الصحة النفسية

الهرمون المسؤول عن زيادة الوزن

الهرمون المسؤول عن زيادة الوزن

زيادة الوزن

تُعدُّ زيادة الوزن من أكبر المشكلات الصحية في العالم، والتي تشكل السبب الرئيسي وراء العديد من الأمراض والعلل، كالضغط والسكري وأمراض القلب والمفاصل ومشكلات تأخر الإنجاب، عدا عن تأثيراتها النفسية، خاصةً على النّساء، لما يتركه الوزن الزّائد من تغيير مزعج على قوام المرأة ومظهرها الخارجي؛ إذ تُقاس به نسب الجمال ومدى اهتمام المرأة بنفسها.

ويمكن تحديد زيادة الوزن من خلال عدة قياسات، منها؛ قياس نسبة الدهون في الجسم، إذ يعد الرجل الذي تتجاوز لديه هذه النسبة 25% من البدناء، بينما تبلغ النسبة 32% أو أكثر لدى النساء البدينات، وتشكّل العادات الغذائية السيئة سببًا مهمًّا في التعرض للسمنة لدى كلا الجنسين ولمختلف الأعمار، ولكن توجد العديد من العوامل الأخرى مثل العوامل الهرمونية والعوامل الجينية والوراثية التي تسبب السمنة منذ الطفولة، وتعد هذه الحالات هي الأصعب علاجًا.

الهرمونات المسؤولة عن زيادة الوزن

يعدّ الاختلال الوظيفي الذي يُصيب الغدد المُفرزة للهرمونات في جسم الإنسان من أهم الأسباب المؤدية إلى زيادة الوزن، إذ تعد الهرمونات بمثابة الرسائل الكيميائية التي تنظم العمليات داخل الجسم والتي يفرزها نظام الغدد الصماء في مجرى الدم بما في ذلك الغدة النخامية والغدة الدرقية والغدد الكظرية، وتشمل هذه الهرمونات كل من؛ هرمونات الليبتين والأنسولين والهرمونات الجنسية وهرمون النمو، وهي تؤثر بدورها على الشهية والأيض (معدل الحرق في الأجسام) وتوزيع الدهون في الجسم، وتعمل هذه الغدد مع الجهاز العصبي والجهاز المناعي في الجسم للمساعدة في التغلب على الأحداث والضغوط المختلفة، كما تؤدي زيادة الهرمونات التي تفرزها أو نقصها إلى السمنة، ومن ناحية أخرى قد تؤدي السمنة إلى تغيرات في هذه الهرمونات، وفيما يأتي جميع أنواع الهرمونات المؤثرة في زيادة الوزن:

  • هرمونات الغدة الدرقية “Thyroid Hormone”: تلعب هرمونات الغدّة الدرقية دورًا مهمًا في عمليات الأيض في الجسم وتنفيذ العديد من الأنشطة الهامة، لذا فإن هرمون الغدّة الدرقيّة الذي تفرزه الغدة هو المسؤول عن معدل الأيض في الجسم، وحدوث أي خلل في مستويات هذا الهرمون يسبّب انخفاضًا في معدلات الأيض، وبالتّالي زيادة الوزن، ومن الأعراض التي تصاحب هذه الاختلالات؛ تساقط الشعر، وجفاف الجلد، والإمساك، وعدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، والتعب، والإجهاد، وارتفاع مستويات الكوليسترول.
  • هرمون الاستروجين “Estrogen Horrmone”: وهو هرمون أنثوي ينتج بواسطة المبايض، وتكمن وظيفته في توزيع تخزين الدهون في الجسم، خاصةً حول الفخذين والوركين، وإبقاء مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي، لذا فإنه عند زيادة إفراز هذا الهرمون يؤدي ذلك إلى مقاومة الجسم للأنسولين مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز وزيادة الوزن، كما أن عملية توزيع الدهون في الجسم تلعب دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض، إذ إن أن الدهون المتراكمة حول البطن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشّرايين والتهاب المفاصل.
  • هرمون البروجستيرون “Progesterone Hormone”: تقل مستويات هذا الهرمون في فترة انقطاع الطمث لدى النساء ونتيجة التعرض للضغوطات أيضًا، ممّا يؤدي إلى زيادة الوزن.
  • هرمون التستوستيرون “Testosterone Hormone”: يعرف هذا الهرمون بأنه أحد الهرمونات الذكورية التي تنتجها الخصيتان لدى الرجال، ولكنه يتواجد لدى النساء أيضًا بنسب أقل، ويلعب هذا الهرمون دورًا في الرغبة الجنسية وحرق الدهون وقوة كل من العظام والعضلات، لذا فإن انخفاض مستويات هذا الهرمون تؤدي إلى زيادة في الوزن، وفي حال ارتفاع مستويات هذا الهرمون لدى النساء فإن ذلك قد يكون دليلًا على الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض والتي تتسبب بزيادة الوزن.
  • هرمون الأنسولين “Insulin Hormone”:تنتج البنكرياس هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم الكربوهيدرات وأيض الدهون، إذ يحفز الأنسولين امتصاص الجلوكوز من الدم في الأنسجة، مثل العضلات والكبد والدهون، وهي العملية التي توفر الطاقة اللازمة للجسم، وتحافظ على مستويات طبيعية من الجلوكوز، وفي حال حدوث خلل في هذا الهرمون فإن الأنسجة لا تعود قادرة على التحكم في مستويات الجلوكوز، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
  • هرمون الكورتيزول “Cortisol Hormone”: يُنتج هذا الهرمون عندما يتعرض الشخص لضغوط أو نتيجة عدم النوم الكافي، ويؤدي ارتفاعه في الدم إلى زيادة الشهية لتناول الطعام، وبالتّالي زيادة الوزن، خاصةً في منطقة البطن، ويُعرف ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول بمتلازمة كوشينغ الناتجة عن اضطراب هرمون الكورتيزول في الدم، ومن الأعراض السريرية لهذه المتلازمة ترقق الجلد وسهولة تكدمه، والأرق الليلي، والاكتئاب، وفقدان الشهوة الجنسية، وانقطاع الطمث أو عدم انتظامه، وترقق العظام، وارتفاع ضغط الدم، وعدم تحمّل الجلوكوز، وبالتّالي الإصابة بمرض السكري.

