الأمراض الجلدية والتناسلية

داء الليشمانيات – leishmaniasis

ما هو داء الليشمانيات؟

داء الليشمانيات (leishmaniasis): هو مرض طفيلي ينتقل عن طريق ذبابة الرمل المصابة بطفيلي الليشمانيا. حيث أن داء الليشمانيات الجلدي مستوطن في أكثر من 70 دولة حول العالم ويصيب ما يقدر بنحو 12 مليون شخص.

في حين أن هنالك العديد من الأشكال السريرية لداء الليشمانيات. حيث يعتمد المظهر السريري للعدوى على نوع الليشمانيا، والذي يختلف باختلاف المنطقة الجغرافية والاستجابة المناعية للمضيف. في حين لا توجد الطفيليات المسببة لداء الليشمانيات البشري في نيوزيلندا أو أستراليا أو جنوب المحيط الهادئ أو القارة القطبية الجنوبية.

حيث أن الأشخاص من جميع الأعمار، الذين يعيشون أو يسافرون عبر مناطق تتوطن فيها ذبابة الرمل وأنواع الليشمانيا، معرضون لخطر الإصابة بداء الليشمانيات. كما إن العيش في المناطق الريفية وقضاء الوقت على الأرض أو بالقرب منها يزيد من المخاطر.

تصنيف وأسباب داء الليشمانيات:

هناك أكثر من 20 نوعاً من طفيليات الليشمانيا التي يمكن أن تصيب البشر؛ حيث تنتقل عن طريق لدغة ذباب الرمل الفليبوتومين. في حين أن ذبابة الرمل هي حشرات صغيرة (1.5 – 3 ملم) تتغذى بنشاط على الدم عند الفجر والغسق. كما تعيش ذبابة الرمل في شقوق الجدران وجحور الحيوانات وفضلات الأوراق في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. في حين أن لدغتهم تكون بدون أعراض وكلاسيكية في المواقع المكشوفة.

داء الليشمانيات له العديد من الأشكال السريرية المعترف بها، وتعتمد مظاهرها على الأنواع الملقحة والاستجابة المناعية للمضيف. كما أن أهم تمييز هو بين الأنواع الأمريكية وغير الأمريكية من الليشمانيا، حيث يمكن أن تؤدي سلالات الفيانيا الفرعية الموجودة في الأمريكتين إلى داء الليشمانيات الجلدي المخاطي.

  • داء الليشمانيات الجلدي: حيث يحدث داء الليشمانيات الجلدي عادةً في موقع التلقيح. وتختلف الأعراض والتشخيص حسب أنواعه.
  • داء الليشمانيات الجلدي المخاطي: وهو شكل مدمر من داء الليشمانيات، والذي يظهر فقط مع الأنواع الأمريكية من الليشمانيا (سلالات فيانيا).
  • داء الليشمانيات الجلدي المنتشر: وهو عرض نادر ناتج عن استجابة تحسسية للطفيلي من قبل المضيف.
  • داء الليشمانيات الحشوي: حيث ينتج عنه إصابة الأعضاء الداخلية وعادة ما يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه. ومن المعروف أيضاً باسم حمى الكالازار أو حمى دومدوم.
  • داء الليشمانيات الجلدي التالي للكالازار: وهو شكل من أشكال داء الليشمانيات الجلدي الذي يمكن أن يحدث بعد شهور إلى سنوات من علاج داء الليشمانيات الحشوي.
  • داء الليشمانيات المتكرر: وهو شكل جلدي نادر من داء الليشمانيات، يحدث في المرضى الذين لديهم استجابة مناعية خلوية جيدة. ومن المعروف أيضاً باسم داء الليشمانيات الذئبي.

السمات السريرية لداء الليشمانيات:

1- داء الليشمانيات الجلدي:

داء الليشمانيات الجلدي هو الشكل الأكثر شيوعاً لداء الليشمانيات، حيث أن الآفات الفردية نموذجية، ولكن تحدث آفات متعددة. في حين أن الآفة الأولية عبارة عن حطاطة حمراء صغيرة تتوسع تدريجياً حتى قطر 2 سم. بينما يمكن أن تكون القرحة رطبة وتخرج صديداً أو جافة مع قشرة متقشرة. كما تظهر القروح عادة على المناطق المكشوفة من الجلد، وخاصة الوجه والأطراف.
حيث يتراوح وقت الحضانة بين لدغة ذبابة الرمل المصابة وتتطوّر الآفة من أسبوعين إلى ستة أشهر. حيث أنه عادة ما تكون الآفات غير مؤلمة، ومعظمها يتم حلها تلقائياً وغالباً ما تترك ندبات ضمورية متبقية. في حين يختلف وقت الشفاء بين شهرين إلى أكثر من عام. كما يمكن أن يحدث المرض المزمن، وهناك خطر انتشاره في مرضى نقص المناعة.

