قوة النفس
تُعرف قوة النفس على أنها القوة الذهنية، والفكرية، والنفسية، والأخلاقية التي تجعل الشخص قادرًا على التحكم بنفسه والسيطرة عليها، ومواجهة جميع مصاعب الحياة وتحديها عن فهم وإدراك لطبيعة ما هو حوله، وهي طاقة عظيمة داخل الشخص تحمي أعصابه من الاحتراق وتجعله صامدًا أمام كل الشدائد والمصائب، وتمنحه قوة الصبر والمثابرة دون خوف أو تردد أو قلق، وهي سلم النجاح في الحياة، وعند وجود التناغم بين العقل مع القوة العقلية سيكون الإنسان على أهبة الاستعداد لمواجهة أي موقف، فقوة النفس تعتمد على حُب الذات وفهمها واحترامها، ويعد العقل هو منبع التفكير العقلاني وأيضًا مصدر الخيال، وإن ما يُضيّق خناق المخيلة هو التفكير والمنطق، ولذلك يجب أن إطلاق العنان للمخيلة والأفكار لتبحث عن كل ما يُمكن تحقيقه، وعندما يُحصر تفكير الإنسان على ما يمكن الإخفاق به، ستضيع الفرص واللحظات هدرًا، ويعد الإيمان بقوة الثقة بالنفس هو مفتاح تحقيق ما نصبو له.
علامات وأساسيات قوة النفس
يظن العديد من الناس أن قوة الشخصية تعني السيطرة أو التحدث بطريقة غير مهذبة مع الآخرين، ولكن نذكر فيما يلي بعض الصفات الشخصية القوية التي يجب أن تتحلى بها حتى تكون قويّ النفس:
- مقتنع برأيك لكنك لست متعجرفًا: وتستمتع بمناقشة الأمور المهمة مع الناس ولديك القدرة على الدفاع عن رأيك، إضافة لحُبّك للاستماع إلى وجهات النظر التي قدمها الآخرون ولا تستهن بهم أو تتجاهلهم بأي شكل من الأشكال.
- حازم: أنت تثق في عقلك وتثق في غريزتك لاتخاذ القرارات الصحيحة، فإن الحكمة تتمثل في أن تكون جريئًا وتتخذ إجراءً بدلًا من انتظار الحياة أو شخص آخر يختار لك.
- قرارتك تنبع من عقلك لا عاطفتك: ويُمكنك استخدام الغريزة لإرشادك، لكنك تفعل ذلك بواسطة نهج عقلاني تتبعه في حل المشاكل، وبذلك تكون سمحت لعواطفك أن يكون لها رأي في كيفية إنجاز الأمور، لكن معظم القوة تكمن في الجزء المنطقي القائم على المعلومات من عقلك.
- لا تتخلَّ عن مبادئك: أنت وحدك الذي تعرف ما الذي تمثله ويجب أن تكون مصممًا بشدة على الطريقة التي تتصرف بها حسب معتقداتك، ولا تسمح لأحد أن يقنعك بفعل شيء لا تشعر أنه على صواب.
- لا يُهمك إرضاء الآخرين: لكن يجب أن تُعاملهم باحترام لكن ليس لإرضائهم، وعليك أن تكون على طبيعتك وإن لم يُعجبهم ذلك فتلك مشكلتهم هم.
- الأهداف: تعلم جيدًا كيفية تحقيق أهدافك، وتعلم مسبقًا كيف ستكون حياتك في المستقبل، فلا تجلس مكتوف الأيدي منتظرًا أن تتحقق أحلامك، بل حاول الوصول إليها بكل عزم وقوة.
- لا تبقَ عالقًا في الماضي: ما حدث فقد حدث، فليس من المنطقي أن تقضي وقتك في التفكير فيما حدث، بل ما يُهمك هو ما يحدث الآن وكيف سيؤثر ذلك على مستقبلك.
- تعلّم من الأخطاء وأقرّ بالخطأ.
- لا تجعل خوفك يقف عائقًا أمام تحقيق أحلامك.
اكتشاف قوة النفس ونقاطها
إن البحث عن نقاط قوة النفس والتحلي بها يجعل الإنسان أكثر ثقة ليبدأ في إحداث تأثير أكبر على العالم، ومن طرق اكتشاف النفس ما يلي:
- الهدوء: إذ إنك لن تكون قادرًا على معرفة نفسك حتى تأخذ الوقت الكافي في اكتشافها، وكن هادئًا واكتشف نفسك الحقيقية.
- اكتشف هويتك: إن من المهم أن تكتشف ذاتك قبل أن تخطط لما تُريده في المستقبل، لتصل إلى الشخص الذي تطمح أن تكون عليه.
- استثمر الطاقة: في تحقيق الأهداف واسعَ في البحث عن طرق النجاح، ولا تهدر الطاقة الشخصية في الأمور البسيطة التي لا فائدة منها، ويكون ذلك من خلال اكتشاف ما تُجيده، وقد يتطلب هذا الأمر عدة محاولات، وسيدفعك هذا الأمر لتوطيد علاقتك مع نفسك.
- أدر الأمور بمسؤولية:، فعندما تُقدم على أمور الحياة وتشعر بالمسؤولية تجاهها؛ فهذا يمنحك الشجاعة والقوة التي تعزز الطاقة الإيجابية في النفس.
- افتخر بنفسك وقدّرها: وهذا يعزز من قيمة نفسك ويبعدك عن الشك في الذات، ويجعلك تتقبّل الرأي الآخر وتصبح قادرًا على استيعاب الفكر الناقد.
- تعلم أشياء جديدة: ولا تهدر الوقت في التفكير بالأعمال السيئة السلبية التي من شأنها تدمير الذات.
- اتخد أفكارك لمواجهة مخاوفك: فعندما تدرك تمامًا طبيعة ذاتك ستتمكن من محاربة وساوسك، وبالتالي تصب كل تركيزك على نقاط قوتك لتحدث الفرق في نفسك أولًا وفي العالم ثانيَا.
أسباب عدم الحصول على قوة النفس
إن انعدام قوة النفس تظهر الشخصية ضعيفة وتقلل من ثقة الشخص بنفسه ومن الأسباب المؤدية لذلك:
- الخوف والتردد والقلق الذي يؤثر سلبًا على النفس ويمنعها من الشجاعة التي بدورها تمنح القوة للنفس.
- الأفكار السلبية وهي عدم رؤية أي جانب إيجابي في الأعمال ورؤية الأخطاء فقط مهما كانت صغيرة.
- الشعور بانحطاط الذات وعدم تقديرها، والشعور بالانتقاص عن الآخرين.
- الفشل الدائم وعدم الصبر على مصاعب الحياة والتذمر واليأس.
- التفكير بالعاطفة أكثر من العقل، فالعاطفة تجلب التردد في القرارات الصعبة.