الأسباب المؤدية إلى زيادة الوزن

تشمل الأسباب الأخرى المؤدية إلى زيادة الوزن بجانب الأسباب الهرمونية ما يأتي:

  • العوامل الوراثية: تلعب العوامل الوراثية دورًا في التعرض للسمنة، إذ يكون الأطفال أكثر عرضة للسمنة في حال كان الوالدان كذلك، وهذا لا يعني أن السمنة محددة مسبقًا، ولكن العوامل الوراثية تلعب دورًا أساسيًا فيها.
  • تناول الوجبات السريعة: تحتوي الأطعمة المعالجة بشكل كبير على الكثير من المكونات المكررة والإضافات الأخرى، كما أنها مصممة لتكون رخيصة، وطويلة الأمد، وذات مذاق يصعب مقاومته، وهو ما يعزز من الإفراط في تناول الطعام، ويحدث ذلك أيضًا في الأطعمة المحلاة بالسكر والغنية بالدهون التي يمكن مقارنة تأثيرها بالكحول والكوكايين والنيكوتين والقنب، فتسبب الإدمان على تناول الطعام وعدم القدرة على مقاومته.
  • تناول بعض الأدوية: تسبب بعض الأدوية زيادة الوزن كأحد الآثار الجانبية، مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية سكري، ومضادات الذهان، إذ تغير هذه الأدوية من وظيفة الجسم والدماغ، وتقلل معدل الأيض أو تزيد الشهية.
  • التضليل: ينتشر التضليل في جميع أنحاء العالم بشأن الصحة والتغذية، إذ يحصل الناس على هذه المعلومات من مواقع الإنترنت غير الدقيقة أو حتى غير الصحيحة كما تبالغ بعض المواقع في تفسير نتائج الدراسات العلمية أو تسيء تفسيرها، وغالبًا ما تظهر نتائج غير صحيحة إثر ذلك، كما قد تكون المعلومات قديمة أو تستند إلى نظريات لم تُثبت بالكامل.

تأثير الوزن على الأداء الجنسي للرجال

تؤثر زيادة الوزن على الصحة عامةً، كما أنها تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك المشكلات الجنسية لدى الرجال، إذ يواجه الرجال ذوو الوزن الزائد بعض التغييرات الجنسية وصعوبة في ممارسة الجنس أكثر من الرجال النحيفين، إذ يعد العجز الجنسي أحد الآثار الجانبية للسمنة، بما في ذلك حالات ضعف الانتصاب، مما يؤدي إلى القلق وضعف الأداء الجنسي، بالإضافة إلى ذلك فإن الرجال قد يواجهون مشكلة متلازمة القضيب

السابق
اسباب خدر القدم
التالي
بحث علمي عن الفيروسات

اترك تعليقاً