الامارات

الصداع المستمر

الصداع المستمر

تعريف الصداع

يُعرّف الصداع بكونه الألم الحاصل بأي منطقة في الرأس، وقد يحدث في أحد جهتيّ الرأس أو في كِلاهما معًا، كما قد يكون معزولًا في منطقة معيّنة أو ناشئًا في منطقة واحدة من الرأس ومنعكسًا في مناطق أخرى،وتُعدّ مشكلة الصداع أمرًا شائعًا بين الأفراد، وقد تتراوح بين خفيفة إلى شديدة لدرجة تعطيلها للأنشطة اليومية للفرد، كما يُمكن للصداع أن يتطوّر تدريجيًّا أو بصورة مفاجئة، وقد يستمرّ لأقلّ من ساعة أو لعدّة أيّام متتالية، ويرى بعض الباحثين أنّ هذه المشكلة تصيب سبعة من بين عشرة أفراد، وتؤثّر على ما يقرب من 45 مليون فرد في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ووفقًا لمنظمة الصحّة العالميّة فإنّ اضطرابات الصداع هي أحد أكثر المشاكل المرتبطة بالجهاز العصبيّ انتشارًا، وتشير المنظمة إلى أن حوالي نصف سكان العالم قد عانوا من هذه المشكلة على الأقل لمرّة واحدة خلال فترة حياتهم، كما أنّ الصداع المستمر لـ 15 يومًا أو أكثر في الشهر الواحد يؤثّر على 1.7-4% من البالغين، وتؤثّر مشكلة الصداع على جميع الأفراد بغضّ النظر عن أعمارهم، أو جنسهم، أو متوسط دخلهم، أو مسكنهم.

أنواع وأسباب الصداع

وضعت جمعيّة الصداع الدوليّة دليل تصنيف متكامل للصداع، وقد شمل هذا التصنيف أكثر من 150 فئة للصداع، ووفقًا للأبحاث المعمولة فإنّ الصداع يُمكن أن يُصنّف عمليًّا إلى فئتين اثنتين كما يلي:

  • الصداع الأوّليّ: تُعرف هذه الفئة بكونها غير ناجمة عن أي حالة صحيّة أخرى، وهي تضمن أنواعًا عديدة، أبرزها ما يلي:
    • الصداع التوتّريّ: يُعد هذا النوع أكثر أنواع الصداع انتشارًا، وهو يميل ليكون خفيفًا إلى متوسط الشدة، ويحدث في كِلا جهتي الرأس، ويُمكن للفرد الاستعانة بالأدوية دون وصفة طبيّة للتعامل معه.
    • الصداع النصفيّ أو الشقيقة: يحتل هذا النوع المرتبة الثانية من حيث الانتشار، لكن سبب ظهوره يُعد مجهولًا على وجه الدقة، على الرغم من أن الخبراء يرون بأنه ناجم عن تغيرات تمسّ الأعصاب والأوعية الدمويّة، ويميل هذا النوع ليكون متوسطًا إلى شديد الألم بين المصابين به.
    • الصداع العنقوديّ: يُعد هذا النوع أكثر أنواع الصداع الأولي شدة، ويُوصف أحيانًا بكونه حارقًا ومستمرًا، إلى درجة تجعل المريض غير قادرًا على الجلوس، وينتشر الألم غالبًا وراء عين واحدة أو في منطقة العينين، ويشير مصطلح “العنقودي” إلى نشوء الصداع على شكل عناقيد أو مجموعات تظهر بين مرة واحدة إلى ثماني مرات في اليوم خلال نوبتها، والتي قد تدوم لأسبوعين أو ثلاث أشهر.
    • الصداع اليوميّ الجديد المستديم: يبدأ هذا النوع من الصداع بشكل مفاجئ دون أن يكون للمريض أيّ تجربة سابقة معه، وعادة ما يكون المريض قادرًا على تحديد الفترة الزمنيّة التي يظهر عندها الصداع، ويميل هذا الصداع إلى الاستمرارية، ويُصيب جهتي الرأس ولا يستجيب لأي دواء.
  • الصداع الثانويّ: تنجم هذه الفئة من الصداع عن مشاكل عصبية أو طبيّة أخرى، بما في ذلك التهاب الجيوب الأنفيّة، أو أخذ جرعات عالية من أدوية معينة، بما في ذلك مسكنات الآلام؛ أو الإصابة بعدوى ما، أو الإصابة بأمراض تخص الأوعية الدمويّة في الدماغ، أو إصابات الرأس، أو الإصابة بمشاكل أكثر خطورة، مثل؛ الأورام الدماغيّة.

علاج الصداع

تُعد الراحة الكافية والأدوية خطوط العلاج الأولى للتعامل مع الصداع، لكن العلاج الأمثل للصداع يعتمد على المسبب، ويرى الخبراء بإن أغلب حالات الصداع لا تكون ناجمة عن أمراض خطيرة، ويُمكن علاجها باستخدام الأدوية التي يُمكن الحصول عليها دون وصفة طبيّة، مثل؛ الأسبرين، والاسيتامينوفين، والإيبوبروفين، لكن قد يلجأ الأطباء إلى وصف أدوية وقائيّة أخرى؛ مثل: مضادات الاكتئاب، وحاصرات بيتا، وربّما بعض الأدوية المضادة للصرع، أما في حال فشل الأدوية بالتعامل مع مشكلة الصداع، فإنّ هنالك قائمة بالعلاجات البديلة والمنزليّة التي يُمكن للفرد اللجوء إليها، ومنها:

  • العلاج السلوكيّ: يهدف هذا العلاج إلى تعليم المريض كيفيّة التعامل مع المواقف التي تجعله يشعر عندها بالقلق أو التوتّر.
  • الإبر الصينيّة: يقلّل هذا الأسلوب من التوتر عبر إدخال إبر رقيقة في مناطق محددة من الجسم.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة: تُساعد التمارين الرياضيّة على زيادة إنتاجيّة المواد الكيميائيّة في الدماغ والمسؤولة عن الشعور بالراحة والسعادة.
  • استخدام الحرارة أو الثلج: يتضمّن ذلك وضع كمادات من الٍحرارة أو الثلج على الرأس لمدّة 5-10 دقائق لعدّة مرات في اليوم، كما يُمكن أخذ حمام دافئ لإراحة العضلات المشدودة.
  • الارتجاع البيولوجي: يُعد هذا اسلوبًا يُساعد على جلب الراحة والتغلّب على الآلام.
  • أساليب أخرى: ينصح بعض الخبراء بتجربة التنويم المغناطيسيّ للتعامل مع الصداع، كما ينصح آخرون بتجربة المنتجات العشبيّة، على الرغم من أن الدلائل العلميّة لم تدعم استخدام أيّ من هذه الأمور بعد.

الوقاية من الصداع

يشير المختصون إلى إمكانيّة الوقاية من الصداع عبر اتباعكَ بعض الخطوات البسيطة التي من بينها ما يلي:

  • تجنّب الأطعمة أو المشروبات التي تحفز على الصداع، بما في ذلك الجبنة، أو النبيذ الأحمر، أو اللحوم المعلبة.
  • استخدم أساليب عمليّة أخرى، مثل؛ المساج أو التدليك، لكن بعد استشارة خبراء الصحّة.
  • مارس التمارين البدنيّة بانتظام.
  • خذ قسطًا وافرًا من النوم.
  • تجنّب الإفراط بشرب القهوة.
السابق
كيف تقوي نظرك الضعيف
التالي
ما المقصود بقولنا شاعر مخضرم

اترك تعليقاً