الامارات

فوائد علم النفس

فوائد علم النفس

علم النفس

يسعى علماء النفس إلى استكشاف العلاقة بين وظائف الدماغ والسلوكيات التي يتبعها البشر، فضلًا عن الانعكاسات البيئية على سلوكيات البشر أيضًا، ويتميز علم النفس بتعدد نواحيه وأقسامه، لكنه يبقى في النهاية أحد الفروع العلمية التي تعتمد على البحث العلمي وتقصي الحقائق بهدف علاج وتشخيص المشاكل النفسية عند الناس، ويرى الخبراء أن لدراسات وأبحاث علم النفس فوائد كثيرة ليس على الأفراد فحسب، وإنما على المجتمعات والجماعات البشرية ككل، ويلعب علم النفس دورًا محوريًا في تعزيز درجة الفهم لدى المدرسين والمعلمين لتمكينهم من فهم الطلاب والأطفال وإيجاد خطط تعليمة أنسب لهم ولمستقبلهم، ومن المثير للاهتمام أن علماء وأخصائي علم النفس تمكنوا من حجز مكانٍ لهم في الكثير من الشركات والمؤسسات العملاقة، بما في ذلك شركة غوغل، ووكالة ناسا، وبعض شركات الطيران، وغيرها الكثير، وهذا إن دل فإنه يدل على أن لعلم النفس مكانة مهمة وفوائد كثيرة لا يجب تجاهلها على الإطلاق، وسنبين لكم في الأسطر التالية بعض أهم الفوائد المتعلقة بدراسة علم النفس وفوائد العلاجات النفسية المختلفة.

فوائد دراسة علم النفس

يتخصص الكثير من الطلاب في دراسة علم النفس، كما أن آخرين يضطرون إلى أخذ كورسات لعلم النفس أثناء دراستهم الجامعية، وقد تتضمن هذه الكورسات مواضيع مختلفة مرتبطة بعلم النفس؛ كعلم البشريات، وعلم الاجتماع، ومواضيع متعلقة بالشخصية والسلوك والإدراك، وغيرها من المواضيع النفسية، وتوجد الكثير من الفوائد التي يجنيها الأفراد الذين يدرسون علم النفس، مثل:

  • فهم الآخرين: تُساهم دراسة علم النفس في فهم طريقة تفكير الأفراد الآخرين وسلوكياتهم الاجتماعية، وهذا الأمر يُعد أمرًا ضروريًا للأفراد الذين يعملون في مجالات تتطلب منهم التعامل مباشرة مع الناس؛ كالممرضين والمعلمين، كما يُصبح من السهل على الأفراد تكوين علاقات أكثر متانة مع عائلاتهم، وأصدقائهم، وزملائهم في العمل.
  • فهم الذات: لا يُساهم علم النفس في تمكين الأفراد من فهم الآخرين من حولهم فحسب، وإنما يُساهم كذلك في إكسابهم لفهم أعمق لذاتهم وتصرفاتهم وشخصياتهم ودوافعهم الداخلية وطرق تفكيرهم، وهذا ينعكس إيجابًا على العلاقات الاجتماعية ويجعل الفرد واعيًا بمكانته في العالم.
  • تعزيز مهارات التفكير النقدي: يُصبح الفرد على دراية أكثر بالطريقة أو العقلية العلمية عند دراسته لعلم النفس، وهذا يجعله قادرًا على تقييم مصادر المعلومات التي تقع بين يديه، فضلًا عن تعزيز قدرات التفكير النقدي نحو الأشياء العملية والحياتية.
  • فوائد أخرى: يتمكن الأفراد الدراسون لعلم النفس من إيجاد فرص وظيفية في مجالات تتعدى علم النفس؛ بسبب معرفتهم بالسلوكيات البشرية وطرق تفكير الناس، كما يكتسب هؤلاء الأفراد قدرات اجتماعية تجعلهم أكثر مقدرة على كسب الأصدقاء وشركاء الحياة.

فوائد العلاج النفسي

يضطر الكثيرون إلى الذهاب إلى أخصائي علم النفس لعلاج المشاكل النفسية التي يُعانون منها، خاصة بعد ظهور أعراض هذه المشاكل بوضوح عليهم؛ ككثرة التفكير بالأزمات النفسية، والبحث عن العقاقير المخدرة للتأقلم مع المشاكل النفسية، وانحدار الآداء الوظيفي، ومشاكل العلاقات العاطفية، وغيرها من الأعراض النفسية السيئة، ولحسن الحظ فإن العلاجات النفسية متوفرة لحل هذه المشاكل وبإمكان هذه العلاجات أن تكون ذات فوائد كثيرة أيضًا، مثل:

