اسلاميات

لماذا توفي عم الرسول وزوجته في عام واحد

لماذا توفي عم الرسول وزوجته في عام واحد

لماذا توفي عم الرسول وزوجته في عام واحد ؟ هو أحد الأسئلة التي تتعلق بالسيرة النبويّة، فقد مرّت دعوة رسول الله عليه الصلاة والسّلام للإسلام في مكّة المكرمة بمراحل عدّة، فكانت البداية بالدعوة إلى التوحيد ونبذ الشر، وبدأ بالسرّ ثم أصبحت دعوة جهريّة، فما كان من المشركين إلّا أن قاموا بتعذيب المسلمين تعذيبًا شديدًا، ولم يكتفوا بذلك بل حاصروا بني هاشم ومنعوا التعامل معهم، وكانت تلك السنين من أقسى ما مرّ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم.

لماذا توفي عم الرسول وزوجته في عام واحد

في بيان لماذا توفي عم الرسول وزوجته في عام واحد فقد كان العام العاشر من بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان من أصعب الأعوام في حياة النبيّ عليه الصلاة والسّلام خلال دعوته في مكّة المكرمة، فكانت البداية بوفاة زوجة رسول الله خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، التي ساندت رسول الله ونصرته في دعوته، ثم توفي عمّه الذي لطالما دافع عنه أبو طالب، فكان ذلك العام عام الحزن، فقد حزن فيه حزنًا شديدًا.

وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها

على الرغم من أنّ الفترة التي سبقت عام الحزن كانت من أكثر المراحل صعوبةً خلال دعوة النبيّ عليه الصّلاة والسّلام في مكّة، فقد مرّ خلالها بالحصار والمقاطعة في شِعب أبي طالب، والمحاولات المتكرّرة لصدّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن دعوته، إلا أنّ وفاة أمّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها ترك أثرًا كبيرًا، وحزنًا عميقًا في نفس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ إذ إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يحبّ زوجته خديجة أشدّ الحبّ؛ فقد عاشت معه خمسةً وعشرين عامًا كاملة، وهي أطول فترةٍ قضاتها زوجةٌ من زوجات النبيّ معه، ولطالما كانت محبّةً ووفيّةً له، فقد كانت من أوائل الناس إيماناً بدعوته إلى الله تعالى، وكانت تمثّل له السند العاطفيّ والقلبيّ في كلّ محنةٍ كان يمر بها، كما في حديث عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا ذَكرَ خديجةَ أثنى فأحسَنَ الثَّناءَ، فغِرتُ يومًا فقلتُ: ما أكثرَ ما تذكرُها حمراءَ الشِّدقينِ قد أبدلَكَ اللَّهُ خيرًا منها، قالَ: ما أبدلني اللَّهُ خيرًا مِنها؛ قد آمنَتْ بي إذ كَفرَ بيَ النَّاسُ وصدَّقتني إذ كذَّبني النَّاسُ وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَنِيَ النَّاسُ ورزقنيَ اللَّهُ أولادَها إذ حرمني أولادَ النَّساءِ”ولم يكن دور أمّ المؤمنين خديجة يقتصر على كونها الزوجة الحبيبة، والامّ الحنون، وإنّما كانت بمثابة المستشار الأول، والوزير المخلص، بالنسبة للنبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فقد كانت رضي الله عنها صاحبة عقلٍ ورأي، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “حسبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مَريمُ بِنتُ عِمرانَ، وخَديجةُ بِنتُ خوَيْلدٍ، وفاطمةُ بِنتُ محمَّدٍ، وآسيةُ امرأةُ فِرعَونَ” ولذلك كانت مصيبة موتها من أكبر المصائب التي ابتلي بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وفاة أبو طالب عم النبي

تدهورت صحة أبو طالب ومرض بعد خروجه من الحصار في شعب أبي طالب، وقد أحزن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الحزن، وحين علِم عليه الصلاة والسلام بأن عمّه يحتضر أسرع إليه متلهفًا لعله يستجيب لدعوته ويدخل في الإسلام، ولكنّ أبو جهل كان موجودًا هناك وأثنى أبو طالب عن النطق بالشهادة، وتوفي في العام العاشر من البعثة، وهو كافر، وقد كان هذا الموقف من أشد المواقف حزنًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنَّ علاقتهما لم تكن فقط علاقة رجل بعمّه وإنما كان أبو طالب يمثّل للنبي صلى الله عليه وسلم الأب الرحيم، والكفيل، علاقة حميمة وطيدة امتدت إلى ما يزيد عن أربعين سنة، فكان حزن النبي عليه السلام على موت عمّه مضاعفًا.

وهكذا نكون قد أجبنا على لماذا توفي عم الرسول وزوجته في عام واحد، وتحدثنا عن وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأخيرًا تحدثنا عن وفاة أبو طالب عمّ النبيّ.

السابق
ما هو الشيء الذي يقول عن نفسه أنا أسود
التالي
تعريف السيالة العصبية

اترك تعليقاً