الامارات

كيف أعرف شخصيتي في علم النفس

كيف أعرف شخصيتي في علم النفس

علم النفس

علم النفس هو العلم الذي يدرس الحالات الذهنية والعمليات السلوكية لدى البشر والحيوانات، وهو علم العقل والسلوك الاجتماعي المتنامي، ويعود التاريخ المبكر لعلم النفس في الثقافة الغربية إلى الفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو وأبقراط، إذ ركز أبقراط في فلسفته حول المزاج الإنساني الأساسي والسمات المرتبطة بها، وكان يعتقد بأن بعض الأمراض تعود إلى اختلاف مزاج الإنسان واضطرابه، كما افترض أرسطو أن الدماغ هو مقر العقل البشري العقلاني، وفي القرن السابع عشر جادل رينيه ديكارت بأن العقل يمنح الإنسان القدرة على التفكير والوعي، فالعقل يقرر والجسد ينفّذ، كما أن فيلهلم وندت في ألمانيا وويليام جيمس في الولايات المتحدة الأمريكية هما من ساهما في تأسيس علم النفس والاعتراف به كعلم رسمي في القرن التاسع عشر، كما أن جيمس عرّف مبادئ علم النفس في عام 1890 ميلادي بأنه علم الحياة العقلية.

كيفية معرفة الشخصية في علم النفس

الطريقة الأولى

أشار دان ماك آدامز أستاذ علم النفس في جامعة نورث وسترن إلى أنه يجب على علماء النفس أن يبحثوا أولًا عن الأشخاص، وبناءً على هذا الهدف طرح السؤال التالي: ما الذي يتطلبه الأمر لمعرفة شخصية الأفراد بطريقة علمية؟ وللإجابة على السؤال يشير ماك آدامز إلى ثلاث مستويات لمعرفة الشخصية في علم النفس وهي:

  • المستوى الأول (الصفات العامة): هو وصف الصفات العامة للشخص مثل؛ مدى الخجل أو مستوى الذكاء أو اللطف وطريقة التعامل من الآخرين، فيمكن للصفات التي يتحلّى بها الشخص مثل المرح والهدوء أو العصبية أن تكون مؤشرًا واضحًا على شخصيته، يمكن لجمع هذه المعلومات أن تعطي انطباعًا صحيحًا عن شخصية الفرد أو تكوّن فكرة واضحة عن شخصية الغرباء والناس الذين يلتقي بهم الإنسان لأول مرّة، وبالنسبة للغرباء تفيد هذه المعلومات في توقّع ردود أفعالهم وانفعالاتهم.
  • المستوى الثاني (المخاوف الشخصية): هو وصف للاهتمامات الشخصية للفرد، للاضطرابات الشخصية والمهام الحياتية، وكذلك استراتيجيات الدفاع والتكيّف والأمور المماثلة التي تنطوي على أوقات وأماكن محددة من حياة الشخص تشكّل عنده خصوصية ما، فغالبًا ما تبيّن المخاوف الشخصية للفرد ما يفكّر به وما يريده في حياته، وكذلك أساليب الحياة التي يستخدمها الشخص كاستراتيجيّات الدفاع للحصول على ما يريد أو تجنب أشياء ومواقف معينة.
  • المستوى الثالث (الوصف الدقيق): بعد معرفة السمات العامة والمخاوف للشخص يبدأ الإنسان بمعرفة الشخصية بصورة أدق وبتفاصيل أكثر، فيعرف الإنسان شخصيته من خلال طريقة فعل الأشياء والتصرّف في مواقف معيّنة وكيفية التعبير عن النفس وما يجول داخلها من خلال الاستراتيجيات والخطط والتكتيكات والأهداف التي يطمح الإنسان للوصول إليها، وهنا يبدأ الفرد بالغوص في عقله أو عقل الأشخاص من حوله، وتمكّن هذه الطريقة الإنسان من معرفة مخاوفه وتقلّباته وإدراكها بطريقة تساعد على تحسين شخصيته.