  • التقبل والثقة بالنفس: يُعاني البعض من فقدان الثقة بأنفسهم وعدم تقبل الأشياء والخصائص التي لديهم على الرغم من إمكانية أن لا يكونوا مصابين أصلًا بالاكتئاب أو أي من المشاكل النفسية الأخرى، وهنا تكمن فائدة العلاج النفسي في إعادة الثقة بالنفس لهؤلاء الأفراد وجعل السعادة هي الأولوية لديهم.
  • إيجاد حلول للمشاكل الأسرية: تُساهم العلاجات النفسية في تحسين التواصل بين شريكي الحياة وإرشادهم إلى طرق جديدة لإعادة الحماسة والعاطفة إلى زواجهما، كما بوسع العلاجات النفسية تحسين علاقتهم بأطفالهم وإطلاعهم على طرق التربية السليمة.
  • استكشاف أهداف الحياة والعمل: يُعاني الكثيرون من عدم الرضا والإحباط عن واقع العمل أو الوظيفة الخاصة بهم، لكنهم وفي نفس الوقت قد يخشون التغيير ولا يجدون حلولًا عملية لمشاكلهم، وهنا قد يبرز دور العلاجات النفسية في إرشادهم إلى الطرق الأنسب لتغيير واقعهم الوظيفي، كما بوسع بعض أخصائيي علم النفس الغوص عميقًا في نفس الإنسان واستكشاف مفاهيم الوجود والحياة لديه.
  • تفريغ العواطف والضغائن: يُساعد العلاج النفسي على تفريغ الضغائن العاطفية والاجتماعية التي نشأت من قبل وكان من الصعب تخطيها أو تناسيها أو حتى مسامحة النفس أو الأفراد المسؤولين عنها، كما يتمكن العلاج النفسي من وضع الفرد في إطارٍ من الحرية التي تسمح له بتفريغ عواطفه والبوح بما في نفسه.
  • علاج المشاكل النفسية: يمتلك أخصائي علم النفس المقدرة والخبرة اللازمة لعلاج الكثير من الأمراض النفسية؛ كالاكتئاب، والقلق، والتوتر، ومشاكل الإدمان، ومشاكل الأكل النفسية، والفوبيا، واضطراب ما بعد الصدمة، وغيرها الكثير من المشاكل النفسية.
  • فوائد أخرى: قد يكون العلاج النفسي أمرًا مفيدًا لتحسين جودة الحياة عند الأفراد المصابين ببعض المشاكل البدنية أيضًا؛ كمرض السكري، ومرض التصلب المتعدد، وأمراض القلب، والجلطة الدماغية، وربما آلام الظهر أيضًا، كما قد يصبح العلاج النفسي ضروريًا بعد التعرض لحادثة مؤلمة، أو موت أحد الأحبة، أو حتى بعد تلقي نبأ الإصابة بالعقم أو ترك العمل.

أنواع العلاج النفسي

يُطلق البعض على العلاج النفسي أحيانًا اسم العلاج بالكلام؛ لأن الطبيب لا يلجأ إلى الأدوية أثناء جلسات هذا العلاج وإنما يكتفي بالكلام فقط، لكن توجد الكثير من أنواع العلاج النفسي المستخدمة لعلاج المشاكل والأمراض النفسية، منها الآتي:

  • العلاج السلوكي: يسعى العلاج السلوكي إلى مساعدة المريض على إدراك حقيقة أن للتغيرات السلوكية انعكاساتٍ مباشرة على طريقة شعوره، وعادةً ما يكون هدف هذا العلاج هو استبدال السلوكيات القديمة والسيئة بسلوكيات أكثر إيجابية.
  • العلاج المعرفي: يهدف العلاج المعرفي إلى تغيير الاعتقادات والأفكار التي تحوم في ذهن المريض وكشف زيفها أو عدم صحتها؛ فمثلًا قد يكون الشعور بالاكتئاب نابعًا من اعتقاد المريض خطئًا بأنه مذنب أو بأنه عديم القيمة، وهذا الاعتقاد قد يكون غير صحيح وبحاجة إلى تغيير، وبإمكان بعض أخصائي علم النفس دمج العلاج المعرفي بالعلاج السلوكي للحصول على ما يُعرف بالعلاج المعرفي السلوكي الذي يهدف إلى التعامل مع الأفكار والسلوكيات معًا.
  • العلاج الديناميكي النفسي: يتمكن العلاج الديناميكي النفسي من تتبع نشأة السلوكيات الخاصة بالمريض منذ المراحل العمرية الأولى له، وهذا يهدف إلى رفع وعي المريض ومساعدته على إدراك حجم تأثير الماضي على سلوكياته الحالية.
  • أنواع أخرى: يتفرع العلاج النفسي إلى أنواع أخرى كثيرة، منها –مثلًا- ما يُعرف بالعلاج التفاعلي الذي يركز على علاقة المريض وعواطفه المرتبطة بالأفراد الآخرين، كما تشتمل أنواع العلاج النفسي كذلك على العلاج العائلي والعلاج الجماعي.
السابق
أضرار الغضب على الجسم
التالي
أسباب قلة الكلام

اترك تعليقاً