الامارات

ما هو الفرق بين النفس والروح

ما هو الفرق بين النفس والروح

الفرق بين النفس والروح

ظهرت الدراسات الفلسفية والدينية التي شرحت الفروقات بين النفس والروح، ووردت الأدلة من القرآن الكريم لتظهر مفهوم كل منهما، إذ كان للدين رأي خاص في الروح والنفس؛ فقد ورد في بعض الآيات القرآنية أن للروح خصوصية تميزها عن غيرها، فهي من أمر الله ولا يمكن اكتشاف طبيعتها باستخدام العقل، فعلمها يبقى عند الله تعالى فالروح هي الجزء غير المادي في جسم الإنسان، أما النفس هي مقر العواطف للإنسان والمسؤول الرئيسي الذي يحدد شخصيته، وبحسب الآية التالية: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } ، فالآراء الدينية اتفقت على أن الروح هي الطاقة التي أعطاها الله تعالى لمخلوقاته وهو ما يمكّنها من الحياة والتكاثر، واستنفاد هذه الطاقة ينتهي بموت الجسد، إلا أن الروح خالدة في عالم لا يعلمه إلا الله تعالى.

والنفس بحسب الدين هي الدافع تجاه فعل الخير أو الشر، ويوجد النفس اللوامة، وكما ورد في القران الكريم بقوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ، وجاءت هنا بمعنى الشخص أو الذات، ويمكن للإنسان تطهير نفسه عبر التحلي بالأخلاق الحسنة التي تهذبها، وقد وصف الله النفس المطمئنة عند الإنسان بالتي ترجع إلى خالقها لتدخل في جنته.

الروح

الروح من أكثر المفاهيم التي يصعب شرحها، وتُسمى أيضًا بالروح البشرية، فالروح خالدة، وتعني روح الإنسان، ويمكن الإجماع على أن الروح مستقلة لا يمكن الإحساس بها كالأجسام المادية، وهي أكثر سموًا من النفس والجسم، وتحتل مكانًا خاصًا بها لا يمكن إدراكها بالحواس.

وبحسب رأي الفيلسوف الإغريقي أفلاطون والذي اهتم بدراسة الإنسان: “إن الروح هي الكيان الخاص بكل إنسان وهي القوة التي تحركه”، واعتقد أفلاطون: “أن النفس جزء من الروح التي تتكون أيضًا من العقل القادر على التفكير والرغبة التي تساعد على الاختيار”؛ أي إنها جوهر الشخص، وحتى بعد الموت فالروح موجودة وقادرة على التفكير.

وتتكون الروح الأفلاطونية من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هي الروح العقلانية، وتقع في الرأس لذا تسمى بالمنطقية أو العقل، والجزء الثاني هي الروح المفعمة بالحيوية وتقع بالقرب من منطقة الصدر لذا تُسمى أيضًا بالعاطفة، والجزء الثالث هي الشهية وتقع في المعدة لذا ترتبط بالشهية أو الرغبة، وهذه المستويات الثلاثة للنفس تتوافق مع الطبقات الثلاثة في المجتمع، فنستنتج أن الروح هي علامة مميزة للكائنات الحية، ويجب الحفاظ على توازن هذه الأجزاء الثلاثة بالشكل الصحيح، إذ يحكم العقل بينما تُطيع الشهية، وتعد جزءًا مهمًا للتعبير عن الحالات العاطفية المسؤولة عن التخطيط والتفكير العملي، وكذلك تتحكم بالفضائل مثل الشجاعة والعدالة.

بالانتقال إلى بعض النظريات الفلسفية، فالروح ليست مسؤولة فقط عن الوظائف العقلية أو النفسية مثل الفكر والإدراك والرغبة، بل هي أيضًا تحمل الصفات الأخلاقية، أو يمكن تفسيرها بطريقة أخرى وهي أنها المسؤول الرئيسي عن جميع الوظائف الحيوية التي يؤديها أي كائن حي، والفيلسوف أرسطو عرفها على أنها الأساس الذي يتكون منه الإنسان والجزء غير الملموس، وهي ليست جسدًا أو جسمًا بحد ذاته.

النفس

أدرك الفلاسفة اختلاف النفس عن الروح، وعُرفت النفس بطريقة الحياة والتفكير التي يحيا بها الإنسان، كاتّصافه بالأخلاق الحسنة وقدرته على التغلب على الشهوات وإرادته وتفاعله مع من حوله من خلال مشاعره وأفكاره، وفي بعض الأحيان تشير إلى الشخص، وإلى الحالة العقلية أو التصرف، أي التصرف العقلي للشخص أو تصرفه أثناء موقف معين، وأكثر ما يميز النفس هو الوعي، كما عُرفت بأنها القوة المحركة للجسم وهي التي تقرر السلوك، وتبقى ملاصقة للجسد فلا تنفصل عنه وهي فانية بفنائه.

الجسم

جسم الأنسان هو الجزء الأسهل والمرئي لفهم الطبيعة البشرية، فالجزء المادي الملموس منا هو الجسم كالعظام، والجلد، العضلات، الدم، والأعصاب والشعر، وهو الجزء الذي يتحلل بمرور الوقت ويتوقف عن العمل في النهاية عند موت الإنسان، فجسم الإنسان هو الهيكل العام للإنسان، ويتألف من الخلايا العديدة المتنوعة التي تضمن التوازن في الجسم البشري.

ويُعرف تطور جسم الإنسان أنه عملية النمو والوصول إلى حالة النضج؛ إذ تبدأ من مرحلة التكوين داخل جسم الأم إلى التطور ما بعد الولادة، ويشمل هذا النمو النمو البدني والنمو النفسي، ويتأثر بالعوامل البيئية الوراثية والهرمونية وغيرها، ويستمر هذا النمو طول حياته، وهو الجزء الوحيد الذي يتأثر ويتحلل عند الموت، إذ إن الروح تصعد إلى السماء بعد موت الإنسان، وبمعنى آخر أن الذي يموت هو جسم الإنسان.

التطور في شخصية الإنسان

عملت الدراسات القديمة على معرفة الخصائص البشرية التي تطورت خلال السنوات الماضية؛ إذ بدأ تطور الدماغ لدى الإنسان والزيادة في حجمه، وقد قال الفلاسفة أن الإنسان مخلوق قادر على الحركة والإحساس ويملك الإرادة والعقل، وللطبيعة البشرية العديد من الخصائص التي تميز أي إنسان عن غيره، مثل: التفكير، الشعور.

فشخصية الإنسان تعرف بالسلوكيات والأنماط العاطفية التي تتطور مع شخصيته، وهذا التطور في شخصيته يعتمد على البيئة المحيطة بالشخص والتفاعلات النفسية مع هذه البيئة، والكاريزما الفطرية التي تُعرف بأنها الجاذبية الجنسية، أو الطاقة، أو القدرة على التعبير عن الذات، فالشخصية موروثة ومتطورة، وللتنشئة دور مهم في تنمية شخصيته.

السابق
الثآليل التناسلية – Genital condyloma acuminatum
التالي
قوة النفس

اترك تعليقاً