2- داء الليشمانيات الجلدي المخاطي:

يحدث داء الليشمانيات الجلدي المخاطي عادةً بعد حل تلقائي أو علاج موضعي للآفة الجلدية الأولية. في حين قد تتطوّر في غضون أشهر أو بعد سنوات عديدة. كما يبلغ خطر الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي المخاطي مدى الحياة. في حين أنه عادة ما تصيب الآفات الأغشية المخاطية للأنف والفم، ولكن يمكن أيضاً إصابة الأسطح المخاطية للعينين والجهاز التناسلي. لكنه بدون علاج، يمكن أن يحدث تقرح في الأسطح المخاطية وتدمير الأنسجة الكامنة. كما أنه غالباً ما تكون الآفات المخاطية مؤلمة وتصاب بعدوى ثانوية، ممّا يؤدي أحيانًا إلى تعفن الدم. كما يمكن أن يؤدي إلى تشوّه شديد.

3- داء الليشمانيات الجلدي المنتشر:

حيث أن داء الليشمانيات الجلدي المنتشر هو كيان مرضي محدد؛ كما أحياناًً يتم استخدام المصطلح بشكل غير صحيح لوصف داء الليشمانيات الجلدي المنتشر أو المتعدد. كما أن النتائج من الاستجابة التحسسية للعدوى بسبب انخفاض المناعة الخلوية. حيث أنه بعد الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي الأولي، تتطور العقيدات واللويحات غير التقرحية. كما قد تكون الآفات عديدة وقد تمتد إلى الجسم كله. في حين يتبع مسار الانتكاس المزمن أو التدريجي وغالبا ما يصعب علاجه.

4- داء الليشمانيات الحشوي:

يؤثّر داء الليشمانيات الحشوي على الأعضاء الداخلية بما في ذلك الطحال والكبد والغدد الليمفاوية. كما تشمل العلامات والأعراض الحمى، وفقدان الوزن، واعتلال العقد اللمفية، وتضخّم الكبد، وتضخّم الطحال الضخم. في حين قد تظهر الاختبارات المعملية قلة الكريات الشاملة وفرط غاما غلوبولين الدم. كما تشمل المضاعفات نزيف الجهاز الهضمي، والوذمة المحيطية، والفشل الكلوي الحاد، والالتهابات البكتيرية الثانوية. حيث أن فرط تصبغ معمم هو سمة متأخرة من داء الليشمانيات الحشوي. كما قد يتخذ داء الليشمانيات الحشوي أشكالاً مختلفة تتراوح من مرض يختفي ذاتياً بدون أعراض إلى كونه مهدداً للحياة.

5- داء الليشمانيات الجلدي التالي للكالازار:

وهو شكل جلدي من داء الليشمانيات ينتج عن مضاعفات داء الليشمانيات الحشوي. في حين أنه يحدث بعد شهور إلى سنوات من علاج داء الليشمانيات الحشوي. كما تحدث غالبية الحالات في السودان (حتى 50٪) والهند (حتى 10٪). حيث أن الآفات هي إما حطاطات وعقيدات متورمة أو مناطق من نقص التصبغ البقعي. كما تعدّ الأكثر شيوعاََ ويصيب الوجه والجذع والأطراف. كما قد يصاب أيضاً الغشاء المخاطي للفم ومنطقة الأعضاء التناسلية. حيث يختلف التشخيص والعلاج باختلاف الموقع.

6- داء الليشمانيات المتكرر:

يحدث داء الليشمانيات العكسي في المرضى الذين لديهم استجابة مناعية خلوية جيدة. كما يتبع الحل العفوي للآفة الجلدية الأولية ظهور آفات جديدة حول حافة الندبة الأولية. حيث عادة ما تتقرح الآفات ثم تلتئم. بينما تستمر الدورة بدورة متكررة مزمنة، عادة تكون على مدى عقود.

كيف يتم تشخيص داء الليشمانيات؟

يعتمد تشخيص داء الليشمانيات عادةً على التاريخ والمظهر السريري للآفة، حيث يعدّ تاريخ السفر الشامل، بما في ذلك السفر التاريخي بسبب فترة الحضانة الطويلة، أمرًا مهمًا في المناطق غير الموبوءة. كما يمكن تأكيد التشخيص عن طريق تحديد الطفيل في الخزعة أو مسحة الجلد المشقوق. كما يمكن أيضاً استخدام عينة الزراعة و PCR لتأكيد التشخيص وتحديد نوع الليشمانيا، وهو أمر مهم عندما يكون هناك خطر الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي المخاطي.