الطريقة الثانية

تكون الطريقة الثانية من خلال تحديد الصفات الشخصية أو كيف يصف الإنسان نفسه، ويكون ذلك من خلال الخطوات التالية:[٣]

  • وضع قائمة الصفات الشخصية: يضع الإنسان في هذه القائمة السمات أو الصفات الثابتة التي لا تتغير مع مرور الوقت، ويمكن أن تكون هذه الصفات إيجابية أو سلبية، ولكن يمكن لهذه القائمة أن تساعد الإنسان في تحديد شخصيته، ويمكن كتابة العديد من الصفات على ورقة كالتفاؤل، الطموح، تحمّل المسؤولية أو غيرها من الصفات، ويضيف الشخص إلى قائمته كل الصفات التي يعتقد أنه يتمتّع بها، كما يمكن تضمين السمات التي يستخدمها الأصدقاء أو الأهل والأقارب باستمرار.
  • دراسة المواقف والأفعال: تشير بعض الدراسات إلى أن الشخصية تؤثر كثيرًا على طريقة التعامل مع الآخرين ومع مواقف الحياة، كما أنها تؤثر على السلوك أيضًا، فيجب النظر إلى الأفعال وردود الفعل في بعض المواقف لمعرفة الشخصية بصورة أدق، فمثلًا يمكن أن يكتب الإنسان عن ردة فعله وإحساسه عندما مرّ في فترة انتقالية، وكيف يتعامل أيضًا مع العقبات والتحديات في حياته.
  • اختيار ثلاث خصائص بارزة: يمكن للإنسان أن يفكّر في ثلاث كلمات يمكن استخدامها لوصف معظم الصفات التي وضعها في قائمته، وهذه الكلمات الثلاث ستساعد في معرفة الشخصية جيدًا وتلخيصها بكلمات قليلة، ويمكن ذلك من خلال تجميع الكلمات والصفات المتشابهة ووضعها تحت صفة عامة تدلّ عليهم.

الشخصية في علم النفس

الشخصية هي الصفات والسمات التي يصف الناس بها بعضهم البعض، ولكن الكثير منهم لا يعرفون ما هي الشخصية أو ما تدور حوله الدراسة العلمية للشخصية، فشخصية الإنسان الفريدة هي التي تجعله هو وتجعله فريدًا وتؤثر على علاقته بكل شيء من حوله وعلى طريقة حياته، وبالتأكيد توجد العديد من العوامل التي تؤثر وتساهم في تكوين شخصية الفرد بما في ذلك علم الوراثة والتربية وتجارب الحياة، وقد يجادل الكثيرون بأن ما يجعل الإنسان فريدًا هي الأنماط المميزة للأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تشكّل الشخصية، وعلى الرغم من عدم الاتفاق على تعريف واحد إلا أن المتفق عليه هو أن الشخصية ما ينشأ عليه الفرد ويبقى ثابتًا مدى الحياة، وتشمل الشخصية جميع الأفكار وأنماط السلوك والمواقف الاجتماعية التي تؤثر على نظرة الإنسان إلى نفسه وغيره وإلى العالم وما يؤمن به، فعلم نفس الشخصية هو أحد أكبر فروع علم النفس وأكثرها شعبية، ويسعى علماء النفس دائمًا إلى فهم كيفية تطور الشخصية وكيفية تأثيرها على طريقة تفكير الإنسان وسلوكه، ويسعى هذا المجال من علم النفس إلى فهم الشخصية وكيفية اختلافها بين الأفراد وكيف يتشابه بعضهم بسمات محددة ولماذا، كما يقيم علماء النفس أيضًا ويشخيصون ويعالجون اضطرابات الشخصية التي يمكن أن تتداخل وتؤثر على حياة الفرد اليومية.

فوائد معرفة الشخصية

إن معرفة الفرد بشخصيته تفيده في حياته وتعامله مع الآخرين ومع نفسه، وهنا بعض فوائد معرفة الشخصية:

  • المساعدة في فهم الآخرين بصورة أفضل: يمكن لمعرفة الشخصية أن تجعل الإنسان قادرًا على فهم ردود أفعاله وتصرفاته في بعض المواقف، كما يصبح للشخص رؤيا مختلفة للعالم والتفاعل معه ومعرفة الآخرين أكثر، كما أن فهم سمات شخصية الفرد وشخصيات الناس المقربين منه تفيد في العلاقات الاجتماعية كثيرًا.
  • مساعدة الإنسان في معرفة ما يحب وما يكره: يمكن من خلال معرفة الشخصية أن يعرف الإنسان الأشياء والأماكن التي يفضّلها وكذلك الأشخاص الذين يحبهم أو أولئك الذين لا يرتاح معهم، يمكن أن يكون ذلك مفيدًا في اتخاذ القرارات المهمة في الحياة كاختيار التخصص في الجامعة أو طبيعة العمل المناسب أو الشريك المناسب.
  • فهم نقاط القوة والضعف: إن الدخول في تفاصيل الشخصية وصفاتها يساعد في معرفة ما يتحلّى به الإنسان من نقاط قوة وضعف وتوظيفها في حياته وقراراته المهمة وعلاقاته مع الآخرين.
السابق
أسباب تفشي ظاهرة التوتر العصبي
التالي
أسباب مرض التوحد وعلاجه

اترك تعليقاً