الامارات

الطباق والمقابلة في اللُّغة العربيّة

الطباق والمقابلة في اللُّغة العربيّة

 

تعريف الطباق:

وهو أحدُ أهمِّ أنواع المُحسِّنات البديعيّة وأروعها، حيث تُعتبر لوحة أو رسمة لا يتقن رسمها وتشكيلها إلّا من تذوَّق طعم هذا الفن الجميل العذب، فهو يجمع بين شيئين ويبين الفرق بينهما في نفس الوقت، حيث يجمع بين المُتضادّين في الكلام، وهو جمال اللُّغة.

أهمية الطباق في اللغة العربيّة:

تبرز أهمية الطباق في عدّة أمور نذكر منها ما يأتي:

  • يُعطي وجود الطباق في الجملة معناها الكامل، ويوضّح ما المقصود بها.
  • يُضيف الطباق على النَّصِّ الجمال الذي ينقصهُ.
  • يساعد الطباق على ربط الأشياء بعضها مع بعض، مثلاً: عند نطق اللَّون الأبيض، فإنَّه يخطر على بالك اللَّون الأسود.
  • يُوضِّح أنَّ صدى تأثير الحروف يدوم طويلاًعلى فكر الإنسان وحياتهِ.

أنواع الطباق في اللغة العربيّة:

الطباق نوعان، وهما:

أولاً: في حالة النَّظر إلى معنى الكلمات.

ثانياً: في حالة النَّظر إلى البُنية، ينقسم الطباق لقسمين وهما:” وفق المعنى من الكلمات، ووفق البنية “.

وفق المعنى من الكلمات:

  • طباق الإيجاب، ويكون بالإثبات لكلا الطرفين أو بالنفي لكلا الطرفين، مثال: أضحك وأبكى، أمات وأحيا.
  • الطباق السلب، وفيهِ نجمع بين كلمتين أحداهما تُنفى بليس والآخر مُثبت وغير منفي، كقولهِ تعالى:” قُلْ هَلْ يَسْتَوي الّذينَ يَعْلَمُونَ والَّذينَ لا يَعْلَمونَ”.

ثانياً: وفق البُنية.

  • طباق بين اسمين، مثلاً: يسمَّى الحيُّ ميتاً يوماً ما.
  • طباق بين فعلين، مثلاً: نأخذ النقود من شخصٍ ونعطيهِ لآخر.
  • طباق بين حرفين، مثلاً: ولهنَّ مثل الَّذي عليهُنَّ.

مثال على الطِّباق في الشعر:

فالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مبيض
والشِعْرُ مِثْلُ اللَيلِ مُسوَّد
ضِدّانِ لمَّا اسْتجْمعَا حَسُنَا
وَالضِدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِدُّ

وفي النهاية تنّبَهَ بعض العُلماء على أنَّ تعريف الخليل للطباق يُفهم منه الموافقة فآثر بعضهم أن يُطلق عليه مصطلح التَّضاد.
وهو ما يُسمَّى الطباق أو التكافؤ أو المطابقة كذلك، وقد يكون في الحروف أو الكلمات أو الأسماء.

المقابلة في اللغة العربيّة

تعريف المُقابلة في اللغة العربيّة

تُعرّف المقالبة في البلاغة على: أنّها نوع من أنواع المُحسِّنات البديعيّة المعنوية، والتي يتمُّ فيها استخدام كلمتين غير مُتقابلتين أو أكثر، أي أنَّهُ يلي ذلك معنًى يقابل ذلك من حيث التَّرتيب.

الهدف من المقابلة في اللغة العربيّة

تهدف الماقبلة إلى تحسين جودة المعنى المراد؛ لهذا فقد حرِص علماء البلاغة على جعلها مُستقلّة بذاتها بعد أن مرَّ وقتٌ طويلٌ على اختلاطها بالطّباق، ويعود فضل عدم الخلط بين الطباق والمقابلة لقُدامة بن جعفر الذي تكلَّم عنها لأوَّل مرَّة، كما وصنّفها على أنّها بحدِّ ذاتها تستحق الاستقلال، حيث تزيد المقابلة من قيمة وأهميّة العمل الأدبي.

أنواع المُقابلة في البلاغة العربيّة

  • مقابلة اثنين باثنين: يكثر استخدامها في الأسلوب القرآني، حيث يُذكر ضدَّين ومن ثَمَّ يقابله باثنين ضدَّه بعجزها على التَّوالي.
  • المقابلة ثلاثة بثلاثة.
  • مقابلة أربعة بأربعة.
  • مقابلة خمسة بخمسة.

الفرق ما بين الطباق والمقابلة

  • يجمع الطباق بين لفظين مُتضادين فقط، أمّا المقالبة تتجاوز ذلك لتستخدم أكثر من ذلك، وقد يصل العدد أحياناً إلى عشرة أضداد في الجُملة الواحدة، وتكون خمسة في الصدر وخمسة أخرى في العجز.
  • الطباق فقط يقتصر على ذكر الأضداد، أمَّا المُقابلة تجمع الأضداد وغير الأضداد في مكان واحد.
السابق
دور الهرمونات الجنسية الأنثوية
التالي
قصة الحكاية الغريبة للطبيب الكلب

اترك تعليقاً