الامارات

علاج الهلع

علاج الهلع

الهلع

تتميز نوبات الهلع أو الذعر بطبيعتها المخيفة والمفزعة بالنسبة للأفراد الذين يمرون بها، لكنها بالطبع تبقى غير مؤذية بدنيًا على الرغم من شعور المصابين بآلام في الصدر، وتسارع نبضات القلب، وأعراض أخرى شبيهة بأعراض النوبات القلبية أحيانًا، وقد يشعر البعض منهم بالاختناق وبقرب ساعة الموت، وتشير بيانات الخبراء على مرور الكثير من الناس بتجربة التعرض لنوبات الهلع ولو لمرة واحدة أثناء حياتهم، لكن آخرون قد يمرون بنوبات متكررة من الهلع إلى درجة يضطرون عندها إلى استشارة أطباء النفس، وعادةً ما تشير نوبات الهلع إلى الإصابة بأحد اضطرابات القلق أو الاكتئاب، وللأسف غالبًا ما تحدث نوبات الهلع بصورة مفاجئة ودون أي مقدمات، وقد يُصاحبها أحيانًا شعور بالخوف غير المبرر أو الفوبيا أيضًا.

علاج الهلع

يحاول الطبيب في البداية التعرف على الأسباب الحقيقة التي أدت إلى ظهور الأعراض الشبيهة بأعراض أمراض القلب الخطيرة؛ كتسارع نبضات القلب مثلًا، وهذا سيتطلب إجراء فحوصات بدنية شاملة للتأكد بأن أعراض الهلع ليس لها علاقة بأمراض القلب، وفي حال كان ذلك صحيحًا، فإن الطبيب سيلجأ إلى تحويل المريض إلى أحد أطباء النفس الذين يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع حالات الإصابة بالهلع أو الذعر، وعادةً ما تتضمن العلاجات المقدمة للتعامل مع هذه الحالات كل من الآتي:

  • العلاج النفسي: يسعى طبيب النفس إلى شرح ماهية نوبات الهلع وكيفية التعامل معها للمريض، وهذا بالطبع سيتطلب الوصول في البداية إلى طبيعة المواقف الحياتية أو الأفكار التي تؤدي إلى الإصابة بهذه النوبات في الأساس، وسيحاول الطبيب إقناع المريض بأن هذه المواقف ليست بالأمور المخيفة أو المرعبة كما يتصورها المصاب، كما سيحاول الطبيب إخبار المريض بأن الأعراض السيئة التي يشعر بها ليست مؤذية كثيرًا، وقد ينجح الطبيب في تعليم المريض أساليب مناسبة للتعامل مع نوبات الهلع عند حدوثها، وقد تتضمن هذه الأساليب -مثلًا- إرشاد المريض إلى كيفية السيطرة على الوظائف التنفسية أثناء المرور بنوبات الهلع من أجل الشعور بمزيدٍ من الراحة والتأقلم مع الهلع، وسيكون من الواجب على المريض تمرين نفسه على أداء هذه الأساليب والمهارات بانتظام من أجل الاستفادة منها عند الحاجة.
  • الأدوية: يتوجه الطبيب أحيانًا إلى النصح بضرورة تناول بعض أنواع الأدوية لتقليل حدة أعراض نوبات الهلع التي يمر بها المريض، ومن بين أهم أنواع الأدوية التي توصف لهذه الغرض ما يلي:
    • مضادات الاكتئاب: تُعد مضادات الاكتئاب بمثابة الخيار الأول لمنع حصول نوبات الهلع في المستقبل.
    • مضادات القلق: يشتهر دواء البنزوديازيبين بكونه أحد أشهر مضادات القلق التي يلجأ إليها الأطباء لعلاج نوبات الهلع، لكن الأطباء قد يمتنعون عن وصفها للمرضى في حال أصبحت احتمالية الإدمان عليها واردة عند المريض.
    • أدوية أخرى: يضطر الطبيب أحيانًا إلى وصف أدوية خاصة بعلاج عدم انتظام نبضات القلب عند بعض المرضى.
  • أساليب أخرى: يتمكن بعض المرضى من تخفيف حدة نوبات الهلع لديهم عبر الاستعانة بأساليب بسيطة؛ كممارسة اليوغا، وممارسة الأنشطة البدنية، والإبر الصينية، والتوقف عن شرب المشروبات الكحولية والتدخين، بالإضافة إلى الحرص على الحصول على قسطٍ وافر من النوم يوميًا، أما بالنسبة إلى تناول المكملات الغذائية فإن الأدلة العلمية ما زالت غير كافية لتأييد جدوى أي منها.

تشخيص الهلع

يُسارع الكثير من المصابين بنوبات الهلع إلى الذهاب إلى طوارئ المشفى ظنًا منهم بأن الذي يُعانون منه هو نوبة قلبية، وسيحاول الأطباء والعاملون في المشفى إجراء الكثير من الفحوصات للتأكد من طبيعة النوبة القلبية التي يظن الفرد أنه مصابًا بها، وقد يلجؤون إلى إجراء فحوصات الدم وفحوصات تخطيط القلب أيضًا للكشف بدقة عن صحة القلب، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة سيتبين لهم عدم حاجة المريض إلى علاجات النوبة القلبية لأن الفحوصات المخبرية والبدنية لم تتوصل إلى ما يثبت ذلك، وقد يضطر المريض بعد ذلك إلى الذهاب إلى الطبيب من أجل إجراء فحوصات نفسية لتشخيص نوبات الهلع بعد التأكد تمامًا من عدم وجود مشاكل بدنية أخرى لدى المريض.

السابق
ما مدى خطورة ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء؟
التالي
مدينة أفلاطون الفاضلة

اترك تعليقاً