كيف ينزل المنى

يتكون المني –أوالسائل المنوي-من مكونان أساسيان؛ هما خلايا الحيوانات المنوية والسائل المغذي لهذه الحيوانات، ولا تُشكل الحيوانات المنوية عادةً أكثر من 10% فقط من حجم السائل المنوي، ويتضمن ما تبقى السوائل المغذية التي تنتجها الغدد والأعضاء التابعة للجهاز التناسلي الذكري وهي؛ البروستاتا، والحويصلات المنوية، وغدد كوبر. وفي الحقيقة فإن الحويصلات المنوية -التي قد لا تكون قد سمعت عنها من قبل-هي مسؤولة لوحدها عن انتاج 65-75% من حجم السائل المنوي! أما البروستاتا فهي مسؤولة عن انتاج 15-30% من مكونات السائل المنوي، لكن بالطبع يبقى هدف وجود السائل المنوي في النهاية هو الحفاظ على الحيوانات المنوية التي تنتجها الخصيتين لغرض التناسل وإتمام الوظائف الجنسية من خلال مساعدة الحيوانات المنوية على الحركة، ويرجع سبب ذلك لاحتواء هذا السائل على مركبات حيوية مهمة لإبقاء الحيوانات المنوية على قيد الحياة؛ مثل سكر الفركتوز، وحمض الستريك، وبعض المعادن الضرورية؛ كالزنك، والمغنيسيوم، وحتى الكالسيوم أيضًا.

كيفية نزول المني

تُدعى عملية نزول المني بين عامة الناس باسم “القذف المنوي”، وهي في المناسبة أحد العمليات المعقدة التي تحتاج إلى تظافر أعضاء تناسلية وبدنية كثيرة في جسم الرجل، بما في ذلك القضيب، والخصيتين، والبروستاتا، والإحليل البولي، والحويصلات المنوية، لكن على أية حال، يبقى بالإمكان تلخيص عملية نزول المني أو السائل المنوي عبر شرح النقاط الآتية:

• يبدأ الأمر أولًا عبر مليء القضيب أو العضو الذكري بالدم ليصل إلى مرحلة الانتصاب، وهذا يحتاج بالطبع إلى تحفيزٍ جنسي كافٍ لدفع الجسم إلى الدخول في مرحلة الاستثارة الجنسية، ليبدأ بعد ذلك بتجهيز السائل المنوي والحيوانات المنوية لقذفها عبر العضو الذكري.
• تبدأ الحيوانات المنوية الناضجة والجاهزة بالانتقال إلى عضو قريب من الخصيتين يُدعى ب”البربخ”.
• تنتقل الحيوانات المنوية من البربخ باتجاه أنبوب عضلي يُدعى ب”الأسهر”، الذي يختص في دفع الحيوانات المنوية شيئًا فشيئًا عبر الاستعانة بانقباضات عضلية ملساء أو بسيطة.
• تصل الحيوانات المنوية إلى الجزء الأخير من الأسهر الذي يُدعى ب”الأمبولة”، حيث مكان مزج الحيوانات المنوية مع السوائل المنوية التي صنعتها الحويصلات المنوية.
• يندفع السائل المنوي بعد ذلك خلال ما يُعرف بالقنوات الدافقة للمني وباتجاه الإحليل البولي، ليمتزج مع السوائل التي تنتجها البروستاتا، ثم ليخرج بعد ذلك عبر آلية القذف النهائية عند وصول الرجل إلى النشوة.

العوامل المؤثرة على نزول المني

توجد أسباب وعوامل كثيرة تؤثر على نزول المني وقد يؤدي بعضها إلى الإصابة بمشاكل القذف لدى الرجال؛ كالقذف المبكر، أو القذف المتأخر، أو القذف الراجع، ومن بين هذه العوامل:

