اسلاميات

بين حدود عورة كل من الرجل والمراة كتاب الحديث

بين حدود عورة كل من الرجل والمراة كتاب الحديث

بين حدود عورة كل من الرجل والمراة كتاب الحديث ، من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ لكل من الرجل والمرأيوجد عورة حددتها الشريعة الإسلامية ووضعت لها الضوابط وكل ذلك سيتمّ التعرف عليه فيما يأتي.

ستر العورة

إنّ للرجال وللنساء عوراتٌ لا بدّ من أن يواريها المرء في حياته الشخصيّة وحياته التعبّديّة، فلا يجوز للرجال أن تنكشف عوراتهم أمام أنفسهم أو أمام النساء، وكذلك النساء لا يجوز أن يكشفن عوراتهنّ أمام أنفسهنّ ولا أمام الرجال، إلا أن يكونا حلٌّ لبعضهما البعض، وقد أشار الخالق سبحانه في القرآن الكريم إلى أنّ العورة هي سوأة لا بدّ من مواراتها، قال تعالى في سورة الأعراف: {فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ}، ويرى المفسرون أنّ ما كان يستر سيّدنا آدم وأمّنا حواء هو النّور، فلمّا ظلما أنفسهما بأكل ما حرّم الله عليهما أكله من الشجرة تخامد النور الذي كان يسترهما فبانت عورتيهما، والخلاصة أنّ العورة سوأةٌ لا بدّ على المرء أن يحرص دوماً على سترها، وخاصّةً في صلاته عندما يقف المسلم بين يدي ربّه، فما هو حكم ستر العورة في الصلاة.

بين حدود عورة كل من الرجل والمراة كتاب الحديث

إنّ حدود العورة بالنسبة للرجل فهي من السرة إلى الركبة، وأما بالنسبة للمرأة فكلها عورة ما عدا الوجه والكفين، وتفصيل ذلك فيما يأتي:

حدود عورة الرجل

اتفقت المذاهب الأربعة على أن عورة الرجل ما بين السرة والركبة، وليس أسفل الركبة وأعلى السرة كما يظن البعض، وهذا هو المذهب عند الحنابلة، وقال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: والصَّحِيحُ مِنْ الْمَذْهَبِ: أَنَّ عَوْرَةَ الرَّجُلِ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ، وَعَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْأَصْحَابِ نَصَّ عَلَيْهِ فِي رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ، وجاء أيضًا في الموسوعة الفقهية: أن عورة الرّجل في الصّلاة وخارجها، وتكون عورة الرّجل في الصّلاة وخارجها ما بين السّرّة والرّكبة عند الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة، وهو رأي أكثر الفقهاء لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “أسفل السّرّة وفوق الرّكبتين من العورة” وفي روايةٍ عن أحمد أنّها الفرجان فقط لما روي عن أنسٍ -رضي الله عنه- أنه قال: “أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم خيبر حسر الإزار عن فخذه حتّى إنّي لأنظر إلى بياض فخذ النّبيّ”.

حدود عورة المرأة

قد نص عامة العلماء على أن عورة المرأة عند المرأة المسلمة كعورة الرجل بالنسبة للرجل، ومذهب الجمهور أن عورة الرجل للرجل ما بين سرته وركبته فتكونُ عورة المرأة للمرأة كذلك أي ما بين السرة والركبة، وذهب الفقهاء إلى أن عورة المرأة بالنسبة للمرأة هي كعورة الرجل إلى الرجل، أي ما بين السرة والركبة، ولذا يجوز لها النظر إلى جميع بدنها عدا ما بين هذين العضوين، وذلك لوجود المجانسة وانعدام الشهوة غالبًا، ولكن يحرم ذلك مع الشهوة وخوف الفتنة.

وقال بعض الفقهاء أن عورة المرأة للمرأة هي السوأتانِ فقط بناء على أن عورة الرجل هي السوأتان، وهو قول في مذهب مالك وأحمد، وقال العلماء: وللمرأة مع المرأة والرجل مع الرجل النظر إلى ما عدا ما بين السرة والركبة، حيث يجوز للمرأة المسلمة النظر من المرأة المسلمة إلى ما عدا ما بين السرة والركبة، وجزم في ذلك العديد من الفقهاء، والصحيح من المذهب أنها لا تنظر منها إلا إلى غير العورة، والراجح هو أن عورة المرأة للمرأة ما بين السرة.

وأما بالنسبة للقول الثالث نرى أنه أحوط الأقوال وأبعدها عن الريبة والفتنة فضلاً عن أنه يتماشى مع ظاهر القرآن، وهو أن عورة المرأة عند أختها المسلمة هو ما يظهرُ غالباً أي مواضع الزينة، تماماً كالذي تظهره المرأة عند محارمها، فقد قارن الله النساء في الآية بالمحارم، فاستدل به من قال باستوائهم فيما يجوز أن تظهره المرأة أمامهم، قال عز وجل: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} وقد رجح هذا القول جمعٌ من محققي العلماء.

حكم ستر العورة في الصلاة

إنّ حكم ستر العورة في الصورة العامة والصلاة خاصة من الأمور التي لم يختلف فيها أهل العلم من الاختصاص بالأحكام الشرعيّة، وذلك على الرّغم من الخلاف الحاصل حول وجوب ستر العورة للمرء في حال كان يختلي بنفسه، حتى أن حكم ستر العورة في الصلاة فهو واجبٌ باتّفاق العلماء، فلا تجوز صلاة المرء عريانًا مع القدرة على اللباس.

حكم انكشاف اليسير من العورة في الصلاة

بعد توضيح حكم ستر العورة في الصلاة قد يجول في خاطر المرء بعض التساؤلات التي تثير الشكوك في نفسه، كأن يعرف ما هو حكم انكشاف اليسير من العورة في الصلاة، فقد تكون الثياب فيها ثقبٌ صغيرٌ يكشف العورة ونحو ذلك، وفي هذا الصدد سيتمّ استعراض بعض الآراء لأهل العلم فيما سيأتي:

  • الإمام النووي: والذي بيّن مذاهب العلماء في أقواله، فقد قال أبو حنيفة: إنّ كشف ما يعادل حتّى الربع من العضو لا يبطل الصلاة، وما زاد عن ذلك يبطلها، وقال أبو يوسف: إن كشف ما يعادل النصف لايبطلها وما كان أكثر فهي باطلة، وأمّا عن بعض أصحاب مالك فقد رأوا أنّ ستر العورة واجبٌ وليس بشرط.
  • الحنابلة: والذين رجّحوا أنّ انكشاف القليل من العورة لا يكون مضرًّا بالصلاة، وذلك استنادًا إلى مبدأ مما يشق التحرز منه فسومح فيه.

إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: بين حدود عورة كل من الرجل والمراة كتاب الحديث ، وتبين أنّ حد العورة للمرأة كلها باستثناء وجهها وكفيها وذلك فيه خلاف، وأما بالنسبة لعورة الرجل فهي من السرة إلى الركبة على القول الراجح.

السابق
اصدار هوية وطنية للتابعين
التالي
من أمثلة الأجهزة الذكية

اترك تعليقاً