ضغط في الاذنين

مفهوم الضغط في الأذنين

يُعرف ضغط الأذنين في العربية بالرضح الضغطي، وفي الإنكليزية بـ “Ear Barotrauma”، وهي حالة تشير إلى حدوث انزعاج سببه اختلاف الضغط داخل طبلة الأذن عن خارجها؛ إذ عادة ما يكون الضغط داخل الأذن الوسطى مساويًا للضغط خارجها، ويوجد هنالك ما يُعرف بقناة يوستاكيوس، أو النفير، الذي يربط بين الأذن الوسطى ومؤخرة الأنف وأعلى الحلق، ومن الطبيعي أن يفتح النفير في حال البلع أو التثاؤب للسماح للهواء بالدخول والخروج من الأذن الوسطى ومعادلة الضغط الواقع على كِلا جهتي طبلة الأذن، لكن في حال انسداد النفير، سيصبح مستوى الضغط في الأذن الوسطى مختلفًا عن الضغط في الخارج، مما يؤدي إلى حصول الرضح الضغطي أو تشكل الضغط في الأذنين.

أسباب الضغط في الأذنين

تصيب حالة الضغط في الأذن الكثير من الأفراد، خاصة عند وصولهم إلى ارتفاعات عالية، أثناء ركوب الطائرة على سبيل المثال، لكنها لا تُعد حالة خطرة أو مؤذية عمومًا، لكن في الحقيقة تُعد هذه المشكلة أحد أكثر المشاكل التي يُعاني منها الأفراد عند ركوبهم الطائرة، ويظهر ضررها كثيرًا على الأطفال الصغار والرضع، بسبب عدم اكتمال تشكل الأذن لديهم، والشيء نفسه قد يحدث عند الغوص تحت الماء؛ فمن المعروف أنه كلما زاد العمق تحت الماء زاد الضغط أيضًا، ويشكوا بعض الناس من هذه الظاهرة كذلك عند الركوب في المصاعد، كما أنها تظهر عند احتقان الأنف على إثر الإصابة بالحساسية، أو الزكام، أو الالتهابات التنفسية، كما قد يكون انسداد النفير ناجمًا عن مشكلة خلقية منذ الولادة في بعض الحالات.

أعراض الضغط في الأذنين

تختلف اعراض حالة الضغط في الأذنين باختلاف شدتها وطول التعرض لها؛ ففي البداية يشعر الفرد بضغط مزعج في داخل الأذن، لكن قد يتطور ذلك ويُصبح أكثر سوءًا، وقد يزول نهائيًا عند مساوة الضغط الخارجي للضغط الداخلي للأذن، لكن عند نشوء هذه المشكلة قد يكون بعض الأفراد عرضة للإصابة بأعراض إضافية ناتجة عن حالات طبية أخرى، مثل الأمراض أو انسداد الأذن الوسطى، ويُصنف الأطباء حالات الضغط في الأذنين إلى حالات حادة وأخرى مزمنة، وتوصف الحالات الحادة بكونها شائعة وغير مؤذية غالبًا، بينما توصف الحالات المزمنة بحدوثها لفترات طويلة وتسببها بمضاعفات، ومن بين الأعراض التي قد يشكو منها الفرد عند بدء إصابته بالضغط في الأذنين -أي في الحالات الخفيفة- ما يلي:

• صعوبة في السمع أو فقدان خفيف للسمع.
• الدوار والشعور بالانزعاج في الأذن.
• الشعور بالامتلاء في الاذن. أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الضغط في الأذن، أو في حال استمر الضغط في الأذنين دون علاج، فإن الفرد قد يُعاني من أعراض إضافية، منها:
• تضرر طبلة الأذن.
• تسرب السوائل أو النزيف من الأذن.
• زيادة بحدة الألم في الأذن.
• الإحساس بالضغط في الأذن لدرجة شبيهة بشعور الغوص تحت الماء.
• فقدان متوسط إلى خطير للسمع.

علاج الضغط في الأذنين

تُشفى معظم حالات الضغط في الأذنين دون أي علاج في الكثير من الأحيان، وينصح الخبراء باتباع طرق ذاتية بسيطة للتعامل مع المشكلة مثل التثاؤب، وعلك العلكة، وممارسة التمارين التنفسية، واللجوء إلى أدوية مضادات الهستامين أو مزيلات الاحتقان، أما في الحالات الخطيرة أو الشديدة، فإن الطبيب قد يصف المضادات الحيوية أو الستيرويد في حال كانت العدوى هي المتسببة بها، لكن قد يؤدي الضغط في الأذنين إلى تمزيق طبلة الأذن في بعض الحالات، وعادة ما تحتاج طبلة الأذن الممزقة إلى أكثر من شهرين لتتعافى وتلتئم من جديد، أما في حال عدم استجابة الأعراض إلى أساليب العناية الذاتية، فإن الطبيب قد ينصح بإجراء عملية جراحية من أجل تجنب الضرر الدائم على طبلة الأذن، وفي الحقيقة فإن هنالك أكثر من خيار جراحي لحل المشكلة، من بينها وضع أنابيب الأذن، وهي عبارة عن أسطوانات صغيرة يضعها الطبيب من أجل تحفيز تدفق الهواء إلى الأذن الوسطى، كما يوجد هنالك خيار جراحي آخر لحل المشكلة يتضمن عمل شق صغير في طبلة الأذن للسماح للضغط بالتعادل بصورة أفضل، لكن الشق سيكون مؤقتًا، وسيلتئم ذاتيًا وبوتيرة سريعة، ولن يكون حلًا دائمًا.

الوقاية من الضغط في الأذنين

يُعد التخطيط المسبق لمواجهة التغيرات المتعلقة بالارتفاع أفضل طريقة لمنع الضغط في الأذن؛ فعلى سبيل المثال، يُمكن للأفراد الذين يخططون لركوب الطائرة أن يستعينوا بالطعام، أو بعلك العلكة، أو بمص قطعة من الحلوة؛ لأن ذلك كله يزيد من الحاجة للابتلاع وتغيير الضغط في الأذن، وينصح الخبراء الرضع والأطفال الصغار بمص الرضاعات أو قوارير الرضاعة لمواجهة هذه المشكلة، كما من الجدير بالذكر أن هنالك سدادات أذن خاصة متوفرة لهذه المشكلة أثناء الطيران وغالبًا لا يلزم وصفة طبية للحصول عليها، وقد توجد في داخل المطارات أحيانًا، لكن للأسف لن تكون هذه السدادات مناسبة لحل المشكلة أثناء الغوص لأعماق كبيرة.