في حين تستخدم الأمصال لتأكيد التشخيص في داء الليشمانيات الحشوي. بينما في أكثر من 70٪ من الحالات، يمكن أن تكشف خزعة الجلد كاملة السُمك عن الطفيل. كما يستخدم علم أمراض الأنسجة أيضاً في تحديد داء الليشمانيات الجلدي المخاطي وداء الليشمانيات الحشوي. كما يجب أيضاً إجراء تعداد الدم الكامل واختبارات وظائف الكبد في داء الليشمانيات الحشوي.

ما هو علاج داء الليشمانيات؟

في داء الليشمانيات الجلدي، تختلف خيارات العلاج اعتماداً على ما إذا كانت الآفة تعتبر بسيطة أو معقدة. حيث أنه في داء الليشمانيات الجلدي غير الأمريكي، تعتبر الآفات معقدة إذا كانت أكبر من 4 سم، ومتعددة، ومرتبطة بالانتشار اللمفاوي، ومستمرة أكثر من 6 أشهر، كما أنه في الأفراد الذين يعانون من كبت المناعة، والموجودة فوق المفاصل، أو في المناطق الحساسة من الناحية التجميلية. حيث يجب اعتبار جميع حالات داء الليشمانيات الأمريكي معقدة بسبب خطر الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي المخاطي مع سلالات فيانيا.

تشمل خيارات العلاج لآفات داء الليشمانيات الجلدي ما يلي:

  • الشفاء الذاتي (الآفات البسيطة فقط).
  • العلاجات الموضعية: مثل العلاج بالتبريد، والعلاج بالحرارة، والعلاج الضوئي، وإميكويمود، والباروموميسين الموضعي (المعروف أيضًا باسم أمينوسيدين).
  • الأنتيمون داخل الآفة: مثل ستيبوجلوكونات الصوديوم وأنتيمون الميغلومين.
  • العلاجات الجهازية غير الأنتيمونية: مثل الأمفوتريسين B، وميلتيفوسين، وبنتاميدين.
  • الأدوية المضادة للفطريات آزول: مثل إيتراكونازول، وفلوكونازول، وكيتوكونازول، وباروموميسين، كبريتات الزنك، والوبيورينول.
  • مضادات الأنتيمون الجهازية (عن طريق الوريد أو العضل): مثل الستيبوجلوكونات الصوديوم، وأنتيمون الميغلومين.

ستحل معظم حالات داء الليشمانيات الجلدي البسيط تلقائياً دون علاج، ولكن قد يستغرق ذلك عدة أشهر وقد يؤدي إلى حدوث ندبات. في حين أن مضادات الليشمانيات الجهازية هي الدعامة الأساسية لعلاج آفات الليشمانيات الجلدية المعقدة وداء الليشمانيات الجلدي المخاطي وداء الليشمانيات الحشوي. حيث لا يمكن تناولها عن طريق الفم، وقد تصل مدة العلاج إلى 28 يومًا للآفات المخاطية. بينما يتطلب العلاج دخول المستشفى، وهناك خطر من الآثار الجانبية، بما في ذلك السمية القلبية. حيث يجب معالجة التهابات الجروح الثانوية بالعلاج المناسب بمضادات الميكروبات. كما تستخدم العلاجات الجراحية وعلاجات الليزر التبخير أيضلً في الآفات المناسبة.

1- منع لدغات الحشرات:

حيث أنه يمكن منع العدوى عن طريق تجنب لدغات ذبابة الرمل. نظراً لعدم وجود لقاحات أو أدوية حالياً للوقاية من العدوى، كما يجب على المسافرين إلى المناطق التي ينتشر فيها داء الليشمانيات تقليل خطر تعرضهم للعض من خلال الالتزام بالتدابير الاحترازية التالية.

  • تجنّب الأنشطة الخارجية، خاصة عند الغسق والفجر عندما تكون ذباب الرمل أكثر نشاطًا.
  • ارتداء قمصاناً بأكمام طويلة وسراويل طويلة وجوارب.
  • وضع طارد الحشرات على الجلد المكشوف وتحت أطراف الأكمام وأرجل البنطال.
  • رش الملابس وأماكن المعيشة والنوم (بما في ذلك الناموسية) بالمبيدات الحشرية المحتوية على البيرميثرين.
السابق
فوبيا الدم وتأثيرها على صحتك
التالي
علاج الوسواس القهري في 3 خطوات بهدي القرآن

اترك تعليقاً