اسلاميات

صحابي كانت أمه كافرة فذهب إلى الرسول

صحابي كانت أمه كافرة فذهب إلى الرسول

صحابي كانت أمه كافرة فذهب إلى الرسول هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ برَّ الوالدين لا يقتصر على طاعنهم بالمعروف، بل يتعدَّى إلى أكثر من ذلك وله صورٌ عديدة، ومن صور برِّ الوالدين الخوف عليه من العذاب والعقاب، ودعوتهم إلى الحقِّ، وقد تجلَّت هذه الصورة من برِّ الوالدين عند أحد الصحابة، فمن هو هذا الصحابي؟ وهل أسلمت أمه؟ وما هي قصة إسلامها؟

صحابي كانت أمه كافرة فذهب إلى الرسول

إنَّ الصحابي الذي لجأ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حزنًا لكفر أمه، هو الصحاب الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- وكان قد دعاها سابقًا إلى الإسلام فأبت، ثمَّ عندما ذهب أبو هريرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطلب منه الدعاء لها بالهداية، كشف الله -عزَّ وجلَّ- الضلالة عن عينها والغشاوة عن قلبها وأسلمت، وفيما يأتي قصة إسلامها بالتفصيل:

قصة إسلام أم أبي هريرة

بعد الإجابة على سؤال صحابي كانت أمه كافرة فذهب إلى الرسول، سيتمُّ بيان قصة إسلامها، حيث أخرجها مسلم في صحيحه، حيث رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- أنَّه قال: “كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إلى الإسْلَامِ وَهي مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فأسْمعتْنِي في رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما أَكْرَهُ، فأتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، قُلتُ يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إلى الإسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا اليومَ فأسْمعتْنِي فِيكَ ما أَكْرَهُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بدَعْوَةِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إلى البَابِ، فَإِذَا هو مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقالَتْ: مَكَانَكَ يا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ المَاءِ، قالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عن خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ البَابَ، ثُمَّ قالَتْ: يا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الفَرَحِ. قالَ: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه وَقالَ خَيْرًا، قالَ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إلى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إلَيْنَا، قالَ: فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ، فَما خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بي وَلَا يَرَانِي إلَّا أَحَبَّنِي”.

أساليب الدعوة

في ختام مقال صحابي كانت أمه كافرة فذهب إلى الرسول، سيتمُّ ذكر بعض أساليب الدعوة إلى الإسلام، مع ضرورة التنبيه إلى ضرورة تنويع الداعية بأساليب دعوته؛ إذ كلُّ إنسانٍ يحتاج إلى أسلوبٍ خاصٍ به، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الأساليب:

  • الدعوة بتلطّفٍ ولينٍ: ينبغي على الداعية المسلم أن يتحلّى بصفة الحلم والصبر، فيعامل الناس معاملةً طيبةً رقيقةً يكسب بها قلوبهم، وقد جاء ذلك في قوله -تعالى-: {وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ}.
  • الدعوة بالحجج والبراهين: لا بدّ للداعية أن يكون ملمّاً بما يدعو إليه من الكتاب والسنة النبوية؛ إذ أنَّ بعض الأشخاص من الممكن أن لا يقتنع إلا بأدلّةٍ وبراهين، وما يدلُّ على هذا الأسلوب من كتاب الله قوله تعالى: {ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ}.
  • الترغيب: ويكون ذلك بذكر كل الأمور التي تحببهم في دين الإسلام، وتشوّقهم لقبول الحق والثبات عليه، والحديث عن الثواب الذي سيلقونه عندما يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، ويصبرون على الأذى في سبيله.
  • الترهيب: ويتم ذلك من خلال تخويف المدعوّين من عذاب النار وسخط الله سبحانه وتعالى، وسرد قصص الأقوام السابقة الذين عوقبوا في الدنيا والآخرة بسبب غرقهم بالمعاصي واستمرار فعلها، والتحذير من الطغيان والكفر والفسوق، ومن الانصراف عن طاعة الله والامتثال لأوامره.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال صحابي كانت أمه كافرة فذهب إلى الرسول والذي تمَّ التعريف في بهذا الصحاب الجليل، وذكر قصة إسلام أمِّه، وفي الختام تمَّ ذكر بعض الأساليب التي لا بدَّ للداعية استخدامها في دعوته.

السابق
دعاء عن المرأة المسلمة وأجمل الأدعية عن الحجاب والستر
التالي
أهمية الجذور

اترك تعليقاً