• التقدم بالسن.
• مشاكل البروستاتا.
• مشاكل الغدة الدرقية.
• بعض المشاكل النفسية؛ كالاكتئاب، والقلق، والتوتر المرتبط بالأداء الجنسي.
• المعاناة من مشكلات عاطفية مع شريك الحياة.
• تعويد النفس على اتباع خطوات أو أساليب معينة للوصول إلى الإثارة الجنسية والقذف المنوي.
• التعرض لتجارب جنسية مريرة في سنوات الطفولة أو الإيمان بمعتقدات سلبية عن التجربة الجنسية ككل.
• الإصابة ببعض الأمراض؛ كالسكري، أو التصلب المتعدد، أو إصابات الحبل الشوكي.
• الخضوع لعمليات جراحية في البروستاتا أو في المثانة.
• تعرض الأعصاب أو العضلات الموجودة حول عنق المثانة البولية لأحد الإصابات أو الأضرار المباشرة.
• تناول بعض أنواع الأدوية؛ كأدويةالعلاج الكيماوي، وأدوية الستيرويد، ومكملات أو علاجات هرمون التستوستيرون، وبعض أنواع المضادات الحيوية وأدية ضغط الدم.

تكوين الحيوانات المنوية

تتكون أو تنشأ الحيوانات المنوية في عضو الخصية لدى الرجل، ومن المعروف بأن عملية تكوين هذه الحيوانات تبدأ عند وصول الذكر إلى مرحلة البلوغ، التي ستدفع بجسد الذكر إلى البدء بإنتاج ملايين الحيوانات المنوية في كل يوم، وتحدث عملية تخلق أو تكون الحيوانات المنوية داخل شبكة من الأنابيب متناهية الصغر داخل الخصيتين، ويطلق العلماء على هذه الأنابيب اسم “النبيبات الناقلة للمني”، وتشتهر هذه النبيبات باحتوائها على الخلايا الجنسية، التي تتحول إلى حيوانات منوية بعد تعرضها لهرمونات جنسية معينة، التي من أشهرها هرمون التستوستيرون، لكن قبل أن تتحول إلى حيوانات منوية ناضجة، يفترض أن تمر هذه الخلايا بعمليات انقسامية متعددة لتصل إلى مرحلة تمكنها من امتلاك رأس وذيل لإكسابها القدرة على الحركة.

وما إن تصل الخلايا الجنسية إلى مرحلة النضج وتنجح في التحول إلى حيوان منوي قادر على الحركة، حتى تذهب إلى البربخ الموجود خلف الخصيتين، وغالبًا ما تبقى هنالك ل5 أسابيع متتالية حتى يكتمل نموها، وبعد ذلك تنتقل هذه الحيوانات إلى الأسهر الذي مر ذكره مسبقًا وتبدأ عملية خروج المني عند تعرض الرجل للإثارة الجنسية، وقد يهمك هنا معرفة أن طول الحيوان المنوي الناضج لا يتجاوز 0.05 ملليمتر فقط، كما قد يهمك معرفة أن السائل المنوي يحتوي على حوالي 500 مليون حيوان منوي عند القذف!

قد يُهمُّك

يعتقد الكثير من الرجال أن نزول أي سائل غير البول من العضو الذكري هو دليل على نزول السائل المنوي بصورة لاإرادية، وهذا بالطبع اعتقاد ليس صحيحًا دائمًا؛ إذ يُمكن للعضو الذكري أن يفرز سوائل وخراجات شبيهة بالسائل المنوي من حيث اللون، لكن ليس لها علاقة أصلًا بالسائل المنوي، وخير مثال على ذلك السوائل والخراجات الناجمة عن الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلي؛ كالتهاب الإحليل البولي، والتهاب البروستاتا، والعدوى الجنسية؛ كالزهري والكلاميديا، لكن الإحساس بنزول المني بصورة لاإرادية لا يتوقف عن مسألة الالتهابات الجنسية؛ فهنالك على أرض الواقع أسباب أخرى يُمكن أن تؤدي إلى هذا الأمر؛ فمثلًا يُمكن لسائل أبيض أن يتجمع داخل قلفة الذكر عند الرجال غير المختونين، وهذا السائل هو سائل طبيعي ناجم عن وجود غدد في رأس العضو الذكري لها القدرة على افراز مدة بيضاء طبيعية تُدعى ب”اللخن”، وفي النهاية تجدر الإشارة إلى وجود سائل المذي، الذي هو أيضًا سائل طبيعي ينزل لاإراديًا من رأس الذكر نتيجة للتعرض للمثيرات الجنسية.