الامارات

فوبيا الدم وتأثيرها على صحتك

فوبيا الدم وتأثيرها على صحتك

ما هي فوبيا الدم؟

يشير مفهوم فوبيا أو رهاب الدم Hemophobia إلى الخوف المستمر وغير الطبيعي من الدم، سواء أكان هذا الدم قادمًا من الشخص نفسه، أو من الأخرين، أو حتى من الحيوانات، وقد يعاني المصاب بهذا النوع من الفوبيا من أعراض عصبية بمجرد التفكير بالدم؛ لإن هذا الأمر يذكر المصاب بضعفه اتجاه الإصابات وخوفه منها ومن حتمية الموت، وقد يصاحب هذا الخوف علامات جسدية مرتبطة بالقلق؛ كارتفاع ضغط الدم، وارتفاع درجة حرارة الجسم، بالإضافة لارتفاع معدل ضربات القلب، ومن الجدير بالذكر أن بعض المصابين قد يعانون على غير العادة من انخفاض ضغط الدم أو حتى تباطؤ ضربات القلب، وقد يصل البعض إلى درجة الإغماء من الدم، وبالتالي نشوء فوبيا أخرى بسبب الخوف من الأعراض المصاحبة؛ كالخوف من الإغماء مثلًا.

تعرف على أعراض فوبيا الدم

تظهر على مصاب فوبيا الدم أعراض نفسية وجسدية واجتماعية، يمكنك التعرف عليها من خلال النقاط التالية:

  • انخفاض ضغط الدم.
  • الشعور بالإغماء.
  • شحوب لون الوجه والبشرة.
  • تجنب النشاطات الاجتماعية والرياضية التي قد تزيد من خطر تعرضه للإصابة والنزيف.
  • تجنب زيارة الطبيب أو المستشفى خوفًا من رؤية الدم.
  • الاكتئاب وعدم القدرة على متابعة الحياة الطبيعية التي يريدها المصاب.
  • صعوبة التنفس والشعور بضيق الصدر.
  • تسارع معدل ضربات القلب.
  • الارتجاج والتعرق.
  • القلق والشعور بفقدان السيطرة.
  • كما قد تظهر على الأطفال أعراض مختلفة أخرى؛ كالبكاء، والبحث عن مخبأ، وعدم ترك الوالدين في المواقف التي تستدعي رؤية الدم.

إليك أبرز أسباب فوبيا الدم

يبدأ الخوف من الدم عادةً منذ الطفولة بعد التعرض لصدمة متعلقة بالدم، وهذا يعني بأن الخوف من الدم لا يمكن أن يكون متوارثًا كما هو حال أنواع أخرى من الفوبيا، وقد ينشأ الخوف من الدم بسبب شيء ليس له علاقة بالدم أصلًا؛ كأن يتعرض الطفل لصدمة تواجد فيها اللون الأحمر بالصدفة، وتحولت لاحقًا للخوف من الدم بسبب لونه الأحمر،لكن وعلى أية حال يرتبط الخوف من الدم أو فوبيا الدم بأنواع أخرى كثيرة من الفوبيا التيترتبط بالمجال الطبي؛ فعلى سبيل المثال يبدأ الخوف من الدم عند المصاب بمجرد رؤية الحقن أو عند رؤية الرداء الأبيض الذي يرتديه الأطباء، كذلك الأمر عند البدء بالشعور بالألم في منطقة ما في الجسم، فضلًا عن عوامل أخرى، مثل:

  • مشاهدة التلفاز أثناء عرض فيلم أو قصة عن الدماء والقتلة المتسلسلين.
  • الخوف من الإصابة بالمرض أو الإصابات الاعتيادية، أضف إلى ذلك الخوف من الأمراض المزمنة؛ كالسرطان وداء السكري.
  • الخوف من الجراثيم؛ إذ يُمكن أن يُصر مصابي فوبيا الدم أن الجراثيم تأتي من دماء شخص أخر.
  • الخوف من الموت يحفز بشدة الخوف من الدم.

كيف يتم تشخيص فوبيا الدم؟

لا تخف من الذهاب إلى الطبيب في حال كنت مصابًا بفوبيا الدم؛ لأن الطبيب بوسعه تشخيص حالتك دون الحاجة لتعريضك لأي نشاط يتضمن سحب الدم أو الحقن، وبوسعه تشخيصك فقط من خلال الحديث مطولًا معك، ووصف ما تُاعني منه عند تعرضك لمواقف حياتية ممرت بها من قبل، كما يفضل أن تخبر الطبيب حول ما إن كان أحد أفراد عائلتك يعاني من أنواع الفوبيا المختلفة، وبالحقيقة هناك دليل متبع لتشخيص الإصابة، ويحتوي على عدة أسئلة يلجأ لها الطبيب للتأكد من الإصابة، ويفضل إخبار طبيبك بأي معلومة عن المواقف التي تعرضت لها من قبل ودون أي تردد لتسهيل الوصول إلى الحقيقة حول ما إذا كنت مصابًا بفوبيا الدم أم لا.

