اسلاميات

دل قوله تعالى هو الذي مرج البحرين على ألوهية الله عز وجل

دل قوله تعالى هو الذي مرج البحرين على ألوهية الله عز وجل

دل قوله تعالى هو الذي مرج البحرين على ألوهية الله عز وجل ، من الأسئلة التي سيتم بيان إجابته في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ هذا السؤال من الألغاز الرائعة التي يُمكن الاستعانة بها من أجل غرس المعلوات للطلاب بشكل رائع، وهذا من قبيل صح أم خطأ، لذلك سيتم معرفة الإجابة على هذا السؤال إذا كانت صحيحة أم خاطئة.

دل قوله تعالى هو الذي مرج البحرين على ألوهية الله عز وجل

إن الإجابة على سؤال: دل قوله تعالى هو الذي مرج البحرين على ألوهية الله عز وجل هي: إجابة خاطئة، بل هي توحيد ربوبية، فمن الجدير بالذّكر أنّ أفعال الله تعالى المتعلقة بذاته؛ كالرزق والخلق وغيرها فتسمى ربوبية، وهيأن الإنسان يعتقد أن الله سبحانه وتعالى هو الأحد الصمد الخالق والواحد والمميت والرزاق، ويؤمن بكل أسمائه الحسنى فهذا هو أكمل توحيدًا للربوبية، وهي تدل من اسمها على توحيد الرب وتنزيهه عن الشريك والولد، ولو تعددت الآلهة لأصبح الكون يشوبه عدم النظام والتشتت والاختلاف، لذلك فإن المدبر للكون واحد ويجب على جميع المسلمين ان يعتقدوا هذا اعتقادًا جازمًا لا شك فيه ولا ريب.

الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية

توحيد الربوبية هي وضع الله فروض للعبادة، وهي أيضًا نفس مضمون توحيد الألوهية وعلى الإنسان أن يؤمن كل الإيمان بأن الله وحده لا شريك له وهو خالق الكون والمسيطر الوحيد على الكون، وأنه خلق كل شيء للعبادة سواء كان إنسان، أو جن، ورياح، وعواصف كل شيء خلق لعبادة الله ومثل قوله تعالى “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”.

والفرق الوحيد بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، هو أن توحيد الربوبية يعتمد على أفعال الخالق وتصريفه لشئون الكون، وتوحيد الألوهية يعتمد على أفعال الأنس والجن وحصرهم في دعوة أن الله وحده لا شريك له وهو خالق والبارئ، وعبادة الله وحده.

توحيد الربوبية في القرآن الكريم

تتعدد سور القرآن التي تحمل آيات تفسر توحيد الربوبية، ومن هذه الآيات ما يلي:

  • قوله تعالى “إن الله ربكم الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين”، وتدل الآية الكريمة على أن كل هذه الأفعال تدل على الربوبية.
  • وأيضًا قوله تعالى:” قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون”، فأفعال الله وأنعامه تتعدد على الإنسان سواء في الموت أو الحياة، وكلها أدلة وأفعال على توحيد الربوبية.
  • وأيضًا قوله تعالى” إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم”. ولطف الله على الإنسان وتدابيره وتصرفه في الكون فهي من أفعال الربوبية.

صور لتوحيد الربوبية عند كفار قريش

كان الكفار يعرفون الله ويعرفون ربوبيته وملكه، وكانوا يعبدونه ويخلصون له أنواعًا من العبادات؛ مثل: الحج والصدقة والذبح والنذر والدعاء وقت الاضطرار ونحو ذلك، حيث كانوا يدَّعون أنهم على ملة سيدنا إبراهيم -عليه السَّلام- فأنزل الله تعالى ذلك في كتابه العزيز فقال: “ما كان إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”، كما كان بعضهم يؤمن بالبعث والحساب وبعضهم يؤمن بالقدر، وبرز ذلك في بعض أشعارهم. ومن أمثلته ما يلي:

  • قال زهير:

يؤخِّرْ فيوضعْ في كتابٍ فيدَّخرْ
ليومِ الحسابِ أو يعجِّلْ فينـقمِ

  • وقال عنترة:

يا عبلُ أينَ منَ المنيةِ مهـــربٌ
إنْ كان ربي في السَّماء قضاها

ومع وجود ذلك في أشعارهم، فما الذي جعلهم يستحلون سفك دمائهم وسبي نسائهم وإباحة أموالهم على الرغم من الإقرار والمعرفة! ما ذاك إلا لإشراكهم في توحيد العبادة الذي هو معنى لا إله إلا الله، وقال ابن القيم في معناه؛ أن ما كان له سبحانه فهو متعلق بألوهيته، وما كان به فهو متعلق بربوبيته، وما تعلق بألوهيته أشرف مما تعلق بربوبيته، لذا كان توحيد الألوهية هو المنجي من الشرك، فإن عباد الأصنام كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيء، لكن لما لم يأتوا بتوحيد الألوهية وهو عبادته وحده لا شريك له، لم ينفعهم توحيد ربوبيته.

أهمية توحيد الألوهية

توحيد الربوبية يمثل معنى قول: “لا إله إلا الله”، فالإله الحقَّ هو المعبود بالمحبَّة والخشية، والإجلال والتعظيم، وأنواع العبادة كلها، وهو أوَّل ما يجب على المُكلَّف وآخرُ واجبٍ عليه، كما أنه أوَّل ما يدخل به الفرد للإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا، وقد أفصح القرآن الكريم عن هذا النوع جدَّ الإفصاح، وضرَب له الأمثال؛ فكلَّ سورة في القرآن فيها دَّلالة على هذا التوحيد، ومن أجْل هذا التوحيد خُلِقت الناس، وأُرْسِلت الرُّسل، وأُنْزِلت الكتب، وفيه افترَق الناس إلى مؤمنين وكفَّار، وسُعداء الذين هم أهل الجنة، وأشقياء الذين هم أهل النار، وهو أوَّل أمْرٍ في القرآن؛ كما قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.

والتوحيد هو المِفتاح الرئيسي لدعوة الرُّسل، وهو مَقصد رسالتهم، كما أنه مَحَطُّ اهتمامهم الأوَّل، ومَحَكُّ الخلاف بينهم وبين أقوامهم، وعند تتبُّع قَصص الأنبياء في القرآن يتبين لك هذا الأمر بوضوحٍ، وأمَّا رسالة رسولنا صلَّى الله عليه وسلَّم فقد كانت تتمثل في الدعوةُ إلى التوحيد وعبادة الله، وهي أوَّلَ ما بدَأ به – صلَّى الله عليه وسلَّم – وبَقِي في مكَّةَ لا هَمَّ له بالليل أو النهار إلاَّ غَرْسُ التوحيد في القلوب وإخلاص العبادة لله وحْده؛ امتثالاً لأمْر الله سبحانه وتعالى لمدة ثلاثة عشر عامًا.

إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: دل قوله تعالى هو الذي مرج البحرين على ألوهية الله عز وجل ، وتبين أنّ الإجابة خاطئة، كما بينا الفرق بين توحيد اللةهية والربوبية وتعرف كل منهما.
السابق
في اول الشهر لا نستطيع رؤية القمر ويسمى هذا الطور
التالي
كمية الحليب التي يحتاجها الانسان في اليوم الواحد من عمر ٩ الى ١٨ ؟

اترك تعليقاً