد من الوقت للراحة والاسترخاء.
  • ينبغي الاستمرار في محاولات التعامل مع التوتر وتخفيفه من خلال اتباع ما ذكرناه سابقًا، إذ لن يختفي الضغط العصبي كليًا من حياتنا، لكن يمكننا أن نتغلّب على بعض الآثار السلبية والسيئة للتوتر، كما يمكن أن تزيد قدرتنا على مواجهة وتحمّل التحديات.

تقنيات الاسترخاء

قد لا يوجد لدينا وقت مخصص للاسترخاء في حياتنا، لكن من الضروري معرفة أن تقنيات الاسترخاء تُعد جزءًا أساسيًا ومهمًا في عملية التحكم بالتوتر وتخفيفه، كما أن الاسترخاء يلعب دورًا هامًا في تجديد الطاقة لعلاج الضغط الناتج عن التوتر، ويمكن لأي شخص تقريبًا أن يستفيد من تقنيات الاسترخاء في التخلص من التوتر، فيمكنها أن تساعد في إبطاء التنفس وزيادة التركيز، وتشمل هذه التقنيات التأمل، وإرخاء العضلات تدريجيًا، وتمارين اليوغا والتاي تشي، وتوجد طرق أفضل للاسترخاء تتمثل بالمشي في الهواء الطلق واستنشاق الهواء النظيف، أو المشاركة في ممارسة الألعاب الرياضية.،ولا يهم نوع الاسترخاء المتّبع الأهم أن نمارس أحد تقنياته بانتظام.

السابق
التخلص من الوسواس نهائيًا
التالي
كيف أعرف شخصيتي في علم النفس

اترك تعليقاً