تعرف على وسائل علاج فوبيا الدم

تحتاج فوبيا الدم للعلاج؛ وذلك للحفاظ على طريقة حياة المصاب وعدم تدهور صحته بسبب خوفه من الذهاب إلى الطبيب، كما يجب السعي للعلاج إن استمرت مدة القلق الناتج عن الخوف لمدة 6 أشهر وبدء الأخرين بوصف الخوف بأنهم غير منطقي أو مبرر، وهنالك بالفعل العديد من وسائل العلاج لهذا النوع من الفوبيا، والتي يمكنك التعرف عليها كما يلي:

  • العلاج بالتعريض: يتضمن هذا العلاج تعريض المصاب لما يشبه الدم ضمن قواعد وبنية أساسية آمنة لتعويده تدريجيًا على رؤية الدم دون خوف، ويبدأ عادة برؤية صور أو مقاطع قصيرة مصورة، ثم زيادة حدة العلاج تدريجيًا للتعامل مباشرة مع الدم، وهنالك من يفضل من الخبراء مزج هذه الطرق معًا، ويُعد العلاج بالتعريض علاجًا فعالًا ليس لفوبيات الدم فحسب، وإنما للتخلص من أنواع الفوبيا الأخرى أيضًا.
  • العلاج الإدراكي: يسعى مستخدمي هذا النوع من العلاج إلى التعرف على ما يقلقك حول الدم، ومساعدتك بعد ذلك على استبدال هذا القلق إلى أراء وأفكار منطقية حول ما يحدث فعلًا عند تعرضك للإصابة أو النزيف، التي لا تسبب سوى القليل من الألم في العادة.
  • العلاج بالراحة: توجد بعض أساليب الراحة القادرة على التخفيف من القلق الناجم من الخوف من الدم وأنواع الفوبيا عمومًا، وتعد اليوغا وتمارين التنفس العميق أحد أهم هذه الأساليب التي يمكنك ممارستها.
  • العلاج بتطبيق التوتر: يساعد هذا العلاج على مقاومة الشعور بالإغماء الذي يصاحب الخوف من الدم، ويتمحور هذا العلاج حول زيادة شد عضلات الجسم في الذراعين والقدمين والجذع عن قصد لحين الشعور بتوهج الوجه، وذلك طبعًا عند التعرض للدم.
  • العلاج بالأدوية: تستخدم بعض أنواع الأدوية لعلاج الحالات المستعصية من الفوبيا أو الخوف، لكنها خيار غير أمن لبعض الحالات وتحتاج للمزيد من الدراسات، لذلك استشر طبيبك قبل البت في أخذ أي دواء لعلاج فوبيا الدم.
  • وسائل إضافية: بوسعك الإطلاع أكثر على العلاجات المتوفرة لعلاج فوبيا الدم وأنواع أخرى من الفوبيا عبر قراءة: علاج الفوبيا.

مَعْلومَة: هل فوبيا الدم تشكل خطورة على الصحة؟

إن لفوبيا الدم العديد من العواقب والصعوبات السيئة والخطيرة في بعض الأحيان؛ فمثلًا إن كنت تخاف من الدم فلا محالة سوف تتجنب الخضوع للعلاجات المختلفة وزيارة الطبيب، مما ينعكس سلبًا على صحتك، خاصة إن كنت ممن يحتاجون للفحوصات الدورية كمصابي داء السكري، ويمكن لهذا الأمر أيضًا أن يؤثر على قرار الخضوع للعمليات الجراحية، وحتى الذهاب إلى طبيب الأسنان، وسوف يقلل خوفك من الدم نشاطك البدني وممارستك للتمارين الرياضية خوفًا من حوادث النزيف، مما يزيد من خطر إصابتك بأمراض عديدة منها السمنة، ولا تنسى الضرر النفسي الناتج عن الوحدة والعزلة، كذلك الأمر فيما يتعلق بعلاقاتك الاجتماعية والزوجية التي سوف تتعرض لاختبارات صعبة جراء الاكتئاب والخوف.

السابق
الشعر الزائد لدى النساء – Hirsutism
التالي
داء الليشمانيات – leishmaniasis

اترك تعليقاً